السبت، 24 مارس 2018

استسقاء رؤيا من فيض التلاشي // للأديبة المبدعة : إنعام كمونة // العراق

استسقاء رؤيا من فيض التلاشي
نص / إنعام كمونة
أمي .. تأتين دوما معتلية نبض الضياء بمعراج رؤيا تبوح بأجنحة رحيل متعففة الغياب في سرب المنايا حيث الذرى مأهولة بهمس صامت , يسطع صوتك في ثنايا الوجد فأتوه في انبلاج الهذيان , أتماهى بين الأمس وهسيس أمل أقبل هراء الذكرى وقليل من زبد حُلما يطفو في يم الأيام غريقا , فأتمتم بلسان خيبتي المتأرجحة في ملامح ظنوني : ما مثوى فؤادي إلا فيض تلاشي وجفاء ؟! تسري الأماني بما لا يشتهي القدر!! .. 
أماه .. تعالي وودعي وحي السفر لتفكي قيد أذرع الهجر, تعالي .. لينتشي صمت تهويدة بكاء فاتحة ذراعيها بالوسيط تغص بدمع السهر , فأنا ما زلتُ يا أماه فراشة أشتياق أحبو مشرئبة الرأس تحت أقدامك لأروي خيالي من شغف الحكايا ... , أما زلتُ يا أماه ترنيمتك المشاكسة؟ ...
تعالي يا أماه .. وامنحيني بعض من رؤياك بفيء حلم أو شفاعة خيال لأقر بكِ عينا ,ولتزهر سنابل الحنين بأحضان ذؤاباتك لتصنعي على عيني سراج الوان تسابيح الوقار .. , فأنت قبس من رحمة الله على الأرض , أينسى الله ترانيم عباده ؟؟ .. 
روضي عنان المسافات وهنا على وهن بعشق معصوم الهوى منزه التناسي يولد خُطا مدمنة اللهفة ليفيض نور القلم نبوءةً .., بفجر ما يسطرون ..
إنعام كمونة/ عيد الأم 21 / 3 / 2018

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق