الخميس، 22 مارس 2018

بعْدَ الله // للأديب د. عبد الجبار الفياض // العراق

لمناسبة اليوم العالمي للشعر :
بعْدَ الله
سَليها . . .
المَرايا 
لا تَكذب 
في مخزونِها 
ما لم ترَهُ عينُ شمس . . . 
لنْ يخدعَها ما تُخفيهِ عُلَبُ المكياج . . .
سيّدةٌ من الإماء 
لها حكايا لا يعرفُها إلآ هي 
وجُدُرٌ بُكْمٌ 
لو كانَ لحظةً لها قلب !
. . . . .
أَتلَصّصَتْ ؟
وأنا
أحضنُكِ قطعةً منه 
برائحةِ خَلْقِهِ الأولى
آنَ وِلدَ بينَ يدي الله جميلاً 
فما عسى قرينُهُ أنْ يكون ؟
هو أنتِ 
حينَ أُريدُ أنْ أقبّلَه . . .
ذهولٌ 
يأخذُ كُلَّ أنفاسي بعيداً 
في لُجّةٍ بيضاء 
فأستكين 
نغمةً ناعسةً في بحيْرةِ بَجَعِ تشايكوفسكي . . . 
لا أُسمّيه 
لأنّني في حضرتِه 
لا أكونُ غيرَ حبةِ رملٍ من تُرابِه . . .
ينتهي الكلامُ طقوسَ أرواحٍ 
غادرتْهُ بكفنِ عِشقٍ 
لا يُمزّق 
تتمنّى لو عَبرتْ يوماً عالمَ برزخِها
لجاءتْ بما ذهبتْ به . . . 
أماني الموتى لا تموت !
. . . . .
آهٍ 
لو أنَّ الحُبَّ دخلَ قلبَ فرعونَ يوماً ،
ما تفرعَن . . .
لو أنَّ الحَجّاجَ ذاقَهُ رِضاباً في محرابِ حبيبة 
لَدفنَ (اضربوا عنقَه) في آخرِ حنجرتِه . . . 
يا حروفاً من عندِها أنارَ الكونُ زوايا أضدادِه . . .
اذهبي إلى حيثُ تكونينَ سلافةَ شعرٍ بأقداحِ مَنْ أُصيبوا بجنونِه . . . 
لا ترجعي إلآ وأنتِ ضوءٌ 
تسمعُهُ سكاكينُ
نالتْ من أصابعِ الحِسانِ 
ما لم تنلْهُ خدودُ الأُترجِّ في حفلِ ما سعتْ لإعدادهِ زُليْخة !
. . . . .
إيّاكُما أعشَق
كمثلِه 
ما أتى فارسٌ مُتيّمٌ في عصرِ عرباتِ الموْتِ في طروادة . . .
جابَ مجنونٌ صحراءَ العربِ مُصاحباً مهواتِها . . .
انتهى إليه الحلاّجُ على جذعةِ صَلبِه . . .
لكُما أُسطّحُ أعماقاً 
خلتْ مِنْ وجْدِ غيرِكما 
يا أعزّ . . . أنتما . . .
. . . . .
أيُضيرُنا أنْ نُبحرَ إلى ضفةٍ أخرى بمجدافٍ مكسور ؟
إنّها مساحةٌ مفتوحةٌ على أبوابِ الجنّة
لا أوراقَ توتٍ تُخصَف . . .
وإنْ ثالثٌ
فبما عندَنا نُغْويه . . .
التّفاحةُ 
عُلّقُتْ بأُمنيةٍ جفَّ عودُها . . .
فلا خطيئَة 
إلآ ما بيننا من خيوطِ غزلٍ 
تُغزلُ من ضوء . . .
خطيئتي ألآ أدخلَ جُرحاً هو لحدي . . .
لكِ أنْ تقبلي باسقةَ نَخْلٍ مهراً لعينيْكِ . . . 
دعينا 
نرقدُ تحتَ ظلِّهِ شاهداً ومشهوداً . . .
لستُ ناقماً إنْ ترفضي . . . 
تبقينَ امرأةً لا تُشبهُهُا امرأة 
لكنَّني
أختارُك في اليُسر 
وأختارُهُ في العُسر !
. . . . .
أتدركينَ أنّني في حضرتِه 
أزدادُ دنوّاً من نارِه ؟
تمشقُني
عِشقاً أبيضَ 
هو السّلامُ الذي يُريد . . .
فليذهبْ إلى أسفلِها المُلتهبِ حاملُ جحودِهِ حطباً . . .
. . . . .
لا أدري لِمَ تذكّرتُ لوركا ؟
تشيّعُهُ غرناطةُ تحتَ وابلِ الرّصاص . . . 
كنفاني ؟ 
تُكفّنُهُ بيروتُ بعشقِ الأرض . . .
شكري بلعيد ؟
تبكيهِ أريانةُ بدموعٍ لم تسقُطْ . . . 
قد يتصخّرُ الزّمن
لكنْ 
تنبجسُ منهُ للحياةِ عيونُ ماء !
مَنْ في داخلهِ يُمحى وطن 
أيكونُ اللهُ في قلبهِ هو الله ؟
. . . . .
عبد الجبار الفياض 
آذار / 2018

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق