الأربعاء، 16 مايو 2018

جوع دم وطن مجروح // للشاعر د . المفرجي الحسيني // العراق

جــوع دم وطـــن مــجروح
-----------------------------
قريتي الجميلة بها تضرم النار، لنحترق معها
رمادها، رمادنا ننثره ،يحمله ماء، ونسيم
شربوا نسغ جسدها، استظلوا بنورها
رموها دون كفن!
أتينا نضفر جوعنا حبالاً 
حصاة صرنا، رمالا، جذوراً للنخيل
ما تركنا، نأتي زحفاً ،لا للموت
ما عرفنا ،إنكِ إثم، تزاحم زمن عاهر
مدنه خاوية، صحراء صَامته
لم تَعُدْ هناك أحلام
حلماً، سيفاً، يُغمد في القلوب
جيل تمرغ بالوحل
مترفون، يعانقون احلاما
ما عاد الاحساس بالنصل، نّابت حد العظام
من همي بكيتُ، غنيتُ لفجر آتٍ
يعابر زمننا
خضت البحر، والتحفت السموم
عبرت سور المدينة، وارتفعت خطاك
وحيداً صديقاً 
لا زلنا نرقد ظلاً، على الطرقات
نعانق موتنا علامة
نضيء طريقا، لأجيال الزمن الجميل 
مُدّ طولك، بأي طريق فضاءٍ، لو شئت
اغانينا ماتت، حتى الحزينة
سماءنا، صمت ابدي
ساحاتنا ،دما تبلل أسمالنا
حاصرونا، بالرعب، والهلع
مهاجر، كلا مغرم، مدينتي تستغيث
مشرد غريب، أنكرتني الدروب
قتيل ، أنكرتني المقابر
مهاجر، كلا أقاتل العواصف
خطفت الرياح سفني
طين ينضح من هامي
قلبٌ يخفق حنينٍ لبيدائي
يعانق الريح صوتي 
صديقتي في غربتي، طريقاً لا صديق
غربة تسول، رجعنا
نحلم فيكِ، عمق القلب نُغَنِّي، أحلى الأغنيات
البحر وانا غريبان 
يصيح ما من طريق للغريب
مَن غير البحر يدله للطريق
طردوني
عدتُ يُخفيني النخل
ليل مدينتي بحر، قلبها فوانيسُ مظلمة
مغلوب على أمرها
ليل أنام في جسدي
لا خوفَ من خليفة ولا وعّاظ
حلِّقت السنونو بعيداً، تُغادر دفءَ اعشاشها
حضنك دفئ الليالي الباردة
الشوارع مقفرة مظلمة، تَمدُ أعناقها 
ساحلي ضيّعتهُ، قواربي والمهاجرون
شوارعنا ساحة للرقص، ضيقة
أغانيها لم تضق يوماً، كما ضاقت اليوم
دمي يئنُّ في الزقاق ،يصبغ الحيطان 
محاصر صوتي، خطواتي شجاعة
مرتدياً أحلامي
صوت المدن النائمات، عالٍ 
فضيحتكم انفجرت مثل بارود
تتخطى الموت
تشمون رائحة الدم والجوع
جوع دم وطن مجروح
*********
د.المفرجي الحسيني
جوع دم وطن مجروح
العراق/بغداد
16/5/2018

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق