وطني المفؤود حزنا
الليل ورائحة المدينة
والنساء
وعيونهن الداميات
العابرات
دروبهن والزقاقات القديمة
ينشدن أغنية حزينة
تمتد طولا فهي أنفس
قد عبرن بجروحهن
يحملن
ما في القلب من عبء عذاب
كأنهن بلا إياب
والشارع الشتوي أخرس
لا نبض فيه
لا تحتويه
سوى المواجع والبكاء
ومساكين الشتاء
يرميهم الأملاق من صخرة
والليل يرمق الأمواج في حسرة
لا صوت يجذب فجره الضبابي
في الأفق البعيد
لا مرفأ للسفن
في رسيهن
وكأنهن
على جليد
لا شمس تشرق من جديد
لا صوت أجراس كنائس
غبراء أديرة القساوس
وأصابع الوطن التي رسمت
على وجه الثرى حزن دماء
الأمهات الثاكلات
بلا ملامح
عيونهن الى أنتهاء
يا أيها المطر المموج في الغروب
يا رشة غزيرة تنث
في الدروب
لم يعد قاربك النهري
تشرعه الرياح
أو تحاوره النوارس في الصباح
لم تعد تلك المساءات وديعة
لم يعد شارعنا الشتوي
ذاك الأمس
ممتدا بأضواء ربيعة
لا شيء فيه سوى شبابيك وجيعة
وصدى أرتدادات نواح
أيها الصوت المميز مذ خلقت
كنت أسمى
كنت أزهى سنبله
صرت صمتا سيدي
لا لحن فيك
لا قصائد مذهله
صرت خاليا من صداحات الصباح
آه يا وطني المباح
آه يا وطن الثرى القدسي
قد شقت خواصرك الجراح
لم وجهك غائب
من جميلات الزقاق
أحس في صدورهن
لهفة إشتياق
هل كان داء
هل لامس الجدري وجهك
ام أنت في سفر قصي
أسفي لهذا الأحتراق
ومن جراحك الغدير والندي
تكبلت يدي
يا نبتة الله التي قد
زينت أرض السواد
أسفي على نجم تهاوى
ودموع ليله في أتقاد
أسفي على وطن المروءات العراق
لا نوم فيه
وما به من غفوة
لا كأس نشوة
لا لحن لا عود وداد
لا تضاريس بلاد
أه ياوطن السواد
لم أمنك شارد
ومياهك راعشة
من سنارة صياد
أه للطير المفؤود جراحا
من إفراز الداد
أه للنخل الثاغب من كسر الأعذاق
أه للهوة ما بين الساعد والساق
الحمل مريب سيدتي
والعرجون الأصفر مقزوز الوجه
مركونا دون مذاق
العثة في بلدي
تفقس بيضا وسخا عاق
ورذاذ غبار الليل بلاء
لا المعدة من تخمة كرش سيدتي
بل بذأ الموقف أشرس داء
فخيوط شراعك واهنة
ووجهك مشبوح باق
ومدية العيون فيك
تطعن الصدور دونما حياء
وأنت يا عراق..
دونما أمل
أحس أن أفقك الرحيب ضاق
كأنه آنطفاء
كأني فيك دونما أنتماء
من شهقة النوافذ الخراب
ورمدة الأبواب
وحزن صمتك الملغوم بالجواب
من ليلك الدامع بالبكاء
لم يعد تنورك الطيني
يمضغ الحطب
ويشجر السعاف والكرب
كأن في جداره
شقوق من غضب
رسول الحاج عبد الامير التميمي
،العراق / السماوه
الليل ورائحة المدينة
والنساء
وعيونهن الداميات
العابرات
دروبهن والزقاقات القديمة
ينشدن أغنية حزينة
تمتد طولا فهي أنفس
قد عبرن بجروحهن
يحملن
ما في القلب من عبء عذاب
كأنهن بلا إياب
والشارع الشتوي أخرس
لا نبض فيه
لا تحتويه
سوى المواجع والبكاء
ومساكين الشتاء
يرميهم الأملاق من صخرة
والليل يرمق الأمواج في حسرة
لا صوت يجذب فجره الضبابي
في الأفق البعيد
لا مرفأ للسفن
في رسيهن
وكأنهن
على جليد
لا شمس تشرق من جديد
لا صوت أجراس كنائس
غبراء أديرة القساوس
وأصابع الوطن التي رسمت
على وجه الثرى حزن دماء
الأمهات الثاكلات
بلا ملامح
عيونهن الى أنتهاء
يا أيها المطر المموج في الغروب
يا رشة غزيرة تنث
في الدروب
لم يعد قاربك النهري
تشرعه الرياح
أو تحاوره النوارس في الصباح
لم تعد تلك المساءات وديعة
لم يعد شارعنا الشتوي
ذاك الأمس
ممتدا بأضواء ربيعة
لا شيء فيه سوى شبابيك وجيعة
وصدى أرتدادات نواح
أيها الصوت المميز مذ خلقت
كنت أسمى
كنت أزهى سنبله
صرت صمتا سيدي
لا لحن فيك
لا قصائد مذهله
صرت خاليا من صداحات الصباح
آه يا وطني المباح
آه يا وطن الثرى القدسي
قد شقت خواصرك الجراح
لم وجهك غائب
من جميلات الزقاق
أحس في صدورهن
لهفة إشتياق
هل كان داء
هل لامس الجدري وجهك
ام أنت في سفر قصي
أسفي لهذا الأحتراق
ومن جراحك الغدير والندي
تكبلت يدي
يا نبتة الله التي قد
زينت أرض السواد
أسفي على نجم تهاوى
ودموع ليله في أتقاد
أسفي على وطن المروءات العراق
لا نوم فيه
وما به من غفوة
لا كأس نشوة
لا لحن لا عود وداد
لا تضاريس بلاد
أه ياوطن السواد
لم أمنك شارد
ومياهك راعشة
من سنارة صياد
أه للطير المفؤود جراحا
من إفراز الداد
أه للنخل الثاغب من كسر الأعذاق
أه للهوة ما بين الساعد والساق
الحمل مريب سيدتي
والعرجون الأصفر مقزوز الوجه
مركونا دون مذاق
العثة في بلدي
تفقس بيضا وسخا عاق
ورذاذ غبار الليل بلاء
لا المعدة من تخمة كرش سيدتي
بل بذأ الموقف أشرس داء
فخيوط شراعك واهنة
ووجهك مشبوح باق
ومدية العيون فيك
تطعن الصدور دونما حياء
وأنت يا عراق..
دونما أمل
أحس أن أفقك الرحيب ضاق
كأنه آنطفاء
كأني فيك دونما أنتماء
من شهقة النوافذ الخراب
ورمدة الأبواب
وحزن صمتك الملغوم بالجواب
من ليلك الدامع بالبكاء
لم يعد تنورك الطيني
يمضغ الحطب
ويشجر السعاف والكرب
كأن في جداره
شقوق من غضب
رسول الحاج عبد الامير التميمي
،العراق / السماوه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق