الأربعاء، 9 مايو 2018

يومياتُ عاشقةٍ // للشاعرة المبدعة : هدى أبو العلا // مصر

يومياتُ عاشقةٍ
أكتُبُها أم تكتُبُني
قلْ وداعاً 
لا تلتفتْ لملحٍ رُشَ على الجُرحِ
غدا من وسط الغيوم سوف تشرق الشمس
قلْ وداعاً 
واتركْ نزيفَ الوريدِ يتساقطُ
ليطهُر من صدأ خنجرِ القلبِ
لا تخشى على الأرضِ من قطراتِ دمي
مطرُ السكونِ فى هدأةِ الليلِ
سيُمْحَى من عيونِ المتعبين الأثرِ
قلْ وداعاً
لذاكرةٍ ممتلئةٍ بأوجاعِ القطارِ المسافرِ
ولا تنتظرْ على المحطةِ المشئومةِ انبثاقَ الفجرِ 
من خلفِ دخانِ القطارِ
قلْ وداعاً
ارتجلُ أبياتِ شعرٍ غيرَ مقفيةٍ ولاموزونةٍ
غجريةً قصيدةٌ تلائمُ الجُرحَ
لاتشبهُ أحداً فقطْ تشبِهُنِي
قلْ وداعاً
واتكأ على الجُرحِ
دعْ الصمتَ المصلوبَ على قارعةِ الطريقِ
يَحكي للمارةِ قصةً مرعبةً
تُزلزلُ الروحَ
وتُدهشُ العقلَ
قُلْ وداعاً
وعلى بحيرةِ العمرِ ألقِ عَصَاكَ
وانتظرْ..لا تتعجلْ
ربما تخرُِجُ لك من مآسي العمرِ
رداءَ.. دواءٍ يشفى العينَ من الودقِ
قلْ وداعاً
وعلى جزعِ النخلةِ قِفْ
لتلتقطَ الأنفاسَ المتقطعةَ
ومن لحاءِ النخيلِ
ارسم طريقاً على الموجِ
ينحني فوقَ صخورِ الأمسِ
يقبلُها ثُّمَّ ينفضُ عن شفتيه سريعاً مذاقَ القبَلِ
قُلْ وداعاً
لقلمٍ اعتادَ على العنادِ
تمردَ على حروفِ العمرِ المضنيةِ
واسطُرْ بريشَتِكَ واحةَ العمرِ
اكتبْ على بابِها بحروفٍ من نورٍ اقرأ
........
ثُمَّ تأملْ =انصتْ
ضفادعُ الليلِ تُخِيفُني
تكادُ تتخلى عني أنوثَتِي
ترتعشُ مِني الخلايا
يبتلعُني الصمتُ
.........
قُلْ وداعاً
الليلُ الصديقُ يحَاورُني
يحَدثُني بهدوئِه المعتادِ
وبراكينُ العَالمِ فوهتُها فى صَدرى
يكبحُ جَماحَ ثورتي
يلُفُني بنسيمهِ الباردِ
فأبكي وأبكي وأبكي
فتسقطُ دمعةٌ هاربةٌ
من خلفِ رقيبِ كبريائي
ثُمَّ تسقطُ الأخرى
كأنها اخمَدَتْ شُعلةَ الجنونِ
لكن ......
عندما نظرتُ فى عيونِ الليلِ
لأهندمَ ردائي الممزقَ على نهدي
ألملمُ بتوكةٍ خُصلاتِ شَعري
حدقتُ طويلاً فى عيونِ الليلِ
عجباً....مَاهذا؟!
لمْ أجدْني.
هدى أبو العلا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق