الأحد، 27 يناير 2019

مجلة انكمدو العربي للثقافة والأدب // قراءة موجزة : في ( سلالة إرث المدى ) للشاعرة إنعام كمونة / بقلم جاسم آل حمد الجياشي // العراق

قراءة موجزة: الدلالة الروحانية في (سلالة إرث المدى) للشاعرة إنعام كمونة برؤيا الأديب جاسم آل حمد الجياشي
ما يبهجني جدا هو قراءة نص يحتوي على التدوير في الفكرة ( العودة لما بدأ به ) فنهاياته تكون دوما كما هي بداياته ، ولايرتبط ذلك التدوير بالعودة نصاً في الكلمات لكنه يكمن في الخيط السري الرابط مابين الحرف الأول وحرفه الاخير ، ليس كما يحصل في سيناريوهات الافلام السينمائية والتي تنتهي باختلاف ما تبدأ به ! كيف اذن ونحن نقرأ نصا يتكونُ من شتات سطح الفكرة تحت مسميات عدة ، وهذا النوع طالما هوَ طارد لي كقارئ ، إذ يخلو من روح الشعر حتى يبدو لي كأني أقرأ بدرس الجغرافيا ، وكم كنت أبغض هذا الدرس لجفافه من الروحانية ! بينما أجد نفسي وروحي مشدودة برباط وثيق مع نص أمتلك الرمزية التي تتصف بالمعقولية ذات الوحدة الفكرية التي اشتغل عليها الناص بدراية وقصدية تامة ، نص مالك لرباطة جأشه دون أسفاف كهذا النص الذي انا قرأته الان والذي ابدعت فيه الشاعرة (أنعام كمونة ) فنجدها ممسكة بروح الفكرة من عتبته الى الخاتمة ، تلك الفكرة الوجودية التي طالما اشتغلت على تعليلها الاسطورة في الحضارات القديمة والاديان ، فكرة وسمتها هي بإرث المدى وشاية بحواء !! الطرف الاهم في لغز الوجود ، رغم استضعافها من قبل شريكها في تكون اللغز الوجودي ،،! والذي صرحت به الشاعرة بمتن النص ( آدم) ،،، نص يستحق وقفة مطولة لما احتواه من اشتغال فني ... أولا ...
البناء اللغوي والذي منح الكلمة في النص عدة مداليل ، إذ تكتسب مدلولها مما هو قبل وما بعد..!
ثانياً ... أحتوى النص على السرد الفني ،، النثري ،، الشعري ،، الحبكة بصياغة الفكرة ..!
ثالثاً ...
تضمن النص محاولة جادة جديدة للتراكم السببي الذي يعلل تلك العلاقة الأزلية التي ربطت ( إرث المدى ) بطرفها الآخر ..!
واشتغالات اخرى لايتسع المكان لتناولها لكني وددت الاشارة لبعض مما أحتوى هذا النص .. شكرا لحرفك اختنا الاديبة إنعام كمونة وشكرا لكل حرف يثمر في القارئ الخصب ..! تحيتي
-------------------
سلالةُ إِرث المدى (سرد تعبيري)
نجمةٌ.. في هملايا البهاء تقتفي أثر الغياب في غياهب ماء التيه وفضاءات سر الرقيم, على ضفاف فجر اللاوجود, اهتزت مشيمة حلم الوقت على مرأى سدرة الضياء فاخضرت نبوءة غبش شهقة عجول بسريان القلم, ذرف ضلع الفطرة أنين لهفةَ المخاض من ذرى صُلب سكينة مخضبة بحواس ذاكرة بتول عارية الأمس, أشَرَقَت... ,وووأشـــــــرقت من بصيص خباءه ,حورية مقرنة العطور بذوائب حناء , حافية الخطايا بطيلسان مطر خجول حلت بناظري آدم يمامةَ فرحٍ بأجنحةِ المرحِ كرهمةَ الطللِ مكللة بالحلي والحلل, فاتقدت روافد وحمة الود ونبض تساؤل يرتقُ معصمي خياله زادَ وجهَ بشارةً, اِستنهض رواكد رقدتهُ الفضية ذهابا وإيابا, خلَعَ سطوةَ عقاله الممرد وولى مقبلا ,يقلبُ فراغَ ذاكرتهُ الناصعة الجبين على مدار خطوط كفيهِ وصدى تمتمةِ الحواس تخضرمُ صفا رأس الذهول , ياااا لفتاتِ ضلعٍ تدلى هنيهةٌ حبلى من رحيقِ بسملةُ المشيئةَ في دروبِ أحجية ضوءٍ ساربٍ !!, ما أن مس جوف الطين بذار الروح حتى هجر الليل سفح جفونه فاستفاق على وترٍ صباح هادر التوهج يلتفُ حبله السري بدفء مرايا أنسية !, معطر لحاء العمر همسات وجد, شرقية الخصال ممتشقة عروش البدء قبل سكرة الوقت وبرق التأين !! ...
وبهشاشةِ لحظةِ الوسن فارَ تنور النوى خفقة محاق كلمحٍ بالبصر, فتبوءَ ملاذ القدر ميلاد نجم غوى ثم بطيف سكرتهِ هوى, هناااا وهناااك أشجارا معلقة الجذور في هباء التراب صلصال هشيم , وغدت سنديانة الحرير أرث سلالة المدى تكحل بريق عينيها سذاجة عمر الفرح...
23/1/2019 ...إنعام كمونة

مجلة انكمدو العربي للثقافة والأدب // سيميولوجية العنوان : قراءة في ديوان ( فراغ مقلوب ) للشاعر جواد الشلال : بقلم الناقد حسين الساعدي / العراق

سيمولوجية العنوان
قراءة في ديوان (فراغ مقلوب) للشاعر "جواد الشلال"
بقلم/ حسين عجيل الساعدي
أعطت الدراسات السيميائية أهتماماً متزايد للعنونه كونها تمثل (مصطلحاً إجرائياً ناجحاً في مقاربة النّص الأدبي، ومفتاحاً أساسياً يتسلّح به المحلّل للولوج إلى أغوار النّص العميقة قصد أستنطاقها وتأويلها)، "السيميوطيقا والعنونة، جميل حمداوي مجلة عالم الفكر، العدد 03، المجلد 25، ص 96". فالعنوان يعد أول أشارة سيمولوجية تجذب أنتباه المتلقي. وغالباً ما يتجاوز اللغة المعيارية إلى لغة منزاحة في مسارها المألوف، ويتعدى إلى أغراض رمزية وإيحائية وفنية وجمالية.
يحدد (ليوهوك) أحد مؤسسي علم العنونة المعاصر، العنوان بأنه (مبنى وشيء مصنوع لغرض التلقي والتأويل). ومسألة (تأويل) العنوان، عالجها (ليفنستن ادمز)، بقوله: (أن العنوان هو نفسه موضوعاً للتأويل إذ كثيراً ما يلعب النص نفسه دور المرشد لتأويل العنوان وليس العكس)، "محمد فكري الجزار، العنوان وسيموطيقيا الاتصال الادبي".
العتبة في اللغة (أسكفة الباب التي توطأ.. والجمع: عتب وعتبات، والعتب: الدرج)، "ابن منظور، لسان العرب، ج1، ص 576". وقد جاء في مقاييس اللغة لابن فارس، أنها سميت عتبة (لارتفاعها عن المكان المطمئن السهل)، "ابن فارس، مقاييس اللغة، تحقيق: عبد السلام هارون، ج4، ص 255".
تؤدي العتبة دور الولوج الى عالم النص، وأولى مراحل التعرف عليه، وتحديد مساراته وهويته، وأستكشاف مكنوناته. وقد عد الكثير من النقاد العتبة ركناً اساسياً، وجعل (كل قراءة بدونها قراءة ناقصة مشوهة النص).
في هذه القراءة نسعى إلى فك شفرة عتبة المجموعة الشعرية (فراغ مقلوب)، للشاعر "جواد الشلال" باعتبارها بؤرة تتجمع فيها دلالات المجموعة، والعلاقة بينها وبين المتن.
يتألف العنوان في جزالة لفظية، من كلمتين هما (فراغ ، مقلوب)، ودلالة كلمة (فراغ) توحي لنا بحالة من الاتساع، فمعناه اللغوي ( الخُلُوُّ او المكانُ الخالي. وفي (الطبيعة والفيزياء) يعني حيِّز خال من المادَّة بصورها الثلاث)، "معجم المعاني الجامع". اما الكلمة الأخرى هي (مقلوب) فيمكن إرجاعها الى جذرها اللغوي.
وإذا تأملنا (عنوان) ديوان الشاعر "جواد الشلال" (فراغ مقلوب)، وتتبع قراءته السيميائية، ندرك وجوب تفكيكه، لأن فيه الكثير من روح الحداثة والمعاصرة، فهو يتوافق مع التشكيل البصري للغلاف أولا، وبوصفه كينونة، وأحتوائه إيحاءات ودلالات، حتى يغدو أغتراباً بمعناه الفلسفي. مما يكسبه قيمة دلالية وأسلوبية. فهو من (العناوين المُربِكة) في تصنيف (ليفنستن ادمز) للعناوين، إذ يعتبر (الحيلة المفضلة) عند الدادائيين والسرياليين، أو نعده من (العناوين الانزياحية).
فعنوان ديوان الشاعر "جواد الشلال" (فراغ مقلوب)، كعتبة أولية، هو عنوان إشكالي يحتاج إلى الحفر في خفاياه وتأويله، لأنه ذات محمولات شعرية متعددة الدلالات، متسماً بمقومات ( الاختزال، التكثيف، الإيحاء، الترميز، الانزياح البلاغي)، أضافة إلى أكتنازه اللغوي. فأختيار الشاعر له لم يأتي أعتباطياً، بل كان قصدياً ومتعمداً، كي يحدث ميزة جمالية غير مألوفة في ذهن المتلقي، وغير متوقعة. فالقصدية هنا وسيلة من وسائل الاتصال بالمتلقي. هكذا أراد الشاعر للعنوان أن يكون غواية يقنع المتلقي ويجذبه الى القراءة، لأن كل شيء في الكتابة الأدبية مقصود، ولا وجود للعشوائية فيها.
قد يكون الفراغ (مقلوب) إنزياحاً مقصوداً، وهي محاولة من الشاعر في ترميز هذا الفراغ وأطلاقه بتعبير جديد. فلفظ (مقلوب) في العنوان يرتبط عضوياً بمفردة (فراغ)، وهذا الوصف يعزز من القيمة الدلالية لفكرة (فراغ)، الذي يكاد أن يكون قضية ذاتية يختص بها الشاعر. فالفراغ عنده يمتلك قيمة جمالية ودلالية ليحلق في أجواءه. فهو يصف حالة نفسية وفكرية وحسية، لها أبعادها العلمية والفلسفية والأدبية.
(الفراغ) مفهوم جدلي، له مصطلحاته ومعانيه الكثيرة، وأثار جدلاً معرفياً واسعاً، تجاذبته حقول معرفية متعددة ومختلفة (علمية، فلسفية، سايكولوجية، اجتماعية، أدبية، جمالية، لغوية)، وأكثر تجاذب له كان بين حقلين معرفيين هما؛ الفلسفة والفيزياء. فلايمكن أخضاعه الى تعريف علمي أو فلسفي أو سايكولوجي أو سيسولوجي معين، وهذا أمر شائك، لأن هناك جدلاً فلسفياً وعلمياً حول هذا المفهوم، الذي يرادف (اللاشيء).
فـ(الفراغ) فلسفياً، كما يقول "إدغار كانزيك" ( يمكن تصوره كغياب لكل شيء، مع تعلق الأمر برؤية ذهنية )، فلا يمكن ان يكون (الفراغ) ألا فراغاً ذهنياً أو ميتافيزيقياً في مجموعة الشاعر "جواد الشلال"، وإجابة لتوتره وقلقه، قد يعيش فراغاً وجودياً لايمكن حده ضمن حدود الزمان او المكان. فـ(بعض الفلاسفة يرون أن الفراغ هو شيء أو كيان له وجود حقيقي)، وهذا الاعتقاد نابع من إدراكهم للأشياء، وحيثما تكون هناك أشياء يكون هناك فراغاً، أما البعض الاخر (يرون أن الفراغ هو ليس شيئاً حقيقياً ولكنه مجرد فكرة في العقل). وهذا الرأي عند الفيلسوف "كانت Kant" حين يرى (أن فكرة الفراغ ليست نابعة من إدراكنا للأشياء المحسوسة). أما "كينيث روبرتز" فيصف عالم اليوم بـ(عالم الفراغ)، وعند الفيلسوف "ماركيوز" (هو ضرب من الإغتراب)، وهنا يقترب "ماركيوز" من فكرة (الفراغ الوجودي)، الذي يمكن أكتشافه وفق منهج تأملي فلسفي، فهو (فضاء تأملي يعمل على تعميق نظرة الأنا إلى آناها)، هذا الشعور يدلل على عدم وجود إنسجام بين الذات وغيرها.
فـ(الفراغ الوجودي) يعني فقدان الفرد للشعور بأن حياته ذات معنى، ويتجلى هذا من خلال الشعور بـ(الملل)، وهو (آية الفراغ الوجودي)، وهذا يعطي إحساساً باللامعنى واللاجدوى. فالفراغ هنا فراغاً من المعنى وليس فراغاً فيزياوياً.
عندما وضع العنوان (فراغ مقلوب)، قد يبدو للمتلقي (خطأً لغوياً) مقصوداً من قبل الشاعر لوجهة يريدها ويقصد إليها. فـ(فراغ مقلوب) لم يسمع به، وليس هناك شيء يمنع الشاعر ان يصف الفراغ بوصف اخر، ويسلم من تساءل (المتلقي)، لكنها (شهوة المخالفة)، وإحساس الشاعر بأمتلاكه للغة، لا أمتلاك اللغة له.

مجلة انكمدو العربي للثقافة والأدب // السوري // كثتبَ النص بمداد الشاعر // مصطفى الحاج حسين // سوريا

السّوري ...
شعر : مصطفى الحاج حسين .
تهدّمت في دمي شموس ضحكتي
وتقصّفت أنجم أحلامي
وتهاوت أشجار أيامي
على أحجار غصّتي النّائحة
براكين موت تفجّرت بأوطاني
دم ينزف من الياسمين
وصراخ أسود يحلّقُ من فوقنا
الأرض لا تعرف أين تختبئ
السّماء لاذت بالظلام
والماء صار يتسوّل عصير الملح
ياالله
كم قاتل يبحثُ عنّي ؟!
كم سكّيناً يشتهي خاصرتي ؟!
وكم مسدّساً يشتاقُ ليتصيّدني ؟!
وما أنا إلاّ مواطن
فقدتُ على الأبواب كلّ الحقوق
تنكّر لي بيتي
وأوصدَ بوجهي بابه
وتخلّى فراشي عن عظامي
وطاردتني أزقّة الحارة
حتّى المدينة
اقتلعت خطايَ من جذورها
ورمتني الدّروب بحجارة الغربة
أقفُ تحت شرفات العدم
أناجي سراب النّار
لا جهة تسمح لي بالتقدّم
لا اختناق يمرّر لي تشرّدي
حاصرني انهزامي
طوّقتني خيبتي
وسخرت منّي العواصم
وحده
البرد يحتضن رعشتي
والجّوع يسلبني قامتي
والقبر تمتدُّ يده نحوي
أشفقَ على جنسيّتي
من أيّ أمة أنا ياالله
العرب تنكّروا لحرفِ الضّاد
وكلُّ البلدان
سيّجت حدودها بالكراهية
وبالحقدِ السّحيق .
مصطفى الحاج حسين .
إسطنبول

مجلة انكمدو العربي للثقافة والأدب // جنون / كُتبَ النص بمداد الشاعرة : روضة البوسليمي // تونس

# جنون.. #
كفكرة ،
بملامح فارس نبيل
فارس ،!
بدرع تهابه الرّماح
أرفرف بين جنبيك ...
أمتطي صهوة حبّي
صهوة عصيّة
على جند الرّيح
أنا ...؟!
هيمانة أنا ،!!
حدّ الزلزلة الكبرى
أعشق اللّوز ...
و نكهات الشوكولا
أبايعك شقّا للرّوح
توأما للمدى ...
تعال ...
تعال ...
نلاحق قوافل الغيمات
و ركب أهل الهوى
و نهجر سفح الخراب
و حضيض القفر
و نترك خنادق النّوى
تعال ...
تعال ...
نحتف بموسم الجني
و نقيم خيمة محرابا
لترانيم طقوسنا ،
يا كبير الآلهة ، في كوكبي
لك صلواتي الخاشعة
فرضها ... و نوافلها
و لك يا تميمة العشق
قلبي و قرابيني كلّها ...
--------------------------------------* /وضة بوسليمي ...تونس

مجلة انكمدو العربي للثقافة والأدب // ظلام السجن / كُتبَ النص بمداد الشاعر : فراس المصطفى // سوريا

ظلام السجن
/ فراس المصطفى /
...........................
وراء القضبان
عتمة رجلٍ مكروب..
لا يريدُ الطعام..
ولا بللَ الشراب..
يريد تربة قبره
يتلوها إنسان..
أغفُ على الأرض..
كأشباحٍ جوعى..
إطوِ كشحاً..
لا تنم على ظهرك
فعليه وصمةُ السّجّان..
ضُمّ يديك بقوة..
وابتهل.. ذلك الدّيان..
شُدّ الوثاق واحترق..
وانفث مدى الآلام..
وانتحِب.. فالدمعُ المُدام..
ولا تنظر إلى عينيه
ذلك الشيطان..
أنظر إلى الظلام..
فعتمة القبر آنسُ من
نظرة السّجّان..
وإن رأيت الباب يُفتح
فلا تهرب سعيداً..
بل كمُرمّل الآلام..
فالجورُ قد ملأ القرى..
ملأ الأزقّة..
وألعاب الطفولة..
بندقية.. بارودُ قنبلة..
وحتى المُدى لعبة..
جيلٌ يحبُّ الموت
يحبُّ رصاصة الإعدام..
حقاً.. أطفالنا جيل الظلام..
والمزنُ تبعثُ بالمطر
تعبثُ بالدخان..
على أفواهنا سقطت..
حبيبات ماءٍ..
بلون دماءٍ..
وفي كل زاويةٍ نحيب..
وخلف أبواب البيوت عويل..
والطاحونُ يهرسُ العيون..
والخبزُ طعمُ دمائنا..
سُحقاً زماني.. متى..
متى يغيبُ القهر
وصولةُ السّجّان..
............................

مجلة أنكمدو العربي للثقافة والأدب // في خمائل روحي // كُتبَ النص بمداد الشاعر : احمد السراجي // العراق

في خمائل روحي
تسكني
زهرة عذراء
واحة فيحاء
جمعت كل عطر
الأرض
كل ألوان السماء
يا أنا بذاتي وشغفي
بعشقي وحنيني
بصمتي وثورتي
يا كل أجزائي
قطعة قطعة
من الألف إلى الباء
قصيدة خُلقت لأجلك
أنا،، أنا
فصولها أشواق
تغارُها الفصول
كلماتُها أطواق
من الورد المأثول
تفيضُ لكِ عطراً وعشقاً
من بين رفث السطور
مازلت فيكِ أغلو
وأهب لعينيك قرابين
ونذور
فأنا ياسيدتي
مذ كان الحب مستباح
جعلته لغيرك محظور
..
أحمد السراجي

مجلة انكمدو العربي للثقافة والأدب // قُلتُ لمَن أُحِبُّ // كُتبَ النص بمداد الشاعر : محمد رشاد محمود // مصر

قُلتُ لمَن أُحِبُّ (7) :
إذا ضَمَّني وإيَّاكِ تَحْتَ مِعْطَفٍ مَطَرٌ، فَلَا انفَكَّ عَن تَسْكَابِهِ المَطَر !
قُلتُ لِمَن أُحِب (8):
يَحْسِرُ بَصَرِي إذا انزَوَيْتِ، فلا يكادُ يَرَى لَمْعَةً مِن بَصِيصٍ ، ويَأْزَمُ صَدْري، فَلَا يَكَادُ يَقْنِصُ نَفْحَةً مِنْ هَوَاء.
قُلتُ لِمَنْ أُحِبُّ (9):
أَرِيقِي على صَفحاتِ صَدريَ الصَّخريِّ أَنداءَ رِقَّتِكِ الهَفَّافَةِ الرَّفَّاءِ يَا وَرْدَة !
(محمد رشاد محمود)

مجلة انكمدو العربي للثقافة والأدب // الهاتف / كُتبَ النص بمداد : طارق خلف الصاوي // مصر

الهاتف
نفث ما في جوفه مكونا غلافا أبيضا، تنھد، جذب شھيقا من عصير النار قال لحوارييه: أنصت لشاعرة تتبع مدرسة "النص الداير "، استلت نعومة صوتھا صيحات الإعجاب، اهتز الفحل طربا مع كل حرف تنطقه.
لمح دھشة المتعة بعيون ضيوف مائدته.
اكمل روايته: الفحل - فرد ذراعيه محددا حجمه- تتسابق الصحف للفوز بمقالاته، قرأت جل مؤلفاته، يمتلك قلما أخضرا كقلبه ، يغازل بكتاباته الشواعر، يخص بتقريظه الحسناوات منھن.
كست ملامحه صرامة: وقفت معترضا على نسج الناقد عباءة من الثناء، وضع إكليل مجد على رأس من لا تستحق، تلاقت عيون القاعة على وجھي، دوى صوتي طلقات قناص تستهدف عنق الھدف : سمعنا قصيدة كالمرأة الشمطاء ، خدعتنا بھرجة الموسيقا، انستنا ضحالة التجربة. وبالدليل قالت ... غادر الفحل مقعدة، ھرول، تخبط بطاولات مبعثرة، وصل إلى، ضمني، سحبني، أجلسني بينھما على المنصة، قدمني للحضور :
- إليكم أديب الجنوب الغازى بكتائب الروايات المثيرة لمنتديات العاصمة ،
تواترت موجات التصفيق، أحنيت رأسي لحميمية الاستقبال، واصلت نقدي، وهبت الشاعرة جبيرة خبرتى، أصلحت بهمة أوزانها المكسورة. ترنمت بالقصيدة المحسنة، طوقتها كلمات التبجيل، قبضت بعد الأمسية على يداي، فتحت باب سيارتھا، ادخلتنى عالمها، أمضينا السھرة على صفحة النيل، صبت أشعارھا أقداح نبيذ، تخمرت بعقلى. سكبت همساتها بهجة، سكنت صدري، أذاب دفء مشاعرها جليد حياتي، ازداد وجهها إشراقا كلما نظرت إليه، ابحرت زوارق قلبى بخليج مودتها، غرد بلبل الشعر على لسانى، سجلت كاميرا ھاتفھا ميلاد قصيدة ھي ملھمتھا :
إن العيون التي راقصتني سلبن الروح مني والفؤاد.
تسرب الليل كارتداد الطرف، وثبت أضواء الصباح، مزقت أنسنا، سحبت كفيها من بين راحتى، ودعتنى بقبلة،
أطرق ، استحثته أشواقهم أن يختم القصة، سحق عقب السيجارة بقدمه، لعبت انامله على شاشة المحمول قال بانكسار: غيرت رقم هاتفها.
طارق الصاوى خلف

مجلة انكمدو العربي للثقافة والأدب // نواقيس الخطر // كثتبَ النص بمداد الشاعر : د. المفرجي الحسيني // العراق

نـــواقيس الخــــطر
--------------------
زرعتم الارض بعسل النحل
زؤام كؤوس الغدر، لهيب يحرق النفس
في الزوايا تكاثرت النتانة
نروم الحياة براكين
سملت عيون الفجر، ولم تغمض العيون
دمنا المراق، تنفثه الغربان دخان
متى نحن نصير إنسان، ذبحونا في وضح النهار
دقت نواقيس الخطر ،في الليلة الظلماء نحتسي دموع المقل
صمت ولا همس صاخب من لعوب
ننادي من فوق المآذن، الفقر أعلى مراحل الكفر
ارحموا وانصفوا عزيز قوم ذل
يا طيف أحلامي، يموج في ثغري
يسكب اغنياتي، من فؤادي لك تحية
أذوب كشمعة، أحتضنك، أرعاك
أفديك بمهجتي، أظل أنفخ طيبك عاشقا
واشدو كالعندليب، مجدك حظاره
شامخا كالجبل القمم، كرما وشرفا
**********
د.المفرجي الحسيني
نواقيس الخطر
العراق/بغداد
23/1/2019

مجلة انكمدو العربي للثقافة والأدب // السن الضاحك : كُتبَ النص بمداد الشاعر : كريم خلف النصراوي // العراق

السن الضاحك سقط من بين أسناني
بلا مقدمات سقط
لم يمهلني أن أرممه
سأرمم السن الحزين
العمر الضاحك هرب أيضا
الأمر مختلف بين السن والعمر
فالعمر هرب وأنا أنظر اليه
لم أكن أستطع عمل شيء
كيف أمنع حرب
وأنا لا أملك حتى عصا
كيف أمنع جوع
حلم كسول
أشعر حينها أن كلي مكبل
لذلك أخذوا حبيبتي وأنا أنظر
سرقوا حلمي
الشرق لا يحتمل الحب
ولا يريد الحلم
نحن أفواه تهتف
وأياد تصفق
وتقاتل
وكلنا لا يعرف لماذا يهتف
ويصفق ويقاتل
نسمع أغان تخدرنا
من الصباح الى الصباح
أغان تكبل خطو القدم
تكبل فرح القلب
فنحزن
كلنا موجوعون
كيف أعيد السن الضاحك
هل من فرح قادم
كريم خلف النصراوي

مجلة انكمدو العربي للثقافة والأدب // غفلة البتول الغراء // كُتبَ القصيدُ بمداد الشاعر : عبدو الكسيري الكوشي // المغرب

//غفلة البتول الغراء//
أيتها الغراء الشفيفة فينا
ألا إن وجدك فيه ينسينا
أقبلي تقبلي عبر ليالينا
بلواعج العشق درارينا
إذ تمكنك أصاب معانينا
لا يلبث يلكز ثم يداوينا
شوقا إلى روحك يغطينا
إذ ننماث صبابة تذرينا
حتى قالوا مجنون بيننا
و العشق فاقه إذ دنى
لا يلبث يحرك هممنا
فنخمن السفر لعلنا
نحظى به ثم يلقانا
فهل مسحت ما بيننا
حين ضم كفك تيمنا
ترمقينه بعشق اغنانا
فألقيت بثغرك نحونا
نجذبه استطعاما عندنا
ننخرط فيه ثمالة كأننا
نسكر برضب اللذيذ أنعشنا
فالوجد الشديد تمكن
و خلخال الساق زين
بهي طرفك و جنن
حتى سحرت ها هنا<
دعونا في خبال ضمنا
حلو وجده فاقكم ففاقنا
فلا فطناه أو أدركنا
نستقر فالثابت تضمن
آه من عشق فاض فسلبنا
و فعله هذا أطربنا و أفرحنا
ننطلق نحوه رغبة و يقينا
ما الشحيرر يثبط و إن دندن
إذ ينعق بالخواء و قد عنعن
تبر جهده المشروخ نحونا
فدركه في الأسافل دوننا
يدعي النبل فيطعن وجدنا
و هل فعلها نبيل و طعن؟
بل إفكه بين قد أعلن
حتى طاح من عل و تعفن
هالكا مهلوكا تعنت و رعن
لا إلى شرق أو غرب لقن
و إني أقرأ خطه فأضحك تيقنا
أن الحمقاء جاءت تافها تلون
لا يضيف ردعا لشظف قنن
فلا أنت مستقر بمطمح بيننا
أو سعيك ببالغ قداسة وجدنا
سل من الشفيفة عن حبنا
تأتيك النزلة و تعتل شجنا
فالثابت راسخ تمكنا بيننا
تخاطر الأرواح مجددا و علنا
عبدو الكسيري الكوشي

مجلة انكمدو العربي للثقافة والأدب // هل العمر بالأنفاس ؟ // كُتبَ النص بمداد الشاعرة : ابتهال الخياط // العراق

هل العمر بالأنفاس ؟
.
.
ثقب أسود يلاحقني ،
يختبئ ( أظنه) خلفي ،
أسمع شهيقه دون زفير
يمتص بقوة كل أثاري ..
نقمة الأمكنة تتصل بكل أيامي
الميت منها والحيّ
لتعلن بيعي والنفاد.
سقطت الأشياء متناثرة من حولي
ارتمت في الثقب ، ملاذا لها ..
لعل عمري قد طال !
و شيخوختها قررت الانتهاء ..
كم أخاف يتلقفني الثقب ولا أموت !
لا مزيد منك أيها....
المجهول.......
لكن ربما سأحظى بنجمتي هناك !
هيا ابتلعني ....أرجوك .
.
ابتهال الخياط

مجلة انكمدو العربي للثقافة والأدب // قُلتُ لمَن أُحبُ // كُتبَ النص بمداد الشاعر : محمد محود رشاد / مصر

قُلتُ لمَن أُحِبُّ (7) :
إذا ضَمَّني وإيَّاكِ تَحْتَ مِعْطَفٍ مَطَرٌ، فَلَا انفَكَّ عَن تَسْكَابِهِ المَطَر !
قُلتُ لِمَن أُحِب (8):
يَحْسِرُ بَصَرِي إذا انزَوَيْتِ، فلا يكادُ يَرَى لَمْعَةً مِن بَصِيصٍ ، ويَأْزَمُ صَدْري، فَلَا يَكَادُ يَقْنِصُ نَفْحَةً مِنْ هَوَاء.
قُلتُ لِمَنْ أُحِبُّ (9):
أَرِيقِي على صَفحاتِ صَدريَ الصَّخريِّ أَنداءَ رِقَّتِكِ الهَفَّافَةِ الرَّفَّاءِ يَا وَرْدَة !
(محمد رشاد محمود)

السبت، 26 يناير 2019

مجلة انكمدو العربي للثقافة والأدب // سلالة إرث المدى !! // كُتبَ النص بمداد الأديبة : إنعام كمونة // العراق

سلالة إِرث المدى 
نجمة.. في هملايا البهاء تقتفي أثر الغياب في غياهب ماء التيه وفضاءات سر الرقيم, على ضفاف فجر اللاوجود, أهتزت مشيمة حلم الوقت على مرأى سدرة الضياء فاخضرت نبوءة غبش شهقة عجول بسريان القلم, ذرف ضلع الفطرة أنين لهفةَ المخاض من ذرى صُلب سكينة مخضبة بحواس ذاكرة بتول عارية الأمس, أشَرَقَت... ,وووأشـــــــرقت من بصيص خباءه ,حورية مقرنة العطور بذوائب حناء , حافية الخطايا بطيلسان مطر خجول حلت بناظري آدم يمامة فرح باجنحة المرح كرهمة الطلل مكللة بالحلي والحلل, فاتقدت روافد وحمة الود ونبض تساؤل يرتقَ معصمي خياله زاد وجه بشارة, اِستنهض رواكد رقدتهُ الفضية ذهابا وإيابا, خلع سطوة عقاله الممرد وولى مقبلا ,يقلب فراغ ذاكرتهُ الناصعة الجبين على مدار خطوط كفيه وصدى تمتمة الحواس تخضرم صفا رأس الذهول , ياااا لفتات ضلع تدلى هنيهةٌ حبلى من رحيق بسملة المشيئة في دروب أحجية ضوء سارب !!, ما أن مس جوف الطين بذار الروح حتى هجر الليل سفح جفونه فاستفاق على وترٍ صباح هادر التوهج يلتفُ حبله السري بدفء مرايا أنسية !, معطر لحاء العمر همسات وجد, شرقية الخصال ممتشقة عروش البدء قبل سكرة الوقت وبرق التأين !! ...
وبهشاشة لحظة الوسن فار تنور النوى خفقة محاق كلمح بالبصر, فتبوء ملاذ القدر ميلاد نجم غوى ثم بطيف سكرتهِ هوى, هناااا وهناااك أشجارا معلقة الجذور في هباء التراب صلصال هشيم , وغدت سنديانة الحرير أرث سلالة المدى تكحل بريق عينيها سذاجة عمر الفرح...
23/1/2019 ...إنعام كمونة

مجلة انكمدو العربي للثقافة والأدب // ابرز اسباب نجاح معركة اليرموك // بقلم د . صالح العطوان الحيالي // العراق

ايمان وشجاعة الجند و براعة وحنكة القائد" ابرز اسباب نجاح معركة اليرموك
ـــــــــــــــــــــــــــــ د. صالح العطوان الحيالي -العراق- 14-1-2019
تعتبر معركة اليرموك واحدةً من أبرز المعارك التي خاضها المسلمون بعد وفاة الرّسول محمّد - صلّى الله عليه وسلّم - وهي معركة خالدة أرّخها المسلمون لحظةً بلحظة، فهي التي أسّست لعصر جديد من العزّة، والمنعة، والتوسّع، كما وتعتبر معركة اليرموك واحدةً من أبرز الانتصارات التي حقّقها المسلمون بعد وفاة الرّسول الكريم محمّد صلّى الله عليه وسلّم.
اليرموك معركة وقعت بين المسلمين والروم، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى الوادي الذي وقعت فيه، وهو وادي اليرموك ، و"اليرموك: نهر ينبع من جبال حوران، يجري قرب الحدود بين سوريا وفلسطين، وينحدر جنوباً ليصب في غور الأردن ثم في البحر الميت، وينتهي مصبه في جنوب الحولة، وقبل أن يلتقي بنهر الأردن بمسافة تتراوح بين ثلاثين وأربعين كيلومتراً يوجد وادٍ فسيح تحيطه من الجهات الثلاث جبال مرتفعة بل شاهقة الارتفاع ويقع في الجهة اليسرى لليرموك.
اختار الروم الوادي لأنه المكان الذي يتسع لجيشهم الضخم، الذي يبلغ عدده مائتين وأربعين ألف مقاتل تقريباً، وأما المسلمون فقد عبروا النهر إلى الجهة اليمنى، وضربوا معسكرهم هناك في وادٍ منبطح يقع على الطريق المفتوح لجيش الروم، وبذلك أغلقوا الطريق أمام الجيش المزهو بعدده وعدته، فلم يعد للروم طريق يسلكونه، أو يفرون إذا اضطروا للفرار، لأن جيش المسلمين قد أخذ عليهم مسلكهم الوحيد"
وقعت معركة اليرموك قرب نهر اليرموك، والذي ينبع من جبال حوران، والذي يجري بدوره قرب الحدود الفاصلة بين فلسطين وسوريا، ثمّ ينحدر جنوباً ليصبّ في غور الأردن، وبعدها في البحر الميت، وينتهي مصبّ نهر اليرموك في جنوب الحولة، وقبل التقائه بنهر الأردن بمسافة تتراوح بين الثلاثين إلى أربعين كيلو متراً يوجد واد متّسع، تحيط به الجبال من ثلاث جهات، وهي جبال شاهقة ومرتفعة، ويقع هذاا لوادي في الجهة اليسرى لنهر اليرموك. وقد قام الرّوم باختيار هذا الوادي لأنّه مكان يتّسع لجيشهم كبير العدد، والذي وصل إلى مئتين وأربعين ألف مقاتل، ومن النّاحية الأخرى فإنّ المسلمين كانوا قد عبروا إلى الجهة اليمنى من النّهر، ثمّ عسكروا هناك في واد ممتدّ يقع على طريق جيش الرّوم، وبذلك قاموا بإغلاق الطريق أمام جيش الرّوم الضّخم، ولم يعد هناك أيّ طريق آخر للروم لكي يسلكوه، أو مكان يفرّون منه في حال اضطرّوا لذلك، لأنّ جيش المسلمين كان قد أغلق المنفذ الوحيد لهم. وإنّ البديهيات العسكرية كانت تحتّم على جيش الرّوم أن يتخذوا تدابيراً لحماية الفتحة الوحيدة التي تؤمّن الخروج لجيشهم، وذلك في حال اضطروا للخروج من هذا الوادي المحاصر بالجبال المرتفعة من كلّ حدب وصوب، ولا يوجد أيّ مبرّر يشرح سببيّة موافقتهم على نزول جيشهم إلى هذا الوادي المحاصر من كلّ اتجاه، أو سبب اختيار قادة الجيش لهذا المكان بالذّات ليعسكر فيه الجيش، غير آخذين بعين الاعتبار الموقع المغلق الذي حاصروا أنفسهم فيه. لكنّه من الواضح أنّ جيش الرّوم كان شديد الاغترار بأعداده الهائلة، مشغولاً بالنّصر الذي أحرزه على قوات المسلمين من قبل، وبالتالي أنساهم هذا النّصر أن يخططوا لأبسط القواعد العسكريّة في الحروب.
معركة اليرموك،من معارك المسلمين التي غيرت مجرى الأحداث وسجلت للمسلمين تاريخهم بأحرف من ذهب .كان الإيمان سيد الموقف وللشعب والفكر دور كبير .معركة اليرموك جرت أحداثها سنة (13 هـ - 634 م) بين المسلمين والإمبراطورية البيزنطية، يعتبرها بعض المؤرخين من أهم المعارك في تاريخ العالم لأنها كانت بداية أول موجة انتصارات للمسلمين خارج جزيرة العرب، وآذنت لتقدم الإسلام السريع في بلاد الشام. المعركة حدثت بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم عام 632م بأربع سنوات. بعد الانتهاء من حروب الردة وتسيير خالد من اليمامة إلى العراق في سنة 13هـ جهز الصديق الجيوش إلى الشام ، فبعث عمرو بن العاص إلى فلسطين ، وسير يزيد بن أبي سفيان وأبا عبيدة بن الجراح وشرحبيل بن حسنة ، رضي الله عنهم أجمعين ، آمراً إياهم أن يسلكوا تبوك على البلقاء ، وكان عدد كل لواء من هذه الألوية الأربعة ثلاثة آلاف ، ثم توالت النجدات فيما بعد ..وصل الأمراء إلى الشام ، فنزل أبو عبيدة الجابية على طريق دمشق ، ونزل يزيد البلقاء مهدداً بصرى ، ونزل شرحبيل الأردن بأعلى الغور فوق طبرية ونهر الأردن ، وقيل نزل في بصرى ، أما عمرو فقد وصل إلى وادي عربة .عين الصديق لكل منهم الولاية التي يتولاها بعد الفتح ، فجعل لعمرو فلسطين ، وليزيد دمشق ، ولأبي عبيدة حمص ، ولشرحبيل الأردن .سار الأمراء إلى أهدافهم ، وعكرمة ردء للناس ، فبلغ الروم ذلك فكتبوا إلى هرقل، فجاء من حمص ، وأعد الجند ، وجمع العساكر ، وأراد أن يشغل قواد المسلمين بعضهم عن بعض لكثرة جنوده ، أراد أن يحاربهم متفرقين ، لكن عمراً تنبه للأمر ، خاصة بعد أن أرسل هرقل تذارق في تسعين ألفاً ، وبعث جرجة نحو يزيد بن أبي سفيان فعسكر بإزائه ، وبعث الدراقص فاستقبل شرحبيل بن حسنة ، وبعث الفيقار في ستين ألفاً نحو أبي عبيدة ، فهابهم المسلمون وخاصة أن جميع ألويتهم تعد واحداً وعشرين ألفاً ، باستثناء عكرمة فهو في ستة آلاف أيضاً ، فالمجموع سبعة وعشرين ألفاً ، فسأل الجميع بكتب مستعجلة عمراً : ما الرأي ؟ فراسلهم أن الرأي الاجتماع ، كما كتب الأمراء إلى أبي بكر بمثل ما كاتبوا به عمراً فكتب إليهم : أن اجتمعوا فتكونوا عسكراً واحداً .
بلغ ذلك هرقل فكتب إلى بطارقته أن اجتمعوا لهم ، وانزلوا بالروم منزلاً فسيحاً فيه ماء ، ويكون ضيّق المهرب لجنوده ، وجعل على الناس التذارق ، وعلى المقدمة جرجة، وعلى مجنبتيه باهان والدراقص ، وعلى الحرب الفيقار ، ففعلوا فنزلوا الواقوصة - وهي على ضفة اليرموك - ، وصار الوادي خندقاً لهم ، وانتقل المسلمون من عسكرهم الذي اجتمعوا فيه فنزلوا عليهم بحذائهم على طريقهم ، فقال عمرو : أيها الناس أبشروا ، حصرت الروم وقلما جاء محصور بخير ، إذ أن الروم تتحرك في منبطح فسيح من الأرض تحيط به من ثلاث جهات الجبال المرتفعة ، فهم محصورون .
وبقي المسلمون أمامهم صفر من سنة ثلاث عشرة وشهري ربيع لا يقدرون من الروم على شيء ، ولا يخلصون إليهم ، الواقوصة من ورائهم ، والخندق من أمامهم ، ولا يخرجون خرجة إلا نصر المسلمون عليهم ، حتى إذا انقضى ربيع الأول كتب أبو بكر الصديق إلى خالد ليلحق بهم من العراق ، وقد قال في ذلك : خالد لها ، والله لأنسين الروم وساوس الشيطان بخالد بن الوليد .
وقطع خالد المسافة بجيشه في خمسة أيام ، وفرح المسلمون بخالد ، واشتد غضب الروم بمجيئه ، وقال هرقل لقواده : أرى من الرأي أن لا تقاتلوا هؤلاء القوم ، وأن تصالحوهم ، فوالله لأن تعطوهم نصف ما أخرجته الشام ، وتأخذوا نصفه ، وتقر لكم جبال الروم ، خير لكم من أن يغلبوكم على الشام ، ويشاركوكم في جبال الروم ، ولكنهم أبوا .
قَسَّم قائد الجيش الإسلامي خالد بن الوليد -رضى الله عنه- الجيش إلى (36 -40) كردوساً ، كل كردوس فيه 1000 مقاتل، ثم قسم كراديس الجيش إلى قلب وميمنة وميسرة وجعل على كل منها أميراً.
قادة الجيش الإسلامي
1- أبو عبيدة عامر بن الجراح -رضى الله عنه- يقود كراديس القلب.
2- عمرو بن العاص -رضى الله عنه- يقود كراديس الميمنة.
3- يزيد بن أبي سفيان يقود كراديس الميسرة.
بعض قادة الكراديس:
• عياض بن غنم -رضى الله عنه.
• القعقاع بن عمرو التميمي -رضى الله عنه.
• هاشم بن عتبة -رضى الله عنه.
• زياد بن حنظلة -رضى الله عنه.
• امرؤ القيس -رضى الله عنه.
• عكرمة بن أبي جهل -رضى الله عنه.
• عبدالرحمن بن خالد بن الوليد وهو يومئذ ابن ثماني عشرة سنة.
• حبيب بن مسلمة -رضى الله عنه.
• صفوان بن أمية -رضى الله عنه.
• عبدالله بن قيس -رضى الله عنه.
• عمرو بن عبسة -رضى الله عنه.
• الزبير بن العوام -رضى الله عنه.
• ضرار بن الأزور -رضى الله عنه.
عن سماك بن حرب، عن عياض الأشعري -رضى الله عنه-، قال: "شهدت اليرموك، وعليها خمسة أمراء أبو عبيدة بن الجراح، ويزيد بن أبي سفيان، وشرحبيل ابن حسنة، وخالد بن الوليد، وعياض، - وليس عياض صاحب الحديث الذي يحدث سماك عنه - ".
القاضي: أبو الدرداء -رضى الله عنه.
القاص: أبو سفيان بن حرب -رضى الله عنه.
إسلام جورجه :
ثم خرج من عند الروم قائد عظيم من قوادهم وهو (جورجه) وفي روايات اسمه (جرجه) وقيل: إن اسمه (جورج)، ولكن هذا الرجل العظيم المشهور في التاريخ الإسلامي خرج وطلب خالد بن الوليد، فخرج له خالد أمير الجيوش كلها؛ فلما اقتربا، وكل منهما رافع سيفه وماسك درعه، طلب جورجه الأمان من سيدنا خالد بن الوليد؛ فأمنه خالد وخفض سيفه، فخفض الآخر سيفه ولكن احتمى كل منهما بدرعه يخشى الخيانة من الآخر، واقترب جورجه وخالد بن الوليد في وسط الأرض، بين الجيش المسلم وبين الجيش الرومي ودار بينهما حوار عجيب:
قال جورجه: يا خالد اصدقني؛ فإن الحرَّ لا يكذب، ولا تخدعني؛ فإن الكريم لا يخدع، هل أنزل الله على نبيكم سيفًا من السماء فأعطاكه فلا تسُلَّه على أحد إلا هزمته؟
فقال خالد: لا لم ينزل الله علينا سيفًا من السماء.
فقال جورجه: فبم سُمِّيت سيف الله؟
فقال خالد: إن الله بعث فينا نبيه فدعانا؛ فنفرنا عنه، ثم إن بعضنا صدقه وتابعه، وبعضنا باعده وقاتله وكذبه، فكنت ممن باعده وقاتله وكذبه، ثم إن الله أخذ بقلوبنا ونواصينا فهدانا به فتابعناه؛ فقال لي رسول الله : أنت سيف من سيوف الله سلَّه على المشركين، ودعا لي بالنصر فسميت سيف الله بذلك؛ فأنا من أشد المسلمين على المشركين بدعوة رسول الله لي بالنصر، وبتسميته لي أنني سيف من سيوف الله.. (سيف الله المسلول).
فقال جورجه: صدقتني.. ثم قال: يا خالد إلام تدعوني؟
فقال خالد: أدعوك إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله، والإقرار بما جاء من عند الله.
فقال جورجه: فمن لم يجبكم إلى ذلك؟
قال خالد: فعليه الجزية ونمنعه.
فقال جورجه: فإن لم يعطِها؟
قال خالد: نؤذنه بحرب ثم نقاتله.
فقال جورجه: فما منزلة الذي يدخل فيكم ويجيبكم على هذا الأمر اليوم؟
قال خالد: منزلتنا واحدة، فيما افترض الله علينا: شريفنا ووضيعنا، وأولنا وآخرنا.
فقال جورجه: هل لمن دخل فيكم اليوم يا خالد مثل ما لكم من الأجر والذُّخْر؟
فقال خالد: نعم وأفضل..
فتعجب جورجه وقال: كيف يساويكم وقد سبقتموه؟
فقال خالد: إنا دخلنا في هذا الأمر وبايعنا نبينا وهو حيّ بين أظهرنا تأتيه أخبار السماء، ويخبرنا بالكتب ويرينا الآيات، وحُقَّ لمن رأى ما رأينا وسمع ما سمعنا أن يسلم ويبايع، وأنكم وأنتم لم تروا ما رأينا، ولم تسمعوا ما سمعنا من العجائب والحجج فمن دخل منكم في هذا الأمر بحقيقة ونية كان أفضل منا عند الله..(وهكذا يبين الرسول في الحديث أن الذى يتمسك بدينه في هذا الزمان: زمان الصَّدِّ عن سبيل الله كالقابض على الجمر، وأجره كأجر خمسين؛ فسأله الصحابة: يا رسول الله خمسين منا أم منهم؟ (أى أجر خمسين من الصحابة أم أجر خمسين من زمانهم) فقال: "بل منكم"، فالقابض على دينه في هذا الزمان والذي يجاهد في سبيل الله ويتقي الله في هذا العصر المليء بالفتن ولا نحسب أن هناك عصرًا أشد فتنة على المسلمين منه حتى هذه اللحظة، والله أعلم بالمستقبل وبالطبع ستكون الفتنة أشدُّ، فالقابض على دينه في ذلك العصر له أجر خمسين من صحابة الرسول بنص الحديث).
فيقول جورجه: بالله لقد صدقتني ولم تخدعني؟
فقال خالد: بالله لقد صدقتك.. وما بي إليك ولا لأحد منكم من حاجة وإن الله لوليُّ ما سألت عنه.
فقال جورجه: صدقتني..
ثم قلب ترسه وقال: يا خالد علِّمني الإسلام..
فأخذه خالد بن الوليد وأسرع به إلى خيمته وشنَّ عليه الماء من قِرْبَة (أي تخفف الرجل من لباسه بعض الشيء وصبَّ عليه الماء ليغتسل من كفره) فعلمه الصلاة.
كل ذلك والجيشان مصطفَّان أمام بعضهما لم يحدث بينهما قتال؛ فعلمه الصلاة فصلَّى ركعتين دخل بهما الإسلام ثم انطلق بعد ذلك يقاتل يوم اليرموك بجوار خالد طوال المعركة، حتى منَّ الله عليه بالشهادة في نهاية المعركة.. فاستشهد في هذه المعركة في آخرها وكان في أولها كافرًا, فقال خالد: سبحان الله عَمِلَ قليلاً وأُجِرَ كثيرًا، هذا فضل الله يؤتيه من يشاء..
كل الخير الذى فعله في حياته يوم واحد فقط كان يوم جهاد في سبيل الله فسَبَقَ عليه الكتاب فعمل بعمل أهل الجنة فدخلها، سبحان الله
الاستعدادات النهائية للمعركة:
بعد صلاة الفجر يقترب الجيش الرومي من الجيش الإسلامي ويبدأ الاستعداد للقتال في اليوم الثاني 5 من رجب سنة 15هـ, وكان هذا اليوم صحوًا ليس فيه مطر؛ فعَلِمَ المسلمون أن القتال سيدور في هذا اليوم، وأتى الروم في جموع كالسَّيْل والليل كما يقول الرواة، وهذا تشبيه صائب ودقيق؛ لأننا ذكرنا أن الجيش الرومي اصطف في أرض مساحتها حوالى 10 كيلومترات، وقد صفَّه قادته صفوفًا؛ فصفوف المشاة عشرون، وعددهم كان 120 ألف جنديٍّ من المشاة، إذًا عرض الجيش الرومي 6000 فرد في عشرين في العمق, ولو حسبنا أن لكل واحد من الجنود مترًا ونصفا يتحرك فيه فمعنى ذلك أن عرض الجيش الرومي 9 كيلومترات، أي 9000 متر؛ فأقبلوا على المسلمين كالسيل لا يُرَى أوله من آخره، وفرسان الروم كانوا 80 ألف فارس، هذا في أصح الروايات، ولكن بعض الروايات تذكر أن الجيش الرومى كان 240 ألف وليس 200 ألف فقط، وروايات أخرى تذكر أنهم 400 ألف, وهذه الروايات جاءت على لسان باهان قائد الروم نفسه عندما كان يخاطب جيشه فيقول لهم: أنتم 400 ألف, أنتم عشرة أضعافهم، ويبدو -والله أعلم- أنه كان يحمِّس جيشه، ولكن الصحيح -والله أعلم- أن عدد الجيش الرومي كان 200 ألف مقاتل: 80 ألف فارس و120 ألفًا من المشاة؛ منهم 30 ألف جنديٍّ من المشاة مسلسلين في القيود: كل عشرة في قيد وذلك ليمنعوا هروبهم وفرارهم من المعركة، ويبدو أن هؤلاء الـ 30 ألفًا هم من جُمِعُوا بالقوة والإجبار والإكراه وليسوا ممن تطوع لمحاربة المسلمين فى هذه المعركة.
وأقبل الروم ولهم دويٌّ كدوي الرعد وأثاروا غبارًا شديدًا، وجاءوا بأعداد ضخمة رافعين الصلبان وواضعين على مقدمتهم القساوسة والرهبان الذين جعلوا يحمسون الجنود، ويقولون لهم: إن هذه معركة بين الإسلام والمسيحية؛ لِيُلقوا في قلوبهم الحمية لقتال المسلمين، وهم يعلمون أن هؤلاء الرهبان ذاتهم قد فرُّوا من المسلمين من قبل في كثير من المواقع وليس في موقعة واحدة، ويتقدم الجيش الرومي ناحية الجيش المسلم في وقع يهز أشد القلوب جسارة، وأشد النفوس قوة، ولكن يبدو -وسبحان الله- أن الجيش الإسلامي ليس من البشر، فما حوله لا يهزه ولا يحرِّك له ساكنًا؛ فثبت المسلمون ولم يلتفتوا إلى هذه الأعداد الضخمة الرهيبة القادمة من ناحية الروم بل زادتهم إيمانًا {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ * إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [آل عمران 173: 175].
واتخذ الطرفان استعداداتهما ، الروم في أربعين ومائتي ألف ، منهم ثمانون ألفاً مقيدين بالسلاسل كي لا يفروا من المعركة ، والمسلمون سبعة وعشرون ألفاً ممن كان مقيماً ، إلى أن قدم إليهم خالد في تسعة آلاف فبلغوا ستة وثلاثين ألفاً ، وعرض خالد على الأمراء أن يكونوا جيشاً واحداً ويتداولوا الإمارة يوماً بعد يوم ، فوافقوا وأمّروه هو أولاً ، وعلم خالد أن القتال كل بفرقته سيطول ، وفيه إضعاف للجهود فعبأ الجيش وقسمه إلى أربعين كردوساً [ أي: كتائب كبيرة ] كل كردوس ينقسم إلى: قلب وميمنة وميسرة ، وجعل القاضي أبا الدرداء ، والقاص أبا سفيان ، وعلى الغنائم ابن مسعود ، وقارئ سورة الأنفال المقداد بن عمرو ، وشهد المعركة ألف من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وأمر خالد الكراديس كلها أن تنشب القتال ، وحينئذ وصل البريد إلى خالد بوفاة أبي بكر الصديق وتأمير أبي عبيدة فأخذ الكتاب وجعله في كنانته وخاف إن أظهر الأمر أن يضعف معنويات الجند .
بالنظر لأهمية الفتوحات الإسلامية وفضل الجهاد في سبيل الله فقد كان كبار الصحابة من أوائل المشاركين في معركة اليرموك.
يقول ابن جرير الطبري رحمه الله: "شهد اليرموك ألف من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيهم نحو من مائة من أهل بدر -رضى الله عنهم-، وكان أبو سفيان يسير فيقف على الكراديس فيقول: الله الله إنكم ذادة العرب وأنصار الإسلام، وإنهم ذادة الروم وأنصار الشرك، اللهم إن هذا يوم من أيامك اللهم أنزل نصرك على عبادك"
بعد الصلاة يلتفت سيدنا أبو عبيدة بن الجراح إلى المسلمين ويقول لهم: أيها الناس أبشروا فإني رأيت في ليلتي هذه فيما يرى النائم، وبدأ يقص عليهم هذه الرؤيا؛ ففي صحيح البخاري عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ يَقُولُ: "إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ رُؤْيَا يُحِبُّهَا فَإِنَّمَا هِيَ مِن اللَّهِ فَلْيَحْمَد اللَّهَ عَلَيْهَا وَلْيُحَدِّثْ بِهَا, وَإِذَا رَأَى غَيْرَ ذَلِكَ مِمَّا يَكْرَهُ فَإِنَّمَا هِيَ مِن الشَّيْطَانِ فَلْيَسْتَعِذْ مِنْ شَرِّهَا وَلا يَذْكُرْهَا لأَحَدٍ فَإِنَّهَا لا تَضُرُّهُ".
فلقد رأى سيدنا أبو عبيدة بن الجراح رؤيا فيها بشرى؛ وأراد أن يبشر المسلمين بها؛ فقال لهم: "رأيت فيما يرى النائم كأن رجالاً أتوني فحفوا بي، وعلي ثياب بيض ثم دعوا لي رجالاً منكم أعرفهم، ثم قالوا لنا: أقدموا على عدوكم ولا تهابوهم فإنكم أنتم الأعلون، ثم مضينا إلى عسكر عدونا فلما رأونا قاصدين إليهم انفرجوا لنا وجئنا حتى دخلنا عسكرهم فوَلَّوا مدبرين"؛ ففرح المسلمون بذلك وقالوا: بشرك الله إن هذه بشرى من الله، واطمأن المسلمون لهذه البشرى وتفاءلوا بها، فقال أبو مرثد الخولاني بعد أن سمع هذه الرؤيا من سيدنا أبى عبيدة بن الجراح: والله إني رأيت أنا الآخر رؤيا؛ فقال أبو عبيدة: فحدِّثْ بها؛ فقال: "إني قد رأيت كأنا خرجنا إلى عدونا فلما توقفنا صَبَّ الله عليهم طيرًا بِيضًا عظامًا لها مخالب كمخالب الأسد وهي تنقضُّ من السماء انقضاض العُقْبَان؛ فإذا حازت بالرجل من المشركين ضربته ضربة يخِرُّ منها منقطعًا، وكان الناس يقولون: أبشروا معاشر المسلمين فقد أيَّدكُمُ الله عليهم بالملائكة "؛ فقال أبو عبيدة بن الجراح: بشَّرَك الله بالخير، هذه والله بشرى من الله..
ونشب القتال بجد في اليوم الأول ، وزحف الروم بأعدادهم الكثيرة فردهم المسلمون ، وفي هذا اليوم كثرت الجراح من كثرة السهام ، واعورّ من المسلمين سبعمائة فارس ، فسمي ذلك اليوم يوم التعوير ، وفي اليوم الثاني وقف عكرمة وقال: من يبايع على الموت ؟ فبايعه أربعمائة من الرجال ، فقاتلوا حتى أصيبوا جميعاً بجراحات ، ودامت المعركة يوماً وبعض اليوم ، وكان الهجوم الأخير عاماً على الروم ، واقتحم خالد وجيشه خندق الروم فتساقطوا في الوادي ، وتهافت منهم في الوادي ثمانون ألفاً .
وانتهت المعركة باستشهاد ثلاثة الآف من المسلمين ، وقتل من الروم مائة وعشرون ألفاً ، وارتحل هرقل من حمص مودعاً سورية وداعه الأخير ، وقال : سلام عليك ياسورية ، سلاماً لا لقاء بعده
.

الاثنين، 21 يناير 2019

مجلة انكمدو العربي للثقافة والأدب // ياصبح بغداد : كثتبض النص بمداد الشاعر مهدي الماجد // العراق

ياصبـــحَ بغـــداد
مهدي الماجد
ياصبحَ بغدادَ . . .
ياصوتَ بغدادَ . . . 
يانداءَ الحبيبه . . .
فدىً لأفيائك ِ الدانية ِ
القريبه . . .
هل أبرأتك ِ يدا حماة ِ الشعر ِ
فارتسمتْ ضحكة ٌ
على أعتابك ِ المهيبه . . .
أم قد رضعت ِ ندى الزهور ِ بشمأل ٍ
فرقصت ِ سكرى
عند ساحتك ِ الرحيبه . . .
أم إجتبيت ِ من السماءِ بكوكب ٍ
ينسابُ نورا ًفوق طلعتك ِ العجيبه . . ؟
يا صبحها . . .
يانورها المُعشي
لأعين ِ زمرة ٍ تقتاتُ
من دنيا مريبه
الضالعونَ بما يشقي النفوسَ
على الضنى . . .
من نسج ِ داهية ٍ غريبه
ودوا بأنفاس ِ الذئاب ِ ليطفئوا
قبسا ً أرادَ اللهُ أنْ يحيا وأنْ
يبقى على كفيك ِ آفاقا ً رطيبه
وتسوروا الأحقادَ دونك ِفي الملا
نضبتْ جهودهمُ وما
أمسيت ِ يابغدادُ بعدهمُ نضيبه
ياخيرَ داعية ٍ نحو السلام ِ
تصافحُ النفسَ الأريبه
رُدتْ على الأعقاب ِ منك ِ جحافلٌ
ومواخرٌ تدوي بآلتها الرهيبه
ما استوحشتْ في فيءِ نخلك ِأمة ٌ
جاءتْ معززة ً . . .
والأمنُ تابعها
تبغي الدنوَّ الى مرابض ِ
حكمتك ِ الأديبه
يا صبحها . . .
يا صوتها . . .
يا نداءَ الحبيبه . . .
قومي فقد أذنَ الضحى
الى قيامتك ِ
القريبه .
11/4/2013

مجلة انكمدو العربي للثقافة والأدب // يوميات عاشقة // كُتبض النص بمداد الشاعرة : هدى أبو العلا // مصر


يوميات عاشقة
بقلمي /هدى أبو العلا
أخبرني يامنى الروح
كيف اتخطى كل هذا الضجيج؟!
هذا العالم الرحب المتشبع بالرطوبة
المغروس فى الوحل حتى أذنيه
كي أنتفض ..
أثور على فتوة ٍ..تحرم القبل
وتجلد الروح
كيف أعبر خلف جبال الصمت
وأداوي بلمستك عبر شاشات الحب
كل الجروح
أسكب العمر أماني
واحتضن الوطن المسافر
رغم نزف الدموع
أخبرني فقط
كيف أسبح معك
دون أن يحبطني الطقس
وتحجر على عقلي قوانين البوح
أنا لم أعد أهتم بهم
لم أعد أشغل بتقريرهم اليومي
ولا بتصويب سهامهم
فقد حصنني الحب
أخدت مصل العشق المسموح به
وغير المسموح
المهرب من خلف وزارة الصحة
وجمارك المطارات
المصرح به ...
من روض الياسمين
وجنائن البنفسج
وشتلات العشب الأخضر
فمن ذا يمنعني
من يستطيع تكميم قلمي العاشق
المتيم ببحيرة البجع وغناء النوارس
بشموخ النخيل ..وقطرات الشوق
الممطرة ..بسرٍ تتكتمه الضلوع
هذه الرائحة ..تعمقت فى جذوري
لا تفارقني
كيف أحيا بلا وطن
أصبر على احتدام الحروف
ياملهمي
أكتبك بأنفاسي على مزهرية الورد
أنقشك على الفخار
أزين بك وجه الهموم
فتبتهج أساريرها
وترحل الدموع
أخبرني...فإن الحلم مازال يراودني
وأنا سوف أخبرك دون بوح.

مجلة انكمدو العربي للثقافة والأدب // كُتبَ النص بمداد الشاعر: سليمان احمد العوجي // سوريا



لهزالِ قمرٍ في شرفةِ
الأماني....
( كلُّ بخوري)
لقحطِ الأغاني
على شبَّاكِ ارتعاشي
يبابٌ تحتفي بهِ سطوري....
للجياعِ يخرجونَ من
جوفِ المدينةِ كآهٍ
حزينةٍ تجرُّ سيقانَ الحسرةِ....
ليهوذا الخلاص
تُزَفُّ لهُ القرابينَ
ليدي شاغلتَها بالتصفيق
واختلستَ من عشِّها
زغاليلَ العيدِ...
أولمتَ عصافيرَ التفاؤلِ
على شفاهِ الكلامِ القتيل
لضواريكَ ..سيدي
سرقوا سرجَ لساني
وحبسوني في حظيرةِ
الكلام....
أُمضي محكوميةَ الصَّمتِ المؤبَّدِ...
رسائلي:
لسؤالٍ:
يرفعني.. ينزلني
ينهرني.. يلطمني
وطبل الإجاباتِ
مغلولٌ لسانهُ إلى عنقهِ:
متى نرتقُ ثوبَ المدينةِ
وأنا الشتاءُ المقيمُ
بلا لوزِ المسَّراتِ
ولازبيبِ الحكاياتِ
وأنتم وحشةُ القناديلِ
وصعودُ المطر
وتجمُّدُ الدّعاءِ
على صقيعِ الشِّفاهِ
وحصى الأملِ لم ينضج
في قدورِ الكذبةِ
رسائلي:
لداحسٍ مهَّدت الدروبَ
تطاردني في فلواتِ الخطيئةِ....
وعناقيد المعاصي
دانيةُ القطوفِ
للبسوسِ ورسلِ البكاءِ
رسائلي:
لعشيقاتِكَ....
أترعتَ كؤوسهنَّ
من وريدِ أخي وأبي
نبيذاً نادراً...
وألبستَهنَّ أساورَ الحنان
المسلوبِ...
وأمي كانت نائمةً
أوتظنُّها لاتنام على
كنزٍ من دعاء...
تزيّنُ بهِ أبوابَ السماءِ
كلَّ مساء..!!
على جاهليةِ البازلتِ
نثرتم بذورَ مشتهاها
وتحتَ قبَّةِ الانتظار اللئيمِ اختبرتم صبرها
في حصادِ الموسم المستحيل...!!!
رسائلي:
لعمري صارَ حجرَ أساسٍ
لعمارةٍ شاهقةِ الفجور
لنهرِ الحياءِ ببابي
يسألُ:
من قصَّ للمطرِ جدائلهُ.
غداً....
ستمهلني الرِّيحُ قليلاً
غداً....
ستطفحُ بيادري بالزغاريد...
وينبتُ لقلبي جناحان
بحجمِ هذا الويلِ
وأسعى في مواسمِ التقُّمصِ
كفارسٍ إسبارطي
أقاتلُ من أَلفِ الحزنِ
حتى ياءِ الفرحِ
عن أهلِ المريخِ أتحدثُ.
بقلمي:
سليمان أحمد العوجي

مجلة انكمدو العربي للثقافة والأدب // كُتبَ النص بمداد الشاعرة : رند الربيعي // العراق

الغيت مواعيدي مع ظلي
رند الربيعي
.
مثلُ حَبّاتِ سكرٍ...
ذابت آمالُنا في بحرِ الغيابِ
و لأنكَ لم تأتِ؛
يوم ولادتي...
تاريخ خيبتي!
و لَمّا طَعَنتَني... ذاتَ مساء
مدَّ الفراتُ كفّيهِ، يجفّفَ الندى
و خلعتُ ثوبَ الهزيمةِ
أقراطَ المواعيدِ الزائفةِ
سَيدي...
في ليلِ الضياعِ،
أصابعي ما زالت تشيرُ إلى
مائدةِ غيابكَ
خائبةٌ نبضاتي
ستائري...
نوافذي....
المطلّةُ على قَسماتِ
وجهِكَ الغامضةِ
أقلامُ الزينةِ
عطري...
شاهداتٌ على غيابكَ
و ألغيتُ مواعيدي،
مع ظلي
مع قصائدَ خديجة
و فراشاتٍ أسيرةٍ في جَنّتِكَ
عصافيرَ جائعةٍ
و غيماتٍ تتوسّلُ
آلِهةَ الامطارِ!

مجلة انكمدو العربي للثقافة والأدب // كُتبَ النص بمداد الشاعر : نصيف الشمري // العراق



...
بين السطور
روحي ترى
غصون المحبة
فاءت عليَّ عشقاً
....
سفرُ الكلمةِ
لا ينتهي
في فضاءِ الروح
.....
كما أنتم أنا
تواقةٌ روحي
ليومِ سلام
......
قويةٌ روحي
تسعى بي دوماً
للحرية
.......
نصيف الشمري
العراق

مجلة انكمدو العربي للثقافة والأدب // هـــــل يَجـــــوز الصفـــح عَمّـــــنْ يذنــــــبُ / كُتب القصيد بمداد الشاعر : ابو منتظر السماوي // العراق

{ تسديس أبيات الشاعر الدكتور مانع سعيد العتيبة }}
********************************************
[[[[
هـــــل يَجـــــوز الصفـــح عَمّـــــنْ يذنــــــبُ ]]]]
********************************************

يا إمام العشق أيـــــــــنَ المَهربُ / كم لنا أفتــــــوا وكم قد أطنبوا
وبعيداً عــــــــــــن سؤالي هربوا
إفتِنـــــــي بللــــــــه ما يَستوجبُ
هـــــل يجوز الصفح عمّن يذنبُ / وهو من كأس الخطايا يَشربُ
********************
بعتــــــوٍّ أوجَروا فـــــــــي سائلٍ / رامَ حُكماً فــــي حبيبٍ جاهلٍ
طلبـــوا العفـــو وما مِــــن طائلٍ
حارَ قلبـــي فــــــي حبيبٍ ماطلٍ
كيف أعفــــو عـــــن حبيبٍ قاتلٍ / وهــــــو ما زال لقلبي يَطلبُ
********************
ذي الورى ما أنصفوني في الوَلا / رمـتُ صَفحاً إنّما القلبُ غَلا
بسعيـــــــرٍ زادَ هَمّــــــــــــاً وبًلا
قيــــلَ ما قـد قيـــــل يزجي علَلا
قيلَ إنّ الصَفح ضعفٌ, قلتُ : لا / إنّـــهُ عندي الخيار الأصعَبُ
********************
إنْ وَهــــى قلبــــي وخارَ عَزمهُ / وبــــــــــــه العاذل دَسَّ سمّهُ
أفَهَـــــلْ أحمــــــــــل هذا ضَيْمهُ
إنْ دَهانـــــــــي غَضَبٌ أو عتمهُ
غَضَبـــــــي سَهلٌ وصَعبٌ كَتمهُ / وأرى الجبّار مَـنْ لا يغضبُ
********************
لــــــه حبّـــــــي والهوى أوهَبتهُ / وفؤادي بجـــــــوىً أرغمتهُ
وعلـــــى الحــــــبّ فكم أرغبتهُ
فتمادى رغـــــــم مــــــا أوجبتهُ
فإذا أخطــــــأ مَــــــــــنْ أحببتهُ / رغمَ إخلاصي. فلا أستغربً
********************
آه أضنانــي غرامـــي والجوى / وحبيبــــي طالَ هَجراً ونَوى
ما درى ما في فؤادي , ما حوى
سألَ العذّال عـــــــن صَفحٍ ذوى
وأنا أسأل يا أهــــــــــــلَ الهوى /هل يجوز الصَفح عَمَّنْ يذنبُ
********************
((( ابو منتظر السماوي )))

مجلة انكمدو العربي للثقافة والأدب // كُتبَ النص بمداد الشاعر : أدهام نمر حريز // العراق



لا تعني للأيام شيء
في قائمة الزمن الطويل
كل مرة أوراق مذكراتي
تتسع لرأسي الثقيل
تحتضنه’ كغانية عذراء
أعمدة سريرها علامات استفهام
تحتاج أجابه عاجلة
النهار يطاردني
خلف الوادي أشباح تصرخ
الموعد يقترب
الموعد يقترب
رأسي تحتله دوامة
في صباح كل يوم
أجذب الأرض
فأكون محورها
أقيم منها مدار
أرقص فيه كالثمل
أحمل فوق كتفي سلة
أضع فيها أطار صوري القديمة
بعض من زجاجات عطري الفارغة
الموسومة بأناملها الرقيقة
وبقايا رماد السكائر
الشاهدة على وقت الانتظار
أعتصر شوقي في كؤوس
أرتشفها في كل مساء
النوم المؤجل
على موعد مفتوح معي
مرة أخرى تطل علي الشمس
وأنا أحتضن أوهامي بلقائك
......../أدهام نمر حريز-بغداد 2019/1/19

مجلة انكمدو العربي للثقافة والأدب : تباريح // كثتبَ النص بمداد الشاعرة : اميرة صليبا // سوريا


تباريح
أعدت الذكريات لألف مره
وخلت لقاءنا سيدوم دهرا
رأيتك مثل طيفٍ رجع حلمٍ
كموج الورد إذ ينثال عطرا
تمر كمثل ومضٍ في كياني
فأشعر انني طفت المجره
ترفرف. كالبلابل حين تشدو
ويشجيني الحنين يفيض سحرا
فألثم تلكم الصور القديمه
واشتمُّ النسيم. بكل نظره
ألا ليت الأماني راجعات
لألتمس اللقا وأصوغ عذرا
لأركض خلف ظلّك أم تُراني
سأشرب من خوابي الحب ثرا
وأجري في الفيافي ألتقيكم
كما طلّ الصَبا يجتاح زهرا
وأسرح في تباريحي وأغفو
ويوقظني الصدى كصهيل مهره
فقلبي ليس يسلو ذات وجدٍ
وروحي لم تعد تخفيك سرا
بقلمي أميره صليبه

مجلة انكمدو العربي للثقافة والأدب // تسخير : كُتبَ النص بمداد الشاعرة / روضة البو سليمي // تونس

#..تسخير...#
------------------------------------------------- * /وضة....تونس
هكذا ، و بلا موجب أو مناسبة
قبّلت روحك قبلة جميلة ....
و على إثرها ، عنّ ببالي أن أطير
نعم ...!! أطير ، أطير ...
و الذي سخّر الهدهد لسليمان
وجدتني و بتسخير من الهوى
أطير ، أطير ...فوق الهواء
يا من تليق بك كلّ الأسماء
عندك ،!!!
لا نهاية للجمالات
للودّ المخبوز بالندّ
للسّكينة البكر
لمحاصيل الخير
لمواسم البسمات النّديات
القبلة لروحك ؟!!
يا أهلي و أرحامي...
كالقهوة في أفواه العاشقين تنساب
كالفتنة التي تزيّن شفاه الجميلات
كحرف حبيب مغترب يناجي المواعيد
كوجه رضيع ملتصق بصدر أمّ مجيد
كفيضان نهر صدعه جفاف جاحد عنيد
كقطرات النّدى على الوجنات
كالخجل اللّذيذ...
كبياض الأمنيات
كأنامل حسناء
تلاعب القيثارة
و تدغدغ أوتار
الكامنجات
كرقرقة عين جارية
كفرت بالمستحيلات
يا سرّي /
و الرّؤى المقدّسات
قبلة من قلبك؟!!
كصفير بلبل في السَحر
هيّج قلبين ثملين
كخصلات غجريّة شقراء
تغنّي للرّاغبين في المواويل
أيام العيد ، و غداة مواسم المسرّات

مجلة انكمدو العربي للثقافة والأدب // أيها الكلام ! // كُتبَ النص بمداد الأديب / حسين الباز // المغرب


أيها الكلام!
هذا الذي لا ينام
في سفر الأفواه
نحو الأندلس،
ومن الأندلس 
يرفو البحر
يغدو الغمام
قصيد البوح
نشيد الأخرس،
وأتوق لرؤياك
أيها الكلام
ها قد تجليت
كما أريد
فدعني
ألمع المرايا
بدمع الصبايا
كيما أشعر
حتى أراك
عقيدة بالقلب
والجبال
خريطة بالفؤاد
والبحار أنت..
أنت أيها الكلام
وأنا...
أنا والأيام!
تدق السويعات
خيطا خيطا...
الليل ينعش
والنهار يبيد
وأنت أيها الكلام
تحت قدميك
تخرني الأشعار
فأقاوم الجسد
السابح عبرك
وأضحك من شيخ أنا
حينا.. وأبكي من طفل
حين لا أراك!
أيها الكلام
قل لي:
هل تحس الأرض
بنقر الفأس
وقت الغرس
قل لي:
إركب خشب الموت
نصف البحر
إن مللت الذهول
وبلل الكفن نصفه
إن أنت أردت الوصول
فلا خريف زائل
من اليوم
ولا ربيع قادم
من الزمن،
يا زمان الطفل
ليتني ما كنت
يا زمان الشيخ
ليتني ما شبت
ها هنا...
في سفر الكلام
نحو الأفواه
قصيد الأندلس
نشيد الأندلس!
حسين الباز / المغرب