قصة قصيرة
[الوجه الآخر]
الحب كائن عجيب لا تراه العيون المجردة ولا ادقّ المجاهير الالكترونية ليس له لون ولا طعم ولارائحة ،هو لاينتمي الى ماديات الاشياء،نحسّهُ ،نشعر به دون معرفة ضوابطه في مداهمتنا او تهيئة انفسنا لاستقباله فهو سلوك باراسايكلوجي لا مواعيد ولا توقيتات لحدوثه،لا تحدّهُ الاماكن ،يختزل المسافات وليس لديه مناطق حمراء يخشى الوصول اليها ،والعجيب تجدنا في وقت ما لايمكننا تقبّل الحياة بغير وجود من نحب ونرفض التساؤلات عن دواعي محبتنا لاحدٍ دون سواه .
معادلة الحب لاتخضع للتحليل المنطقي لكي توصلنا الى نتائج قياسية واضحة ،ربما من شغلنا بحبه ونفعل المستحيل لأجله قد لا يبادلنا المشاعر ذاتها وهنا تختلُّ موازنة المسميات جميعها لتحدث وجعاً دائماً في دواخلنا ومع تقادم الايام تزداد مساحة آلامه.هل يستطيع الزمن محو آثار الحب وبقاياه أكانت مفرحة ام محزنةً؟هل الذكريات حين نقلّبها تسعدنا ؟ام تحزننا ؟ايمكننا النسيان وطيّ الماضي وهل الامر بأيدينا ،صور كثيرة تتزاحم امام (الهام ) بعدما تاكدت بان القنينة المركونة هي التي تبحث عنها فهي تعلمت لاربع سنين في كلية الصيدلة على مختلف المواد الكيمياوية لكن ما جرى عليها في السنة الخامسة جعلها تغادر كليتها فهي لم تستطع مواجهة زملائها بعد الحادثة .صار الجميع يشمئز من النظر اليها وهي بهذا الوجه المشوه المحروق اصبحت وحيدة حتى اساتذتها لم يعاملوها بلطف مما اضطرها لترك دراستها وان كانت في مرحلتها الاخيرة هي لا تنسى بانها صارحته لاكثر من مرة ولكن دون جدوى:-
-ماهر مالك لا تفهم انا لاأحبّكَ؟
-اذن هناك شخص اخر اليس كذلك؟هل هو من الزملاء؟
-صدقني لا احد في حياتي انا مشغولة في دراستي فقط
لم يصدق ماهر فظل يدور في مختبر الكبمباء العضوية كان يتمتم مع نفسه:
-لا يمكن لالهام ان تكون لغيري ولا يمكنني العيش بدونها
الاستاذ المعيد اخبر طلابه بان الوقت المتبقي لانهاء تجاربهم هو نصف ساعة فقط
لكن ماهر لم يكترث بما قاله الاستاذ وراح يهمّ بانجاز مهمته التي اعدّ لها منذ ايام فتسلّلت يده لتتناول ما خبّاه من حامض الكبريتيك المركز ليمطره على وجه الهام
فاستحال بغير ملامح.هي الان تخفيه بقناع الوجه الذي كثيرا ما يضايقها وهي تمارس عملها داخل الصيدلية لكنها مجبرة لتحمّله وكذلك عليها دائما ان لا تنسى اسمها
الجديد(سناء).وهي منها محاولات للابتعاد عن الماضي قليلا بكل تفاصيله المؤلمة
مرّ على الحادثة عشر سنين .لم يقضِ ماهر من حكم السجن الخمس عشرة سنة غير سنتين ليخرج بعفو حكومي بذريعة تبييض السجون .
سناء تعمل هنا منذ ثلاثة اشهر ومعها زملائها زهير وخالدة لان الصيدلية كبيرة وتقع في مركز تجاري وزبائنها من جميع الاماكن .
الدكتور صاحب الصيدلية يتردّد عليها بين الحين والاخر.وحضوره هذا المساء يبدو
لدفع رواتب موظفيه الثلاثة وعاملة النظافة .بعد انتهائه من ذلك صار منشغلا بترتيب ما لديه من نقود وصكوك ومستندات داخل القاصة الحديدية .
لم تنسَ الهام ولا للحظة ما جاءت لاجله ولم تفكّر بما تحصل عليه من عملها .وبين
دخول وخروج الزبائن اسرعت الهام وبيدها حامض الكبريتيك لتلقي ما استطاعت على وجه الدكتور ماهر وبما يكفي وهو يصرخ بعد هرج المكان وضجّته وهو يصيح :-
-انها سناء هي التي احرقتني.لا تتركوها تهرب من ايديكم .
بينما الاخرون يبحثون عن سناء كانت اكثر سرعة للدخول الى دورة المياه لتنزع فناع الوجه وترتدي شالا وقميصا اخرين دون ان تثير الشكوك وهي تراقب ماهر المحترق عن قرب فانتبه لنفسه متسائلا
-ماذا تفعلين هنا الهام كيف حالك؟
اجابته والواقفون لا يفهمون ماذا يجري
-جئت لارى وجهك الاخر
في حين رجال الشرطة استمروا في بحثهم عن سناء الهاربة.
.................................................
كاظم مجبل الخطيب-العراق
[الوجه الآخر]
الحب كائن عجيب لا تراه العيون المجردة ولا ادقّ المجاهير الالكترونية ليس له لون ولا طعم ولارائحة ،هو لاينتمي الى ماديات الاشياء،نحسّهُ ،نشعر به دون معرفة ضوابطه في مداهمتنا او تهيئة انفسنا لاستقباله فهو سلوك باراسايكلوجي لا مواعيد ولا توقيتات لحدوثه،لا تحدّهُ الاماكن ،يختزل المسافات وليس لديه مناطق حمراء يخشى الوصول اليها ،والعجيب تجدنا في وقت ما لايمكننا تقبّل الحياة بغير وجود من نحب ونرفض التساؤلات عن دواعي محبتنا لاحدٍ دون سواه .
معادلة الحب لاتخضع للتحليل المنطقي لكي توصلنا الى نتائج قياسية واضحة ،ربما من شغلنا بحبه ونفعل المستحيل لأجله قد لا يبادلنا المشاعر ذاتها وهنا تختلُّ موازنة المسميات جميعها لتحدث وجعاً دائماً في دواخلنا ومع تقادم الايام تزداد مساحة آلامه.هل يستطيع الزمن محو آثار الحب وبقاياه أكانت مفرحة ام محزنةً؟هل الذكريات حين نقلّبها تسعدنا ؟ام تحزننا ؟ايمكننا النسيان وطيّ الماضي وهل الامر بأيدينا ،صور كثيرة تتزاحم امام (الهام ) بعدما تاكدت بان القنينة المركونة هي التي تبحث عنها فهي تعلمت لاربع سنين في كلية الصيدلة على مختلف المواد الكيمياوية لكن ما جرى عليها في السنة الخامسة جعلها تغادر كليتها فهي لم تستطع مواجهة زملائها بعد الحادثة .صار الجميع يشمئز من النظر اليها وهي بهذا الوجه المشوه المحروق اصبحت وحيدة حتى اساتذتها لم يعاملوها بلطف مما اضطرها لترك دراستها وان كانت في مرحلتها الاخيرة هي لا تنسى بانها صارحته لاكثر من مرة ولكن دون جدوى:-
-ماهر مالك لا تفهم انا لاأحبّكَ؟
-اذن هناك شخص اخر اليس كذلك؟هل هو من الزملاء؟
-صدقني لا احد في حياتي انا مشغولة في دراستي فقط
لم يصدق ماهر فظل يدور في مختبر الكبمباء العضوية كان يتمتم مع نفسه:
-لا يمكن لالهام ان تكون لغيري ولا يمكنني العيش بدونها
الاستاذ المعيد اخبر طلابه بان الوقت المتبقي لانهاء تجاربهم هو نصف ساعة فقط
لكن ماهر لم يكترث بما قاله الاستاذ وراح يهمّ بانجاز مهمته التي اعدّ لها منذ ايام فتسلّلت يده لتتناول ما خبّاه من حامض الكبريتيك المركز ليمطره على وجه الهام
فاستحال بغير ملامح.هي الان تخفيه بقناع الوجه الذي كثيرا ما يضايقها وهي تمارس عملها داخل الصيدلية لكنها مجبرة لتحمّله وكذلك عليها دائما ان لا تنسى اسمها
الجديد(سناء).وهي منها محاولات للابتعاد عن الماضي قليلا بكل تفاصيله المؤلمة
مرّ على الحادثة عشر سنين .لم يقضِ ماهر من حكم السجن الخمس عشرة سنة غير سنتين ليخرج بعفو حكومي بذريعة تبييض السجون .
سناء تعمل هنا منذ ثلاثة اشهر ومعها زملائها زهير وخالدة لان الصيدلية كبيرة وتقع في مركز تجاري وزبائنها من جميع الاماكن .
الدكتور صاحب الصيدلية يتردّد عليها بين الحين والاخر.وحضوره هذا المساء يبدو
لدفع رواتب موظفيه الثلاثة وعاملة النظافة .بعد انتهائه من ذلك صار منشغلا بترتيب ما لديه من نقود وصكوك ومستندات داخل القاصة الحديدية .
لم تنسَ الهام ولا للحظة ما جاءت لاجله ولم تفكّر بما تحصل عليه من عملها .وبين
دخول وخروج الزبائن اسرعت الهام وبيدها حامض الكبريتيك لتلقي ما استطاعت على وجه الدكتور ماهر وبما يكفي وهو يصرخ بعد هرج المكان وضجّته وهو يصيح :-
-انها سناء هي التي احرقتني.لا تتركوها تهرب من ايديكم .
بينما الاخرون يبحثون عن سناء كانت اكثر سرعة للدخول الى دورة المياه لتنزع فناع الوجه وترتدي شالا وقميصا اخرين دون ان تثير الشكوك وهي تراقب ماهر المحترق عن قرب فانتبه لنفسه متسائلا
-ماذا تفعلين هنا الهام كيف حالك؟
اجابته والواقفون لا يفهمون ماذا يجري
-جئت لارى وجهك الاخر
في حين رجال الشرطة استمروا في بحثهم عن سناء الهاربة.
.................................................
كاظم مجبل الخطيب-العراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق