الثلاثاء، 20 ديسمبر 2016

القرش لايزال هنا /// قصة قصيرة //// للاستاذ هادي المياح /// العراق

القرشْ لا يزال هنا
دخل الحمام مهرولاً ، متضايقا من جسمه ونفسه، وملابسه.. الجو في الخارج خانق جداً .. في الشارع ، داخل السوق، الكثير من المضايقات امتزجت بالهواء والتنفس.. كانت عربات الحمل الخفيفة تمر بالقرب منه بدون انقطاع ، في كل لحظة تمر عربة..وفي كل مرة يسمع صوت طفل يصيح خلفه :
انتبه، وراءك عربة!
اصطدم بالمرأة التي أمامه، التفتت اليه، كانت عيناها زرقاوين بلون البحر، وسمعها تقول :
-هل انت اعمى؟ 
وبدا له ان البحر قد هاج.. وتمتم مع نفسه :
-البحر من أمامكم والعدو من خلفكم ! 
سمعته المرأة فقالت:
-في البحر يعيش سمك القرش!
تأوه و..آااااخ .. وخزته حافة العربة بساقه وداست على قدمه بإطارها.. انحنى الى الارض، تحسس قدمه بأصابعه .. الالم شديد ، ولكن المرأة تغيرت نظرتها له قليلاً ، هناك بعض الانكسار في الموجات ، صار الالم خفيفاً بعض الشيء.. مرر أصابعه بين تيار الماء المتساقط من الدوش، فشاهد زرقة عيون المرأة تموج فيه.. وشعر بحرارة الماء تغمر أطراف أصابعه ، فعمد الى وضع كفيه بالكامل أسفل التيار ، فتشكل له وجه المرأة .. ورأى عينيها، وفمها المكوَّر الصغير راح يكبر بالتدريج ، فشعر بالخوف ، فثمة فم كبير مفتوح ترائى له، وقد امتلأ باسنان تشبه أسنان سمك القرش !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق