الأحد، 11 يونيو 2017

يوميات رمضان / واقع 15 / صافي الإسم والنية // بقلم الشاعرة المبدعة سمرا عنجريني // سوريا

يوميات رمضان 
--------------------------
# واقع 15 
( صافي الإسم و النية )
كلما فتحت باباً في ذاكرتي يشلني الألم لهنيهات ..
في قصة اليوم ثمرة لم تنضج إلا بعد شهادة اضطراب في عمق الفصول ..فاكتب ياقلم ..!!
بيت فقير الحب يحتاج رغيف خبز ، ورجل شاب بقوة سنديان ، طويل القامة جميل الصورة والبهاء يفترش أريكة تنتظر رحمة السماء ...فارغ الوجدان تربى على الدلال ينتظر السماء تمطر عليه ذهباً بدون عناء..النصيب تدخل بصورة ما ..
فتاة مثقفة قريبة له كانت حلماً لشبان عائلتها الكبيرة 
تدَّخل القدر بلعبة حقيرة ليجمعها مع خالي اليدين والسريرة 
كان عليها أن تعمل حتى تكمل المسيرة ..وظائف الدولة تحتاج أصدقائي وساطة أصحاب النفوذ الكبير ..
صاحب السعادة رجل قصير القامة ..أحمر الشعر ، يدير الكرسي المبروم بهزة رجله الصغيرة كان يتفحصها كأنها أميرة يتمتم بصوت هادئ رصين (( أين كنت في زمني وكيف الآن أتيت وإلام تأخذيني معك أيتها الساحرة المنيرة ..!! )) ..صافي الاسم والنية أمهر توقيعاً اخضراً ببصمة دبلوماسية..استلمت بفضله عملاً في دائرة حكومية ..عادت إلى بيتها برقم خاص ..قصت على فقير الضمير ماحصل معها..طاطأ الرأس وبقي مسترخياً كأنه وزيراً..
أجابها (( هي فرصة لا تضيعيها )..صوت التليفون كسر الصمت المميت..الصوت الهادئ انساب برفقٍ لطيف ، دقائق وسيارة بيجو سوداء..كانت تقف على ناصية الشارع
فتح باب السيارة على وجه اخذ يطالعها بإبتسامة طفل هنية ، كانت المرأة الذكية تدير دفة الحديث ..لم تترك له فرصة ليفكر كيف يلتهم كعكة العيد
عادت إلى بيتها بجرح في روحها لايستريح.. يحتضنها كل ليلة شيطان أخرس بعنف الريح 
تتالت الطلبات من فقير القلب ..لعبة الخبثاء أدت إلى تمرد غريب في البيت القديم
صاحب السعادة أحب الأنثى العنيدة لأنها شدت الحزام بسلاسة عجيبة ..قطعة الزبدة اللذيذة لم تذب بين الشفاه السخية ..بقيت صلبة كشجرة كستناء ..فعرض عليها شراكة سرّية في كلمات مقتضبة (( غادري بيت العبودية ))
سنين قاسية من الديكتاتورية أرادت انهائها بسلام..اعتذرت بتهذيب جميل ..واختفت في الزحام كجثة ملائكية 
طوفان الطغيان أصاب البلاد ببلاء..تعددت الأسباب والموت واحد وجدت نفسها فجأة تحتضن وردتين في طريق مغادر 
اراها الآن ..وهي تجتاز الحواجز الجنائزية من معبر الموت القائم في مدينتها الشهباء تصل حدائق المنفى وحيدة ..يتيمة..تنتمي إلى فصيلة القطط من صنف الباندا عيناها لوزتان..وقلبها معلقاً في ياسمين الشام 
صورة مبهمة الملامح بقيت في ذاكرتي تضج لاتبارح..
صافي القلب والنية ..وذاك الكم الهائل من الحنان يقابله فقير العقل بانفصام الغباء..
في كل مخاض وجع..ومع كل ولادة صراخ 
وكلما هزني الدهر تساقط مني رطب جني
لآلئ بيضاء هوت في عمق المحيط ..ألقي بالقلم 
أغلق الباب ..!!!!!
--------------------------------------
سمرا ساي / سوريا 
15 رمضان 
اسطنبول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق