الجمعة، 9 يونيو 2017

إذعان الحرية // بقلم الشاعر الاستاذ ستار مجبل طالع // العراق

إذعانُ الحريةِ
أذعنْ فإنكَ مُنقادٌ 
ما أستطلتَ إنكَ محدودٌ
يهزمُكَ قبلَ الموتَ الرقادَ
آتيك مستسلما خاضعا مذعنا حرا
أقْدِمُ كلاً تضحيةٌ
عسى أرى سرورك في قلبي مُنبلِجاً
اكرسُ كلَّ قوى الحبِ لكً
تموتُ ذاتي وأحيا بك
تنقادُ روحي مع أعضائي لنوركَ المالئ كلَّ مكانِ
أهزمُ عقبةَ الخوفِ وآتيك
أطأطئُ هامةَ الكبرياءِ وآتيك
يَخرقُ نورَكَ عتمةَ حيرتي وآتيك
أعيدُ لك ذاتي ويقينا
أني اقتربُ من شواطئ محبتِكَ 
التي لم تزلْ تمطرُ على أرضِ وجهي
تهمسُ في صمتِ انكساري أغنيةَ حُبُكَ
تصّْعدُ بي في حرية الاستسلام في ملكوتك المتسع
سيداً أنت ليس مستبداً بمحبتكَ
سيداً أنت محررا رؤوفا بعاشقيك
تدعونا إليك بسلطة إرادتنا
تتودد إلينا لنهديك ذواتنا برغبتها
حتى تصل أنفسُنا نهايتها
وتغدو الحياة أغنيةً منسجمةً مع نبضنا
ويقف صراعنا
ويزولُ ارتباكنا
ويصل بحثنا الدؤوب الى مبتغاه
واُنبِهُ الى بشريتي
الاشتياق الى ما وراءها 
يُنبتُ السخطُ والاستياءُ 
والبقاءُ متدليا في الفراغِ
لقطف ثمار الغصن الأعلى
ليرى من الشمس نورها الأجمل
يسعى لامتلاك كل شيء وأي شيء
لكنا سَنُهزمُ أمام بشريتنا 
القاصرة عن كثير من الأشياء
وسنبقى نراها تتعدى الأشياء
فتنبتُ في جدار النفس أشواكُ الغيرةِ
ويتملكها عبرةَ البكاءِ على الذاتِ المنكسرةِ
مرآة تعكس الأشياء غير أشياء
وأبقى أتجرعُ مُرُّ الهزيمةِ حتى أقرُّ
أني بشرٌ أُعتق من رقِ الأشياءِ
وأوقفُ صراعي مع الحياة
ليذهبَ السخطُ ويتلاشى الاستياءُ هباءا
وآتي نفسي مع الأحرار صفا أمام الله
اكرسُ زمني المختصرَ لشيءٍ أحتاجَ أن يتغير
أخوضُ كل معاركي وأغالبُ لك وفيك
اختيار حرا لا يقمعُ
أحب فيك وأبغض فيك وأقول نعم أبدا
أينما لك رضا ورغبة أو أمرا 
سأقول نعم حتى لو بدا الأمر بلا معنى
لتقودني في منازلتي على أديم نفسي
أو على طينها
وقد رأيت النصر متحققا وعدا حقا
بقلمي ستار مجبل طالع 
2017-5-8

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق