الجمعة، 9 يونيو 2017

ماذا تقول ؟! // بقلم الشاعر الاستاذ : عبد الزهرة خالد // العراق

ماذا تقول ؟! 
**********
*ماذا تريدُ
أن تقولَ عن صخرةٍ
أوقفت خلفَها
ملايينَ الذراتِ من الرمالِ٠٠
*ماذا تودٌُ
القولَ لصخرةٍ
أسقطت قمراً 
من رأسِها بعدما أحست 
بضيائه النحيفِ٠٠
*ماذا تقول لصخرةٍ 
أجبرت مجرى المياهِ
على الانحرافِ٠٠
*ماذا تريدُ
أن تقولَ عن صخرة 
باعت صبرها
أعواداً مشنوقةً 
لجوانبها العبثيةِ٠٠
*ماذا تقولُ لصخرةٍ
ترومُ الحركةَ 
لكنها عند الزحزحةِ
توجعُ صدورَ الأبطالِ٠٠
*ماذا تقولُ لصخرةٍ 
بكتْ على ظهرها 
الأمطارُ
ولا تشعرُ بنشوةِ البلٌلِ٠٠
*ماذا تقولُ لصخرةٍ ماكثةٍ 
تراعي الفجرَ عن اليمينِ
والمغيبَ عند الشمالِ
لقضاءِ وقت الفراغِ٠٠
*ماذا تقولُ عن صخرةٍ 
ردتْ رؤوسَ المطارقِ 
على وجهِ القابضِ والطارقِ٠٠
*ماذا تقولُ لصخرةٍ 
أستغلت أحدى الشجيرات
شقاً لتتعمقَ في أغوارِ البدنِ٠٠
*ماذا تقولُ لصخرةٍ 
تتشبثُ بلونِها القاتمِ
مذ ولادتها غير الطبيعية
في هوادجِ البيداءِ ٠٠
*ماذا تقولُ عن صخرةٍ 
بكت عندما سالَ دمُ رقبةٍ على صدرها 
الى الآن وهي تسألُ عن وارثِ القتيلِ٠٠
*ماذا تقولُ عن صخرةٍ 
تشكو للشمسِ الطفحَ الجلدي
ولا تشكو حرارةَ الحمى لليالي٠٠
*ماذا تقولُ لصخرةٍ 
عند الظمأ تبللُ ريقها
بماءِ الصمودِ
وترتوي من نظراتِ الوعود٠٠
*ماذا تقولُ عن صخرةٍ 
مرميةٍ في جغرافيةِ الوطنِ 
مذ كلكامش
وظلت تحتفظُ بنقوش الرموزِ 
رغم عواصفِ الحروبِ 
ومحنِ الخريفِ٠٠
*ماذا تقولُ لصخرةٍ 
تشتهي حلولَ الشتاءِ 
ولو تجافيها الفصولُ 
لم يبقَ عليها الظلالُ٠٠ 
*ماذا تقولُ لصخرةٍ 
انتبذتْ من الشاطئ
مكاناً قصيا
لتصطادَ بفمها الأجوفِ
موجةً عتيةً٠٠
*ماذا تقولُ عن صخرةٍ 
عاقبها تلّ - هو والدها-
بالوقوفِ على رجلٍ واحدةٍ
رغم أنها خالية من الذنوبِ٠٠
*ماذا تقولُ عن صخرةٍ غريبةٍ
تقطنٰ سطحَ الأرضِ
وقريناتها تسكنُ بواطنِ القمرِ٠٠
*ماذا تقولُ لصخرةٍ 
ولدت من رحمِ جبلٍ أشمٍ
وأخوها الصبرُ 
على السفحِ تعودَّ إجترار الأمل٠٠
*ماذا تقولُ عن صخرةٍ 
هشمتُها بفأسِ إصراري
لأجل فص عقيقٍ
تهشمتْ وتبين
في جوفها عظامُ حيوانٍ منقرض٠٠
سأقول - إن لم تجيبوا-
في صخرتي 
أضخمُ مخزونٌ للصمتِ
يغطي حاجةَ الكونِ
من السكونِ٠٠
___________________________
عبدالزهرة خالد
البصرة / ٧-٦-٢٠١٧

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق