.......حديثُ البَراوِيز.........
على الجدارِ ِ تنتشرُ البراويزُ...تتقابلُ أحيانا وأُ خرَى تتوالَى في انتظام..يوميًّا تمتدُّ إليهَا اليدُ ، عنها تنفُضُ غُبارَ الصّمتِ، تربِّتُ على البَراوِزِ الفاخرةِ متلمّسةً بقايا حياة لكنَّ الأصابعَ في كلّ مرّة تُمْنى بخيبة مريرة وهيَ تصطدِمُ بالجمادِ الأصمِّ يقفُ حائلا بينَها وبين والصُّورِ المُحاصرةِ داخلَ البراوِيزِ الأنيقةِ.
في ذاتِ الغرفةِ يجتمعون، يتلهّفون للقائها دونَ أنْ يتجرّكوا من أماكنِهم...هي تدركُ ذلك فنظراتُهم تَشِي بالرّغبةِ الملحَّةِ في كَسْرِالقيُودِ، في تجاوُزِ قضْبان ظاهرة وأُخرى خفيّة ...في عُيونهم تترقرقُ حركةٌ يُغلّفُها الجمودُ حدَّ العجزِلكنّها كانت تقرأُ ما تخفيه النّظراتُ الثّابتةُ فتهطلُ شلّالاتُ الحنانِ ، تطولُها. والصَّبَا تُداعبُ وجهَها ويديْها فتنتعشُ منها الأنفاسُ....في الذّهنِ تسْري سواقي مِنَ الدّفْءِ تَجتاحُ المشاعرَ فيرفُّ في القلبِ عصفورٌ ، يخفقُ بجناحيهِ، يسْرحُ خلفَ السِّرْبِ الطّائرِ المتباعدِ...يلهثُ ...يلهثُ والنّظراتُ تُغريه بِمزيدِ الاقتراب..
في باحةِ الغيابِ تُنصبُ منصّةُ اللِّقاء، دنيَا مِنَ الجمالِ أبْواقُها تكْسرُ قُمقمَ الصّمتِ فينبَجِسُ الهمسُ ثمّ يتصاعدّ أهازيجَ شوق تقتلُ إحساسَ الغُربةِ ، تزرعُ في النّفس بساتينَ أنْس على أدْواحِها تعزفُ الذّكرى أناشيدَ البهجةِ...أغنياتٌ تتسرّبُ من عمقِ الماضي ، تكسرُ الحواجِزَ ، تتمرّدُ على الدّهرِوتُعلنُ الوحدةَ الزَمنيّةَ...لحظاتٌ يتوقّفُ فيها كلُّ شيء، يكادّ يُلغَى كلُّ شيء...فيها تتجلّى حقيقةٌواحدةٌ، انفلاتةٌ منْ قُيودِ الزّمانِ والمكانِ تُحقّقُ المعجزةَ، تكسرُالبراويزَ وتدْحرُ مملكةَ الصّمتِ.
نفحةٌ ربّانيّةٌ تُخفّفُ هَوْلَ الفقدِ وتحقِنُ النّفسَ ما بهِ تستمرُّ الحياة.
جميلة بلطي عطوي
تونس ...10 / 7 / 2017
على الجدارِ ِ تنتشرُ البراويزُ...تتقابلُ أحيانا وأُ خرَى تتوالَى في انتظام..يوميًّا تمتدُّ إليهَا اليدُ ، عنها تنفُضُ غُبارَ الصّمتِ، تربِّتُ على البَراوِزِ الفاخرةِ متلمّسةً بقايا حياة لكنَّ الأصابعَ في كلّ مرّة تُمْنى بخيبة مريرة وهيَ تصطدِمُ بالجمادِ الأصمِّ يقفُ حائلا بينَها وبين والصُّورِ المُحاصرةِ داخلَ البراوِيزِ الأنيقةِ.
في ذاتِ الغرفةِ يجتمعون، يتلهّفون للقائها دونَ أنْ يتجرّكوا من أماكنِهم...هي تدركُ ذلك فنظراتُهم تَشِي بالرّغبةِ الملحَّةِ في كَسْرِالقيُودِ، في تجاوُزِ قضْبان ظاهرة وأُخرى خفيّة ...في عُيونهم تترقرقُ حركةٌ يُغلّفُها الجمودُ حدَّ العجزِلكنّها كانت تقرأُ ما تخفيه النّظراتُ الثّابتةُ فتهطلُ شلّالاتُ الحنانِ ، تطولُها. والصَّبَا تُداعبُ وجهَها ويديْها فتنتعشُ منها الأنفاسُ....في الذّهنِ تسْري سواقي مِنَ الدّفْءِ تَجتاحُ المشاعرَ فيرفُّ في القلبِ عصفورٌ ، يخفقُ بجناحيهِ، يسْرحُ خلفَ السِّرْبِ الطّائرِ المتباعدِ...يلهثُ ...يلهثُ والنّظراتُ تُغريه بِمزيدِ الاقتراب..
في باحةِ الغيابِ تُنصبُ منصّةُ اللِّقاء، دنيَا مِنَ الجمالِ أبْواقُها تكْسرُ قُمقمَ الصّمتِ فينبَجِسُ الهمسُ ثمّ يتصاعدّ أهازيجَ شوق تقتلُ إحساسَ الغُربةِ ، تزرعُ في النّفس بساتينَ أنْس على أدْواحِها تعزفُ الذّكرى أناشيدَ البهجةِ...أغنياتٌ تتسرّبُ من عمقِ الماضي ، تكسرُ الحواجِزَ ، تتمرّدُ على الدّهرِوتُعلنُ الوحدةَ الزَمنيّةَ...لحظاتٌ يتوقّفُ فيها كلُّ شيء، يكادّ يُلغَى كلُّ شيء...فيها تتجلّى حقيقةٌواحدةٌ، انفلاتةٌ منْ قُيودِ الزّمانِ والمكانِ تُحقّقُ المعجزةَ، تكسرُالبراويزَ وتدْحرُ مملكةَ الصّمتِ.
نفحةٌ ربّانيّةٌ تُخفّفُ هَوْلَ الفقدِ وتحقِنُ النّفسَ ما بهِ تستمرُّ الحياة.
جميلة بلطي عطوي
تونس ...10 / 7 / 2017
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق