الشعر وفلسفته الجمالية
.
بقلم : فالح الكيلاني
.
المجتمع الانساني بتكوينه وطبيعته انبثقت فيه حالات من الالهام والتخيل فاجدت فيما اوجدت الوسيلة الشعرية رضوخا لدوافع الحاجة الكامنة في نفس المرء نتيجة لرغبته الملحة في سبيل التلذذ النفسي او الحسي . و قد ولدهذا الاحساس فيه امران في غاية الاهمية مرجعهما بالاساس الطبيعة الإنسانية وهما :
الاول : المحاكاة لان المحاكاة أمر فطري موجود لدى الناس منذ الصغر .
والثاني : الرغبة في التذوق اوالتلذذ بالأشياء وهذا أمر عام للجميع وان كان متفاوتا بين انسان واخر .
.
ومن خلال هذين الامرين انبثقت الحالة الجمالية التي اوجدها المجتمع الانساني والتي تعتبر بحد ذاتها متعة جمالية تعمل على ايجاد امور كثيرة مختلفة المعايير نعتبرها كأدوات فنية عالية الجودة ومتجددة وبتفاعلات او باساليب جمالية اشبه بتجليات نفسية في جوهر الفكر والتصور في الرسائل الادبية التي تعد.
.
لذا يمكننا القول إن الجوهر الموجود في جسدية او بنية الفن عامة والشعر خاصة والذي يعتبر جزءا بحد ذاته من الفن و له قدرة استثنائية على التلائم مع الجمال والاندماج به وهذا الجوهر يعمل بطريقة سحرية عجيبة ليشد المتلقي شدا وثيقا وبطريقة طردية حيث تكون وظيفته تقديم المتعة النفسية للشاعر والمتلقي في نفس الوقت ومتعته النفسية للشاعر من حيث نظم العمل الفني الشعري ومقدرته بالايتاء بالاسمى والافضل فيما يراه ومتعته للمتلقي تكمن في التذاذه ونشوته عند قراءى القصيدة وايجاد ما في نفسه فيها محاكاة لها وهذه المتعة تعتبر لدى الاخرين هي المنفعة الانسانية المنشودة في هذا المجال .ومن هما نجد ان الشعر يمكنه من امتلاك ما يراه حقيقة او خيالا في التعبير الادبي والنفسي ، ويزاوج بينهما في خفاء ا و تجلٍّ واضح ويكون الكشف عن الجمال عبر هذا التبادل والتزاوج والتعاور بحيث يشف عنه او يكشف عن كل منهما محاولا اخفاء الآخر او التداخل فيه ، وهذا هو سر المتعة في الشعر . فاذا كان الشعر ترنيمة غنائية صادقة قد تولدت من الشعور المبدع ، فإن هذه القصيدة او تلك ناشئة عما في نفسية الشاعر وتعبر عما يعتمل في خوالجه . فهي تمثل صورة من صور الاستقرار النفسي الذي يحسه او يشعره بجماليته .
.
الا ان المسيرة الشعرية في مواجهة الحياة لم تصل بعد إلى لحظة انتصار بل هي على الأغلب لا زالت تمثل لحظة انحسار قد تعيش بالانبعاث و ربما كان الشاعر مهما أوتي من رهافة ومقدرة شعرية يدرك بحساسية مرهفة أنه يواجه حياة لا تكشف عن وجهها مرة واحدة . فوظيفة الشعر في الانتصار الاسمى هي مرحلة دائمة ومستمرة في سبيل الوصول للغرض المنشود لذلك فهي اراها تمثل حالة الغليان الداخلي في أعماق الشاعر ونفسيته دائما حتى لو ظهرت عليه ملامح السكينة وعلى بعض قصائده مسحة الانفعال الوجداني .
.
فالشاعر بامكانيته و قدراته الأدائية له القابلية في استكشاف حال الإنسان ويربط ايحا ئاته بها ربطاً شمولياً ، بحيث لا يتمكن - في الاغلب – من عزل نفسه عن المكان والزمان المقال شعره فيه وربما يكون شموليا فيبقى خالدا , وهذا سر من اسرار جمالية الشعر فقد يرى مسرة الانسان وفرحته ونزوعه نحو التفاؤل سرا دائما في النفس الانسانية وقد يرى في عذاب او تعاسة إنسان في موقع معين هو رمز لعذاب الانسانية . لذا فإن حالة الموت لدى الشاعر قد تغدو موتاً وحالة انسانية عامة وليست شخصية بل معاناة ومعضلة تكتنف الحياة البشرية في كل مكان، لا حياة شخص بعينه.
.
ومثل هذا التوجه الشمولي هو الذي يمس أعمق أعماق النفس البشرية منطلقة من الخاص إلى العام من دائرة فقدان ضيقة بموت شخص واحد من ملايين البشر إلى المصير الذي ينتظر هذه الملايين كلها ولهذا فأن الشعر يعتبر من أهم أركان الفنون التي تهدف الى خلاص البشرية واستكشاف حالها ومآلها وارتقائها إلى مواقع جديدة خارج دائرة الالم والعذاب او المسكنة بما يمتلكه هذا الفن العظيم من رؤية او رؤيا مختلفة ، وقوى حدسية تنبئية واسعة نتيجة المعاناة التي تبعث فيه قوة التشبث بالحياة والامل من داخل المعاناة النفسية وليس فوقها أو خارجها.
.
فالشاعر ليس مجرد إنسان يحيا لذاته ويعمل من أجل إشباع نفسه رغابتها بحدسه الشعري بل هو إنسان يشعر انه ذو رسالة معينة ويشعر او يحس في قرارة نفسه أنه ينطق باسم قوة عليا قاهرة قد تعلو على شخصيته وتنفعل منها او تتفاعل معها فتلهمه افضل ما عنده من ابداع ولعل هذا هو السبب الذي يجعل الكثير من الشعراء يشعرون بأن لهم حياة أخرى تتعدى وجودهم الزمكاني و الذاتي . وهذه الحالة قد تصدق بقوة ان الجمال الذي لا يقف عند حد نزع الكره والبغضاء واستئصال كل ما يشوه جمال وجه البشرية الجميل و إنه لينهض بالنفوس ويدفعها نحو حياتها المثلى واستقرارها .
.
ان معظم علماء فلسفة الجمال يميلون إلى القول بأن عمل الفنان هو وحده الذي يسمح بفهم الإنسان الحقيقي . فنفس الشاعر المتلهفة على حب المصير الإنساني بإحساساتها النفسانية حتما يمكنه من يترجمها إلى جمالية طاغية مثقلة ، حانية على الناس والأشياء والعالم اجمعه وفي هذا تكمن شاعريته . وعليه استطيع القول ان الشاعر يستكشف في الطبيعة ما لا تراه عين الإنسان العادية وهو في رؤيته هذه يفجّر الضوء لينير ظلمة الحقيقة في النفوس . وينزع عنها كل أقنعتها القاتمة ومثل هذا الشاعر قد يضع نفسه في مواجهة نفوس إنسانية مختلفة ربما يكون بعضها متعبة وبعضها معذَّ بة والاخرى متالقة نحو السمو والارتقاء .
.
واخير اقول ان الجمال الشعري يقدم او يثبت صلات لكل ما هو موجود من امور ربما تراها عين الشاعر وحده، فيكون شعره صوت الحياة الصافية وسرها، بحيث تكون لها القدرة على التقاط او بعث اهتزازاته الكامنة في اعماقه وهذه الاهتزازات انما هي رعشة لخفقات قلبية او نفسية تصل إلى مسامع متلهفة اليها لتصل الى جوهر الحياة فيكون الشاعر قد اشتري حريته الأبدية وما تسمو اليه نفسه الابية من قيم عليا طالما ظل يمني نفسه في الوصول اليها فيفرغ شحناته الشعرية المنبثقة من نزعات نفسه فيها . فالشعر في جوهره خبرة انسانية من نوع معين بل هو خبرة جمالية عالية الهمة .
.
امير البيـــــــــــان العربي
د.فالح نصيف الحجية الكيلاني
العراق- ديالى – بلــــــد روز
6-7-2017
********************
.
بقلم : فالح الكيلاني
.
المجتمع الانساني بتكوينه وطبيعته انبثقت فيه حالات من الالهام والتخيل فاجدت فيما اوجدت الوسيلة الشعرية رضوخا لدوافع الحاجة الكامنة في نفس المرء نتيجة لرغبته الملحة في سبيل التلذذ النفسي او الحسي . و قد ولدهذا الاحساس فيه امران في غاية الاهمية مرجعهما بالاساس الطبيعة الإنسانية وهما :
الاول : المحاكاة لان المحاكاة أمر فطري موجود لدى الناس منذ الصغر .
والثاني : الرغبة في التذوق اوالتلذذ بالأشياء وهذا أمر عام للجميع وان كان متفاوتا بين انسان واخر .
.
ومن خلال هذين الامرين انبثقت الحالة الجمالية التي اوجدها المجتمع الانساني والتي تعتبر بحد ذاتها متعة جمالية تعمل على ايجاد امور كثيرة مختلفة المعايير نعتبرها كأدوات فنية عالية الجودة ومتجددة وبتفاعلات او باساليب جمالية اشبه بتجليات نفسية في جوهر الفكر والتصور في الرسائل الادبية التي تعد.
.
لذا يمكننا القول إن الجوهر الموجود في جسدية او بنية الفن عامة والشعر خاصة والذي يعتبر جزءا بحد ذاته من الفن و له قدرة استثنائية على التلائم مع الجمال والاندماج به وهذا الجوهر يعمل بطريقة سحرية عجيبة ليشد المتلقي شدا وثيقا وبطريقة طردية حيث تكون وظيفته تقديم المتعة النفسية للشاعر والمتلقي في نفس الوقت ومتعته النفسية للشاعر من حيث نظم العمل الفني الشعري ومقدرته بالايتاء بالاسمى والافضل فيما يراه ومتعته للمتلقي تكمن في التذاذه ونشوته عند قراءى القصيدة وايجاد ما في نفسه فيها محاكاة لها وهذه المتعة تعتبر لدى الاخرين هي المنفعة الانسانية المنشودة في هذا المجال .ومن هما نجد ان الشعر يمكنه من امتلاك ما يراه حقيقة او خيالا في التعبير الادبي والنفسي ، ويزاوج بينهما في خفاء ا و تجلٍّ واضح ويكون الكشف عن الجمال عبر هذا التبادل والتزاوج والتعاور بحيث يشف عنه او يكشف عن كل منهما محاولا اخفاء الآخر او التداخل فيه ، وهذا هو سر المتعة في الشعر . فاذا كان الشعر ترنيمة غنائية صادقة قد تولدت من الشعور المبدع ، فإن هذه القصيدة او تلك ناشئة عما في نفسية الشاعر وتعبر عما يعتمل في خوالجه . فهي تمثل صورة من صور الاستقرار النفسي الذي يحسه او يشعره بجماليته .
.
الا ان المسيرة الشعرية في مواجهة الحياة لم تصل بعد إلى لحظة انتصار بل هي على الأغلب لا زالت تمثل لحظة انحسار قد تعيش بالانبعاث و ربما كان الشاعر مهما أوتي من رهافة ومقدرة شعرية يدرك بحساسية مرهفة أنه يواجه حياة لا تكشف عن وجهها مرة واحدة . فوظيفة الشعر في الانتصار الاسمى هي مرحلة دائمة ومستمرة في سبيل الوصول للغرض المنشود لذلك فهي اراها تمثل حالة الغليان الداخلي في أعماق الشاعر ونفسيته دائما حتى لو ظهرت عليه ملامح السكينة وعلى بعض قصائده مسحة الانفعال الوجداني .
.
فالشاعر بامكانيته و قدراته الأدائية له القابلية في استكشاف حال الإنسان ويربط ايحا ئاته بها ربطاً شمولياً ، بحيث لا يتمكن - في الاغلب – من عزل نفسه عن المكان والزمان المقال شعره فيه وربما يكون شموليا فيبقى خالدا , وهذا سر من اسرار جمالية الشعر فقد يرى مسرة الانسان وفرحته ونزوعه نحو التفاؤل سرا دائما في النفس الانسانية وقد يرى في عذاب او تعاسة إنسان في موقع معين هو رمز لعذاب الانسانية . لذا فإن حالة الموت لدى الشاعر قد تغدو موتاً وحالة انسانية عامة وليست شخصية بل معاناة ومعضلة تكتنف الحياة البشرية في كل مكان، لا حياة شخص بعينه.
.
ومثل هذا التوجه الشمولي هو الذي يمس أعمق أعماق النفس البشرية منطلقة من الخاص إلى العام من دائرة فقدان ضيقة بموت شخص واحد من ملايين البشر إلى المصير الذي ينتظر هذه الملايين كلها ولهذا فأن الشعر يعتبر من أهم أركان الفنون التي تهدف الى خلاص البشرية واستكشاف حالها ومآلها وارتقائها إلى مواقع جديدة خارج دائرة الالم والعذاب او المسكنة بما يمتلكه هذا الفن العظيم من رؤية او رؤيا مختلفة ، وقوى حدسية تنبئية واسعة نتيجة المعاناة التي تبعث فيه قوة التشبث بالحياة والامل من داخل المعاناة النفسية وليس فوقها أو خارجها.
.
فالشاعر ليس مجرد إنسان يحيا لذاته ويعمل من أجل إشباع نفسه رغابتها بحدسه الشعري بل هو إنسان يشعر انه ذو رسالة معينة ويشعر او يحس في قرارة نفسه أنه ينطق باسم قوة عليا قاهرة قد تعلو على شخصيته وتنفعل منها او تتفاعل معها فتلهمه افضل ما عنده من ابداع ولعل هذا هو السبب الذي يجعل الكثير من الشعراء يشعرون بأن لهم حياة أخرى تتعدى وجودهم الزمكاني و الذاتي . وهذه الحالة قد تصدق بقوة ان الجمال الذي لا يقف عند حد نزع الكره والبغضاء واستئصال كل ما يشوه جمال وجه البشرية الجميل و إنه لينهض بالنفوس ويدفعها نحو حياتها المثلى واستقرارها .
.
ان معظم علماء فلسفة الجمال يميلون إلى القول بأن عمل الفنان هو وحده الذي يسمح بفهم الإنسان الحقيقي . فنفس الشاعر المتلهفة على حب المصير الإنساني بإحساساتها النفسانية حتما يمكنه من يترجمها إلى جمالية طاغية مثقلة ، حانية على الناس والأشياء والعالم اجمعه وفي هذا تكمن شاعريته . وعليه استطيع القول ان الشاعر يستكشف في الطبيعة ما لا تراه عين الإنسان العادية وهو في رؤيته هذه يفجّر الضوء لينير ظلمة الحقيقة في النفوس . وينزع عنها كل أقنعتها القاتمة ومثل هذا الشاعر قد يضع نفسه في مواجهة نفوس إنسانية مختلفة ربما يكون بعضها متعبة وبعضها معذَّ بة والاخرى متالقة نحو السمو والارتقاء .
.
واخير اقول ان الجمال الشعري يقدم او يثبت صلات لكل ما هو موجود من امور ربما تراها عين الشاعر وحده، فيكون شعره صوت الحياة الصافية وسرها، بحيث تكون لها القدرة على التقاط او بعث اهتزازاته الكامنة في اعماقه وهذه الاهتزازات انما هي رعشة لخفقات قلبية او نفسية تصل إلى مسامع متلهفة اليها لتصل الى جوهر الحياة فيكون الشاعر قد اشتري حريته الأبدية وما تسمو اليه نفسه الابية من قيم عليا طالما ظل يمني نفسه في الوصول اليها فيفرغ شحناته الشعرية المنبثقة من نزعات نفسه فيها . فالشعر في جوهره خبرة انسانية من نوع معين بل هو خبرة جمالية عالية الهمة .
.
امير البيـــــــــــان العربي
د.فالح نصيف الحجية الكيلاني
العراق- ديالى – بلــــــد روز
6-7-2017
********************
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق