الجمعة، 18 أغسطس 2017

دراسة موجزة في نص الشاعر الفلسطيني الحر محمود صالح : ياله من عبق / بقلم الاستاذ باسم الفضلي / العراق

دراسة موجزة في نص الشاعر الفلسطيني الحر محمود صالح :
‏ · 
" يا لهُ من عَبَق "
***************
.
{ معزوفة الوجع الثانية }
.
( 2 )
.
حُبُّنا .. ليسَ لي
ياااا لهُ من عبقْ !
*
من سيُخبرُ ذاك الورقْ
بعدَ عينيكِ
قلبُ الكلام ِ احترقْ
*
قُلْ لها 
لا أرى الأرضَ 
تخلعُ أشجارَها
قُلْ لها
من جناحِ العصافيرِ 
يسقطُ ريشُ الألقْ
*
قل لها
أعْتَقَ البحرُ أمواجَهُ
منذُ عتَّقَنَا 
في خوابي الغَرَقْ
*
قل لها
ليس لي من مُعلَّقةٍ
من زمانٍ 
أُعلِّقُ غِمْدًا بلا سيفهِ
وطنًا .. في قوافي الغَسَقْ
*
قُلْ لها 
خلفَنا انتعَلَ الخَطْوُ نسيانَهُ
يومَ خلَّفَ أحلامَهُ
لمآقي الحبقْ
*
قل لها 
ما تبسَّمَ غيمٌ وكُنَّا هنا 
كان أنْ مَرَّ في أُفْقنا
مرَّةً .. واختنقْ
*
قل لها 
أنتِ .. يااا أنتِ !..
لا تقِفِي بيننا
ما تعثَّرَ فجرٌ بأقدامِنا 
كي نموتَ على مُفْترَقْ
*
حُبُّنا .. ليس لي
ليتَهُ ما شَهَقْ 
ليتَهُ ما خَفَقْ
يااااااااا لهُ من عَبَقْ !
.
" أناقة الغياب "
*******************
*******************
" حُبُّنا للصَّدى "
*************
.
{ معزوفة الوجع الأولى }
.
( 1 ) 
.
كانَ ما بينَنا .. وانقضى
وارتشفناكَ بكاساتِ الوطنْ
*
آيلٌ حُبُّنا للصَّدى
ما خَلعْتُ العناقَ .. أنا عُنْقُهُ
خَطوُهُ حينَ عزَّ المدى
حينَ شرَّعْتَ للرِّيحِ مِصباحَهُ ؟! 
*
ليسَ من وارِدٍ للغريقِ
ولا وردةٍ
ذا قميصُكَ قُدَّ من كلِّ صوبٍ
فما بالهُ الجُبُّ 
كلُّ الجهاتِ تُطاردُ أشباحَهُ ؟!
*
تلك غيمتُنا في أكُفِّ النَّوى
كيف يمشي إليكَ الوداعُ بلا موعدٍ ..
كيفَ دونَ اشتياقٍ على شفةِ الوعدِ
يسكبُ أقداحَهُ ؟!
*
ما تعِبْنا
ولكنَّهُ الضَّوءُ دونَ وِشاحٍ
يمدُّ يديهِ إلى ظلِّنا
ما نسيناكَ ..
أنتَ الذي لم تعُدْ تعجنُ الجوعَ
تخبزُ للموت أفراحَهُ
*
ما لنا والهوى ؟!
قلتُ وحدي أُدثِّرُ هذا الرَّدى
وانتظرتُ النَّدى
آهِ ما همَّ في الغارِ غارٌ
وشيَّعتَ للغيبِ أدواحَهُ
*
كانَ ما بيننا .. وانقضى
وارتشفناكَ .. بكاساتِ الوطن
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
الدراسة :
{ معزوفة الوجع الثانية } 
معزوفة على شريان نازف / تلعب ( الهاء العائدة على الغائبة مكاناً ، الحاضرة زماناً ، والمؤَكّدة بالضمير المنقصل / انتِ ) دور المايسترو في هذه المعزوفة ، بعد ان خُطفَت ( الكاف ) / (( بعدَ عينيكِ )) ، ولم يعد لها وجود في باقي هذا المقطع النصي ،
وبتأويلية بسيطة ( بعد دراسة مجمل المعزوفة هذه ) نخلص الى اننا امام معشوقة مغيَّبة / حاضرة / ومكافئوها الدلالي : فلسطين ، البلاد التي خطف الصهاينة استقلالها وحريتها ( غيّيبوها / مكانياً ، كبلد له كيانه المعلوم جغرافياً ) ، لكنها لمّا تزل حاضرة / زمانياً ( تأريخياً )، في ذاكرة و ضمير ابنائها البررة، اما كونها معزوفة ثانية (( معزوفة الوجع الثانية )) ، فمقاربته الدلالية :
أن الوجع الروحي الذي خلّفه تغييبها المكاني ، في وجدان اولئك الابناء ، تراجع مرتبةً / الرقم 2 ،
امام (( معزوفة الوجع الأولى )) ،وهو وجع مخاض ولادة الفعل الثوري في روعهم / الرقم 1: (( قلتُ وحدي أُدثِّرُ هذا الرَّدى )) بعد ان ملّوا خذلان الاخوة : 
((وانتظرتُ النَّدى
آهِ ما همَّ في الغارِ غارٌ
وشيَّعتَ للغيبِ أدواحَهُ )) 
ونجدتهم الشعاراتية الجوفاء : (( أعلِّقُ غِمْدًا بلا سيفهِ ))، / السيف هنا اشارة واضحة الدلالة على ان اولئك الاخوة الخاذلين هم العرب، لذا تسيد الضميران ( نا الجماعة / اشارة للثوار ، وكاف المخاطب العائد على الفعل الثوري ) عموم المعزوفة الاولى ،
فالتراجع هنا لفسح المجال ، لإنفاذ هذا الفعل التحرري عبر الشاعر عن هذا بكلمتي / الثانية ، الاولى )
، اما اولوية العشق للوطن ، كقيمة وطنية سامية ، لايعلو عليها اي اعتبار وجودي ، فالشاعر قد عبر عنها بتقديمه المعزوفة الثانية على الاولى مكانياً في نصه ( التسلسل الكتابي كما هو ظاهر ) . النص لعمق مضمونه وتميزه الشكلي ، وبعد مرامي دلالاته واشاراته ، وخروج مفهوم ( الوجع ) فيه ، من معنى ( البكاء و الشعور بألم الخسارة / وهما معنيان يدلان على ضعف الحيلة والعجز) ، الى معنى ( ألم مخاض الولادة الثورية / وهو دليل الارادة الحرة المتحدية للطغيان ) ، يستحق دراسة مستفيضة ارجو ان يتسع وقتي لانجازها مستقبلا ، وحسبي هذا التعقيب التحليلي العجول للتعبير
عن مدى انشدادي لروعة الشكل والمضمون / خالص مودتي ايها الصوت الحر الثائر
/ باسم عبد الكريم الفضلي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق