الخميس، 7 سبتمبر 2017

دخان // للاديب د . عبد الجبار الفياض // العراق

دخان
الى فلاح بهادر
أحشاءُ خريفٍ توحّمت بآخرِ جذوةٍ من صيْف . . .
سحبٌ قاتمة
لا مطر . . .
أعماقٌ
تترمَّد
لا يفصلُها عن فناءٍ فناء . . .
أيُوقدُ نابو* غضَبَ الأرصفة ؟
قد تُحتسَبُ خطواتُ الصّبر
لكنّها 
على أبيضِ وجهٍ 
ليست عتباتٍ لصعودِ السّلالم . . .
. . . . .
آمالٌ 
حُبسَتْ في قمقم . . . 
آلامٌ
تتوالدُ عن حُبلى دقائقَ 
سُلخَتْ مما خلّفهُ قراصنةُ البر
خيوطاً مُنعرجة
ترسمُ خارطةَ المسلوبِ كُلّاً 
في زمنٍ 
تعفّنَ ذيلُهُ 
برأسٍ أكلَهُ الحوتُ الأزرق . . .
. . . . . 
كأنَّ المطرودين من آدميتهم جميعاً 
يحضرون طقوساً ممنوعة . . .
إلآ
ديكاً مذبوحاً أنْ يرقُص . . .
يوماً مبتورَ السّاقيْنِ أنْ يمرّ . . .
لا لقلبٍ عاشقٍ أنْ ينبض !
ويبقى الدائرونَ حولَ قطبِ رَحى سيدِهم 
مُندسين بينَ العينِ والحاجب . . . 
. . . . .
أيّاً ما كانتْ كيفَ
لماذا 
ففي مقبرة الكفرِ تُدفَن . . .
أنفاسٌ
تحاورُ صمتاً ملتصقاً على شفاهِ سنواتٍ نازعتِ الحياةَ بخيط 
قاربتْ أنْ تشاطرَ سيزيفَ ما حمل . . .
الآتون بعرقٍ يمحو حروفَ التّسول 
ما حملتْهُ ساقاهُ لما بين الأبيضِ والأسود 
بيدِهم ألقى جودو مفتاحَ انتظارِه . . .
. . . . . 
يغمسُ الدُّخانُ ذيلَهُ بقدحِ شايٍ ساخنٍ
زفرةً
يضيقُ بها صدرٌ
سكنتْ نصفَهُ عَتمةٌ 
لا إسمَ لها . . .
أيةُ مساحةٍ تلك ؟
هل دخلَ الجَمَلُ في سَمِّ الخِيَاط ؟
. . . . .
يُحكى أنّ خجلاً
كانَ يُراودُ أبوابَ راياتٍ حمرٍ
أُريق . . .
يزاورُ كهفَ الملتصقين بسبخِ الأرضِ
دَخَل . . .
يحلّقُ بأجنحةِ غيْرِه
هَبَط !
. . . . .
لصٌ
يعرضُ ما سرقَ للبيعِ أمام بيتِ قاضٍ
يُسرعُ للشّراءِ بعملةٍ مُسترَدّة . . .
أحدُهم
تفضحُهُ يدٌ 
رُهنتْ عندَ سمسارِ بنكٍ ربويّ 
نسيَها تبصمُ على أوراقِ البيعِ
بعدَ أنْ التَهمَ فرصتَهُ اليانعةَ بنَهَمِ جرادٍ أصفر !
مومس 
تُحدّثُ عن الحياةِ الايروتيكية**
ما ملكتْ الأيمان 
قصائدَ عارية لمردان***
ليالٍ اغتصبْنَ برضا والٍ خصي 
للماخور كرسي لا يرى . . .
معلِّمٌ 
يمسحُ سبورتَهُ ببقايا من ستّين عجْفاء . . .
يستنشقُ رائحةَ الطّباشيرِ بعبقِ الياسمين
يكتبُ
سُرقتِ الأرقام
ما بقيَ إلآ الصّفر
حروفٌ تُكتبُ ولا تُقرأ !
الأولادُ
يرسمون الوطنَ بلونِ الألمَ
لكنَّهم
يبتسمون !!
. . . . .
عبد الجبار الفياض
ايلول/ 17

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق