السبت، 3 مارس 2018

خر فيّاض* // للشاعر د . عبد الجبار الفياض // العراق

خر فيّاض*
على حافّاتٍ ممنوعة
ولدَ موتٌ في حضنِ ليلةِ خسوفِِ وَطنيّ . . .
رمى الزّمنُ عقاربَهُ في وادٍ غيرِ ذي قرار . . .
أغمضَ عينيْهِ عن خطيئةٍ بلوْنِ منجنيقِ الحَجّاج . . . 
كيفَ يكونُ شاهداً وعلى لسانِه 
يتّقدُجمرُ وَعيد ؟ 
ذاكَ زمنٌ 
تماهتْ خطوطُ مكانهِ في خارطةِِ 
أرادَها الوالي أنْ تكونَ شفرةً 
لا يعرفُها إلآ هو وإبطيْه !
. . . . .
لاشئَ 
يُمزّقُ صمتَ الطّينِ غيرُ نهاياتٍ داكنةٍ أفرغَها معتوهٌ سعيرَ نَزقٍ 
في بياضِ قلبِ (عمتِنا) الكريمة 
وما انحنتْ 
إلآ لِتكونَ أكرمَ من قدورِ الطّائي . . .
. . . . . 
أيُّها الخيْطُ الفضّيُّ في إيقونةِ الجّنوب . . . 
إصحاحٌ مرقومٌ في سِفرِ تكوينِ الجّذور . . .
شقَّ الكونُ عباءتَهُ فُراتاً 
فسالَ خيرُ ما في الأرضِ أوديةً بقطوفِ الجنّة . . .
يرطّبُ شفتيْهِ عسلُ التّمر . . .
أيُّ وشاحٍ من سحرٍ 
ألقتْهُ عليكَ آلهةُ الشّمس . . .
. . . . .
علّمْتَنا 
كيفَ نخطُّ على جبينِكَ القمرَ قبلَ أنْ ندخلَ دارَ الخلدونيّة ؟ **
نُنظمُ النّجومَ في خيْطِ زُرقةِ السّماءِ عِقدَ زَفاف . . .
أساورَ موْجٍ 
تمحو 
تعيدُ ظِلالَ باسقاتٍ 
تتحاورُ بوشوةِ سَعفٍ 
ليسَ لأصابعِ موزارت أنْ توقعَهُ نوتةً في زواجِ فيغارو***
. . . . .
شبحٌ من ماء
يتكوّرُ دمعةً 
يكتبُها وصيّةً لمواسمِ المطر . . .
ما زالتِ السّحبُ تبكيكَ صخراً في عيونِ الخنساء . . .
آهةً في صدرِ الحمداني . . .
وأنا أحملُكَ روحاً 
يُعمّدُ شفيفَ قصائدِِ
تُكتبُ مهراً لعيونِ مها . . .
متى كانَ الخلودُ عشبةً في فردوسٍ مفقود ؟
ليبحثَ عنْها كلكامش ! 
رُبَما صدَقتْ عشتارُ حينَ وهبتْ نصفَها لأنقاذِ معشوقِِ من عالمٍ سُفليّ . . . 
. . . . . 
أوّاه 
كيفَ مُمدّاً أراكَ دونَ حِراك ؟
وكنتَ لا تأخذُكَ من النّومِ غَفْوة . . .
لا يرى فيكَ البَذارُ إلآ قبضةَ ديموزي 
تنثرُ العنبرَ سنابلَ 
ليسَ كمثلِها معروشاتٍ في بابلَ 
سحرتْ عيونَ الدّهر . . .
المَذْراةُ 
لعرّيسِها الحصادِ تُغني . . .
لا سعادةَ لغيرِ ما جناهُ مِنجَل . . .
. . . . . 
يَداكَ النّديّة
تسبقُ الغَمامَ حينَ يجودُ برذاذِه . . .
فراتاً 
شربناكَ قبلَ أنْ نعرفَ زجاجاتِ الكولا
ونرضعُ حَلماتِ البلاستيك !
احتسيناكَ خمرةً من غيرِ كؤوس . . .
مَنْ لي أُعيدُ إليكَ فضلَ ما شربتْ ؟
ما أطفأَ جمرةَ قيْظٍ 
تجبّرَ في رمضائِه ؟
علّني أحسُّكَ نبْضاً
في عروقِ ماضٍ أصبحَ ثالثَتي في حلٍّ وترحال . . .
. . . . .
ما سعتْ إلى فراشِ خلوتهِ ليالي الأُنسِ
مات . . .
لم يكنْ قِنّاً 
خلَطَ ظلامَاً في أوعيةِ الفَجر 
أرتدَّ يوماً ليسقيَ حقولَ الرّصاص . . . 
كانَ نَسراً
يشتري الفَضاءَ بعناقيدِ نجومِه . . .
لا جُرْذاً
يبيعُ جلدَهُ لحفرةٍ 
ما فيها غيرُ رائحةِ الهروبِ من الشّمس . . .
. . . . .
لا . . .
قالَها 
شاخصاً بوجهِ بنادقَ 
امتهنتْ رقصةَ سالومي بينَ أجنحةِ النّوارس . . . ****
تصبُّ الرُّعبَ في سمْعِ السّكون . . .
مُدبراً عن شُذّاذٍ
هزّوا رؤوسَهم في حضرةِ الفِرعون 
أنّ النّخلَ بصَلٌ أخضر !
. . . . .
كم داميةٍ 
مُشقتْ بحبرٍ سريّ في أقبيةٍ 
يحرسُها الظّلام . . . 
باتَ العنبرُ وجباتٍ ساخنةٍ لفوّهاتِ مدافعَ 
تمضغُ بعدَها جرّافاتٌ جائعةٌ لذيذَ ما حمِلتْهُ باسقة . . .
للضّرْعِ منها عصفٌ مأكول . . .
ما الذي يقولُهُ طيرٌ عن مسخٍ 
أسقطَ عُشَه ؟
مزّقُ صوتَ أنثاهُ أزيزٌ 
يفتلُ الرّيحَ شباكَ موْت 
ما عادتْ لَتزقَّهُ قُبْلةَ الصّباح . . .
. . . . .
ديارٌ 
لبستْ ثوبَ حدادٍ أحمر . . .
ضربتْ أصابعُ الوجعِ على وترِ النّوى
فاستكانَ صخبُ الرّحيل . . . 
النّهارُ 
يسملُ عينيْه 
يتحسّسُ دربَهُ نحو زوايا 
شرِبتْ كُلَّ العَتمة . . . 
جمَعَ المزمارُ حزنَهُ من بقعِِ داكنة 
لحناً مذبوحاً في حنجرةِ (داخل حسن) . . . *****
شَحِبَ وجهُ أنكي . . . ******
فقدتِ الثّريا مرآةَ عُرسِها . . . 
أنتَ آخرُ الشُّهداء
يُرثيكَ أوتو بحروفٍ من ماء . . . *******
إذنْ 
هكذا يموتُ السّومريون كباراً . . .
قبورُ الخالدينَ لا ُتغلَق 
لأنّها سماء !
. . . . .
عبد الجبّار الفيّاض 
٣/٢/٢٠١٨
* هو نهر بإسم جدي(فيّاض) يقع في منطقة آل حسن جنوب كرمة بني سعيد. وقد دُفن تماماً وجُرفت بساتين النخيل في المنطقة في عهد النظام السابق ، لتواجد معارضة مسلحة .
** قراءة تعليم الصف الأول الإبتدائي .
** *من أهم أعمال موزارت الموسيقية . 
****.ابنة الملك هيرودس الثاني و هيروديا ، عاشت في فترة ما بين سنة 14 إلى سنة 62-71 بعد الميلاد اشتهرت برقصة الموت وتسببت في قطع راس النبي يحيى عليه السلام ، بعد ان عشقته وتمنع .
*****من اشهر مطربي الريف العراقي الذي ينماز بصوت شجي حزين ..
****** إله المياه العذبة في سومر .
******* إله الشمس .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق