قصة قصيرة: [ولادة..!]
..كنت مضغة في بطن أمي،، تعسر المخاض فنمت إلى حين، مرت علي تسعة قرون ولا زلت أنمو،، راقدا بهوداة، سابحا في سماء الخلايا...!
_ متى أولد..؟ أقول كل يوم..
..من ذا الذي يزرع قلبه فوق شجرة؟ لدي قلب فقط، باقي الأعضاء في تكوين،، وأنتظر الولادة...!
..زحفت بقلبي باحثا عن منفذ للخروج، وصلت لغاية المهبل،، رأيت نورا ساطعا أثخنني،، رجعت مذعورا لمقري،، ظلمات أعيش فيها بداخل بطن أمي، أتنفس، أقتات،أسمع،أرى، بقلبي هذا، وتعلمت الأبجديات، علمتني الحياة الباطنية ما يخفيه الموج للسفن من عواصف،ما يضمره الإنسان لأخيه، أتقنت فن الحرب وفن القلب، تخصصت في الألوان، لكني لا أرسم غير الباطن، عوالمه، دواخله،شعوره الذي ينعتوه باللا...! في عالمهم الخارجي،، أستطيع من هنا بوثقة خرائط امتداد الجسور المتطايرة في السحاب من قارة لقارة،،يتحول قلبي إلى يد يشد الأمعاء المتفرقة،، أحاول جهدي ردع الغازات المسيلة للدموع، قلب واحد، فيه يد و عين، إحساس ورؤى،، ماينقصني غير ولادة أعضائي؟
في مرحلة ما من تاريخي الطويل، عبر جغرافيا بوابة المهبل من خلال الرحم،، كنت فضلت الرقاد، أعشاش سرمدية ذات أشواك حادة مصوبة إلي، تنزني كلما تحركت، التويت،، احتميت،، استنجيت، ، ولا صوتي مسموع..! ولا اعترف أصلا بوجودي...!
..الآن، وها أني فقت، بعدما راب بيتي الشوكي، كان عائقا،كنت أظنه آمنا، كم أنا مغفل..! هل أستحق الولادة؟ وأجثو على شراييني طالبا الدم ممن لا يرحم؟
الأفضل أن أنام، فما أضيق الحياة لولا فسحة الرحم..!
الأفضل أن أنام، فما أضيق الحياة لولا فسحة الرحم..!
_لا... صرخت باكيا،، فوجدتني مقلوبا بين يدي ولادتي تضربني من دبري..!
(ميلادي كان: 18/09/1968)
_حسين الباز/المغرب_
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق