الخميس، 13 سبتمبر 2018

مجلة انكمدو العربي للثقافة والأدب // لاتُكثري الَتنقيب في ذاكرتي // للشاعر : حسن ماكني // تونس

* لا تُكثري التَّنقيب في ذاكرتي*..........حسن ماكني / تونس
*************************
أنا يا سيّدتي لا أتعسّف على الفصول
ولا أستجدي الرّبيع مداد الكتابة
فللشّتاء نصيب
وبعمق الجرح
تكون الكآبة
أنا يا سيّدتي شرقيّ السّيمات كما تعرفين
ورثت صفاء الرّوح من شجر الزّيتون
قلبي واحة نخل
سمرتي في شجر التّين
أمّي وردة برّية
صامدة
تزيد إشراقا على مرّ السّنين
أبي كان فلاّحا
يدوّن أحلامه في تراب الأرض
............ في بقايا الطّين
صمتي براكين بوح
كلماتي وجع النّهايات من ظلم السّنين
............. فلا تكثري التّنقيب في ذاكرتي
ولا توقظي الأحزان
أنا مثلك يا سّيدتي
هامش في سجلاّت الزّمان
مثلك يا سيّدتي
أحبّ......أكره
أحزن.... أفرح
أحِنُّ......أتألّم
أبكي
أظلم....... أغفر
أسهد....... أضجر
أحلم....... أحلم....... أحلم
حد النّسيان
مثلك يا سيّدتي
لي حاضر..... وحاضر.... وحاضر
وماضِِ...
ولي وجع مكتوم
ولي غربة
ولي فرحة
........ضاعت ذات عيد
مثلك يا سيّدتي لي سجلّ
وتاريخ ميلاد
مثلك لي أحلام
وأمنيّات تحقّقت...
وأكثرهّن على أبواب الله
يتلظّيْنَ حدّ النّوح
من ندرة الإنسان
أنا مذ عرفتك يا سيّدتي
أضحيت بلا تاريخ
بلا وطن
بلا عنوان
وهبت للرّيح كلّ قصائد العشق الأليمة
واكتفيت بك
وبما سيحمله الزّمان
مذ عرفتك يا سيّدتي
ودّعت كل موانئ الرّحيل
ودّعت الحنين
ودّعت الخلّان
ودّعت عطش السّنين
ودّعت مغامرات اللّيل
ودّعت الشّوارع
ودّعت الكؤوس
ودّعت الجلّاس
ودّعت الخصام
وأشرعت للآتي
كلّ منافذ الغفران
مذ عرفتك يا سيّدتي
نسجت للفصول رزنامة الرّيحان
ربيع..... فربيع....... فربيع
بلا شتاء
بلا حنين
بلا أشجان
مذ عرفتك يا سيّدتي
مزّقت دفتر الذّكريات العقيمة
مزّقت جواز السّفر
مزّقت هويّتي
لكي أؤسس فيك وطني
...............وطن الحمام
وطن يحتمل جنوني
......... ... شرودي
وبقايا أحلامي التي
تاهت في غربة الأوطان...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق