.......الغيمة الجَسور.........
لمعة في الأفق تُغري المساء فتنفرج أسارير الشّمس الشّاحبة وموج الدّجى يزحف رويدا ، تُكابر الزّحف وتبتسم عبر سحابة شاردة تكاد ملامحها تضيع في السّواد . في صورة طائر بدت والجناحان يحثّان الرّفيف بحثا عن موطن ، أرض تحضن الشّوق وتُبارك الحضور.
خطْوٌ يجرّ الأقدام المتعبة في عمق الفلاة والغربة تُمزّق جلباب الأيّام ، تُكدّسه على ظهر التّوق أحمالا فتنكسر الرّغبة ، قنوطٌ يكاد يعشّش في الحنايا ، يدسّ العجز سُمّا زعافا والغيمة تُخاتل غولا يلاحقها ، ينهش جهدها.
في رحم الأيّام تذبل الأحلام ، ورود ترتجي طلّا يخفّف الصّدى ، أجنّة يتهدّدها الموت والنّبض يخفق في وهن.
في رحم الأيّام تشتدّ المعركة، صراع البقاء والفناء، ظمأ يرتجي ارتواء، سيرورة في خفايا الوعد والمطيّة أرهقها الحمل فتعثّرت سُوقهُا والطّريق دون نهاية.
بين المحطّة والمحطّة تنكشف أجيال وتغيب أخرى ، تجربة البدْء والغيمة تتقصّى مواطن العمار. بين أكوام الصّفرة تبحث عن اخضرار، عن نبتة تفتح فاها ، ترحّب بالهطل يُثملها ، تُراقصه على رصيف البعث ، معه تلجُ المَرْج ، تتمرّغ في اخضرار الحقول ، ترتشف بهجة ظنّت ْ ذات جدب أنّها لن تلتقيها.
عناق يَلدُ الفصول، ثورة الكون بمسبار خبير تستأصل الدّاء ، في رحم الطّبيعة تزرع ُالشّفاء وإذا الرّبيع على صفحتها عنقود دهشة ، في باحة الشّمس يرتعُ، يرصّف الأزاهير ألوانا ، في أنفاس الصّبا ينثر العبير رسائل للكون ، للإنسان : أنْ كونوا نرجسا وشقائق نعمان، ازرعوا الأحلام في حياض الزّمن ،رمّموا بيتكم فأركانه تهاوت وأرضكم يكاد يبلعها الطّوفان.
من الدّهشة يفتح ُ اللّيل فاه فتنبري النّجوم قناديل، في عمق المجرّة يتربّع القمر ، يُرخي جدائله الشّقراء ، يُبسمل ويُحوقل ليفتتح السّمر.
يا سادة اسمعوا وَعُوا قصّة الغيمة الجسور تتحدّى الدّجى وتتلافى غدر الرّيح لتحطّ الرّحال عند زنبقة فتيّة ، تقبّل وجنتيها ، تهديها رحيقها العجيب ، معا تناغيان الصّبح فيحمرّ الشّفق وتنهال الأنوار السّنيّة . نقول يا سادة : اللّيل ليل والنّهار نهار وأنتم أهل الفصل وأصحاب القرار.
تونس.....13 / 9 / 2018
خطْوٌ يجرّ الأقدام المتعبة في عمق الفلاة والغربة تُمزّق جلباب الأيّام ، تُكدّسه على ظهر التّوق أحمالا فتنكسر الرّغبة ، قنوطٌ يكاد يعشّش في الحنايا ، يدسّ العجز سُمّا زعافا والغيمة تُخاتل غولا يلاحقها ، ينهش جهدها.
في رحم الأيّام تذبل الأحلام ، ورود ترتجي طلّا يخفّف الصّدى ، أجنّة يتهدّدها الموت والنّبض يخفق في وهن.
في رحم الأيّام تشتدّ المعركة، صراع البقاء والفناء، ظمأ يرتجي ارتواء، سيرورة في خفايا الوعد والمطيّة أرهقها الحمل فتعثّرت سُوقهُا والطّريق دون نهاية.
بين المحطّة والمحطّة تنكشف أجيال وتغيب أخرى ، تجربة البدْء والغيمة تتقصّى مواطن العمار. بين أكوام الصّفرة تبحث عن اخضرار، عن نبتة تفتح فاها ، ترحّب بالهطل يُثملها ، تُراقصه على رصيف البعث ، معه تلجُ المَرْج ، تتمرّغ في اخضرار الحقول ، ترتشف بهجة ظنّت ْ ذات جدب أنّها لن تلتقيها.
عناق يَلدُ الفصول، ثورة الكون بمسبار خبير تستأصل الدّاء ، في رحم الطّبيعة تزرع ُالشّفاء وإذا الرّبيع على صفحتها عنقود دهشة ، في باحة الشّمس يرتعُ، يرصّف الأزاهير ألوانا ، في أنفاس الصّبا ينثر العبير رسائل للكون ، للإنسان : أنْ كونوا نرجسا وشقائق نعمان، ازرعوا الأحلام في حياض الزّمن ،رمّموا بيتكم فأركانه تهاوت وأرضكم يكاد يبلعها الطّوفان.
من الدّهشة يفتح ُ اللّيل فاه فتنبري النّجوم قناديل، في عمق المجرّة يتربّع القمر ، يُرخي جدائله الشّقراء ، يُبسمل ويُحوقل ليفتتح السّمر.
يا سادة اسمعوا وَعُوا قصّة الغيمة الجسور تتحدّى الدّجى وتتلافى غدر الرّيح لتحطّ الرّحال عند زنبقة فتيّة ، تقبّل وجنتيها ، تهديها رحيقها العجيب ، معا تناغيان الصّبح فيحمرّ الشّفق وتنهال الأنوار السّنيّة . نقول يا سادة : اللّيل ليل والنّهار نهار وأنتم أهل الفصل وأصحاب القرار.
تونس.....13 / 9 / 2018
جميلة بلطي عطوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق