الجمعة، 7 سبتمبر 2018

مجلة انكمدو العربي للثقافة والأدب // أمُ العراقِ // للشاعر : ستار مجبل طالع // العراق

أمُ العراقِ

آهٌ يا امَ النخيلِ
والذهبُ الاسودَ
وغرةُ الخليجِ
كم أنتِ متعبةً و منهكةً
وكم نائحا عاتبا النخيلُ
أنهارك المتلألئة بنجومِ الليلِ تحتَ السماءِ
عطشى ، ذَبلتْ أيامها وتفرقَ عنها الخلانُ
نامتْ الاحياءُ ولم يعدّْ لها حلما
استيقظتْ المدنُ ولم يعدّْ لها حياةً
تنتحبُ مدنكِ إن ماتَ النخيلُ
حزينةً شواطئكِ إن أنحنى جِذعُها الباسقَ
ستفتقدهُ السماءُ والغيومُ
أتت نذرُ السوءَ
حين رأتْ طلائعكم السوداءَ
ولم تعدّْ لنا رغبةً في الحياةِ
تحتَ عبائتكم التي لاتسترَ عوراتكم
آه ٌ يا عراقُ
البصرة تشتكي
كأن أهلها نأوها و رحلوا
بقت في وحلِ اليأسِ تغفوا وتصحوا
وتنتظرُ
تجاهدُ البقاءُ من أجلِ رطبٍ ليس آكلتهُ
تقول أنا المنهكةَ بالعطشِ
انا الجائعةَ بالسرقةِ
انا الجميلةَ المهملةَ
انا الفقيرةَ بالفوضى والجهلِ
قرونٌ مضتْ وما زلتُ نسخَ للحياةِ
يُحييكمْ في بحبوحةٍ وترفِ
كخطيئةٍ اتشبثُ بكم
وانتمْ غيرُ مبالينَ
جاحدينَ
انا المرهقةَ من فرطِ السكوتِ
ومن طولِ العطاءِ وتطاولُ الحلمُ
وانا التي لم تزل تشربُ الملحَ الاُجاجَ
وكلُّ المدنِ ترتوي الزلالَ من الفراتِ
وكلُّ السفنِ لي تحملُ الراياتَ
ولا تُعرفُ لي رايةً بين الراياتِ
تربضُ على شاطئِ الخليجِ تبكي
ُتُزيدُ ملحَ الخليجِ منْ ملحِ نحيبها
انا الذبيحةَ بلا ماءٍ
انا الدعاءَ بلا محرابٍ
انا الحديَّ بلا قوافلٍ
انا الحياةَ بلا حياةٍ
أسقي دمي في شرايينكم
وانا الطيرَ المذبوحَ
وانتم غرقى اللامبالاةِ
قد لوثتم كل غنائي
وسرقتكم من كلماتي المعاني
وانا الموهوبةَ في علم الكلامِ
قبل أن تولدوا
حبي للعراق يُهلكني
حبي للعطاء يستنفذني
سأموت وحدي
وتموتوا جوعى بعدي
سيبكيني النخيلُ والخليجُ
وستبكون الدمعَ أنهارا جافةً
حيثُ لا دمعٌ في المآقي بعدي
ستار مجبل طالع
٦\٩\٢٠١٨

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق