الخميس، 13 سبتمبر 2018

مجلة انكمدو العربي للثقافة والأدب // مليكتي السمراءُ شبعادُ // للشاعرة : مرام عطية // سوريا

مليكتي السمراءُ شبعادُ 
__________________
بغدادُ ياسوارَ الشَّمسِ يكحِّلُ رمشي بالبهاءِ ، يسكبُ عقيقهُ على حروفي، ويتوِّجها بأكاليلِ الألقِ ، كلَّ صباحٍ يسطعُ فيكِ نجمٌ يقلُّكِ إلى سماواتِ العلمِ مدينةً ناصعةَ النُّهى ترفلُ بأثوابِ الروعةِ والرقي ، من مثلُكَ ياعصيَّةً على الغزاةِ ، وجمرةً في صدرِ الحاسدين ، كلَّما نبتَ فيكِ ليلٌ اجتثَته معاولكِِ من الأعماقِ ، و كلَّما رماكِ حاقدٌ علمتهُ دروسَ الوطنيةِ و الوفاءِ، كلما أظلمَ نهارٌ انبثقَ فيكِ ألفُ فجرٍ ، تخلعُ عَنكِ الريحُ وشاحَ الألقِ ، فتبارككِ السَّماءُ، تؤطركِ بسدرِ الجمالِ وكريستالِ الخلقِ ، و تتأزَّركِ النجومُ لترتقي أدراجَ المجدِ ، من مثلُكِ تكتحلُين بمعلقاتِ بابلَ الوثيرةَ ، تفيضينَ حضارةً على أقاليم الشِّمالِ و تتناسلينَ أصالةً و إبداعاً
فراتكَ المُترعُ بسومرَ يثورُ على الظلمِ الْيَوْمَ ، يصفعُ المارقينَ و سارقي الخبزَ والماءِ والضياءِ من ممالك الطفولةِ والكادحين ، يغرقُ فتاوى الظلامِ ، يلفُّ الكونَ عذوبةً ، ويزرعُ مدائنَ الفكرِ وخرائطَ البحوثِ العلميةَ شمالاً وجنوباً ، ماأحيلاهُ يضمُّ خصرَ العروبةِ من المحيطِ إلى الخليجِ بالرطبِّ !! يجمعُ في دوحةٍ واحدة تشرذم أمةِ العربِ على قلبٍ واحدٍ !! ويلبسُ حلةَ الأدبِ و ناصعَ العلمِ .
مازالَ نهرُ الجمالِ ينبعُ من هضابكَ الثَّرةِ،
ويعانقُ النيلَ الأردن والشآمَ، ومازالتْ جامعاتكِ ومتاحفكِ مراقي الفنِّ الشرقيِّ ومنابرَ للشعراءِ
وما زالَ المتنبي بين مراقيكِ فارسَ الكلمةِ كليمَ الجمالِ طموحاً ، يسرجُ جوادهُ نحو الأممِ يستقبلُ في دارتكِ مشاهيرَ الأدباءِ والعلماءِ يحتفي بالشعرِ والأدبِ ، وينطلقُ إلى الدُّنا حاملاً لواءَ الإنسانيةِ ورايةَ الثقافةِ والإخاءِ ، يطرِّزُ الكلمةَ الحقَّ على سجلاتِ الأممِ الشَّاحبةَ ، يسحقُ موائدَ التَّجني والخيانةِ ، يوزِّعُ ضياءهُ الباهرَ قناديلُ ( منظمةِ الكلمة الرائدةِ ) ( منبر العراق الحر ) و (مؤسسة صدى الفصولِ ) إلى نادي السرد اتحاد الدولي للأدباء العالمي فرع العراق ( والمستقبل العراقي) ، ( مركز النور )
) إلى ( مؤسسة دار العرب ) إلى مجلة ( الوطن ) إلى ( الأرشيف الإعلامي في الدانمارك ) إلى مجلة ( الناقدً العراقي) ، (والحوارِ المتمدِّنِ ) إلى الجريدة العراقية الأسترالية .. الخ
ياملكةَ الشَّرقِ ، ياسميني الدمشقيُّ موشومٌ بالشًّغفِ ،و وجهكَ الملكيُّ لاتنفعُ معهُ لغةُ الثَّلجِ والمحيطاتِ البعيدةِ ، ولايكفيهُ نصفُ العناقِ، فدعيني أغمرُ جمالكِ السرمديُّ بأمطارِ من سماءِ الأزلِ .
مليكتي السَّمراءَ شبعادَ ، سأوصي الشَّمسَ الغافيةَ على رمشي ألا تغادرَ أقاليمكَ الوارفةِ الخصوبةِ، وأوصي النجومَ أن تمدَّ شالَ الَّلهفةِ من أنفاسِ نخيلكَ إلى جيدِ دمشقَ العاجيِّ ، وتكحِّلَ عينيها بأقمارِ الشَّوقِ للأبدِ .
______
مرام عطية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق