الخميس، 6 يوليو 2017

المواساة / قفي دلهي : بقلم د. عبد الجبار الفياض // العراق

المواساة
قفي دلهي
الى روح المغفور له بإذن الله تعالى الدكتور نوري خزعل صبري
دُعاءٌ مِلْأ فاتحةِ الكتابِ
لمَنْ فارقتُهُ حرَّ الخِطاب
ومَنْ كانتْ لهُ تهفو قلوبٌ
جميلَ القوْلِ يسمو بالجواب
وكمْ شاطرتُهُ غيْبَ الأماني
وقبلً الرِّيّ آلتْ لِانسكاب
شجاني ما به ثَقُلتْ همومٌ
وما أغوى النوائبَ باقتراب
ألآ تبّاً لنعيٍ ذقْتُ فيهِ
مرارةَ حنظلٍ ديفتْ بصاب
وإنْ كانَ المُحَتّمُ فيهِ لطفٌ
ولكنَّ المصائبَ لا تُحابي
هي الدّنيا لتبسمَ حينَ تقسو
وهل سلِمَ التّعجبُ من عُجاب ؟
فصبراً أيُّها القلبُ المُعنّى
فقدْ مالَ المُضامُ على المُصاب
فهذا أبنُ دجلتِه‎‏‏‎‏‏‏‎ تناءتْ
بهِ الأيامُ طرّاً باضطراب
فما فتَّتْ عزائمُهُ خطوبٌ
وما أكدى على وَهَنٍ بباب
وإنْ حُمَّ الذي ما منـــــهُ بُدٌّ
فهلْ يُلقى الّشواظُ على اللّباب ؟
أبــــا مينا وهلْ يكفي التّأسي
إذا ما الشّوق سارعَ بالتهاب ؟
فلا دمعٌ به تُسلى شجونٌ
ولا يُنسى التّذكرُ بانتحاب
فها صمتتْ حروفي حينَ بوحي
وقدْ دَلفَ القريضُ الى احتجاب
وحقّكَ ما حسبناها وميضاً
ويُطوى الحِلمُ في موجِ السّراب
على عجلٍ تلاشى نورُ فجرٍ
وإيّابٌ تماهى في ذَهاب
وما اخضرّتْ لفي عصفٍ، وغارتْ
عيونُ الماءِ في أرضٍ يباب
أبا مينا بقايا أنتَ فيها
وقد رُدَّ المشيبُ إلى الخضــــاب
أيا دلهي ، فهذا من بلادٍ
بهاويةٍ تردّتْ واحتراب
ضفادعُها سمنَّ على نقيقٍ
وأعجبَ هامُها مشيَ الغُراب
فلا تَدعي الظّلامَ يسدُّ عيْناً
بها بغدادُ تحلمُ بالإياب
قفي دلهي عراقٌ في الحنايا
وفي جنبيْهِ طعناتُ اغتراب
وأوردةٌ تناهى فيها عِشقٌ
لباسقةٍ تباهتْ بارتطاب
فما كانَ التّنائي عن عروقٍ
سوى ضيمٍ لغائلةِ احتطاب
فديتُك كُنتَ مُؤنِسَنا بروحٍ
تخففُ باسماً مُرَّ العتاب
قفي دلهي فهذا بعضُ روحي
فرفقاً حينَ يُحثى بالتُّراب
فلحدُهُ ها هنا شقٌ بقلبٍ
وإنْ لُفتْ رفاتُهُ بالسّحاب
أبا مينا قواها كيفَ ضاعتْ
سويْعاتُ التّناجي بانتهاب ؟
فَبعدَك ما تسابقتِ القوافي
لنيْلِ الفوْقِ دأباً لاكتساب
فلو جاءتْ وفودُ الشّعرِ تسعى
فأينَ منارُها حادي الرّكاب
قفي دلهي فهذا عينُ أُمٍّ
وعيْنٌ للعراقِ وللصّحاب
سلاماً توْأمي أخلد سلاماً
سُقيْتَ الخُلدَ كأساً من شَراب
: : : : :
عبد الجبار الفياض
حزيران /17

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق