بائع الورد
قاسم عيدو
---------------
عادَ بائعُ الوردِ
يحضنُ حديقة المآساةِ
يبكي
كبلبلٍ فوق غصنٍ مكسور
يبحثُ هنا وهناك
عن باقةِ وردٍ
يضعها على قبرِ شهيدٍ
ومقبرةٍ جماعيةٍ
عادَ بائعُ الوردِ
مقيداً
بقيودِ ظلِّ رياح الغدرِ
يسيرُ على حبلِ
موتٍ عربيٍ
يسافرُ في الريحِ
إلى القبرِ
بعكازةٍ خشبية
يلومُ حظهُ
هل أدخلُ الآن
أرض الحكايةِ ؟
وأرى باقات الوردِ
فوق رصيفِ قلبي
عادَ بائعُ الوردِ
بسفينةٍ مثقوبةٍ
في بحرِ دماءِ وردةٍ
يحملُ جثة حديقةٍ
من دمارِ حدائق قلبِهِ
فيصرخُ ..
أرنو إلى القبرِ
فلا يحملُ الورد
خذوا أسمي رهينةً
خذوا جسدي
وأطعموه للذئابِ
خذوا ما شئتم مني
وأعطوني ورودي
عادَ بائعُ الوردِ
يمشي من زقاقٍ
إلى زقاقٍ
يفتشُ عن بقايا
أشلاء أبتسامته
في حبةِ زيتونٍ عفنة
فوق رصيفِ الموتِ
في ظلِّهِ المقنعِ
في حروفِ قصيدةٍ
ذهبتْ مع الفناءِ
نحو القبرِ المظلمِ
في عزفِ الناي
وقرعِ طبلٍ
ولا يرى أبداً
عادَ بائعُ الوردِ
يحملُ جرحَ الوردِ
فوقَ أكتافِهِ
شيئاً فشيئاً
يغدو نحوَ المجهولِ
في صدى
صرخةٍ ممزقةٍ
من صرخاتِ الخيلِ
فتنمو غابة الأسى
في مقلتيهِ
وتثمرُ ثماراً
من موتِ فراشةٍ شنكاليةٍ
عادَ بائعُ الوردِ
في ليلٍ معتمٍ
فوقَ صحراءَ الموتِ
يبحثُ عن حرفٍ مسماريٍ
في لوحاتِ سومر
بشكلِ وردةٍ
ليكتبها على لافتةِ قبرِهِ
قبل موته
عادَ بائعُ الوردِ
وماتَ
قبل أن يشرب فجنانهُ
المسموم
فماتَ الربيعُ
ورحلتْ الريحُ
مع الريحِ
إلى لا مكان
وأنتهت الرواية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق