#شخصية من بلادي. 370
عالية محمد باقر
ولدت عالية محمد باقر كاظم الخفاجي في مدينة المعقل بالبصرة عام 1952 ، أنهت دراستها الابتدائية في مدرسة الميناء المختلطة ، وأكملت الثانوية في ثانوية المعقل للبنات ، ثم التحقت بالجامعة المستنصرية ببغداد, ونالت منها شهادة البكالوريوس في علم المكتبات.
• عملت بعد تخرجها عام 1975 في مكتبة الموانئ العراقية ، وظلت على ملاكها حتى عام 1983 ، ثم انتقلت إلى محافظة ذي قار للعمل كأمينة لمكتبة مدينة الرفاعي ، عادت ثانية إلى البصرة عام 1989 لتعمل كأمينة لمكتبتها المركزية على ملاك وزارة الحكم المحلي ، وظلت في منصبها هذا حتى عام 1994 .
• عملت منذ عام 1994 بوظيفة أمينة في المكتبة المركزية العامة في البصرة ، فكانت حقاً أمينة عليها وعلى مقتنياتها لمدة أربعة عشرة عاماً ، كانت فيها المكتبة ملتقي عشاق العلوم والفنون والآداب ، وملاذهم وواحتهم وديوانهم وحديقتهم الزاخرة بالكنوز والنفائس
• انقبض قلب السيدة عالية موظفة المكتبة وهي ترى قوات عسكرية تقوم بنصب مدافع مضادة للطائرات فوق بناية مكتبة البصرة المركزية عام 2003 والتي كانت تضم في قاعاتها الكتب النادرة والمخطوطات الثمينة، في تلك اللحظة تراءى لها مصير عشرات الآلاف من الكتب والمصادر، ورأت في ما رأت في حدوس المرأة التي لا تخطئ أن الكتب ستكون طعما للنيران في الأيام القادمة
• فطلبت من محافظ البصرة وقتها بالسماح لها بنقل محتويات المكتبة الى مكان أكثر أمانا، لكن قوبل طلبها بالرفض دون أي سبب . فبدأت بنقل الكتب إلى منزلها في حي الكفاءات مقابل مخازن شركة نفط الجنوب في باب الزبير بعد ان اودعتها في مطعم حمدان القريب من المكتبة فاعترض عليها الضابط المقرب من المحافظ ، وبادر بإبلاغ وكيل المحافظ السيد (نجيب محمود) ، فقال الوكيل: أتركوا (عالية) تتصرف بالطريقة التي تراها مناسبة ، فهي أعلم من غيرها بقيمة هذه الكتب التي لا تقدر بثمن ،
• اتفقت مع حارس المكتبة وبادرت إلى القيام بمجازفة شخصية متحملة المسؤولية الكبرى في تهريب الكتب ليلا بمساعدة الجيران من سكان المنطقة، فساعدها صاحب المطعم والخباز وغيرهما من الرجال البسطاء الذين لا يجيدون القراءة ولا تعنيهم الكتب في شيء لكنهم أقدموا على المساعدة في عملية نقل الكتب لشعورهم بالانتماء للوطن ورغبة لإنقاذ تراثه .
• وبعد ان تمكنوا من تهريب 30000 كتاب وذلك بنقلها بستائر المكتبة وبغضون عدة ايام احترقت المكتبة ولكن الكتب كانت بامان بما في ذلك كتاب سيرة النبي محمد الذي يعود تاريخه إلى حوالي 1300 سنة
• كتبت المراسلة شايلا ديوان في صحيفة نيويورك تايمز في شهر تموز من عام 2003 عن قصة عالية محمد، وصرحت بعدها في مقابلة إذاعية في شباط 2005 أن ( القصة برزت لأنها كانت قصة بطولية من الواقع فعلا، فقد كانت تخشى من ان المكتبة التي تعتبر مقر عملها ستتعرض للقصف، ولذا كانت حريصة جدا على إنقاذ الكتب التي لا يعوض بعضها )
• أثارت مقالة شايلا ديوان اهتمام بعض مؤلفي كتب الأطفال الذين لمسوا فيها قصة شجاعة وبطولة، فقد صرحت الكاتبة جانيت ونتر في مقابلة إذاعية ( شعرت فورا بإحساس قوي من التفاؤل في القصة ، وكان شعورا إيجابيا حقاً ومثالاً على تفاؤل الروح الإنسانية في ظروف غير إنسانية ) .
• صرح المؤلف مارك ألان في مقابلة إذاعية ( القصة مثيرة للمشاعر لكونها تروي حكاية شخص يتصدى للدفاع عن شيء يعز عليه وبه فائدة كبيرة الناس، وتصادف أن هذا الشيء هو الكتب التي هواها )
• بعد قراءتهما المقال بدأ كل من ستاماتي وونتر العمل على وضع كتب مزينة بالرسوم تروي حكاية عالية محمد باقر.
• نشر كتاب ستاماتي بعنوان ( مهمة عالية : إنقاذ كتب العراق ) في كانون الأول 2004
• نشر جانيت ونتر في كانون الثاني 2005 كتاب اطفال بهذه القصة لتشيد بشجاعة ووطنية هذه السيدة ولتكون عبرة ومثال لاطفال اوروبا واميركا والان هذا الكتاب واسمه "موظفة مكتبة البصرة" يقرأه اطفال العالم كما صورت القصة بمسرحيات عالمية
• كتبت السيدة لطفية الدليمي ( ان الإنسانية الفذة واحترام المعرفة تتجسد في لحظات فارقة تمر بها الشعوب خلال الحروب والكوارث التي تتعرض لها وتبرز نماذج إنسانية باسلة وهي إزاء تهديد الموت والخراب الذي تنذر به الحواس والحدوس أكثر مما تنذر به حسابات الواقع ) وأضافت ( انحني احتراما للسيدة عالية فقد قامت بفعل ثقافي كبير تعجز عنه اتحادات الأدباء المحلية والعربية ويعجز عنها مثقفو الأضواء وهم يلقون معلقاتهم من فوق المنابر وفي الفضائيات كطواويس مزهوة )
• المستشار الثقافي لمحافظ البصرة عبدالامير الوائلي وصف الفعل الذي قامت به مديرة المكتبة بانقاذها 50% من الكتب والمراجع والمصنفات خلال الحرب التي مر بها العراق في عام الفين وثلاثة بالمميز، لم يستطع الكثير من الرجال فعله
• كتب عنها الأديب (رحيم بور) مدير المكتبات في الأحواز بخط يده في الشهادة التكريمية ، التي منحها لها: ( لأنك أنت النور في زمن الظلمات ، والسفينة التي أنقذت العلم والمعرفة والتراث القيم من بحر الضياع ، إن ما قمت به من عمل جبار ، ومبادرة عظيمة تنبع من رسالتك الإنسانية النبيلة ، التي يتشرف بها كل وطني غيور ، إن الأمانة التي جعلتها نصب عينيك ذات شأن عظيم وأجر كريم ، فأنتِ أهل للإجلال والتقدير ، يدين لك الجميع بالشكر والامتنان والعرفان )
• كتب كاظم فنجان الحمامي ( قصة حقيقية لامرأة عراقية شجاعة سطرت أروع صور الكفاح والتضحية والإيثار ، عندما جازفت بحياتها من أجل إنقاذ نفائس الكتب والمراجع والمخطوطات الثمينة ، فنجحت في حمايتها من بلدوزرات التخريب وآفات النهب والدمار )
• نالت أعلى درجات التكريم من المؤسسات العالمية والعربية ، وسطع نجمها في دنيا المكتبات ، فتألقت واشتهرت على الصعيد العالمي والعربي ، لكنها لم تتلق حتى الآن أي تكريم من المؤسسات العراقية الذي يليق بها ولم تلمس الاهتمام الذي تستحقه من المنظمات الوطنية العراقية )
• في العاشر من أكتوبر سنة 2004، أعيد فتح المكتبة، وعينت عالية باقر مديرة لها، وبفضل إخلاصها هي وطاقم العاملين معها استطاعوا إعادة مجدها وجعلها قطبا معرفيا عظيما
عالية محمد باقر
ولدت عالية محمد باقر كاظم الخفاجي في مدينة المعقل بالبصرة عام 1952 ، أنهت دراستها الابتدائية في مدرسة الميناء المختلطة ، وأكملت الثانوية في ثانوية المعقل للبنات ، ثم التحقت بالجامعة المستنصرية ببغداد, ونالت منها شهادة البكالوريوس في علم المكتبات.
• عملت بعد تخرجها عام 1975 في مكتبة الموانئ العراقية ، وظلت على ملاكها حتى عام 1983 ، ثم انتقلت إلى محافظة ذي قار للعمل كأمينة لمكتبة مدينة الرفاعي ، عادت ثانية إلى البصرة عام 1989 لتعمل كأمينة لمكتبتها المركزية على ملاك وزارة الحكم المحلي ، وظلت في منصبها هذا حتى عام 1994 .
• عملت منذ عام 1994 بوظيفة أمينة في المكتبة المركزية العامة في البصرة ، فكانت حقاً أمينة عليها وعلى مقتنياتها لمدة أربعة عشرة عاماً ، كانت فيها المكتبة ملتقي عشاق العلوم والفنون والآداب ، وملاذهم وواحتهم وديوانهم وحديقتهم الزاخرة بالكنوز والنفائس
• انقبض قلب السيدة عالية موظفة المكتبة وهي ترى قوات عسكرية تقوم بنصب مدافع مضادة للطائرات فوق بناية مكتبة البصرة المركزية عام 2003 والتي كانت تضم في قاعاتها الكتب النادرة والمخطوطات الثمينة، في تلك اللحظة تراءى لها مصير عشرات الآلاف من الكتب والمصادر، ورأت في ما رأت في حدوس المرأة التي لا تخطئ أن الكتب ستكون طعما للنيران في الأيام القادمة
• فطلبت من محافظ البصرة وقتها بالسماح لها بنقل محتويات المكتبة الى مكان أكثر أمانا، لكن قوبل طلبها بالرفض دون أي سبب . فبدأت بنقل الكتب إلى منزلها في حي الكفاءات مقابل مخازن شركة نفط الجنوب في باب الزبير بعد ان اودعتها في مطعم حمدان القريب من المكتبة فاعترض عليها الضابط المقرب من المحافظ ، وبادر بإبلاغ وكيل المحافظ السيد (نجيب محمود) ، فقال الوكيل: أتركوا (عالية) تتصرف بالطريقة التي تراها مناسبة ، فهي أعلم من غيرها بقيمة هذه الكتب التي لا تقدر بثمن ،
• اتفقت مع حارس المكتبة وبادرت إلى القيام بمجازفة شخصية متحملة المسؤولية الكبرى في تهريب الكتب ليلا بمساعدة الجيران من سكان المنطقة، فساعدها صاحب المطعم والخباز وغيرهما من الرجال البسطاء الذين لا يجيدون القراءة ولا تعنيهم الكتب في شيء لكنهم أقدموا على المساعدة في عملية نقل الكتب لشعورهم بالانتماء للوطن ورغبة لإنقاذ تراثه .
• وبعد ان تمكنوا من تهريب 30000 كتاب وذلك بنقلها بستائر المكتبة وبغضون عدة ايام احترقت المكتبة ولكن الكتب كانت بامان بما في ذلك كتاب سيرة النبي محمد الذي يعود تاريخه إلى حوالي 1300 سنة
• كتبت المراسلة شايلا ديوان في صحيفة نيويورك تايمز في شهر تموز من عام 2003 عن قصة عالية محمد، وصرحت بعدها في مقابلة إذاعية في شباط 2005 أن ( القصة برزت لأنها كانت قصة بطولية من الواقع فعلا، فقد كانت تخشى من ان المكتبة التي تعتبر مقر عملها ستتعرض للقصف، ولذا كانت حريصة جدا على إنقاذ الكتب التي لا يعوض بعضها )
• أثارت مقالة شايلا ديوان اهتمام بعض مؤلفي كتب الأطفال الذين لمسوا فيها قصة شجاعة وبطولة، فقد صرحت الكاتبة جانيت ونتر في مقابلة إذاعية ( شعرت فورا بإحساس قوي من التفاؤل في القصة ، وكان شعورا إيجابيا حقاً ومثالاً على تفاؤل الروح الإنسانية في ظروف غير إنسانية ) .
• صرح المؤلف مارك ألان في مقابلة إذاعية ( القصة مثيرة للمشاعر لكونها تروي حكاية شخص يتصدى للدفاع عن شيء يعز عليه وبه فائدة كبيرة الناس، وتصادف أن هذا الشيء هو الكتب التي هواها )
• بعد قراءتهما المقال بدأ كل من ستاماتي وونتر العمل على وضع كتب مزينة بالرسوم تروي حكاية عالية محمد باقر.
• نشر كتاب ستاماتي بعنوان ( مهمة عالية : إنقاذ كتب العراق ) في كانون الأول 2004
• نشر جانيت ونتر في كانون الثاني 2005 كتاب اطفال بهذه القصة لتشيد بشجاعة ووطنية هذه السيدة ولتكون عبرة ومثال لاطفال اوروبا واميركا والان هذا الكتاب واسمه "موظفة مكتبة البصرة" يقرأه اطفال العالم كما صورت القصة بمسرحيات عالمية
• كتبت السيدة لطفية الدليمي ( ان الإنسانية الفذة واحترام المعرفة تتجسد في لحظات فارقة تمر بها الشعوب خلال الحروب والكوارث التي تتعرض لها وتبرز نماذج إنسانية باسلة وهي إزاء تهديد الموت والخراب الذي تنذر به الحواس والحدوس أكثر مما تنذر به حسابات الواقع ) وأضافت ( انحني احتراما للسيدة عالية فقد قامت بفعل ثقافي كبير تعجز عنه اتحادات الأدباء المحلية والعربية ويعجز عنها مثقفو الأضواء وهم يلقون معلقاتهم من فوق المنابر وفي الفضائيات كطواويس مزهوة )
• المستشار الثقافي لمحافظ البصرة عبدالامير الوائلي وصف الفعل الذي قامت به مديرة المكتبة بانقاذها 50% من الكتب والمراجع والمصنفات خلال الحرب التي مر بها العراق في عام الفين وثلاثة بالمميز، لم يستطع الكثير من الرجال فعله
• كتب عنها الأديب (رحيم بور) مدير المكتبات في الأحواز بخط يده في الشهادة التكريمية ، التي منحها لها: ( لأنك أنت النور في زمن الظلمات ، والسفينة التي أنقذت العلم والمعرفة والتراث القيم من بحر الضياع ، إن ما قمت به من عمل جبار ، ومبادرة عظيمة تنبع من رسالتك الإنسانية النبيلة ، التي يتشرف بها كل وطني غيور ، إن الأمانة التي جعلتها نصب عينيك ذات شأن عظيم وأجر كريم ، فأنتِ أهل للإجلال والتقدير ، يدين لك الجميع بالشكر والامتنان والعرفان )
• كتب كاظم فنجان الحمامي ( قصة حقيقية لامرأة عراقية شجاعة سطرت أروع صور الكفاح والتضحية والإيثار ، عندما جازفت بحياتها من أجل إنقاذ نفائس الكتب والمراجع والمخطوطات الثمينة ، فنجحت في حمايتها من بلدوزرات التخريب وآفات النهب والدمار )
• نالت أعلى درجات التكريم من المؤسسات العالمية والعربية ، وسطع نجمها في دنيا المكتبات ، فتألقت واشتهرت على الصعيد العالمي والعربي ، لكنها لم تتلق حتى الآن أي تكريم من المؤسسات العراقية الذي يليق بها ولم تلمس الاهتمام الذي تستحقه من المنظمات الوطنية العراقية )
• في العاشر من أكتوبر سنة 2004، أعيد فتح المكتبة، وعينت عالية باقر مديرة لها، وبفضل إخلاصها هي وطاقم العاملين معها استطاعوا إعادة مجدها وجعلها قطبا معرفيا عظيما
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق