الخميس، 6 يوليو 2017

المخزن / بقلم القاص الاستاذ : أدريس الهراس // المغرب

المخزن ..
" يوم ما تسعدني بقربك
ألاقي كل الناس أحباب "
يترنم و يشدو على نغمات هذا المقطع الرائع للست ، كلما هفا نحوها .. يعتلي رموشها الساحرة ، و يرحل بعيدا بعيدا ، متمليا من بحار عينيها الصافيتين ..
أما هي ، فقد أحبته أكثر من حب كل القصص الغرامية مجتمعة ، منذ طينة آدم !
... هذا المساء ، عادت من أول زيارة تفقدية إلى المزرعة الصغيرة ، التي كان يدير شؤونها الراحل ، بهمة و إخلاص قل نظيرهما ، أحيانا إلى وقت متأخر من الليل .. عادت و قد انفطر خافقها ، مثلما يتناثر البلور الحامي و هو يصعق بالماء البارد !
متحاملة على روحها في صمت مريب .. تنهدت .. تنحنحت .. ثم خاطبت نفسها في انهزام :
نذل حقير .. لا سامحه الله !
سولت له نفسه أن يحول أحد مخازن المزرعة إلى غرفة نوم وثيرة ، لم أنعم بمثلها في بيتنا ، الذي عشنا تحت سقفه زهاء ثلاثة عقود من الزمن .. و به أنجبنا عروسا ، و شابا يافعا !!
إدريس الهراس / المغرب .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق