الاثنين، 28 مارس 2016

وللحب بقية / الشاعر محمد الياسري / العراق

وللحب بقية
بقلم محمد الياسري 
قبلّي الشمسَ فقد جاعَ الشعاعُ وأنتحرْ
حولَ شفتيكِ أرجوحةَ الغارَ قبلتُها منذُّ الصغرْ
هُنالكَ عندَ أطيافَ المساءْ
ورسٌ وياسيمنْ . . وزنبقُّ أحمرْ
يتقدْ, يتضورُّ خجلاً ثم يستعرْ
شوقٌ وبراعةُ أختراعَ لعاشقٍ أسمرْ
لن يأتمرْ
نازفاً صوبَ أفقُ الفجر ْ
ينتظرْ كوكبٌ دريَّ 
ينسابُ مع الوادي
عبرَ أسوارَ الفصولْ
ترنحَّ 
وعانقَ المدى الموارّ
ربيعاً خضيلاً غرسناهُ لدى الرمالَ العطاشى
هُنالكَ عندَ بيادرَّ السحرْ
عند خمائل الشجر عبرَ التلالْ
وميسمَ الزهرْ
في كلِّ آنٍ كنتِ عروسُ السلامْ
وخفقةُ النورَ برغم الظلامْ
فأشدكِ عبرَ سراب الخيال كأنفاسي
وأحملك فوقَ عُنُقي طفلٌ صغير يُنآءي القمرْ
يكتظُّ عرشَ الشمسَ بواحةِ النخلْ 
ويرعشُ الضياء حينَ تُلامسُ شفتيكِ برعم الزهرْ
وتمرحُ الأذرعَ بحدائقِ الكرومَ عندَ ضفةَ النهرْ
فيرقصُ الموج وتبتسمُ شفة الزورقْ
نشوانةٌ تلكَ الشواطىء التي عاندت القدرْ 
ملىء الحياة يأنتِ ياريحُ أعصار الضميرْ
ورؤى نبعٌ لأنساني
مازلتُ أحملكِ بكفٍّ مطهرةْ
كبقية الشمع يئنُ لذلكَ الجرّف
ويسمعُ الريحُ مخنوقةً من وهجَّ اللهبْ
أُهسهسُ الضوءَ كيمامة تُرعى الزَّغبْ
فليشهدُ الأفقْ ولتحكي السحبْ
مازلتِ أنتِ وحدكِ أجنحتي التي أعبرُ بها العدمْ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق