الاثنين، 28 مارس 2016

عشاء الثعابين / الاستاذ عامر الساعدي / العراق

عشاء الثعابين
:::::::::::::::::::::
تدفعني الخطواتُ إلى غابةِ الثعابينِ ، كأنني مهاجرٌ قَسري ، أدخلُ الغابة بَحجمِها الافتراضي لأِرى الفطر العملاقَ كأنهُ ينتظرُني ، تجلسُ تحتهُ الثعابينُ بهيئتِها الاسطوريةِ ، هنا يسكتُ لحمي لهديرَ أنيابها ، وأنا نائمٌ في زيتِ المهدِ لا أعرفُ الصحو ، كأن النومَ يشتغلُ بي عابثاً ، بين المخدةِ وارتفاعِ السقف ، أقفُ مرعوبا وقلبي يلتهمُ نفسهُ ،كمْ يلزمني من الوقتِ لأهربَ ، وصوتَ فحيح الافاعي صارَ مألوفا ، بأنيابٍ و مخالب ، تتلوى أحشاء الوجدُ في حُلمي ، أحزمُ أمتعتي بأنفاسِ الحلمِ الأتي ، تنقشُ خطواتي ذكرى المسافات ، بطولِ لوحةٍ تمتدُ حزنا ، لاشيء سوى دروبٍ لافحةٍ للنسيان ، للتلةِ فستانٌ أزهى يضيقُ بالأفقِ رؤيا كجوفِ الليل ، التحفُ الليل كسعسٍ يحرسُ النار ، يحرسُ صوتُ صفير الليلِ القارص . أفترشُ الزمهريرَ لأخيطَ ستارةَ الصمتِ التي ثقبها إصرار الريح ، النومُ خصيم العاشقُ ، يعبأُ النجماتُ بفسطاسِ ينزُ فجرا ، سأكتبُ على قصاصةٍ مطويةِ أماني العالم ، سأرسمُ كفاً تحتوي كفاً تقفزُ من الشرفةِ لتحلقَ بآخرِ الضوءَ البرتقالي ، سأشطحُ بالمدى لأعيدَ ترتيبَ الظلال ، عالمٌ خرافي النشأةِ ، هنا رسمتُ بالمدى القزحي خيولاً قدْ تمرُ .تذكرةٌ لحفلةِ الوداعِ ، رسمتُ ساعة تجرُ عقاربها للامامِ بلسعِ السياطُ ، حريتي أكثرُ حزنا ، كالبحرِ والرياحِ تفصلُ أمواجي عن اليابسةِ ، العواصفُ مخيفةٌ ، خبيثةٌ بأعاصيرها ، سأنامُ بوكرِ الثعابينِ لأنسجمْ معها على طاولةِ العشاءِ الاخير ، وأقطعُ سلالةَ أوجاعي بخبزٍ طاعنٍ البكتريا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق