وهم الابتهاج
في النهار، وتحت ضوء الشمس، وفي بلادي التي لا يُعرف فيها الضوء من الظلام. وجدتُ نفسي في طريق مظلمة، تلاحقني دوائر من العتمة، تطوّق جسدي التوّاق للحرية. وهناك أذرع خفية تمتد خلفي. توقفني، أقف. تجذبني، أرتد. أحاول العبور من خلل الظلام بعينين منهكتين، وقلب تأرجحه ريح صفراء..انوء برأسي الصغير، وأعصابي المثقلة. يصدمني بعض المارّة الذين أتعبتهم الحياة، فاشق طريقي بينهم بصعوبة. في الجهة المقابلة من الشارع قطة هزيلة تتعلق ببرميل القمامة، تموء باستمرار وتصارع من اجل البقاء . أفكر في عالمي الصغير، بداخل هذا الكون اللامتناهي..واحمل بيدي كتاباً عنوانه "السمكة داخلك"، ولأنني لم انته من مطالعته منذ فترة طويلة، صار لزاماً عليّ حمله معي أنّى ذهبت. غلافه الخارجي تزّينه سمكة بحرية مثيرة. رافقني مواء القطة ، طوال الطريق حتى باب المقهى..في المقهى إحتل احدهم مقعده أمامي. كان كثير المرح، وابتسامة مميزة تعلو وجهه. ينهض ،يجلس، يذهب، يعود، شغلني بحركته ونشاطه، وبصوته الذي انطلق فجأة منه، أحنيتُ رأسي نحوه بعض الشيئ،لالتقط نبراته. ثم بعد ذلك أخذ صوته يعلو بالتدريج فصار يُسمع من بعيد. حولّتُ نظري فوجدت رقاب الآخرين مشرئبة نحوه . شعرتُ بالصوت وَقَد داعب عواطفي بخفة وشفافية، ثمة اختراق للمنظومة العاطفية المتيبسة ..
بعد توقفه، حاولت ان اكتشف بنفسي سر ابتهاجه ، سئلته :
-هل ربحت جائزة اليانصيب؟
- لا .. لم اربحها .
- هههه ضحكت ، وهل هناك جائزة لليانصيب ؟
- انت من ادعى ذلك!
- ولكنك ايدتني بإجابتك !
- نعم، أردت مجاملتك لا غير!
- وهل يستوجب الامر مجاملتي؟ هل نبقى دائماً نجامل؟
أصبح حديثى معه بعد ذلك بلا جدوى.. لم أكن مستعداً لسماع شيئاً جديدا. هممتُ بالخروج ، مددت يدي لألتقط الكتاب حيث تركته. رأيتُ القطة جالسة على غلافه الخارجي.ابديتُ استيائي وتجهمي . وحينما شعرت القطة بذلك. إبتسمتْ لي و..هربت.
في النهار، وتحت ضوء الشمس، وفي بلادي التي لا يُعرف فيها الضوء من الظلام. وجدتُ نفسي في طريق مظلمة، تلاحقني دوائر من العتمة، تطوّق جسدي التوّاق للحرية. وهناك أذرع خفية تمتد خلفي. توقفني، أقف. تجذبني، أرتد. أحاول العبور من خلل الظلام بعينين منهكتين، وقلب تأرجحه ريح صفراء..انوء برأسي الصغير، وأعصابي المثقلة. يصدمني بعض المارّة الذين أتعبتهم الحياة، فاشق طريقي بينهم بصعوبة. في الجهة المقابلة من الشارع قطة هزيلة تتعلق ببرميل القمامة، تموء باستمرار وتصارع من اجل البقاء . أفكر في عالمي الصغير، بداخل هذا الكون اللامتناهي..واحمل بيدي كتاباً عنوانه "السمكة داخلك"، ولأنني لم انته من مطالعته منذ فترة طويلة، صار لزاماً عليّ حمله معي أنّى ذهبت. غلافه الخارجي تزّينه سمكة بحرية مثيرة. رافقني مواء القطة ، طوال الطريق حتى باب المقهى..في المقهى إحتل احدهم مقعده أمامي. كان كثير المرح، وابتسامة مميزة تعلو وجهه. ينهض ،يجلس، يذهب، يعود، شغلني بحركته ونشاطه، وبصوته الذي انطلق فجأة منه، أحنيتُ رأسي نحوه بعض الشيئ،لالتقط نبراته. ثم بعد ذلك أخذ صوته يعلو بالتدريج فصار يُسمع من بعيد. حولّتُ نظري فوجدت رقاب الآخرين مشرئبة نحوه . شعرتُ بالصوت وَقَد داعب عواطفي بخفة وشفافية، ثمة اختراق للمنظومة العاطفية المتيبسة ..
بعد توقفه، حاولت ان اكتشف بنفسي سر ابتهاجه ، سئلته :
-هل ربحت جائزة اليانصيب؟
- لا .. لم اربحها .
- هههه ضحكت ، وهل هناك جائزة لليانصيب ؟
- انت من ادعى ذلك!
- ولكنك ايدتني بإجابتك !
- نعم، أردت مجاملتك لا غير!
- وهل يستوجب الامر مجاملتي؟ هل نبقى دائماً نجامل؟
أصبح حديثى معه بعد ذلك بلا جدوى.. لم أكن مستعداً لسماع شيئاً جديدا. هممتُ بالخروج ، مددت يدي لألتقط الكتاب حيث تركته. رأيتُ القطة جالسة على غلافه الخارجي.ابديتُ استيائي وتجهمي . وحينما شعرت القطة بذلك. إبتسمتْ لي و..هربت.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق