- دخلتُ في نقاشٍ حولَ مّنْ من المُمكن ان يتذوقَ فاضلَ العزاوي – وكانَ في الطرحَ لي اثنان من الاصدقاء الذين اثقُ بقدرتهُما على القراءة النقية – فكانوا يقولون ان فاضلاً لا يكتبُ الصورة الكبيرة – وانَّ النصَ فيهِ بلغةٍ مُبسطةٍ – يماشون الطريقَ بقولهم غيرَ انَّ النظرَ الى العزاوي يجب ان يكون بأذنين واسعتينِ جداً
فقطرات المطر ، والصقيعِ اصلها ماء .! كما اذكرُ حينَ قلتُ لهم ان يمهلوني 3 اياماً – وقدمتُ لهم هذه القراءة البسيطة في ثلاثةِ قصائدٍ من قصائد الشاعر العراقي فاضل العزاوي .. -
قراءة ممتعة ان شاء الله
قراءات ثلاثية
" فاضل العزاوي " أنموذجا
في :
( ها انذا اصرخ في شوارع الجزيرة العربية – لنخرج الى الشوارع – كاتدرائية العصافير )
بينَ انخفاضِ الوضوحِ ، وقلةِ الذائقة ، تنخفضُ المعرفة .. !
العزاوي شاعرُ السحرِ ، ومجملُ الجملِ الموسيقية ، فهو يميلُ في تجلياتهِ المختلفات ، في الكتابةِ على السُحب ، نمطاً مُستخدماً بعنايةٍ شفيفةٍ ، يرتحلُ معها الذهنُ صوبَ السَحرِ ، والسِحرُ صوبَ الاستبصار ، فــ بِالولوجِ ، في دواخلِ نصهِ المعتمدة على الموسيقى الطرية ، والواضحة " قليلاً " في اسطرٍ، مختلفات ، وعلى تتابعُ الفكرةِ ، مستنداً على " خزينهِ المعرفي ، في الفكرة ، وقدرتهِ على الصيغة وربطِ المواضيع ، فقولهُ :
( أنا العاشقُ يا وطني ، أكتبُ فوقَ الموجِ حُبِّي ) ، فتراهُ بعدَ تحويلِ الموطنِ الى ماء في اولِ النصِ بقولهِ ( هَبطَ البحرُ الى مملكتي - غاباتٌ تغرقُ بالماءِ)
تماهى في مخيلتهِ حتى اصبحَ مع البحرِ تعايشاً وظلَّ بالحبِ الى هذه المملكة رغمَ قيامِ الساحر .. !
( نهضَ الساحرُ في رأسي – جُزري مقفلةٌ) قيامُ الساحرِ ، اولجَ فيهِ بالسحرِ قُفلَ الجزيرةِ وايُ جزيرةٍ تلكَ تُقْفَلُ وهي المفتوحةُ على اربعةِ مصارعٍ ، وبشتى الاتجاهات والسبل ،
- آوه ، حيثُ يمرُ التأريخ امامي مغلولاً بالنسيان ؛ رأيتُ الليلَ يهاجرُ في قافلةِ تائهةِ في الصحراءْ
هنا ، يغلقُ بوابةَ قلبهِ ، وينطلقُ من عينيهِ بصراً لا بصيرةً فيرى ، ما تراهُ البصيرةَ في جفونِ الخيال .. ! ، وكيفَ لا يحتملُ الوصولُ من بجفنيهِ افتعالاتُ صباحٍ عن مغيبٍ ومغيبٍ عن صباحْ
ما تتميز بهِ شاعريةُ العزاوي ، من وجهةِ نظرنا تشعبُ الموضوعات التي تَصُبُ في مرمى طريدتهُ الأساس ، المحيط .. !
المغتربُ في المانيا ، وبالأدبِ الألماني ( الموضوعية و الرمزية الشفيفة )منها العزاوي ، مازجاً اياها بالشاعرية العربية التي تراكمت بهِ ؛ بالرغمِ من ان الأدب الغربي في حداثتهِ ابتعدَ عن الموسيقى اللفظية والظاهرة ، الا انَّ الشاعر عمدَ على ان تكون بموسيقى الموج مَعظَمُ كتاباتهِ ان لم تكن اكثرها .. :
1- نافذةٌ للمستقبلِ فيما الأجراسُ تُغني لي
والعربُ المسرورون يأتون الي )
2- ليعمَ العالمُ حبّي ،
ليكن وطني نهراً يعبرُ صحراء المدن المبنية في الرملِ
3- اينَ اللهُ الساكنُ في بيتِ التأريخِ .. ؟
4- و أينَ العربيُ القادمُ من نجران المغلولة .. ؟
في المقطوعات السابقات من قصيدته المستخدمةُ في الشرحِ اعلاه ، لو ارجعناها عروضيتاً لوجدناها تنتمي لبحرٍ من البحورِ الشعرية فلا يخفى على متذوقٍ شعريٍ ( جمال الموسيقى المزروعة في الأبياتِ ، لا يخفى وطنُ اللجةِ في الحركاتِ )
في كُتابِ الحداثةِ الشعريةِ يلجأ كُتابِ فلسفتهم ، على هيئةِ الشعرِ بإدخالها مضمار قصيدة النثر ، القصيدة التي تُبيحُ لكَ رحيل مولدُ الإسهاب الأول والشرحِ الوافر ( الوزن – القافية ) ، فيلتجؤون الى الصياغات المختلفات في الترتيب والشاعرية العقلية .. ! ، مرتبطين بهن على شاكلةِ القصيدةِ مورفولوجياً ، غيرَ انَّ ( العزاوي ) تجردَ من حُدِّ الموسيقى ، والعروض وارتبطَ بالفلسفةِ فناً ، واضحاً يطلقهُ برومانسيةٍ عذبةٍ :
- تَعَريْتُ من جسدي – صُرتُ صخرة .. !
- تقدمتُ نحوَ المغارةِ صُرتُ نبيا
- كان بدو متلثمون ، يحدقون بأعمدةِ التليفون .. بغضب .. ! ( كاتدرائية العصافير ص 25 )
في هذه المقطوعات ( تولى الشاعرَ بعضَ الجوانبِ الفكرية ، والحديث عن مأساةِ المجتمع المتخلفِ ، والضياع الفكري لينتهي في قولهِ :
- عائداً نحو بيت الصباح
سقطَ عربي
في الرياحْ .. !
- تجارٌ عربٌ من دمشقٍ يقترعون على لحيتي .. !
- صرتُ شعباً وجُرحاً وماء .. !
- فوقَ كفي كوني طائراً يجيءُ الي .. !
يتنقلُ في قصيدتهِ من الموضوعية ، للوجودية ويصلُ الى الواقعية في قولهِ :
- رأيتُ الجزيرةَ في الصحاري تُقَدسُ قاتليها .. !
- يا حديقةَ العالمِ ، يا ثُقابَ الخيرِ والشرْ
- انتِ لا تعرفين الحبُّ / انتِ لا تعرفين السلامْ
من ضمنِ تساؤلات الشاعرِ التي تتابعت من خروجِ الأنسانِ بقولهِ :
أينَ الأنسانُ المطرودُ من الجنةِ ؟
هذا القادمُ من حربٍ خاسرةٍ ؟
هذا الواقفُ عندَ بيوتِ المنفيين ؟
أيةُ أمالٍ اسقطُ من عشِ النسرِ ؟
هل انتِ مستقبلي حقاً ؟
أيةُ أحلامٍ تخرجُ للنزهة ؟
هل أحلقُ لحيةَ افعالي ، أم اطلقها كالأفعى ؟
هل يمكنُ ان احلم في معبدي الجديد ؟
هل يمكن ان اغسلَ صوتَ قراء اللغة العربية ؟
فيختتم بسؤال يبينُ كلاميات ما كانت الا عن ارضٍ لم يرها ، عن وجعٍ استشعرَ فيهِ ، رسمَ الوحدةَ فوقَ صباحات ، في الليلِ
- يا جزيرة الله القاحلة أينَ انتِ ؟
يتضمنُ في الشعرِ ( التنقلُ ) من صومعةٍ موضوعية الى صومعةٍ أخرى ، من خريفٍ لربيعٍ ، من دارٍ موبوءة بالقنابلِ لدارْ .. ! :
- وفيكِ استقرَّ شعبي المعبأُ بالقنابلِ ، تحتَ فخذيكِ
- أقمتُ مدائنَ للحريمِ والسلاطين ، و الجمال المحملة بالهوادج وبكاء الشركس
- يا جزيرة الله القاحلة ..
وبعدَ هذا البحرُ الشاسعِ من المفردات المتعمقة بهيكلية هذه الجزيرة الـ موبوءةُ بالفضولِ وبالموتِ ، ليناقضَ فرضياتهُ في المعرفة بها ليقول :
قطفتُ من نهودِكِ زهرةُ الجنسِ ، وجدتُكِ يا ارضَ اسلافي الغابرين ، في المغاراتِ تحترقين ، داخلُ رأسِ العالمِ آلات ومقاييس من المعدنِ فلنجعَلُ منها قبضاتْ
بهذهِ القراءة ، قمتُ باعتبار تلكم القصائدَ الثلاث قصيدة واحدة ، وترجمتُ بعضَ انفعالاتهِ بقراءتي المتواضعة ، ويبقى القارئُ فيهِ ما ينجَحُ وما يفشلْ
- فاضل العزاوي – الأعمال الشعرية - الجزء الأول – منشورات الجملْ
فقطرات المطر ، والصقيعِ اصلها ماء .! كما اذكرُ حينَ قلتُ لهم ان يمهلوني 3 اياماً – وقدمتُ لهم هذه القراءة البسيطة في ثلاثةِ قصائدٍ من قصائد الشاعر العراقي فاضل العزاوي .. -
قراءة ممتعة ان شاء الله
قراءات ثلاثية
" فاضل العزاوي " أنموذجا
في :
( ها انذا اصرخ في شوارع الجزيرة العربية – لنخرج الى الشوارع – كاتدرائية العصافير )
بينَ انخفاضِ الوضوحِ ، وقلةِ الذائقة ، تنخفضُ المعرفة .. !
العزاوي شاعرُ السحرِ ، ومجملُ الجملِ الموسيقية ، فهو يميلُ في تجلياتهِ المختلفات ، في الكتابةِ على السُحب ، نمطاً مُستخدماً بعنايةٍ شفيفةٍ ، يرتحلُ معها الذهنُ صوبَ السَحرِ ، والسِحرُ صوبَ الاستبصار ، فــ بِالولوجِ ، في دواخلِ نصهِ المعتمدة على الموسيقى الطرية ، والواضحة " قليلاً " في اسطرٍ، مختلفات ، وعلى تتابعُ الفكرةِ ، مستنداً على " خزينهِ المعرفي ، في الفكرة ، وقدرتهِ على الصيغة وربطِ المواضيع ، فقولهُ :
( أنا العاشقُ يا وطني ، أكتبُ فوقَ الموجِ حُبِّي ) ، فتراهُ بعدَ تحويلِ الموطنِ الى ماء في اولِ النصِ بقولهِ ( هَبطَ البحرُ الى مملكتي - غاباتٌ تغرقُ بالماءِ)
تماهى في مخيلتهِ حتى اصبحَ مع البحرِ تعايشاً وظلَّ بالحبِ الى هذه المملكة رغمَ قيامِ الساحر .. !
( نهضَ الساحرُ في رأسي – جُزري مقفلةٌ) قيامُ الساحرِ ، اولجَ فيهِ بالسحرِ قُفلَ الجزيرةِ وايُ جزيرةٍ تلكَ تُقْفَلُ وهي المفتوحةُ على اربعةِ مصارعٍ ، وبشتى الاتجاهات والسبل ،
- آوه ، حيثُ يمرُ التأريخ امامي مغلولاً بالنسيان ؛ رأيتُ الليلَ يهاجرُ في قافلةِ تائهةِ في الصحراءْ
هنا ، يغلقُ بوابةَ قلبهِ ، وينطلقُ من عينيهِ بصراً لا بصيرةً فيرى ، ما تراهُ البصيرةَ في جفونِ الخيال .. ! ، وكيفَ لا يحتملُ الوصولُ من بجفنيهِ افتعالاتُ صباحٍ عن مغيبٍ ومغيبٍ عن صباحْ
ما تتميز بهِ شاعريةُ العزاوي ، من وجهةِ نظرنا تشعبُ الموضوعات التي تَصُبُ في مرمى طريدتهُ الأساس ، المحيط .. !
المغتربُ في المانيا ، وبالأدبِ الألماني ( الموضوعية و الرمزية الشفيفة )منها العزاوي ، مازجاً اياها بالشاعرية العربية التي تراكمت بهِ ؛ بالرغمِ من ان الأدب الغربي في حداثتهِ ابتعدَ عن الموسيقى اللفظية والظاهرة ، الا انَّ الشاعر عمدَ على ان تكون بموسيقى الموج مَعظَمُ كتاباتهِ ان لم تكن اكثرها .. :
1- نافذةٌ للمستقبلِ فيما الأجراسُ تُغني لي
والعربُ المسرورون يأتون الي )
2- ليعمَ العالمُ حبّي ،
ليكن وطني نهراً يعبرُ صحراء المدن المبنية في الرملِ
3- اينَ اللهُ الساكنُ في بيتِ التأريخِ .. ؟
4- و أينَ العربيُ القادمُ من نجران المغلولة .. ؟
في المقطوعات السابقات من قصيدته المستخدمةُ في الشرحِ اعلاه ، لو ارجعناها عروضيتاً لوجدناها تنتمي لبحرٍ من البحورِ الشعرية فلا يخفى على متذوقٍ شعريٍ ( جمال الموسيقى المزروعة في الأبياتِ ، لا يخفى وطنُ اللجةِ في الحركاتِ )
في كُتابِ الحداثةِ الشعريةِ يلجأ كُتابِ فلسفتهم ، على هيئةِ الشعرِ بإدخالها مضمار قصيدة النثر ، القصيدة التي تُبيحُ لكَ رحيل مولدُ الإسهاب الأول والشرحِ الوافر ( الوزن – القافية ) ، فيلتجؤون الى الصياغات المختلفات في الترتيب والشاعرية العقلية .. ! ، مرتبطين بهن على شاكلةِ القصيدةِ مورفولوجياً ، غيرَ انَّ ( العزاوي ) تجردَ من حُدِّ الموسيقى ، والعروض وارتبطَ بالفلسفةِ فناً ، واضحاً يطلقهُ برومانسيةٍ عذبةٍ :
- تَعَريْتُ من جسدي – صُرتُ صخرة .. !
- تقدمتُ نحوَ المغارةِ صُرتُ نبيا
- كان بدو متلثمون ، يحدقون بأعمدةِ التليفون .. بغضب .. ! ( كاتدرائية العصافير ص 25 )
في هذه المقطوعات ( تولى الشاعرَ بعضَ الجوانبِ الفكرية ، والحديث عن مأساةِ المجتمع المتخلفِ ، والضياع الفكري لينتهي في قولهِ :
- عائداً نحو بيت الصباح
سقطَ عربي
في الرياحْ .. !
- تجارٌ عربٌ من دمشقٍ يقترعون على لحيتي .. !
- صرتُ شعباً وجُرحاً وماء .. !
- فوقَ كفي كوني طائراً يجيءُ الي .. !
يتنقلُ في قصيدتهِ من الموضوعية ، للوجودية ويصلُ الى الواقعية في قولهِ :
- رأيتُ الجزيرةَ في الصحاري تُقَدسُ قاتليها .. !
- يا حديقةَ العالمِ ، يا ثُقابَ الخيرِ والشرْ
- انتِ لا تعرفين الحبُّ / انتِ لا تعرفين السلامْ
من ضمنِ تساؤلات الشاعرِ التي تتابعت من خروجِ الأنسانِ بقولهِ :
أينَ الأنسانُ المطرودُ من الجنةِ ؟
هذا القادمُ من حربٍ خاسرةٍ ؟
هذا الواقفُ عندَ بيوتِ المنفيين ؟
أيةُ أمالٍ اسقطُ من عشِ النسرِ ؟
هل انتِ مستقبلي حقاً ؟
أيةُ أحلامٍ تخرجُ للنزهة ؟
هل أحلقُ لحيةَ افعالي ، أم اطلقها كالأفعى ؟
هل يمكنُ ان احلم في معبدي الجديد ؟
هل يمكن ان اغسلَ صوتَ قراء اللغة العربية ؟
فيختتم بسؤال يبينُ كلاميات ما كانت الا عن ارضٍ لم يرها ، عن وجعٍ استشعرَ فيهِ ، رسمَ الوحدةَ فوقَ صباحات ، في الليلِ
- يا جزيرة الله القاحلة أينَ انتِ ؟
يتضمنُ في الشعرِ ( التنقلُ ) من صومعةٍ موضوعية الى صومعةٍ أخرى ، من خريفٍ لربيعٍ ، من دارٍ موبوءة بالقنابلِ لدارْ .. ! :
- وفيكِ استقرَّ شعبي المعبأُ بالقنابلِ ، تحتَ فخذيكِ
- أقمتُ مدائنَ للحريمِ والسلاطين ، و الجمال المحملة بالهوادج وبكاء الشركس
- يا جزيرة الله القاحلة ..
وبعدَ هذا البحرُ الشاسعِ من المفردات المتعمقة بهيكلية هذه الجزيرة الـ موبوءةُ بالفضولِ وبالموتِ ، ليناقضَ فرضياتهُ في المعرفة بها ليقول :
قطفتُ من نهودِكِ زهرةُ الجنسِ ، وجدتُكِ يا ارضَ اسلافي الغابرين ، في المغاراتِ تحترقين ، داخلُ رأسِ العالمِ آلات ومقاييس من المعدنِ فلنجعَلُ منها قبضاتْ
بهذهِ القراءة ، قمتُ باعتبار تلكم القصائدَ الثلاث قصيدة واحدة ، وترجمتُ بعضَ انفعالاتهِ بقراءتي المتواضعة ، ويبقى القارئُ فيهِ ما ينجَحُ وما يفشلْ
- فاضل العزاوي – الأعمال الشعرية - الجزء الأول – منشورات الجملْ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق