الخميس، 28 يوليو 2016

بوح على بوح / بقلم الاستاذ صالح هشام / المغرب / أتدري بقلم ايمان السيد // سوريا

بوح على بوح :بقلم صالح هشام 
أتدري !؟ للأستاذة إيمان السيد
قد تتحول كلمات الوجع والالم الى سيمفونية تعبق باريج الحرف وجمال اللغة هذه سيمونية الالم كما عزفها قلم الاستاذة إيمان السيد على اوثار الاوراق العطشى للمداد ! والكاريكاتير
للمبدع مصطفى بوسلامة _______________________________صالح هشام
نعم هو ذاك أستاذي القدير : 
أريد أن أشرك غيري بوجعي وألمي 
عندما فقدتُ القدرة على اتخاذ الخطوة المناسبة في طريق الخلاص... طريق محفوفٌ بالمخاطر ومسيَّجٌ بالأسلاك الشَّائكة 
وما عدوي إلّا إيذاناً بالهروب من واقعٍ بغيض 
عندما نتوجّس خِيفةً من كلّ ما يصينا بالرُّهاب هذا يعني أنَّنا على قيد الخوف وعلى ذمّة وجع يئن ضميره الأخلاقي ويشجب وجدانه الدّيني كلّ ما هو مخالف للحكمة والسَّداد !
عندما تصطدم صورنا بسور ذاكرتنا العفن تستفيق قهراً من عُريّ أحلامنا و فساد أوهامنا لتصفعنا حقيقة الواقع المرّ بتجليها سراجاً وهّاجاً في كبد البصيرة 
وينكفئ الحلم الجميل يعتمدُ عكّازه الأعرج ويمضي بقدمٍ سليمة واحدة يسبقه كلّ أولئك الّذين تدرَّبوا على الجري تحت سجّ الثّلج ! 
أسرار الحياة دائماً مرهونة بسلطة القوي وشريعة الغاب سائدةٌ حتّى بين الخفقة والخفقة ..فلِمَ العنت !؟ 
لن أحزن بعد اليوم ولن أتكوّر على خيباتي ولن يثنيني خداع بني الشّيطان .. 
فلستُ إلا روحاً طاهرةً لن يبلغ نقاؤها إلّا ملائكةً خلقهم الله لخفض جناحها للأصفياء فقط ...!
أسرني بوح على بوح ...
والقلم ليس كمثله سلطان ! 
أشكرك أستاذي القدير Salah Hachcham 
___________________________________________________________
[بوح على بوح :بقلم صالح هشام ]
[أتدري : للأستاذة إيمان السيد]
أهي الحيرة تجبر على طرح السؤال ؟ و قد يوجد جوابه أو لا يوجد ، حسب طبيعة من يسأل ومن يسأل (بضم الياء ) ومدى الإلحاح على معرفة الجواب ! أنت تريدين أن تعرفي(تضعيف الراء مكسورة ) غيرك بما أنت فيه من حيرة ، فتطرحين السؤال استنكاريا وكأنك تريدين أن تتأكدي مما أنت فيه فلا القدمان يسعفانك على الحركة ولا خطوك تمرن و استقام وجرب وخبر معناه الحقيقي (الخطو) ! 
هو التفكير في الجري٠٠ في العدو ٠٠في الهروب لأنه انعتاق وإفلات مماذا ؟ من الوجود ؟ من الحياة ؟ من أخطبوطها الذي تخنقنا مجساته في كل حين ٠٠ في كل دقيقة ٠٠ في كل زفرة ٠٠كل زفرة ألم نزفرها أو نحنحة أمل بعيد المنال تصدر عن قلوب أضناها تعب الحياة : 
تعب كلها الحياة فما أعجب ،،،،،،،،،،،،إلا من راغب في ازدياد !
هو التوجس والخوف وعذاب النفس التي تتشظى بين حرقة السؤال و بين هوس الانتظار والبين والحنين إلى حبيب أو ذكرى أو ماض حفر أخاديد تجري جريانا مخبولا ، وتتسرب من ثقوب جدار الذاكرة بدون كوابح ! 
آه آه ! هو الإحباط إذن ، فلا عدو ولا جري وراء أشياء جميلة ٠٠فلا الريح ولا النسيم أصبح في متناول اليد في هذا الزمن الآسن والذي تفوح منه روائح العفن ٠٠هذه اليد التي تطمح إلى القبض على السراب والقفز فوق الضباب واعتصار الماء بين الأصابع الواهنة ، فساد العبث في الحياة ... في كل مظاهر الحياة ! 
ما عاد ذوقنا يستسيغ ما تستسيغه الأذواق السليمة ،لأن اللصوص سلبوا منا حاسة الذوق والشم و السمع والبصر و ويطمحون لسرقة البصيرة ! كل شيء سلبوه ، وتوضؤوا بدمائنا الزكية في عتبات الجوامع والمساجد ، هذه المساجد تنتظرهم ليمسحوا عار جرائمهم ، بصلاة ودعاء مزيف ! 
البحر تنكر لك ولي ولنا جميعا ضاعت الألفة بيننا وبينه منذ زمن طويل ، ما عاد هديره يدفعنا إلى خوض المغامرة والإبحار في أعماقه ، فهديره يثنينا ، لأنه اصبح هو أيضا شيئا من أشيائهم أو مسبحا من مسابحهم أو مقبرة من مقابرهم الجماعية السرية التي يستروها فيه وبمائه يغسلون الدماء السائلة ويغتسلون ، حتى البحر أصبح يحمل ما تنوء به الجبال من أسرار !
ربما إنني أهذي وهذا من حقي لأننا نعيش في زمن الهذيان والعبث هو أيضا يخاف أن نكشف أسراره ، ونخرج إلى الوجود ما خبأه الطغاة ، القتلة في أعماقه، عبر الأزمنة وعبر تاريخ الإنسانية المليء بجرائم القتل وسفك الدماء بدء من كرونس الذي ابتلع أبناءه الخمسة خوفا على كرسيه ، فنزلت علينا لعنة الكراسي أجمعين٠٠ إلى قابيل وهو يحرم أخاه نعمة الحياة ألى كارسيا لوركا يعري عورات الطغاة ويبين حقائقهم المزيفة فيطبقون عليه الحد ، فيعدم لكنهم يعجزون عن إعدام أفكاره ، وما أقسى الأفكار عندما تشاكس وتعاكس وتشاغب ! 
في اعتقادي المخبول لهذه الأسباب : يثنيك هدير البحر ويشل حركتك فربما يريد أن يحتفظ بسره لنفسه فهو حافظ أسرار الزمن ٠٠ حافظ أسرار من استأمنوه على فظائع مقابرهم الجماعية وحمولات مراكبهم المهترئة من الأبرياء والضعفاء والمهجرين بحتا عن النجاة !
أما أهداب الشمس فقد ترهلت وارتخت ، لأن كوكب الأرض خرج عن طوعها وأعلن عليها العصيان لأنه اشتكى طويلا فما أنصف ! لم تعد قادرة حتى على كنس الأفياء والربوع ، في كل يوم تلصق عينيها المتلصصتين على هذا الكوكب الذي خلق الإنسان من أجل تعميره ، فعاث فيه فسادا وتخريبا ٠ وقتل فيه كل ما هو جميل من بحر وبر وحجر وشجر وطير و إنسان وحيوان كما سحق مظاهر الحياة ! 
تقف المسكينة محذقة ناظرة منتظرة ما سيحل بهذا الكوكب ، وكل عصر تأمل فيه خيرا و تتمنى استيقاظ الضمير البشري الذي تجحر في تجويف الأدمغة الفارغة من كل ما يوحي بأننا فعلا بشر ، هي الشمس أيضا مغلوبة على أمرها رغم أنها تتظاهر بكنس الأفياء كل صباح من صباحاتنا البئيسة !
ربما تخاف هي أيضا عوض أن تكون شاهدة تصبح مشاركة في أكبر جريمة ترتكب في حق الإنسانية في الألفية الثالثة ،في غفلة من ضمائر صناع القرار الذين اهترى منهم البصر و ضاعت منهم البصيرة في المواخير والحانات ، حتما فأنت اليتيمة الخفق ،أنت حولوا منك الإحساس إلى جماد ٠٠تجمدت فيك الرعشة والفعل والانفعال وردة الفعل ٠٠٠وأغلقت مسامات الهوى٠٠ كل ذي طبيعة فقد طبيعته !
تحولنا إلى صور خالية من كل أسباب الحياة الحقيقية٠٠ نعلن توقف الزمن عندنا أو نوقفه ها هنا حتى لا يبوح بأسرارنا لمن سيأتي بعدنا ، فلنوقف هذا الزمن ونزور التاريخ ولنترك لهم صفحات بيضاء في متاهات البياض الأبيض ونحن ~ بني يعرب ~ مشهورون بين الأمم فقط بتقدس البياض من الكفن إلى العمامة فلا خربشات تمس صفحة تاريخنا الملطخ بالماء والدم ٠٠المثقل بكل مظاهر الجريمة !
هي الشمس حتما سترحل ، لكن بأي وجه ستعود إلينا وقد احمرت وجنتاها بدماء الرضع والأطفال ، تقتات القنابل العنقودية من طراوة أجسادهم ، بأي جرأة ستعود إلينا ؟ وهي تشارك كل يوم في جريمة التهجير الإجباري للمواطن ودفعه لترك وطنه تحت قوة الحديد والنار والبحر يستقبله بالأحضان مفتوحة ليضيع في متاهات المجهول ، أي نوع من العودة ستعود إلينا هذه الشمس؟ وهي ترى الشعوب والأمم ، تحكمها طرطقة الشوينكوم وطقطقة الكعب العالي والسيجارة الشقراء٠٠ 
في هذا الزمن الذي ضاعت فيه النخوة العربية في ربوع الخياشيم المتسخة التي تزفر أكثر مما تتنفس و التي تفوح منها روائح الدولار الأمريكي !
باي حال ستعود لنا ، هذه الشمس التي أضناها هذا الواقع المتجرد من كل شيء جميل ، هي الشمس أيضا فقدت الإحساس ، في كل يوم ترى شاهدة على ما يقع ولا شيء يتغير : 
تشرب دماء الأبرياء كؤوسا ممزوجة بالنبيد الرومي الأشقر ، ويداس على الجماجم المهشمة على موائد الفنادق المصنفة/ الفخمة ، التي تعج بكل مظاهر الفساد البشري منذ نزول آدم على وجه الارض ، إلى انفجارات حلب والكرادة وتدمير غزة ، واغتيال الصدور العارية الثائرة في الساحات العمومية !
فلا القمر ولا الشمس ولا البحر ولا النهر يلام ( بضم الياء ) كلمات لم تعد إلا كلمات جميلة بقيت راسخة على جدار الذاكرة من زمن رائع جميل كنا هكذا نراه أو هكذا كان !
هي الكلمات ! شاهدة على كل خطوة نخطوها أو ضحكة نضحكها أو زفرة نزفرها ، لذلك في بعض الأحيان تعلن علينا العصيان ، فيموت الجنين في الذاكرة قبل أول وجع من المخاض ، بوحك مفتاح لذاكرة تمارس فيها الفوضى شغبها فتحرر ما في بركاني الذي يغلي كالقدر المثقوب في هذه الذاكرة المتعبة التي لم تعد تميز ما يجب أن يقال وما لا يجب ، هذه ليست مقالة نقدية كما يعتقد البعض حتى لا أتهم بالخروج عن الموضوع ، أقول تعبنا من الموضوع ومن النقطة والعودة إلى السطر ، فنحن أصلا لم يعد لنا موضوع حتى نجرع عليه ، فالموضوع ضاع في تلافيف التاريخ الراهن المزور معذرة ! 
بقلم الأستاذ : صالح هشام 
الاربعاء ٢٧~٧~٢٠١٦الرباط 
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
نص للأستاذة إيمان السيد !
[أتدري !؟ ]
قدماي متعثّرة 
حديثُ الهوى خطوي 
والجريُ إنعتاق 
اصفدْ عن جُبَّة الانتظار 
وتوشِّحْ عباءة البين 
فرمقتك..
تبتلعُ الحنين ..
لن أعدو وراء النَّسيم 
والرِّيح تصفعُ توقي 
هدير البحر يُثنيني 
وأهدابُ الشَّمس ..تكنس الأفياء
يتيمةُ الخفق أناااا
ولا رعشةً تسري 
تحت مسامات الهوى ..!
لا تلهثْ وراء الضَّوء 
فالشمسُ آيلةٌ للرَّحيل 
وقمرك يزايدُ النُّجوم 
على شُرفة القلوب 
يتوخَّى شال اللّقاء ..
إيمان السيد / سوريا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق