الجمعة، 29 يوليو 2016

أغنية من ارشيف الزمان // للاستاذ حسن المهدي // العراق

اغنية من ارشيف الزمان..
تعال..
تعال اضلل عليك الغمام..
والقنك شدو البلابل للهيام..
وزقزقة عصافير البر لندى الفجر ،
في زمن القحط هذا..
تعال اسافر بك ،
لغيمة..
مائها فراتي النبع
طعم سائغ وشراب..
لم يتسنه بعد ب(كركبة) التخلف والنكوص..
ولم يمسسه اصولي النزعة بفم اجوف وانامل رقطاء.
وما دنسته خطايا دكتور فاوست * الابله..
والليل فيه كليالي النيل حين يمخر عباب القاهرة 
او
كدجلة العذب تهيل على ابي نواس فاكهة النساء المتحلقة حول مواقد المسكوف *
ومغنية الحي التي كانت تطرب وهي تشدو :
انا واللي احبو نشبهك بصفاك يانيل *..
والمساءات ليست كالمساءات..
شفيفة ورقيقة كورق مدرسي في اقاصي الريف يتلمسها طفل يرتدي ملابس معونة الشتاء * في مدرسة طينية..
طفل يداه شققها البرد فاصبح وجعها عصيا على عصا المعلم ..
تعال ..
تعال اعرفك على ابي :
لقد كان اسمرا طويل القامة يضع حزاما عريضا فوق دشداشته التي لايغلق (زيقها) حين يعود من البستان و(عبه) مليء بما تجود به المواسم ..
تسكرنا رائحة تعرقه النازف من تحت اليشماغ*
كان اينما يحل تحل البركة باذن الرب وتهرب الشياطين ..
وكنا من تمرة او كسرة خبز ..
نشبع ونحمد الله ...
وحين ننعس ، كنا ننام في عينيه..
تعال 
تعال اقص عليك حكاية ام اسماعيل :
تلك كانت جارتنا 
والتي تعلمت منها ان الحوت عدو القمر ..
وان البئر صديق يوسف
والخضر رفيق الغرقى في شط الهوى..
لهذا توقد الشموع فوق كرب النخيل وتطوف الشطوط ليلا ..
وان النخلة التي في صحن الدار..
تحرسها افعى موكلة بها من عند الله..
فلا تخشى على نفسك جوعا بعد ذلك ..
فاذا سالك سائل فجد بما عندك ولا تقنط..
فالحسنة بعشرة امثالها ويزيد ..
وان لقمة هنية تكفي مائة فم جائع..
وان داحي الباب *تصدق بخاتمه في الصلاة..
فتعال..
تعال وشم معي عطر معتق..
عطر لوردة خجلى ،
تيبست اوراقها الحمراء في باطن دفتر الرسائل..
لكنما رائحتها عبقة ..عبقة وراسخة 
وردة ..
تستمد عمرها من الحرمان والعشق المعتق في دنان قلوب عذراء..
وردة ..عصية على منجل الزمن الغادر..
وردة الحب الاول 
وردة الحب الاخير
وردة حمراء قاني لونها لا يتغير تسر الناظرين..
تعال ...
تعال لاريك :
هذا اخي ..
هل لديك اخ مثله..؟
وهذا صديقي ..
هل لديك صديق مثله..؟
وهذا جاري .. عمي..خالي .. اقاربي....
قل لي :
هل لديك شبيها لهم ...؟
للاسف ...
ستقول لا ..
لا احد يشبههم ..
اذا :
انتظرني قليلا..
ساعيد ارشيف الزمان لمكانه العتيد ،
فهذه الاغنية لم تعد مناسبة .
حسن المهدي
العراق
اللوحة للصديق الفنان انتصار البهرزي ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق