الاثنين، 25 يوليو 2016

قشة // للاستاذ فراس المصطفى // سورية

قشة
/ فراس المصطفى /
...........................
كان يبحث عن قشة حصاد شعير..
وهو يغرق ويدور مع الدوامات في بحر النوازل المخيفة..
هبّت ريحٌ هوجاءٌ حملتْ أوراق الصفصاف من طرف شفاه اليابسة المزدانة بأغصان الحب..
وراح يلاحقها الريش وغبار الأيام المتراكم آلاف الحقب..
لم يتمسك إلا بلحاء القشة.. وما وصلتْ حلّتها إلا في نهاية الهبوب المتبختر منفوثاً من فم حسناء البحر المغرمة بجمال الوسن الهائم..
أنقذ نفسه من دوامة أيام الحزن المكلوم بلحاء القشة.. وتغلّب على مليارات ومليارات الليترات الهائجة من ماء لمعانه أطنان الملح.. وخنع الماء وقشة نادرة التاريخ انتصرتْ..
قرأ على ثوب براءتها بأن نقاء الروح هو الأبقى.. وبراءة برعم غصنٍ أفضل من غابة زانٍ تختبئ خفافيش الغدر بها.. والقلب لغته الحب وحنان ملائكة لا الكره العفني الآسن..
بلسمي شفتيّ قشة الحصاد.. فمنذ دموع الحزن ووجع الودق وشفتيّ تلاوتها الآهات.. ووخزات جراح قد كبرت من فعل القوم ولحظات دماء.. آهي لا تنسي أن تتبادري.. فأنا ودموع الحرقة من أثر مغيب المحبوب تجاورنا كما نجمات السهر وليل الله.. وطخية متوحد آلامٍ في روحٍ جذاء..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق