الأربعاء، 29 مارس 2017

حنين // للاستاذ معروف بركات العتيبي // سوريا الشقيقة

"حنين"
منْ أعماقِ الحنينِ
شهقاتُ الحزنِ 
تشقُّ أخاديد للدَّمعِ 
جزرُ الأملِ وسطَ بحرٍ بهيمٍ
كقمرٍ يغشاهُ سوادُ السَّحابِ
دورةُ الأيامِ تدورُ للوراءِ
تُوقِفُ الزَّمانَ عندَ الذِّكرياتِ 
في ليلٍ مهووسٍ بالفناءِ
دورةُ الدَّمِ توقَّفَتْ
يُحكمُ الموتُ قبضتَهُ 
يقتلعُ الحياةَ
يُلقيها في غياهبِ الأمسِ البعيدِ
هديلُ العيونِ يسابقُ الأنفاسَ
صرخاتٌ تزاحمُ زحمةَ التّيهِ
الصَّدى في المدى ارتواءٌ
يرتجفُ الهواءُ
وعلى بعدِ موتٍ
هناكَ ضفَّةُ الحياةِ
هناكَ ماري
وعندَ ينابيعِ النِّداءِ
تُزهرُ الحروفُ
أينَ الوعودُ أنّكَ لنْ ترحلَ يومًا
يُلقي الوهمُ أوهامَهُ
على جدرانِ الخيالِ
ترحلُ الابتساماتُ 
خلفَ مرايا الأحلامِ
تتعثّرُ التَّراتيلُ 
وسطَ عتمةٍ موصدةٍ
أصرخُ في وجهِ الصَّمتِ
يقودني الشّوقُ إليكِ
رغمًا عنِ الأقدارِ
غيرَ آبهٍ بجنونِ الظّنونِ 
كلّتِ القدمانُ انتظارًا
يتوارى الحلمُ
يجدُّ في ليلٍ عميقٍ 
يصارعُ نجومًا مذعورةً
خوفًا منَ الضّياعِ 
في بيداءِ السّماءِ
وعلى ناصيةِ الخوفِ
طيفُكِ استباحني
كتبَني حروفًا حزينةً
ودموعًا رهينةً 
الحلمُ مغطَّىً بالنَّشيج
والعيونُ دمعًا لا يشيخ
أعبرُ الموتَ إلى الموتِ
كطيرٍ جارحٍ جريحٍ
يسقطُ نحوَ سحيقِ الرَّحيلِ
سلامًا على الرَّاحلينَ
سلامًا على الرَّاحلينَ
معروف بركات العتيبي - سورية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق