الجمعة، 24 مارس 2017

أنا وأنتِ والموت ثالثنا /// للشاعرة المبدعة وفاء تقي الدين /// سوريا

أنا وأنتِ والموتُ ثالثنا
شوقٌ.. كالنجمِ الطارقِ يستبيحُ فؤادي 
كإشعاعِ .. وهيج ضوئي ينفجرُ من أطرافِه
أحدثَ تردداتٍ مازالت بشظفها ترديني
تدورُ والثقوب السوداء تبتلعُهُا وتبتلعني 
أشواقي وأفكاري والموتُ حاضرٌ بيننا
عصف الأفكار تهيلُ عليَّ بشظاياها
فيتشظى الوعي ويتناثر الإدراك 
وأدخلُ في وهجِ محاكاةِ الأنا والغياب
أحصدُ الصمتَ الذي ورثتُهُ من صمتكِ 
ُ يُغرِقُ سعي وفي كلِّ اتجاه يجلدني
وتعودُ الأسئلةُ تلحُّ على فكري وتهزُّني 
وقلبي يعتصرُني ويفيضُ حنيني
والعذاب في ليلي الطويل..
سوءَ العذابِ يسومني
وتَنزَرِعُ مقلتايَ في وهجِ المدى 
عَلني ألمحُ بريقَ جوابٍ
أو شهبٍ يمرُّ يحملُ بعضَ حروفٍ 
في رسالةٍ تكتبينها بأناملكِ 
أو إشارةٍ ما منكِ 
أيناك يانفحات الجنان الندية غائبة عني 
قد طالَ الفراقُ ولوعَ الأشواق هزني
وبعضي يسائِلُ بعضي متى موعدُ اللقاء 
في دربِ اللاعودة إليك سرتُ 
وانثالتِ الأفكارُ المحمومة
ُ تَحرُقُ قلبي وجسدي العليل بكِ 
سجدتُّ مرغمةً بينَ حممِ اللوعةِ تُحَرِّقُني 
قاومتُ كثيراً أسعى لرحمةٍ تَتنَزَّلُ عليَّ وتُهَدْهِدُني
لكنَّ بلاءَ الفراق يكابدني ويضنيني
والمدى يرسلُ صمتهُ ويبكيني
من لوعةٍ .. ويهوي وعليَّ يهمي 
قطرُ الدمعِ خَطى كغيمات على وجنتي تحرقني
جلستُ مرابضةً متربصة من الأصيلِ لوقتِ السحر 
نسيتُ كيفَ يكونُ عناق خيوط الشمسِ والندى للزهرِ 
نسيتُ ارتجافاتِ حبي وهيامي 
نسيتُ الحياة َوالفرحَ وبَقِيَتْ ذكراكِ تسطُرني 
حزنا ووجعا وجرحا لم يندمل ومازالَ يستنزفني
رؤيةٌ أراها بنزعتها المنحازة للسماء 
حبٌ يخلدُ أنفاسكِ وبسماتكِ... يُبْهِرُني 
حبكِ أماه يَسْكُنني 
مابينكِ وبيني وصالُ العطرِ بالوردِ 
أتطلعُ للمدى فتترائي لي
أريدُ أن أخبركِ عن حالي
وكيفَ انقطعَ الوصلُ بينَ الحياة وبيني 
غيابكِ البلاء وأشواقي ابتلاء 
لا الحياة تغريني ولا موج البحرِ عادَ يطربني 
ولا رجعٌ للندى ليثقل الورد ولن يفوحَ الشذى 
أرى المدى بأقمارهِ ونجومهِ اختفت
تهتز أركانهُ وتختلطُ الأشياء
ويتشكلُ الضباب
وتعلوها الكآبة وتهطُلُ الأمطار 
والنفسُ تطوقُ الِإرتحال
أَترقبُ الساعةَ للقياكِ أماه
مرارةٌ تسكنني تنتظرُ انقشاعَ الغيمِ 
وتهاطل الملائكة إلى السماءِ الأولى ترافقني 
فالجمرُ يتقد وطلاسمٌ تنسابُ من جماره 
كيفَ لي أن أبقى فوقَ الثرى 
وأنتِ وحيدة إلاّ من رحمةِ الله تحتَ الترابِ أمي؟؟؟
صبغةٌ كونية أتتني هذبت فكري 
ونورٌ سماوي ظلل روحي الخاشعة تهديني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق