السبت، 25 مارس 2017

وصية في أحلام ناسك /// د. المفرجي الحسيني // العراق

وصية في احلام ناسك
--------------
أُمسية زاخرة
بضجيج الكلماتِ
وصوت المنشدين
جَفَّفَ
موسِيقاهُ
حَشرها قَهْراً
داخلَ أُذُنيهِ
وخَزتَهُ الذاكرة
تَرَجَّلَ
يُصغي بِنَهَمٍ
مقهوراً
للأغنياتِ، والرَّقصاتِ
تسيلُ، والأطرافُ
أزهارُ ... نشرها
على قبورِ العاشقينَ
أثمَرَتْ
عناقيدُ الابتساماتِ
لعجوزٍ حالمٍ
اصطاد ما استطاعَ
ألْصَقها
قَسراً على وجههِ
لَفَظَتها شفاه
تَهيأ
لحضور عزاءٍ سعيد
هتافاتها إيماءاتها 
ذكرتهُ وجع الأغنيات
ساقته إلى بلاد القناديل
نقش ظِلاًّ أصفرَ
على جدرانها
الناسكة
أحاطه روح
الرقصات والموت
حاملاً 
آثار حُزنهِ
تابع سكونه بآلاف الكلمات
مُتَدثِّراً بدفئهِ
والوصايا
جسدي وليمةٌ 
للجوارح والذئاب
وصية ناسكٍ مُرتحلٍ
.....................
استغرقت في سُباتٍ عميق
سرتُ في وادي الأحلام
حتى تِهْتُ .. وظننتُ
أنَّ فيَّ بقية العُمرِ
سوف أعرِجُ الدرب
أحسستُ إنَّ رأسي ثقيل
أدركتُ أنِّي متسربلٌ بالهموم
أكْثَرْتُ النّواح
وتعالى صوتي
رددْتهُ الجبال
إذ صار عويلاً
حَملتهُ الرياح
مَلَّتْ نحيبي 
أجْفَلَني الوَهْم بصُراخِهِ
لقد صَمَمتَ آذان النجوم
وَملئْتَ الوديان والسهوب
بالأحلام
بالحيرة
..........
د.المفرجي الحسيني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق