الأحد، 4 مارس 2018

ملف خاص بموسوعة التميز والإبداع العربي // مؤسسة أنكمدو العربي : للأديب الشاعر الأستاذ : سرحان الربيعي // العراق

١-الجامعة المستنصرية/كلية التربية/جغرافيه
٢-عضو أتحاد الأدباء الدولي
٣-عضو أتحاد الصحفيين العراقيين
٤-الأصدارات
١-مراكب الريح/مجموعة شعرية...٢١٠
٢-عند ساحل الرحيل كان وقوفي...٢١٧
٣-مجموعتين شعريتين جاهزتين للتنضيد
٤-النشر في الصحف والمجلات المحلية
٥-كتابة المقال الثقافي
٦-المشاركة الفعالة في المشهد الأدبي 
٧-نصوص في كتاب مشترك"لآلىء الأبداع العربي""
٨-نص سردي  في كتاب مشترك/كتاب تجديد ..نصوص نثر مختارة ماوراء الحداثة/قيد الطبع
٩-حاصل على المركز الأول في مسابقة الومضة وقد تم تكريمي من قبل أتحاد الأدباء الدولي/فرع العراق.. بدرع وشهادة تقديرية
حاصل على العديد من الدروع والأوسمة وشهادات تقدير
١٠-أول نص شعري منشور في جريدة الجمهورية ..١٩٨٣
بعنوان...فتاة الرافدين

النص الأول

""المسافات""

المسافات 
كما هي الذئاب
في الروح تعوي
..
المسافات 
والأفلاس
قُطبيَّ تنافر..!
:
المسافات
في الرأس تتلوى وجعا
(داء شقيقة)..!
:
المسافات
الوالجة في عمق السديم
أفول..!
:
المسافات
لا قلب لها
طاغية..!
:
المسافات
في غرفة نومي
أشباحاً 
تؤرقني..!
:
المسافات
قُبرات ريح
على مثوى الوصل تئن..!
:
للجغرافيا مسافات خؤون
دائماً
تُحيلنا لشبابيك التذاكر..!!
:
ميراثنا الذي ننتظر
بعد
طعن خاصرة المسافات
أن نرى بعضنا فقط..!!
:
المسافات
(وقحة)..!!

النص الثاني

""""تناقضات""""

الشمعة 
التي نشعلها في
أحتفال عائلي بهيج
نعاود التصفيق لأطفاءها..!
:
الأعومة
على بعضها
جثاميين منطفئة..!
.
لأنه
يعيش بأنسنةِ النص 
المسرحي لايمثل..!
:
نحن
بلا نصوص
ممثلون..!
:
الضحكات المنفعلة
شاهد
غير عدول
على مسرّاتنا..!
:
المطحنة التي نسير لها
بأكياسِ القمح
سائرة هي نحونا
بقماشٍ أبيض..!
:
هم البزّازون
ونحن
الموَّشحون بالبياضِ..!
:
هم
يُدخرون من سابعِ ظَهرٍ..!
:
أبي
بِصرَّتهِ
يُدخر..(ثمن الدفن) فقط..!
:
أُحادية الدفع
عربات الفقر..!
:
رباعية الدفع
عربات الموكب..!

النص الثالث

""""""زَمَنُكِ""""""

تحولتُ أنا الى تمثالٍ

زَمَنُكِ

يد النحات..!
..
خاصرةُ الريح 

ترقصُ من حولي..!
..
كل ليلةٍ

تحترق في الرأس أسئلتي

البقايا

أعقاب سكَائري..!!
..
زَمَنُكِ

نهرٌ يأبى 

مرور شفاه الرملِ..!
..
نافذتي

رئةٌ تختنق

ونسيم بحركِ قُبلة الحياة..!
..

وقتنا الذهبي

مِن ضجرٍ

قد أستحال صفيح..!
..
تعالي

نهرب مِن مقبرةِ الأحياء..!

النص الرابع

""أراجيح الغد""

كنت غافلاً
إن الزمن يكون دميم الشكل
حين أُجاملهُ
بخُطى سلطان جائر يتقدم
خط بيانه، كمٌ هائل من حكايات وأساطير
..
دعينا أذاً
على بعضنا نتوكأ بالسخريات
أن نُبصق شكل دمامته
ونعبر جسر قنوط الساعات
حين تتوالد تلكم ساعات قنوطهُ، 
بيوت عناكب
..
الأبيض المتوسط،
في توق عارم لقاربِ صيد،
يبذل جهداً لنيلِ مُحارته،
رمل الساحل يشهق فرحاً
ويُرقب جدا حدّ الأفق،
أن تُحدق عينيه الجاحظتين 
لمجيء الحالم فوق تضاريس الموج،
وأكتظاظ رجاء
يخيط البحر تأمل لركض طفولتنا،
حدّ بلوغ النهدين لبوس الرغبة..!!
..
خافقينا الخضراوين
يُكفيان 
أن يُطلقا الكركرات
كسرير مسرات يطفو فوق تجاعيد الموج الأبيض،
لرفيقينِ ،
خاطا رتوق صحارى الوجد خيمة عشق
مِن وبَّر النجم نستلُ الخيطَ
..
أن الوقت مناسب لأراجيح الغد..!!

النص الخامس

"""خريف"""

القُبل الحمراء شاحبة الشفاه،
كما هي اللحظات المُعاقة. تتأمل القطارات المارّه نحو أقاصيها،
وأنا..
كجريدةٍ مُستهلكة ..لامعنى لها ،تسّف بها الريح حيث تشاء،
ذاكرتي مُسجات على أرصفة الطرقات ،يلج الصمت الموحش منارات مسامعها
لم تسمع بعد نغمُ الخلخال ،أرملة الثوبِ مفاتنها  ،من حولها القهقهات ساخرة ،لافائدة تُذكر بعد لنداءات الغوث ،
الخطى التي أرهقتها دواليَّ العتاب لم تعد مُسرعةً ،
ليلنا المكفوف ذااااااااك
كقطارٍ فائت ، غارق في ظلام توحده
عبثاً تُشعلينَ السُراج 
جبهةُ الريحِ لاتتقن السجود....!!

النص السادس

""""""""""رقصة الجدل""""""""""
جدلٌ مُزمن يرتع بمراعي العِشب المتناسل بحنجرةِ الصمت ..،بصوتٍ عال قِبالة مرآة الوجه يُحاورني..،تهادى الى مسامع الجدار صداه..!!..،مُمسرحٌ أنا برقصةِ الجدلِ لأرى الله جلياً..،مُزدحمٌ جداً شُبْاك الرأس بقطعِ تذاكرهِ..،إن الطابور طويل ..،الأسئلة عن ذاااااااااك الموروث تُحيرني..،أتجاذب و الحيرةِ كحبلِ الجرِ مابين الموروث  وسؤال العقلِ..،صوتان بُحا قِبالة مرآة الوجه..،على رسليهما أخذا يُشاكسان الصدى في ليلةِ الرعدِ..،مُسترسل أنا أن أسلخ سُحابة السُدمِ ..،وما أنفلَّ شِدادها رقصة الجدل..،تعاقبوا في الرحيلِ الأبدي تاركين الحيرة كقردٍ يلهو فوق حبال السيرك..،كعناكبَ تغزل  خيط الموروث بزوايا الرأس بيوتاً..،صوت البهلول من ثقب الوعظ في الرأس صداه إِنا نتشابه في الصمت حين نغادر إذ يتساوى الرافع والخافض أنفه ..،كرُحى يُجرش رؤوس الظن..،كُف ياهذا إن الريح ليديها صفقٌ مُرعب..' وإن الليل سِحرُ يقين وشروق الشمس مآذن..،إن اللذين
تعاقبوا على أسِرة الخدرِ..،توسدوا حُمى الخوف الرافع منديل هزيمتهُ لعبورِ حقل اللغُم ..، مُستنسخون نحن كجرائدِ الصباح..،مزمنون نبتلع أقراص أنفصامنا..،على أطراف أصابعنا نمشي لئلا  الموروث المارد هذا يزعجهُ وقع خطانا..،
وبدا الطريق مُظلماً لنا كما اللذين غادروا مقاعد القطار..،صاعدين فيه ومثلهم لِنغادره..،سواها رقصة الجدلِ 
بلا وجلٍ
يتفصد جبينها عرقاً..،وأُدرك حكمة بهلول في الذهن منارة ..،  إن العظم رميم/...وإن الروح لاتتوسد مِن ألمٍ..،ثم أعود لمقهى الرأس..،أُعيد ضبط العقل وأعقر خطوات رجوعي..، عشق صوفي يضرب أوتار خشوعي ..، فأركب رأسي وأفتح أفخاذ الكون الساحر هذا ..،ماأقواني وأنا مُتحدُ الكفين..،سترجم نافذتي
اشباح الشك..///..وتُقبلُ أشرعتي البيض ثغر الطُهر ..،
رُبااااااااااااه..،
هذا الكون يُسحِرُني لكني أخشى رَقاص العمرِ يخون..!!
لكني لاأخشى سعة الصدر هنااااااك..،
حيث خلود الرحمة..، وإن الموروث محظ أساطير..

        سرحان الربيعي/بغداد

النص السابع

""""""""مُشرد""""""""

أعتاد غربة روحه وشوارعه المقفرة،
يتناوب الخفارة على موقد ذكريات رفيقات ،
يملأ عطفيه سُعال ""ليلى""،
ذلك الحلم الذي يرمي أعقاب سجائره تلواً،
المترعة أقداح لياليه بخمرة الحنين،
المخاض الذي تعسرت ولادته 
كان قُبحا بعد إنتظار،
الأحذية الفاخرة قد تهامست ساخرة،
إن أقدامها تتحرك برؤوس نعاج..!!،
الأنوف التي أعتادت رائحة المرحاض،
تأنقوا جيدا في حفل الصدفة الطارئة،
دحرجوا كرة اللعُبة في أحداق الدهشة الصامتة،
حسبوا اللوذ وراء الموقف رباطة جأش..!!،
تناسوا أرتعاد أطرافهم الأربع كانت جاثية حين صهيل الموقف..!،
..
هو لاينحني حين ترى الظهر مقوس،
ربما تتخيل ذلك أنت
الأمر
قد تشكل قوس لرمية خفاش بنشاب تشرده،
في أفق رؤاه إن السماء حصرا للنوارس،
الأمر
ليوقد جذور الأسئلة العالقة بذهن تسكعه،
كيف..؟؟
وكيف..؟؟
النصب الشاخص في بغداد مجرد أسمنت فقط..؟،
واهم،
هو لايفقه نحن نعيش الطبقية بين السارق والمسروق..!!،
وإن الليالي أُنثيات  يرقصنَّ بأحضان قرف..!،
الغصة في الحلقوم ..!،
لذلك يتناوب الخفارة كنجمةٍ زاهرة يسامرها
بقصائد ""ليلى""،
ينوب عن النخلة الجرداء فسيلة تُجددُ الأخضرار
يرسم الشمس على سبورة الصغار بتوقيع مُشرد..!!!

     سرحان الربيعي/بغداد

النص الثامن

""""""ليلة""""""

حين لعبت الجغرافيا دورها المعتاد في اللفِ والدورانِ..،
على طريقتي الخاصة جئتُ بكِ بحبائلِ الودادِ ضامئةُ الريقِ لعذبِ شوق دجلتي..، المسافات الطوال مجرد طاولة فقط أو أقصر من ذنب هُرَّة أليفة وهي تداعب خصلات شعرك الليلي لحظة أحتسائنا أكواب القهوة عند أول صباح..،بعدما نضبت الليلة المنصرمة كأسيهما المترعين..،حين أجبنا على جميع الأسئلة الشائكة والعالقةِ كأسمالِ وساوس..،كانت ناضجة عناقيد البوح مُغردة على أغصان شجرة الليلة..،وكان قرارنا أن نُرزم عقارب الساعة الثلاث عند أول أغماضة لجفن الشمس الذاهبة للثكنة..،إذ كان لسان الشوق مُسترسل الحديث أو بالأحرى..،
ليلةٍ من الف ليلة وليلة..،
إذ تركت المقود في قُميرة السفينة على رسلهِ ....!!!!!

                     //// بغداد

الدراسة النقدية

كيان الأثر الأدبي و فضاء النص
تحليل بنية النص الشعري لسرحان الربيعي

ثمة لحظة فاصلة بإكتمالها تجعل كيان الشاعر عالم وجودي تام، وتمنحه التأمل في وحدة الوجود التي يمثلها وفي انتمائه للحظة تلك، وبانفصاله يرسم الشاعر سرحان الربيعي صورة شعرية لذلك المقصد حيث في قصيدة النثر، وعادة ما يؤكد الاستهلال الشعري هدفية الشاعر حيث يكون والصورة حسية وزاخرة بتفسير الألم البشري والهم الإنساني وميزة هذه القصيدة في كون أداة السؤال في قصيدة النثر دائما تكون عضوية وتوجد نقطة انطلاق المعنى الشعري وقد نجد في قصيدة النثر دائما ما يؤطّر الشاعر سرحان الربيعي أعمق نقطة معنى بإحساسه بالألم الجمعي حيث يسعى لتفسير البعد الجمعي للأحاسيس بإطار فردي، وهو هنا يحتج على الشكل الوجودي الجامد أو المستغرق في تأمل لا جدوى منه.
مثل تعدي اللغة في النص المسمى عرفا – ومضة - من الوصف إلى الإيحاء والاختزال والاستعارة وتماهي الحس الأدبي داخل كيان القصيدة، فضاء هو اوسع بكثير من كيانه كأثر ادبي، وتجلي الذاتي كوعي الذي تختصر به القصيدة الوحدة الوجودية إلى ما يناسب توهج الشاعر وحساسيته ويعود إلى عنصر اللغة الشعرية التي هي كلمات ينتابها الصراع نحو ماهي جديد  وغير نمطي وفي مجاز السخرية يعيد الشاعر تفسير ذلك التراكب بين كينونته والقصيدة عبر إحالات عنده هي جد سديدة ولابد إن يختار الشاعر سرحان الربيعي هنا لتجربته في الكتابة النثرية على وجه الخصوص ملمح استاطيقي طبعاً وان اتخذ من قبح العالم مادة شعرية له، فهو يتجنب القبح المباشر في الذم أو المديح المجاني، وان فقد الطابع الاستاطيقي، فهو ليس مهمته الأساس, وصراحة تلك ليس مهمة الشاعر الفنان، ولا هي وظيفة للشعر في المجال الانثربولوجي، او هو عامل الوجود الإنساني الذي يمثل وجدانه, فنصه – الإعتباري  بفضائه – وليس كاثر ادبي يشير الى جنس ادبي معين
القصيدة الومضة أوجدت دافع الثورة النثرية واحتجاجها الذي بدأ من رفض وامتعاض ونما وترعرع رغم تلك الاحتجاجات الحادة الأيقاع، التي ما كانت تدرك ان الظروف التي تحققت بفعل ما أحدثته ما بعد الحداثة لتوجه الأجناس الأدبية إلى ما سمي افتراضا ( النص ) , والذي من خلاله تهاوت عروش بشكل نسبي , وكان من الطبيعي ان توجد الظروف المواتية بإطارها الما بعد حداثي ذلك النمط الحيوي من الشعر والقريب من الهم البشري, وهذا ما سعينا اليه في تصنيف النص التالي لسرحان الربيعي، بكونه نصا من داخله منفلتا من أي سمة كاثر ادبي، وبخارجه محافظا على اطار الجنس الشعري، وتلك مقدرة ليست يسيرة .
..
الدفوف
التي هرأها قارع الحرب
جلود أخوتي
من احى وجهات النظر قد يفسر الاحتجاج النثري بالكتابة الهامشية عند بعض التصورات الأدبية , لكن ذلك الاحتجاج التراكبي، والذي يتم داخل متن الذات/ النص، والمحيل الى المنظومة الشعرية بكل كيفياتها ومواصفاتها وبنياتها، إلا أن الاحتجاج النثري من داخل متن الكتابة لا يمارس هامشيته في إطار صراعه مع النسق الشعري وتاريخانيته المتزمتة، أو مع أطر الكتابة التي تعرف بالمؤسساتية، فقد أخذت صيغة الانزياح الواسعة كما هو الحال في النص الشعري لسرحان الربيعي، والانزياح في قصيدته النثرية صيغة جمالية في الاستاتيقا الشعرية توضح المنحى الاحتجاجي، وتعبر عنه كمثال فني حيوي يدعم روح حداثته باحتجاجه .
ليس من السهل توصيف ما مديات نص شعري ضمر ككيان مكتوب، واخذ بعدا واسعا للمعنى الذي اخرج من عموميته, ودخل في خصوصية فاعلة دلاليا، فكان ككيان يشار له افتراضيا – ومضة شعرية – لكنه داخليا كان اوسع مما يبلغه التلقي تأويلا حتى، فالنص الشعري هنا هو نص يفترض نفسه بالوسع الممكن لفضائه، و ليس وفق التفسير الأرسطي، بل بالتماهي المدلالي، الذي يكون عبر تراكب اندماجي بين الذات الواعية والنص، واعتقد تلك ميزة شعرية لابد منها، فأن يكون الشاعر هو وجدان قصيدته مهم جدا وله اعتبارات، وهذا ما مثله الشاعر سرحان الربيعي وتمثل له وجدانيا .
....

بقلم الناقد الكبير/أستاذ محمد يونس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق