الاثنين، 5 مارس 2018

ملف خاص بموسوعة التميز والإبداع العربي : مؤسسة أنكمدو العربي // للأديب ،القاص والشاعر : كاظم الميزري // العراق

السيرة الذاتية
كاظم الميزري
شاعر وقاص وكاتب صحفي
عضو اتحاد الادباء والكتاب العراقيين
عضو نقابة الصحفيين العراقيين
عضو اتحاد الصحفيين العراقيين
عضو الرابطة العراقية للتاريخ وتحقيق الانساب
مارست الكتابة منذ السبعينيات من القرن الماضي
الصحف التي عملت بها
الدستور ..المؤتمر..العراق اليوم..الافق..السندان..الميزان..البلاد اليوم ..العراقي..المرايا..الهدف..لسان العراق..المنتدى
شارك في تاسيس العديد من منظمات المجتمع المدني الثقافية والاعلامية والديمقراطية وحقوق الانسان
لدي خمسة مؤلفات في مجالات الشعر والقصة
حاصل على شهادة الاحتراف الصحفي
حاصل على العديد من الجوائز والاوسمة والشهادات التقديرية من داخل وخارج العراق
شاركت في العديد من المهرجانات الشعرية والثقافية والاعلامية
ناشط في وسائل الاتصال الاجتماعي
12 فبراير 01:25 م

النصوص القصصية
1-موسم القطاف
كان يحلم بعلاج لعلته وعذابات اعوام المرض وهويطوي اطراف عباءته الخضراء ايذانا بالرحيل، واستقبلتنا المدينة بالشمس، التي جاءت معنا بعد احتجاب طويل مالبثت ان ذابت امام لهب الجليد،  وأكتست اشجار الشوارع التي تنتشر على الجانبين بغلالة بيضاء نسجتها انامل الرذاذ المتساقط من جبهة السحب الحبلى بالثلج الرهيب فبدت وهي تتراقص على عصف عزف الرياح وكأنها راقصات باليه، وقد ارتدن ثيابا بيضا شفت عن اجسادهن النحيلة في ليلة عرس عارية الرداء، واوينا الى فندق من طراز قديم لنستقبل الصباح البارد، وقد استلقى النهر بمائه الرقراق وبدا كانه حفيد جدنا العريق الفرات، وقد وهن فيه الجسد واشتعل الموج شيبا وناء باطواق الحديد،  ولاحت قباب الجوامع وقد غسلتها دموع السماء، كان يقضي اغلب وقته نائما في الفراش..كانت غرفته بمواجهة غرفتي تماما، حتى يطرق بابي لنقضي امسيات الليل الاخيرة، وكنت اكتشف اعماقه اكثر صدقا واصالة وصفاء نفس، طموح لايتوقف تراه ينطلق مفعما بالحديث وطرح الافكار، وقد غارت عينيه واصفرت، علته خضرة داكنة أظلت الجبهة واليدين ووهن صدره فلايقوى على التنفس، يبعث صوتا خافتا لكن لايكف عن التعلق بأهداب الحياة والامل والشفاء والبقاء، نتبادل النظرات وننتزع البسمات لنطارد ذلك الشبح الخفي الذي يتدلى من سقف الغرفة منذرا بقدوم العاصفة، تلك العاصفة الغافية وراء صفرة عينيه وتكاد تقتلع بقايا الضوء كما تقتلع جذور الاشجار وتلوي بأغصانها الخضر، واتركه وهو يطبق اجفانه على فجر جديد يحلم بالشفاء والانتصار على الداء، وافتقدته بعد يومين لم يعد الى بيته انما عاد الى لحد بيت لايعود منه احد، رحل في عمر الربيع بعد ان اقتلعته العاصفة وهو في موسم القطاف!

2-زوايا الذاكرة
يتكور داخل محوره الارضي طاردا دوامات الغبار المتراكم فوق جفون احلامه، يتراجع عن قطبه المركزي فاسحا لحزم الضوء مسافة التغلفل الى نوافذ روحه الموشاة بالظلام، جلس القرفصاء وراح يحدق بنظرات ملؤها الدهشة الي بقايا من اسراب النمل،  ثمة نملات تجاهد حاملة نعش احد موتاها في سكينة وجو من الحزن العميق،  كان منظرا مؤلما شديد الوقع على نفسه،  تذكر تلك اللحظات منذ زمن ماض محفورا في زوايا ذاكرته حين كان واصدقاؤه يودعون صديقهم في رهبة وسكينة،  حيث يخيم الحزن راسما على جدران القلب حكمة الازل، فجأة أحس بوخزات خفيفة،  كان النمل لحظتئذ يتسلق على اقدامه الخافية!
12 فبراير 07:25 م

النصوص الشعرية
1-خارج المعنى
ثمالتي الابدية
أحرقت طقوس العويل
عادت تسقي أزهار المرارة
تعيد ترتيب البحور
في مرايا كسل المعنى
تتصاعد رغوة الرغبة
بين الفراديس الكاذبة
تنتحر البراءة في قعر الجمحمة
تمحو عن وجهها مساحيق التأويل
ترسم ظلال الخرافة
في ايقونة المتاهات
هناك...
تتنهد الشمس
ملوحة فوق تجاعيد الارض
بقايا عصور خلت
بقايا تأخذنا معها
أحلاما وعيونا بلارموش
الى أفق غامض الشكل
خارج المعنى

2-لحظة خلاص
أصنع من وجعي قلائد
من وجهي ظلا
بيدي بخور الاضرحة
أنثره فوق شعرك
من عبق التكوين
أحمل أحلام النرجس
وحناء الاقحوان
انا القادم من ارتباك الفصول
لماذا حبلى أشيائي
قبل اشراق النبوءة؟
هل تمطر السماء غبارا
عبر فقاعة الزمن المأسور؟
فيسيل علقم الحكمة
في اناء النشوة
يداعب ظلها الارجواني
في شهد الياسمين
وسم الرؤيا
هل أرسل وجهي بطاقة للجحيم
أرتمي في بؤبؤ اللحظة
حين انفجار حمى اليأس
توسدت كلماتي
خنجر الوقت
سال دم الرؤيا
بشبق الارض الجرداء
ليصحبني شعرك
الى غيمة التساؤلات
لان اللحظة
تنزف الخلاص

3-ايها التراب
مابين موجك وسحر المرايا
أتطلع في وجوه الدبقين
لعلي اقرا تواريخ التشرد
افهم لغة التطفل
أقطف ثمرة الذهول
من يجعل ليلي وسادة للجراح؟
يقف متأملا انبعاث السفود
كيف ينحسر الماء عن احلام الطين؟
تعود كتل النار شظايا
ايها التراب
تدارك وضعك
ووشم جبين الحالمين
فالليل لايعني اندحار النهار

4-الغريب
يضيء فيك زاهد غريب
متوهج بالنوايا
مثل عيون الصقور
مندفع باصداء جدران
مسافر في مواكب الاشواك
سيبقى أذن
هائما في صحارى الطواسين
كفراشة تجوب بساتين النجوم
انت غريب تنأى
عن خطى اخر المارقين
هم يسكبون عليك الرثاء
كلما رحلوا
انت تبحث في حطام الهياكل
عن اخر المجانين
هل غادر الشعراء من خيامهم؟
أم هل عرفت الدار بعد غياب؟
انا أرتشف عرقي خمرا
من كؤوس القوافي

5-خاصرة الوجع
لاتملؤني وهم عصافير
الورد في داخلي يذبح
انا اول التذكار اخره
اندلاع الشوق في غابة السنابل
حين تضيء الفنارات
ابحر في سدف الليل
كأن الصدى خلف اضطراب المواعيد
يبتكر أوسمة النار
لعل أغانينا ...مراثينا
الزبد المتطاير من الشفاه العجاف
هوى مثل شهاب
كان الحصى تحت صهوتي
مزقته السنابك
قطار يمر
يرثي واجهات المدن
التي غربت عنها الشمس
فقدنا الاجوبة
يوم حاصرتنا التساؤلات
ياشجر كل اللغات
اذ دحرجتها هجمة الريح
وتقاسمنا الهمسات في خارطة الوجد
نتوكأ على خاصرة الوجع
نتبادل الكلمات نخلع انفسنا
لئلا تغوينا الاصوات
تصعد نحو السماء
من يمنحنا الشعاع الاخير؟
وبيننا والبلاد قصيدة
وخيط من الدم
فوق الرصيف يرسل الوانه

6-لحظة حب 
علي ان أراك الليلة
تحت سدرة العاشقين
اياك ان تتاخري لحظة
فانا لااملك من هذا العالم
سوى هذه اللحظة المرتقبة
اخشى ان تخون
انا لحظة الرهان
انا لحظة الحب
انا اللحظة الغابئة
بغير مكان 
فالحب علمني
كيف ينبغي ان اكون
12 فبراير 10:05 م

الدراسات النقدية
1- قصص الميزري بين النبل والاحتجاح( حول مجموعتي القصصيةز القصيرة جدا)بقلم الكاتب والناقد الادبي الاستاذ الراحل ناظم السعود
الميزة التي ينفرد بها فن القصة القصيرة جدا هي انها كامنة في خاصية سردية مكثفة ومعبرة في الدلالة، ولعل القاص كاظم الميزري احد الاصوات المتواجدة في خارطة السرد الجديد فهو ينتج مروياته بغزارة جمعا ووجدت انه تجاوز مجموعة الهنات واسقاطات السرد الطويل بأحداثه وشخوصه وأخذ يكتب قصصا قصيرة جدا لها سمات هذا الفن وان هذه المجموعة ستعطيه ولادة مشروعة كقاص مميز ويمكن ان يرسم وجوده القصصي بين اقرانه غير اني اود الاشارة الى ان هناك خصيصتين افلح الميزري في تثبيتهما في خاصرة القصصي
اولهما: ذلك القصد النبيل الذي اشاعه بين سردياته على قصرها وكثافتها يمكن التثبت من ذلك من خلال الاطلاع على بعض نماذجه المنشورة(صلاة اخيرة) مثلا فهو يحيط بصله بهاله من الاصرار والايمان في القدرة على المواجهة برغم العسف والمعاناة التي تكبله ذلك ان قلبه كان نبيلا يرفض ان يستسلم لقدره.
اما قصة(فيلم)فهي اشارة ذكية على ما يمكن ان يواجهه القلب العاشق والمحب من هموم والتياعات لكنها لاتستطيع ان تثنيه عن اماله او ابتسامته في حين ان الملمح الثاني واعني به نبرة الاحتجاج فهي واضحة
في قصص كثيرة تؤكد نهج القاص على اثبات الاحتجاج كخطاب يومي وقتي نتيجة الاعاصير التي تلف فمه في (صرخة احتجاح)نجد البطل يحمل مراراته شاردا في الارض بسبب اخرين يهجمون على الورد فيقطعون الشفاه وهذه علامات دالة على المصير القائم الذي يختزل قوى الخير في الزمن والمجتمع ،ولهذا كان المفهوم ان قلب البطل توهج في صدره (لقد حانت اللحظة التي يفجر في كفه الغيم وينتشر ليمحي من جدار البكاء صورة فشله ويطلق في وجه الريح صرخة أحتحاجه) قصة صرخة احتجاج .
عموما ان الميزري وجد أخيرا خطواته الواثقة من خلال الثيمات المختارة والجمل الشاعرية التي حملها بالنبل والاحتجاج وهذا حسبه!

2-المسكوت عنه في قصيدة خارج المعنى للشاعر كاظم الميزري
بقلم الناقد د.سعد مطر عبود

حاول الشاعر الميزري تشكيل الواقع ضمن منظور الرؤية لما بعد الحداثة والكشف عن مسارات الوعي المتشظية في اللامعنى والخروج من المدار السيزيفي بالتمرد على الانساق السوسيولوجية وتحطيم مركز القلق في مدارات اللاوعي المهيمن على الذات، بمعالجة نصية تعتمد الصورة الشعرية المتمردة على المعنى، المعنى باطاره الاستاتيكي المعنى السياقي، الفاقد للصيرورة،  المعنى الذي يولد لديه ثماله سرمدية(ثمالتي الابدية/احرقت طقوس العويل/عادت /لتسقي ازهار المرارة/تعيد ترتيب البحور/في مرايا كسل المعنى) ..تلك الثمالة المتماهية مع القلق الوجودي، القلق المقموع في الذات المنضوية في الزمن التراجيدي،  المأسورة في لجج الفراديس الكاذبة المكبلة بالتساؤلات التي تدور في قعر الجمجمة، لتخرج من اتون التأويل، من متاهة اللامعقول المفارق للواقع السديمي الغارق في الحلم.
يقول الشاعر (لتتصاعد الرغبة/بين الفراديس الكاذبة /وتنتحر البراءة في قعر الجمجمة/لتمحو عن وجهها مساحيق التأويل /ترسم ظلال الخرافة /في ايقونات المتاهات/هناك)..
والنص الشعري المتمرد للشاعر الميزري خضع في تركيبته لانزياح ايقاعي بين موسيقى الاداء وتوزيع المفردات وفي تركيب الجملة الشعرية ..وبصياغة قصد فيها الشاعر التكثيف في التشكيل الصوري لتحقيق مايسمى بالتوتر الدرامي..مفترضا ان الثمالة الابدية هي زنزانة الفقر وزنزانة الصبر والمتاهة في مسار لاافق له ولابداية ولانهاية،  افق غامض الشكل وخارج المعنى، والثمالة السرمدية هي الغاء للهوية هي شطب الاسئلة الفلسفية من الذاكرة وترسم ظلال الخرافة في ايقونات المتاهات الغائرة في تجاعيد المكان.
ولمقتضيات البناء لجأ الشاعر الميزري الى التناص مع الفن التشكيلي مستخدما احد ادواته (الرسم)لخلق المفارقة الصورية السريالية من خلال تكرار الايقاع الداخلي والتعاقب الشكلي،
لقد حقق النص حضورا صوريا مارس فيها لعبة التبادل المزدوج (غياب/حضور)للمعنى،فحضور الذات الشاعرة هو غياب لللامعنى وحضور اللامعنى هو قمع وغياب للذات الشاعرة، يبرز يبنى على نتائجه حدث مستقبلي.
يقول الشاعر
تتنهد الشمس/ملوحة فوق/تجاعيد الارض/بقايا عصور خلت/بقايا تأخذنا معها/احلاما وعيونا بلارموش/الى افق غامض/الشكل/خارج المعنى)
النص فضاء مفتوح تتجاذبه رؤى حالمة في كراريس من المتاهات تتجاوز الشكل الى اللاشكل وتتجاوز المعنى الى اللامعنى..
نص فنتازي غارق في الحلم والخيال، والزمن له حضور وجودي في القصيدة متداخل مابين البنية السردية والبنية الشعرية، والمكان منضوي خلف المعنى خلف المفردات الباحثة عن الشكل خلف الدلالة والذات الشاعرة المقموعة بتساؤلاتها الفلسفية ومكنوناتها المتمردة تطلق لرؤاها الحالمة المقموعة لتبحث عن صيرورتها خارج المعنى!
تقبلوا تحياتي ارجو ان تنال رضاكم احبتي استاذي القدير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق