الأحد، 14 أكتوبر 2018

مجلة أنكمدو العربي للثقافة والأدب // فراشة الأحزان // للشاعر : د. المفرجي الحسيني // العراق

فــــــــراشة الاحـــــــزان
--------------------------
ليل ونهار نقطف ورداً من أديم مرجك
شِعراً باتساع العِطر ،
مطرا من سحابات سمائك الزرقاء 
ريشة قلبي رسمتك بحاراً عفيفة لم يطأها
فضاؤك غزيرٌ بالسلوان،
أبحر بزورق حروف وألوان
فراشةٌ على الأزهار،
تسألين عن الأطفال أغرقتهم الأحزان،
عن طفلةٍ مجدولة الشعر فُستانها زاهي الألوان
عن لعبها ومرحها والأمان
تتساءلين هل هدأت العاصفة في قلب الأقحوانْ
أما زالوا يكتبون ويرسمون على الجدران شعاراتٍ وهتافاتٍ بلا عنوان
أحببناكِ كل العمر، كل الزمان
نسيم حبك غمر كل المكان
عشقناك عشقاً طعمه الورد
يا حبيبة الروح، الحب شوكٌ وآلامٌ وأحزان
ما عدنا نحسب الأيام،
ما عدنا نصحوا
عندما نصحوا يبتلعُ صحونا انفجارٌ ودخان
أقاوم الرحيل،
هجر الطير سمائي
تود الرحيل! من يحمل انطوائي
بتروا أصابعي،
ردموا منابع أنهاري
ولقّنوني زيفاً ليورِثوا تراثي
مشوا بي في غربة العذاب
في رمل الصحراء يسيل الماء حولي عطشاً
اجتازه، عبره الأعداء، قسمّوا صحرائي
هجرك ورحل عنك الأهل والأحباب، حتى ريحك العذراء
صرنا ضحايا الجوع والندامة ولعنة الأنبياء
تفرقنا، تلاشينا،
لم نحض إلا بنحيب الأسماء
تمتد في جسدك خارطة تتساوى فيها السماء والأرض
نتعلم منك كيف الإقامة والرحيل
نتعلم أن ننشد للشتاء والقيظ
**********
د.المفرجي الحسيني
فراشة الاحزان
العراق/بغداد
13/10/2018

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق