الجمعة، 12 أكتوبر 2018

مجلة انكمدو العربي للثقافة والأدب // مواقف : بقلم // حسين الباز // المغرب

من بين الطرائف المضحكة التي حصلت معي:
1/ أرسلت لقاص مترف مقترحا عليه مشاركتي في مجموعة قصصية صاغرا مادامت دور النشر لا تنظر إلا لجيبي، فكان جوابه: _
كيف لقاص معروف مشاركة قاص مغمور؟
وكان ردي بسؤال بريئ: 
_كيف تقول عن نفسك مغمورا؟
فلزم الصمت، ولزمت شهورا لأكتشف بأني المغمور الذي قصده!!
2/ أعترف بأني من الطراز القديم بحيث كنت ولازلت أؤمن بأن الجودة في الباطن وليس في الظاهر..
(هذا تمهيد فقط)
..ذهبت في التسعينات من القرن الماضي بمسودة لروايتي (بخط يدي) لإعلامي معروف لنشرها في جريدة أسبوعية ثم في وكالته، ولم أكلف نفسي حتى تنقيحها أو ترقينها، وبظني أن الناس كلها مثلي تقرأ مابين الأسطر ولا تحكم بنظرة، ولبثت أنتظر أشهرا دون نتيجة، لأعلم بعدها من مصدر داخل الجريدة بأن سعادة الإعلامي قد ألقاها في سلة المهملات دون قراءتها.
.. لم أقل له شيئا، وألقيت اللوم على نفسي لأني لم أعتن بمظهرها، فرحت أنقحها وأخرجتها على شكل كتاب، واتفقت مع مصدري بأن يضعها فوق مكتبه ويراقبه عن بعد، فكان أن بدأ في قراءتها، بل وأفصح له بأنه يعتبرها من بين عشر روايات مهمة في المغرب، ولكنه لم ينشرها أبدا.
3/ لطالما تحاشيت ملاقاة الكتاب الكبار، لا لأني أحس بالضعف فأسعى إليهم، ولكن (وهذا هو المضحك) أحس بالقوة فأنتظرهم أن يسعوا هم إلي ..أقول: الفرق بيننا كالليل والنهار، كما الضوء والظل، كما أقول أيضا لم لا ينزلوا إلى القارئ كما أنزل؟ أو ربما خفت من بهوت عظمتهم فور الإرتجال، فالكاتب لا يكون دوما بنفس العظمة أمام الجمهور، قد تخونه الكلمات، قد يتخلى عنه فكره، ويفقده رصيده المعرفي، إن لم يك متعودا على الأضواء، كالدانكشوت ديلامانشا الذي يصارع الخيال، أو كالرامبو الذي يسخر منه العيال..
لست نرجسيا، ولكن الناقد بداخلي هو من يوهمني بذلك، هو..هو من جعلني بعيدا عن النفاق، قريبا للحقيقة..ولست نادما.
حسين الباز/المغرب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق