حُبٌّ شَاهِقُ الدَّلالَةِ ...
شعر : مصطفى الحاج حسين .
سَأصعَدُ هذا الجَبَلَ
الشَّاهِقَ إلى حَدِّ الغَيمِ
ولو أنِّي أتَعَكَّز
على أوجَاعِ عُمرِي
سَأتَسَلَّقُ هذا الموتَ
وبِأظَافُرِي سأحفُرُ العُلا
وأتَشَبَّثُ بِذَاكَ الشُّعَاعِ
المُطِلِّ على قاعِ نَبضِي
وأزحَفُ فَوقَ الانحِدَارِ
أَستَمِّدُّ قُوَّتِي مِنْ حُلُمِي
الصَّاهِلِ في بَرَارِي رُوحِي
المُتَّقِدَةِ بِالعُشقِ الأبَدِيِّ
سَأَصعَدُ
على سَلالِمِ لَهفَتِي
على جُسُورِ رَعشَتِي
وعلى غَشَاوةِ دَمعَي
هذا الضَّبَابُ سَأُزِيحُهُ
عَنْ أُفُقِي
هذَا الشَّوكُ سَأُحرُقُهُ
بِضَرَاوَةِ حَنِينِي
سَتَشُدُّنِي أَنفَاسِي
سَتَحمِلُنِي رَغبَتِي
وَسَيَجُرُّنِي خَفَقَانُ قَلبِي
سَتُدهَشُ السَّماءَ
وَسَتُصَفِّقُ الشَّمسُ لإرَادَتِي
سَأصعَدُ
وَلَو أَنَّ النَّدَى رَمَّدَ عَينَيَّ
وَلَو أنَّ أفارِيزَ المُستَحِيلِ
خَانَتْ أصَابِعِي
وَلَو أنَّ أخَادِيدَ الانهِزَامِ
عَانَدَتنِي
وَنُتُوءِاتِ شُقُوقِ الصَّخرِ
عَضَّتْ سَوَاعِدَ هِمَّتِي
سَأَصعَدُ
وَإنْ كَانَ المَوتُ يَنصُب لِي كَمِيناً
فَأَنَا لَمَحتُكِ في الأعَالِي
تُدَاعِبِينَ ضَفَائِرَ الشَّمسِ
وَتَتَسَابَقِينَ مَعَ النَّسَمَاتِ
تَمتَطِينَ السَّحَابَ
وَتَرسُمِينَ في الأُفُقِ
رَائِحَةَ المَسَاءِ *
مصطفى الحاج حسين .
إسطنبول
إسطنبول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق