تسرب الأمل
تتبعت الطابور الطويل ، و اتخذت بإذعان مكانا بين المنتظرين ، أنظر إلى قفا من أمامي كما يفعل هومع من أمامه و كما يفعل من ورائي ، أشعر أنني أقترب من المصدر ، لا أجرؤ كما لا يجرؤ غيري أن أسأل عن سبب وجودنا في هذا الموقف الغامض.. إنها وقفة لا بد منها حسبما تقول جيناتنا، أسمعهم يتمتمون بنبرة غير واثقة و لا أكيدة بأنهم متجهون نحو شيخ يبيع شيئا ما ، من جرب الصفقة قبل اليوم ؟ لا أحد ممن مضى رجع ليخبر عن نجاعة الوصفة ..
أقترب الآن ، أرى الشيخ ينظر إليّ كأنه لا يعرفني ، يحاول أن يعاملني كما يعامل من قبلي، نبرات صوته عميقة جدا و تحمل رموزا ليست غريبة عن عالمي ، يزن لي حفنات مما يبيع ، و لا يطلب مني مقابل ذلك سوى نفخات من الهواء ، و يعطيني كيسا أعينه على فتحه و ملئه من المادة التي تبدو ذهبية تتلألأ ، قبل أن أمضي أرى على الحافة من ساروا قبلي ، يحملون أكياسا مثقوبة ،لن يمضوا بها بعيدا بهذه الحالة ، أصرخ فيهم لينتبهوا ،و لكن يبدو أنه لا مجال لأن يصلهم صوتي ، لا بد أن أجتاز الخط المسطر ، ينظر إليّ الشيخ مبتسما ، كأنه يضحك من فعلى ، و كأنه يريد أن يقول لي:
ـ أتظن نفسك أذكى منهم جميعا ؟ كلهم هنا في هذه المحطة فكر كما فكرت..
نظر إليّ بتحد مهذب و راق ، كأنه يستفزني لأجتاز ذلك الخط الذي لا لون له ، إنه يحاول أن يسرق مني لحظة التأمل ، يريد أن يجردني من سلاحي عند اتخاذ القرار.أقدم رجلي اليمنى فيبتسم ، ثم يقول :
ـ سأقول لك كلاما لم أقله لأحد قبلك : أنت فريد من نوعك ، لأنك نقطة انطلاق لأحفاد سيذكرونك بموسيقى تبجيل و هيبة، و تزداد فخامتك لأنك اجتزت الآن و في هذه اللحظة بالذات ،أنت يا بني من قالب كُسر ، لذلك من الأفضل لك أن تنضم إلى الفرق التي سبقتك لتعدّل الكفة ، لتنقل إليهم نوعا من التميز ، و لتميع الرداءة التي تضج بهم ، ستصنع الفرق لا محالة..
ثارت فيّ نزعة أجدادي ، و عانقني الشوق إلى أحفادي ، و اجتزت الخط الذي لا لون له ، فإذا بي أسمع الجميع يرددون بينهم و بين أنفسهم العبارات التي قالها لي ، كل منهم يشنف بها أذنه ، ما زال الرمل ينزل من الأكياس، و ما زالت الأكتاف تحس بالثقل ، و ما زالت الأعين تنظر إلى قفا المستقبل، و ما زال شيخ آخر ينتظر ، و يرشد إلى موقف آخر ، سألتقي هناك بأنفاس تربطني بها قرابة الدفء و الحنين .. أحلم باليوم الذي ألتقي بذلك الشيخ يموج مثلنا جميعا يبحث عن بائع تلك الأكياس المثقوبة ، حتى إن وجدتها صحيحة ، سوف أدعوه ليقوم بعمله ؛ و هو ثقبها ، هكذا تكون الحياة أفضل..
تتبعت الطابور الطويل ، و اتخذت بإذعان مكانا بين المنتظرين ، أنظر إلى قفا من أمامي كما يفعل هومع من أمامه و كما يفعل من ورائي ، أشعر أنني أقترب من المصدر ، لا أجرؤ كما لا يجرؤ غيري أن أسأل عن سبب وجودنا في هذا الموقف الغامض.. إنها وقفة لا بد منها حسبما تقول جيناتنا، أسمعهم يتمتمون بنبرة غير واثقة و لا أكيدة بأنهم متجهون نحو شيخ يبيع شيئا ما ، من جرب الصفقة قبل اليوم ؟ لا أحد ممن مضى رجع ليخبر عن نجاعة الوصفة ..
أقترب الآن ، أرى الشيخ ينظر إليّ كأنه لا يعرفني ، يحاول أن يعاملني كما يعامل من قبلي، نبرات صوته عميقة جدا و تحمل رموزا ليست غريبة عن عالمي ، يزن لي حفنات مما يبيع ، و لا يطلب مني مقابل ذلك سوى نفخات من الهواء ، و يعطيني كيسا أعينه على فتحه و ملئه من المادة التي تبدو ذهبية تتلألأ ، قبل أن أمضي أرى على الحافة من ساروا قبلي ، يحملون أكياسا مثقوبة ،لن يمضوا بها بعيدا بهذه الحالة ، أصرخ فيهم لينتبهوا ،و لكن يبدو أنه لا مجال لأن يصلهم صوتي ، لا بد أن أجتاز الخط المسطر ، ينظر إليّ الشيخ مبتسما ، كأنه يضحك من فعلى ، و كأنه يريد أن يقول لي:
ـ أتظن نفسك أذكى منهم جميعا ؟ كلهم هنا في هذه المحطة فكر كما فكرت..
نظر إليّ بتحد مهذب و راق ، كأنه يستفزني لأجتاز ذلك الخط الذي لا لون له ، إنه يحاول أن يسرق مني لحظة التأمل ، يريد أن يجردني من سلاحي عند اتخاذ القرار.أقدم رجلي اليمنى فيبتسم ، ثم يقول :
ـ سأقول لك كلاما لم أقله لأحد قبلك : أنت فريد من نوعك ، لأنك نقطة انطلاق لأحفاد سيذكرونك بموسيقى تبجيل و هيبة، و تزداد فخامتك لأنك اجتزت الآن و في هذه اللحظة بالذات ،أنت يا بني من قالب كُسر ، لذلك من الأفضل لك أن تنضم إلى الفرق التي سبقتك لتعدّل الكفة ، لتنقل إليهم نوعا من التميز ، و لتميع الرداءة التي تضج بهم ، ستصنع الفرق لا محالة..
ثارت فيّ نزعة أجدادي ، و عانقني الشوق إلى أحفادي ، و اجتزت الخط الذي لا لون له ، فإذا بي أسمع الجميع يرددون بينهم و بين أنفسهم العبارات التي قالها لي ، كل منهم يشنف بها أذنه ، ما زال الرمل ينزل من الأكياس، و ما زالت الأكتاف تحس بالثقل ، و ما زالت الأعين تنظر إلى قفا المستقبل، و ما زال شيخ آخر ينتظر ، و يرشد إلى موقف آخر ، سألتقي هناك بأنفاس تربطني بها قرابة الدفء و الحنين .. أحلم باليوم الذي ألتقي بذلك الشيخ يموج مثلنا جميعا يبحث عن بائع تلك الأكياس المثقوبة ، حتى إن وجدتها صحيحة ، سوف أدعوه ليقوم بعمله ؛ و هو ثقبها ، هكذا تكون الحياة أفضل..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق