الاثنين، 14 مارس 2016

كريم خلف النصراوي / يكتب من العراق قصة ..ق.. / هاتف

هاتف ..... قصه قصيره
حدث هذا معي قبل أكثر من 25 سنه.. كنت حينها جالسا في غرفتي في العمل..رن جرس الهاتف... رفعت السماعه .. كان على الجانب الأخر صوت فتاة .. أرادت أن تتحدث مع شخص أخر.. ساعتها لم أتذكر هذا الأسم فأعتذرت وأقفلت الخط ..
مره ثانيه رفغت السماعه بعد أقل من دقيقتين.. كان حينها جرس الهاتف قد رن من جديد.. وأذا بالصوت نفسه يطلب الأسم نفسه.. كان الصوت والأعتذار خجلآ والصوت القادم عبر الهاتف الثاني من خارج بغداد.. سألتها بتركيز هذه المره..فتأكدت بعد برهه أن الأسم الذي تريده هو فعلآ موظفآ لدينا وكان خالها ويومها كان غير موجود ..لم نغلق سماعة الهاتف هذه المره وأستمر الحديث .. كنت ممسكآ بسماعة الهاتف بقوه والصوت الأخر سحرني ..وكان هناك استعداد من الطرفين لأستمرار الحديث ..
تكرر هذا الأمر مرات عديده وأخذت الرقم الثاني وبدأت أتصل .. وأصبح الأمر هاجس وقضيه وحلم .. بدأت أشكل صوره لصوتها .. وكانت هي تشكل صوره لصوتي .. وأستمر الحال أكثر من سنه .. كنا نفرح ونحزن ونتمنى وكان لهذا السلك الذي أصبح ثالثنا أمال وأحلام وأسرار...في يوم رن جرس الهاتف .. كانت هي في الجانب الأخر وأخبرتني أنها في بغداد مع أهلها وأنهم سيعودون الى محافظتهم وليس هناك من وقت كثير فتعال ...
الموعد في منطقه مزدحمه وسط العاصمه.. قلت لها كيف يمكن لي أن أعرفك .. فوصفت لي ما كانت ترتدي ووصفت لها ملابسي ..تركت العمل والدائره والمدير دون أستئذان .. وأستأجرت تاكسي .. أسرع أرجوك .. أرجوك هذا ما قلته للسائق بعد أن أعطيته العنوان .. حاول أن يسرع لكن وسط العاصمه كان مزدحمآ ..
وقفت بين زحام الناس أبحث في أشكال وألوان الملابس ... وأذا بفتاة تسحب بيدها اليمنى طفله صغيره تمشي بأرتباك .. تحمل نفس مواصفات الملابس التي أعرفها..
ناديتها بأسمها .. وقفت...
قلت لها أنت ...
قالت أنت ..
سنه من العواظف والمحبه الصادقه تجمعت في خمس دقائق ...أي ممثل في العالم يستطيع أن يجمع كل أحاسيسه ويعبر عنها في هذا الوقت القصير ..
أتصلنا بعدها مرات ببعض ..
أنتقلت من مكان عملي .. حاولت أن أتصل فأنكشف الأمر لدى عائلتها ..
تخلى عني هذا السلك الوفي .. ولم يجب الهاتف ..
كانت تحب أغنية أغدآ ألقاك ..
هل الأذن تعشق قبل العين أحيانآ..
معي نعم .. تعشق .. وعشقت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق