الثلاثاء، 22 مارس 2016

الاستاذ عامر الساعدي / يكتب من العراق / اماه ماذا بعد !!

أُماهُ مَاذا بعد
::::::::::::::::::::
أمضي وحيداً أمسُ الارض بصمتٍ ،كي لا أخدشُها بخشونةِ قدميّ ، ثمةَ أصواتٌ تنمو في حديقةِ الجيران ، وعجوزٌ تشعلُ تصاوير العائلة ، اقل مكرا ثمةَ صوتٌ يتسللُ الى غرفةِ أسماءٍ لابد أن تشطب ، بريئاً من لعنةِ اللونِ ، سأموتُ دونَ مبررا ، بعدما عبثتُ بدفاترِ الرسم ، أخفقتُ في ترويضِ السرطان في اليابسةِ ، ثوبَ الحداد كبير الاكمامِ ، سواد أرملةٍ ، ما زالتْ بصماتِ أصابعي على كتفِ اليومَ الذي يملأُ الصحف ، العالمُ مشغولٌ بمهاتراتِ الوقت يسابقُ غيرهُ كي يأكلُ لحمَ أخيهِ ، على كتفِ لحدً 
كان اوسعَ من القبرِ ، ضاعَ قلبي فخططتْ لاسرقَ قلبا من قلوبِ النائمين ، قد أكونُ في حالةِ هستريا مثلما تتصورون ، اقرصُ بأسناني النومَ من تحت الترابِ ، أمضي في نشوةٍ جنونيةٍ قبلَ أن أموتَ على سطحِ الارضِ ، شوارعٌ خاليةٌ حيثُ الاعصارُ يزمجرُ وراءَي ، ليس مهماً اخافُ عواءَ الذئب مادمتُ اعيشُ في الربيعِ المرجانيّ ، لكن رغمَ أنهُ خاملٌ ، أتلو آية اللوعةِ ، لشتلاتِ الدم التي في صدري ، عربةٌ من نارٍ تجرها الخيولُ الخائباتُ ، أطرافها تسقط ُ في شكوكِ الظلّ ، في غفلةِ الأساطير .
::::::
أمشطُ الظلّ كالمجانينِ ، أفتشُ بالموتى عن كفنٍ كي استعيرهُ لجسدي، أشطحُ بالمدى ، مع العصافير التي تخرجُ في فجةِ الضوء ، ترتبُ اعشاشها مثلنا ، وترف في جناحيها ، كطوقٍ من الامنياتِ ، أبلعُ حبات النسيان لكنها تؤذيني ، كلما حل المساءُ ، علي أن أبكي طويلاً حد الغثيان .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق