الخميس، 17 مارس 2016

الاستاذ ميثاق الحلفي / يكتب من العراق / الى محمد الماغوط

الى محمد الماغوط
لَمْ تَزلْ غُرفُكَ مُسَدَّلةَ الستائرِ
سريرك القديم…. 
نَبيٌ بعكازةٍ عرجاءَ
يحومُ حولَ رأسكَ ..غُرابٌ
أسمهُ الصباح….. 
وبقعُ السّوادِ… آخذةٌبالاتساع
صديقك…. 
أبتاعَ للتوِ بُندقية
ليصتدْحماماتٍ دمشقية
نسكِبُ رغباتنا في أروقةِ الفُوضى
نُسَنّدُ رؤوسنا على اكتافِ الحقول
نُداعِبُ فَزّاعتنا الخشبية
نستأنِسُ بالدمع الساقِط
على خد ِالوطن
ألا زِلتَ تشتهي صفصافةً خضراءَ
وطائرَ سنونو…. 
يَقِلُكَ لمعبدِ الكرزِ والبلوط
نوافيرَ العسلِ التي 
لَمْ تَذقها شفتاك المتحجرتانِ 
ألا زالت حنجرتك رهينةَ الرصاص
وترجمُ الآتي… .بحجر وردي 
يا صديقي…. 
الذي لا اعرفه الا من خارطة الحزن
بيروت هي بيروت
ودمشق هي دمشق 
وبغداد هي بغداد
لَمْ نَزلْ نتحدثُ بصوتٍ خافتٍ
تشابك السيقان والنهود
وذات الطريق الى المقبرة
لا قُبَلَ تُفتَحُ كالشراع
ولا أرجوحة….. 
للطفلةِ الغريبةِ 
الاّ احتضان الجماجمِ 
وتَكلّس عظامِ الازقة
يا ايتها الصنوبرةُ الحزينة
دعني…… 
أشارككَ اللهاثَ
حولَ خبزنا المعجون بالذّل
هو نفس العويل… 
الى كربلاء 
ونفس التبغِ
ونفس الطواحين….. 
دعني….. 
أوقظ حارسكَ الليلي
الهدوءُ 
يَعِمُ الجنةَ الآن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق