الخميس، 7 أبريل 2016

لاقفتها الاقدار / قصة ..ق / بقلم رفاه اير جونة / العراق

لاقفتها الأقدار
بقلمي: رفاه زاير جونه
بغداد العراق
تطل الرؤوس فاغرة اعينها كأنها افواه مفترسات تتطلع الى ضحيتها التي بدت نحيلة كسيرة الجناح..عيون تحد النظرات لتلك الصبية المتصببة حزنا من شروخ الحياة تزاحم فتات الضوء على ذلك الوجه الطفو لي الحزين بعد أن فقدت أسرتها بأكملها في تلك الحروب اللعينة,مما اضطرها للاعتماد على نفسها والعمل كنادلة (عاملة)في مطعم ذلك الرجل الحقير.الذي يلاحقها بنظراته (المريبة )حيث كان يجلس متكأ في ركن مطعمه،يصدر اوامره وتوجيهاته الفارغة لتتلقاها بمسامع لا مبالية بتهديداته ووعيده بالتشرد ان لم ترضخ لرغباته (الحيوانية),هي ترفض استبداده،تماديه بدافع انوثتها البريئة وحقها في الحفاظ على كرامتها,فانتفضت بل نبذت من حولها من المتربصين بها من كل جوانب المطعم ,اتخذت ركنا قصيا لتلقي بجلبابها على جسدها ألنحيل بصمت كعادتها في كتم آلامها حيث تمارس طقوس وحدتها،تتعمد بأحلامها,قصدت نافذة تطلع منها لقبس من اشعة الشمس تحتسي دفئه ,فلعله يزيل ما تسلل الى اطرافها من برودة،لم تيأس من ذلك النور,اذ كانت تثق بأنه......نعم سيلملم تشظي اطراف سعادتها,وسيشق عباب الخوف,كما سيسقيها الذ الامنيات.....ينكسر هدوء المكان بدوي صفة يمينها لوجه ذلك ألمتبلد تستطير عيناها غضبا, فتنزل يدها بسرعة، تزم شفتيها بقوة.:ايا كانت مكانتك ومهما بلغ ثراؤك,فلن تثير اهتمامي اخذت ماله الذي اعطاها لترميه في وجهه ,,,,قائلة :خذ مالك القذر,تراجعت الى الوراء,خرجت تحث الخطى المتسرعة بخيبة آمالها,تتسارع دقات قلبها بقوة,انفاسها اللاهثة حتى لتكاد ان تختنق بعبرتها,فما كان منها إلا ان تأخذ نفسا بعمق ...هنا تراودها الافكار جراء ما قامت به ..لقد صفعته،وطردت من عملي..تستعيد انفاسها ..بينما تخرج اذ رأت صديقتها تركض باتجاهها. لكنها لم تبال بها فأدارت ظهرها لها,اذ لم يكن مزاجها يتحمل الترهات ,راحت تحاور نفسها بحسرة وغضب لن اسمح لرجل ان يلمسني وان كنت بأمس الحاجة للمال.فما اغلى كرامتي,وما احوجها للثأر,,,التعرض للتحرش؟؟ليس من المعقول...فضاعة ما قمت به لكني لن اعتذر,وان مت جوعا,فلن اعتذر .دخلت الدار المتهرئة(المتهالكة)بخطوات متثاقلة,لم تعد تحملها قدماها فأجهشت بالبكاء,لقد اضحت معدمة,فتكورت على نفسها.لملمت قدميها الى صدرها...لتمر الذكريات القديمة.يزداد نشيجها ثم تستوي على اريكتها المتهالكة.....لابد ان تترك الشقة فليس لها قدرة على دفع مستحقاتها لمالكها,وبعد ان هدا غضبها.راودتها تساؤلات الى اين مصيرها,ليس لها احد تلجأ اليه ,ماذا لو تعاملت مع الحدث بعقلانية وحكمة اكثر ,لتجنب نفسها المصير المجهول,ها هو الظلام سيرخي بغيابه عليها,المشي في الشوارع سيكون اكثر خطرا,اجلستها الهموم على الرصيف فرأت انعكاس وجهها على بقعة من ماء المطر.,تبدو كأولئك المتسولين الذي كانت ترمقهم وهم مقطوعين لقد اصبحت مثلهم تماما..لا لا لم اتوقع ان اصير مثلهم,تسللت دمعة لتفصح عن بؤسها ,لم تشعر بالمطر.كل ما شعرت به هو اليأس والخوف.لم تعد الدنيا تتسع لي,هذا ما هيمن على افكارها,تركت الرصيف مسرعة دون هدى,بلا هدف(حيث المجهول)مقطعة الاوصال,انبثق ضوء سيارة من بين العتمة كأنه قبس من العدم.فكل ما رأته هو ضوء ثم ظلمة,صوت سيارة مسرعة نحوها,لتواجهها وتقضي نحبها بحادث سير,رضت بمصيرها ولاقفتها الأقدار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق