كاظم مجبل الخطيب
العراق /بغداد
مواليد/1962
اولنشرليللقصةالقصيرةعام 1979 فيالصحفالعراقيةكالعراقوالقادسيةوالجمهوريةوالراصدوالمراةوحراسالوطنووعيالعمال
انشغاليبحربالثمانسنواتومابعدهاسنواتالحصارجعلنياحتفظبمااكتبهواحيانااخرىاتلفه
.لميبهرنيفيالعراققاصباستثناءعبدالستارناصرمنالعربيوسفادريس .
لينهجيالخاصجدافيالتابةالقصصيةاسستلهابتراكمالتجربةوالخزيناللغوي
.
لاتحكمنيقاعةثابتةبقدرموضوعالدهشةوالانبهارالتيالقيهافيذهنالمتلقيقبلانيغادرني
اغوصفيمفاصلالحياةاليوميةفلااتركمكاناعصيااومحرمافلاخطاحمراماميوقفني
.
ابطالييتحركونفياخطرالاماكنالسياسيةوالاجتماعيةوالدينية
.
لديفلسفةخاصةفيالبناءالقصصيتتمحورحول
:
1تصارعالحبكةفيمابينها
2نقطةالتنويرضربةغيرغيرمتوقعة
3الاشتغالعلىعنصرالتشويقابتداءا
4اعتمادالنفسالبوليسيفيتراكمالاحداثللوصولالىذروتها
5القصةقضيةورسالةتكشفالمستوروباحثةعنالحلولفيذهنالمتلقي
.
.....................................................
لديتحفظاتكبيرةعلىالقئمينعلىالعمليةالابداعيةوالثقافيةفيالعراقمنالثمانيناتوحتىالان
.لايهمنيزيدمنالناسلديهكتبمطبوعةمهمابلغتاعدادهاوهيلاتعنيليبانههومبدعاماميبقدرمااجدلهنصاواحداقصةاوقصيدةيدلنيعلىابداعه
.انظرلهيويةالمبدعمنخلالمنجزنصييكفينيلابرازهويته .
مايطبعمنالكتبفيالمطابعالاهليةاساءكثيرالابرازالمبدعينالحقيقيينفهذهالمطبوعاتتظهرللناسركيكةوهزيلةومتهالكةتملؤهاالاخطاءاللغويةوالنحويةوالفكريةوالسذاجةفيطرحهاومثلهيحدثفيمطابعالوطنالعربيالكبيرفهيلمتصنعالمبدعينبقدرماتصنعالدخلاءوالمتطفلينعلىالادب
.
حريةالنشرعبرالفيسبوككاناكبرفرصةوافضلهالظهورالمنتجالابداعيوانكانلايروجلهوانماتنشرهالمجلاتالالكترونيةتجدفيهلمساتالابداعاكثرمماتجدهفيالمطبوع
.
جريدةالزمانطبعةالعراقساهمتبشكلفعالبرصدومتابعةالمبدعينواحتضانهمدونباقيالصحفالمحليةالتيتعتمدالمحسوبيةوالرشىوالعلاقاتالشخصية
.
ربماساكونمضطرايومامالطبعكتابيضمقصصيالتيبلغتالخمسينقصةولكنلغرضحفظهالاللترويجلها.كذلكربماافعلالشيءنفسهلطبعكتابيحتويكلشعريوقصائديمنعمودالشعروالتفعيلةوقصيدةالنثروقدتجاوزتالمئةقصيدةلحفظهامنالضياعليسالا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــقصةقصيرة
[مريم]
تعدّدتالمرّاتالتيتقدّمفيهاعمادلخطبةسلمىوجميعهاقوبلت
ْ بالرفضمناهلهابذريعةأنّهُرجلٌمطلّقٌولديهِبنتٌبعمرعشرسنينبرغمماتميّزبهِمنالوسامةوالحضورويسرالحال،فبيتٌكبيرفيمكانراقيلاتشاركهُفيهِغيرأمّهِبعدزواجأختهِالوحيدة
.هوامنيةٌللكثيرمنالنساءوعمرهُالاربعينيزادهُكمالاًورجولةًوأناقةًوهوالمحبوبوالممدوحمنزملائهِلخلقهِوبساطتهِواريحيّتهِولطالماشغلبالالكثيراتدونانيلتفتاليهنَّسوىسلمىالتيغادرتالثلاثينولميطرقبابهانصيبحياتهاالّابقدومعمادوقدجمعهماالحبُّالىدرجةالعشقفتلتهباشواقهماوتدعوهماالىلقاءالجسدينالظامئينللارتواءمنرحيقكليهمافكانموعدهمابمغادرةالدائرة
.
الكاميراتالخارجيةكانتتتابعهماحتىجلوسسلمىالىجانبعمادفيسيارتهِلكنهالمتستطعتحديدوجهةانطلاقسيارتهمابعدمغادرةالمرآب،فيصلاالىشقةعمادفيمنطقةاخرىبعيداًعنمحلسكنهِ،
دخلامعاًوالرغباتالجامحةوصلتحدّاًلايمكناسكاتاصواتهاالمستغيثةبعدصبرطويلعلىصراخهاداخلهماليبدأخلعارديةالانتظارالمقيتةلتتلاقحالجوارحبينهما،تلاشتالمسافات،الانفاسامتزجتولايسمعغيرنغماتالانفعالاتوهيفيالدرجاتالعليامنالشبق،حواسهمااختلطتوتداخلتفيمنصهراللاوعيفذابالجسدان،تحولّاالىكتلةكيميائيةحدالتماهي،صارافيغيبوبةمنالعشقلمتحدثبينرجلوامراة،ربمابسببالحرمانالذيعاشتهُسلمىوهيالانبيناحضانعمادالمتمرّسوذوالخبرةالكبيرةوالدرايةبماتحتاجهُالمرأةلايصالهاالىذروةالمتعةلجسدهاالمنسيمنسنينلتنطقَعروقهاالخاملةفتصعدالدماءمنقدميهاحتىقمةرأسهالتتفاعلكلذراتكيانهافينشوةالبذخالجنسيالذيحصلتعليهمنعمادوهيتهمسلهُ:
-نعمعماد......نعم
-زدنيمااستطعت
َ
-آهِمنكَ،ايّخمرٍسقيتني
-لاتتركنياصحومنسكراتكَ
لميبخلعمادعليهابماامتلكهُمنفنونمباشرةالنساءليعطيهالهادفعةًواحدةًبحجماشتياقهاوكلقصدهِانيوفرَلهااقصىدرجاتالفرحوالسعادةلأمرأةٍتزوجهاولميشهدْعلىزواجهماغيرملائكةالسماء،استمرَّموقدالحبمستعراًبينالجسدينولمينطفىءالّاببروديديسلمىوهيتتركمعانقةعمادالذيحاولارجاعهاولكنهابقيتمتدلّيةًلتعلنتوقفنبضاتقلبها.
لمينشغلعمادبالبكاءعليها،صاريفكربكيفيةالتخلصمنجثتهاوالهروبمنمسائلةالناسوالشرطة،وحينجنَّعليهالليليحملهاملفوفةبدثاردونانيتعرفعليهااحدٌليرميبهافيمكانمنعزلممتلىءٍبالقمامةبعيداًعنعيونالناظرين
.فينفسالليلةيعودلمجالسةأمّهِوابنتهِمريم،لمينمليلتهاوهوغيرمصدّقٍبأنّسلمىماتتبهذهالطريقةالمأساوية.
فيصباحاليومالتالييتوجّهُعمادالىدائرتهِليلقاهُاحدزملائهِفيسألهُ:
-اراكبدونهايارجل
-منسلمى؟المتأتِهذااليوم
-لالالمأرهامنذالصباح
-ربمامشغولة،اوربمامريضة
قبلبلوغالساعةالحاديةعشرمننهارذلكاليومتدخلثلاثسياراتبعلاماتحكوميةوبرتبعسكريةعاليةالىمقرالشركةلتستفهممديرها
:
-اينسلمىاستاذ؟الموظفةلديكم
-عفواًسيادةالعقيدماذاهناك؟
-اينابنتنا؟هيغائبةعنالبيتمنذالبارحةوهذهمسؤوليتكم
لميكنامامالمديرالعامسوىاللجوءالىشعبةالكاميراتللاجابةعلىتساؤلاتاهلهاوماالتقطتهُيوضّحُدونلبسٍخروجسلمىمنبابجانبيللّحاقبعمادالذيخرجمنالبابالرئيسيوكاناللقاءفيالمرآب
.
فيحينهاتمَّمنعجميعالموظفينمنالمغادرةلايّسببٍكان
.
عماديشاهدمايجريولميظهرارتباكاًيلفتانظارالاخرين،حتىيفاجأَباعتقالهِبتهمةاختطافسلمىولميستطعالانكاربعدمشاهدتهِالتصويرفيصحبهُاخوتهامقيّداًالىمكانرميها،
وجدواسلمىميّتةًدونكدماتعلىجسدهااوايّةآثاراخرىتشيرلجريمةقتل،لكنماشاهدوهلميمنعمنانيودععمادالسجنليقفامامضابطالتحقيقمتّهماًبقتلسلمىوعليهِانيجيبعلىسؤالالمحقق
:
-قلليكيفقتلتها؟
-انالماقتلها
-ولمَاخفيتجثتها؟
-كنتمرتبكاً
-لكنكَلمتبلّغعنموتهافيشقتكَمحاولاًتظليلالسلطاتباخفاءجريمتكَ
-نعملأنّياخشىمناتهاميبقتلها
-ساجعلكَتعترفايهاالقاتل،وليطرقيلانتزاعالاعترافمنكَ
كانتقريرالطبالعدلييشيرالىانالمجنيعليهاتوفيتبسببتوقفالقلبالمفاجىء،وبعدستةاشهرمنالحادثةيقفعمادامامقاضيالمحكمةمدافعاًعننفسهِحينسألهُالقاضي
:
-ابنيعماداجبنيبصراحة
-نعمسيدي
-كيفماتتسلمى؟
-سيدينحنتزوجناولميشهدعليناغيراللهواثناءالمعاشرةالتيتمّتبينناكزوجينحدثتلهاانفعالاتشديدةوهيفرحةوسعيدةوفجأةًبردتْاعضاؤهاوسكتنبضقلبها
.
بعداطلاعهيئةالمحكمةعلىكلحيثياتوملابساتالقضيةيرفعالقاضيالجلسةالىموعداخربعدطلبهِبتشكيللجنةطبيةخاصةبالتعاونمعالجهاتذاتالعلاقةلكشفومعاينةعماد
.
فياحدالصباحاتينادىعلىالقضيةلينطقالقاضيبالحكم
:
-استناداًالىتقريراللجنةالطبيةالخاصةوتقريردائرةالطبالعدليثبتتْبراءةعمادمنتهمةالقتلالموجّهةاليهِبقتلسلمىبعدماثبتللمحكمةانهاتوفيتبسببتوقفالقلبالمفاجىءبعدالمعاشرةالتيتمّتبينهما
.
-كماحكمتالمحكمةعلىعمادبالسجنخمسسنينلاخفائهِالجثّةوعدمابلاغالسلطلت،رُفعتْالجلسة
.
فيالسجنتمرُّالسنينعلىعمادثقيلةًلتنتهيبهِوالشيبُينتصفشعررأسهِوالتجاعيدترتسمعلىقسماتوجههِالجميلوالابتساممفارقٌلهُومريمابنتهُالوحيدةذاتالخمسعشرةسنةًوبعدفقدهالجدّتهاتضطرُّللعيشمكرهةًفيبيتامهاالمتزوجةبعدانبقيتلوحدهاوهيلاتتحمّلانيشار
َ عليهابابنةالقاتلمنزميلاتهافيالمدرسة .وكأنّالقصةتبدأمنجديدبرحلةمريمدونابيها.
بعدمااضطرتمريمللعيشمعامهاكانتغريبةبينافرادهذهالعائلةوحتىعنامهاالتيفارقتهاوهيبعمرخمسسنينبعدطلاقهامنابيهاوماصبّرهاعلىهذهالحالعدمتعرّضزميلاتهافيالمدرسةلهابالاساءةبعداتهامالمجتمعلهابأنهاابنةقاتلوانْبرّأتهُالمحكمة
.هيتتذكْرتفاصيلحياتهاببيتابيهاوجدّتها،لمتستطعمحوطفولتهامنذاكرتها .ماجعلهامتماسكةوقويّةهومالقيتهُمنمعاملةطيبةومتفهمةمنزوجامهاوفياحيانكثيرةكانيبدياهتماماًورعايةخاصةربمالانّهُولديتيماًوعاشظروفمشابهة،صاريتابعهاويسألعناخبارهاالدراسيةوفياحدالمساءاتبعدمرورثلاثسنينفيبيتهِيطمئنُّعليهاسائلاً:
-ماذاتنوينبابامريم؟
-الطبانشاءاللهعمو
-اجتهدتِوتحملتِفتستحقّين،لكنياوصيكِعندالتقديمبتثبيتكلياتطبالمحافظاتالقريبةواتركيالعاصمة
-لماذاعموانتتقلقني،ماذاهناك؟هلتخفيامراًما؟
-لاتسألينيالانوساتركُلكمبلغايكفيكِلسنواتالكلية
لميجبهاالرجلعلىتساؤلاتهاوحينشاهدتاولادهُالثلاثةمنزوجتهِالاولىوسلوكهمالمشينمعهُادركتابعادمخاوفهِحتىلوتدعوهمامهاللحسنىمعهُتقابلبالشتائمونعتهابأقبحالالقاب.
تقبلُمريمفيكليةالطبتاركة
ً العاصمةلتعيشحياةالاقسامالداخليةالتيوفّرتلهاالوقتوخلّصتهامنزحمةالمواصلاتواختناقاتهاكماوجدتمعاملةخاصةمنالمشرفاتلطالباتالطب
.
انقضىالعامالدراسيبنجاحهابتقديرجيدلتتمتّعالانبأجازتها،حاولتانتستفهممنامهامايخفيهِالرجلالطيبوراعيهافلمتجدمنهاجواباً،هواجسهاباتتتشغلهاولمتحسمظنونهاقبلدعوتهِلسماعهِقائلاً:
-اعذروني،كنتاخفيعنكمسوءحالتيالصحية،لكنيالانوصلتُالىوضعٍلايمكناناكتمهُ.
باعصابمرتجفةيتداخلمعهاالخوفوالترقبقالتمريم:
-سلامتكَعمو
-سافارقكمعماقريب،فاصبرواوتحملوا،هياللوكيمياالتيتفاقمت
-ماذاسرطانالدم؟
لاوقتلانيجيباحدامنسائليهِهميحيطونبهِواكثرمنكانيبكيهِمريممحاولاًانيمدَّيدهُليمسحَدموعهاالغالياتمجتهداًلانيبتسمَلعينيهاالجميلتينلكنماالاقدارلمتمهلهُطويلاًلتعلن
َمشيئتهابرحيلهِ.
لميمضِالعامعلىوفاتهِليطالباولادهُمنزوجتهِالاولىبتوزيعتركتهِبعدشجاراتونزاعاتكثيرةعلىاثرهاتتعرّضاممريمالىجلطةدماغيةتؤديالىوفاتهالتبقىالبنتوحيدةًبلااهلولاسكنولامأوىلهاسوىسكنالطالبات
.
سنواتالكليةلمتكنثقيلةعلىمريموهيالمتفوقةبينزملائهاسوىاحمدالمنافسالوحيدلهاوالفادم
ُ منالعاصمةوكثيراًماأشادَبهماالاساتذة .الرغبةفيالتفوقلكليهماتحوّلتْالىاعجابمتبادلخالٍمنالانانيةوالنرجسيةفهمايتحادثانويجلسانويقضيانوقتاًطويلاًفيالبحثوالمطالعةفيالمكتبةوعندراحتهماالقصيرةيكونانفيالنادياوحدائقالكلية،همااصبحاقدوةونموذجاًلمنهمّهُالتحصيلالعلمي
.مرةًقالاحدزملائهملزميللهُ:
-ايّحبٍّكبيرٍيجمعبينمريمواحمد؟
-لااعتقدهوالحب،ربماالصداقةالكبيرة،الزمالةالحقيقية،الطموح،الاعجاب
-مابكَانتَ؟ستةاعواموهمالميفترقا
-كيفلنااننحبَّفيكليةدراستهاصعبةومعقدة،لمتتحْلناوقتاًللتفكيربشيءسوىالنجاححتىلوبأقلّالمستويات
-نعمكانتسنواتعصيبةمرّتعلينا،انستناانفسنا
-لاتنسَهيكانتجميلةومرتسريعاًعلىالمترفين
-منيصدّقانفيكليةالطبالانسانيةتزدهرالطبقيةوالفوارقالاجتماعيةوالاقتصادية
-المهمياصديقيهيمحطةخطيرةومهمةفيحياتناولاندريالىاينستوصلنا.
احمدومريموبعدتخرجهمابتقديرجيدلميبقَامامهماغيرالمكاشفةوالمصارحةببقاءعلاقتهماوكأنَّمايجمعهمااكبرمنالحبواكثرعمقاًووعياًمنهُ،فيبادراحمدبالقول
:
-مارايكِمريم؟
-بماذااحمد؟
-نعلنُخطوبتنا
-انتَلمتفاجئنيولكنلننتظرالىحينمباشرتنابسنةالاقامةالدوريةفيالمستشفيات
.
استطاعاانيجعلاعملهمافينفسالمستشفى،وهيمنشغلةبكيفيةتوفيرسكنومبيتلهاوهذاتطلّبتفهّماًلوضعهاالاجتماعيمنقبلمديرها،لميتعرضلهااحمدذوالنفسالكبيرةلانيسالهايوماًخوفاحراجهااوجرحمشاعرهافهيامامهُساميةلايفتّشُعنخفاياهامادامتاسراراًتخصّها،وهذهالمرةمريمتسبقُاحمدفيقولها:
-مازلتُعلىوعديمعكَاحمد
-اذناخبرُوالديللتحضيروالتهيئةللخطوبة
-اناهنااحمدمتىماقرّرتَ
والداحمديستغربجداًوهويستمعلمايطرحهُولدهُالطبيب،فكيفيقبلُبزواجهِمنامراةلااهللهاوهوفيمجتمعشرقيوقبلي؟ماذاسيقوللمنيسالهُعنها؟امايكفيكلامالناسزماناًولغطهمحولهروباختهِسلمىعمّةاحمدواختفائهاوموتهاوماتركتهُمنآلامٍفيحياتهم
.
الدكتوراحمدلميخبرالدكتورةمريمعناسبابتباطؤهِفيخطبتهاخوفاًعلىمشاعرها،فابوهُمازالرافضاًفكرةتزويجابنهِبامراةٍمجهولأصلهاسوىانهاطبيبة،فضّلاحمدتركالامورللظروفرغمتمسّكهِبمريم،فربماتحدثمستجدّاتمامعيقينهِبأنهامدركةٌيذكائهالماأسرّهُعنها
.
فيليلةوهماخافرانتدخلالىصالةالطوارىْحالةدهسٍبسيارةلرجلتجاوزالستينمحمولاًعلىنقّالةيدفعهااحدالعاملين،يتبنىالحالةدكتوراحمد،المصابجراحاتهِعميقةعلىراسهِوالكدماتقويةعلىاطرافهِ،حاولالدكتورانيستنطقالرجلويسألهُعنهويتهِلتثبيتبياناتهِوهويدقّقفيهاظنَّبتشابهالاسماءولكنانيصلالىتطابقاللقبفالامرلايصدّق،وبرغماسفهِعلىالرجلينتابهُشعوربالفرحوعليهِانيسرعباخبارمريموانكانتمشغولةبحالةمرضيةاخرىولكنهاليستببعيدةعنهُ
صارالدكتوريستدرجزميلتهُلتقفعندراسالرجلوهيتطيلالنظرفيملامحهِالتيغيّرتهاالسنينالىحدٍّكبيرٍبعدخمسعشرةسنةمنفراقهما،مااستطاعتحبسدموعهافرحاًووجعاًوكأنّماالارضتوقفتساعتها،عمرمنالاسىوالحرمانمنحنانالابوة،بأيّةلغةستبثُّعتبهاوشكواهاامتستقبلفرحاًلمتكنتحلمبهِ،وحينيفتحُابوهاعينيهِترميبنفسهافياحضانهِوهيتهدرُعالياً:
-ابينورعيني
-مريمابنتي
دكتوراحمديشاهدمايجريوهوفيدهشةٍغيرمصدّقٍ.فيصباحاليومالتالييوصىالمقيمالاقدمبرقودالمريضفيردهةالرجالالىحينالتئامجراحاتهِوشفائهِمنالكدمات
.
بعدانتعرّفَاحمدعلىوالدمريموفيغمرةفرحتهمايحاولانيلطّفالاجواءمعاقداحالشاي:
-مازالالوالدوسيماًولقدأخذتِالكثيرمنملامحهِ
-هلكنتمتلهّفاًلرؤيتهِ
-كأنمامناجليجاءتبهِالاقدار
-اومناجلناوانكنتلمتصارحني
-علىايةحالماكنّاننتظرهُصاربيننا
قبلاكمالشايهِكانرنيناتصالمننقّالابيهِوبصوتغريبيخبرهُبتعرّضهِالىنوبةقلبيةكالعادةوهوجالسٌفيالمقهىالذياعتادعلىارتيادهِمنذتقاعدهِوالحزنالكبيرلايفارقهُومااستطاعتالايامازالتهِوكأنّهُيحملاعباءذنبٍقديمٍلميتخلصمنشعورهِبانّهُكانسبباًفيظلمأختهِالراحلةحينامتنععنتزويجهابمنأحبّتهُ،وهاهوحالتهُالصحيةتزدادسوءاًلتواليالسكتاتالقلبيةعليهِبينفترةواخرى
.
هوالانراقدٌفيالمستشفىوليسبعيداًعنهُيرقدُمنتسبّبَفيآلامهِ،بينماالآخرُيعتقدبهِظالماًومدمّراًلحياتهِوبينهماتقفنفسانكبيرتاناحداهماتحتجُّعلىابيها:
-ابيلميبقَعذرٌلتخطبليمريممنابيها
-واينابوها؟ساعدنيفيالنهوضلنذهباليهِ
قامالابُمسنداًعلىولدهِ،مقترباًمنمكانالرجلومريمتراقبمجيئهَعندابيها،التقتالعيون،تسمّرتالمفاصل،انحبستالانفاس،ذهولشديديرافقهُصمترهيبوكأنّهاساعةالحسابالمؤجلمنسنينولكلٍّمنهماشكواهُودعواهُوحجّتهُ،همالايقويانعلىالانقضاضكلٌّعلىخصمهِ،ولاعلىدحضهِلبرهانهِ،كلاهماعلىمشارفالخامسوالستينعاماً،هذاالوجوموالهدوءالمخيفلابدَّمنكسرهِلأيقادالحياةفيمشهد
ٍ محتضرٍبالموتفماكانغيراحمدلهدمحاجزالدهشةوالانتظار :
-السلامعليكمابومريم
-عليكمالسلامابنياحمد
-هذاوالديعمو
-نعماهلاًبهِتشرّفتُبمعرفتهِ
والدالدكتورظلَّساكتاًوراحيحرّكُراسهُبالموافقةعلىانتكونمريمزوجة
ً لاحمد .
عندالمساءتعلنُخطوبتهماامامالآخرينودونانيعلماشيئاًعمّابينابويهماليبقىسرّاًداخلصدريهمامناجلسعادةالزوجينالطبيبين
.
.....................................................................
كاظممجبلالخطيبــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــقصةقصيرة
[العدالة ]
مضىثلاثونعاماًعلىآخرلقاءبينهماعندمابَرُدَالشايفيقدحيهما،الوقتيتسارعوالكلماتتباطأت،كأنَّلغةالحديثتعطّلت،لمتبقَفرصةلديهِلاقتحامصمتها،يبدوانهماوصلاللنهايةالحتميةوهيتخبرهُبماعندها:
-محمودلايمكنناالاستمراربحبٍّمقوماتبقائهِهشّةلاتصمدُمقابلمتطلباتمجتمعأنتَبحاجةالىنقلةكبيرةفيحياتكالاجتماعيةوالاقتصادية،فالفقرليسمكاناًلنموالحبوانكَلاتمتلكشيئاًمنمؤهلاتالزواج
-مارأيكِماجدةنعلنخطوبتناالانوننتظربضعسنينفربماتتبدّلاحوالي
-كيفتتبدّلوانتبعدشهرٍستلتحقبالخدمةالعسكريةوالحربقائمةومستعرةولايمكنالتنبؤبنهايتها،صدّقنيلانّياحبكَساترككَوذكركَلنيغيبعنّيمهماحصل،ولكنيلااريداناكونخطيبةسابقةلكَممايزيدفيوجعنامعاً.
انتهىاللقاءبوداعحزينلمتتكرّررؤيتهمالبعضهماالّافيمناسباتعابرةرغمالرغباتالدفينة
.
ماجدةتتزوجمنمهندسميكانيكتوفّرتلهُظروفماديةمهيئةاوجدتهالهُعائلتهُدونجهدٍمنهُ.
فيالضفةالاخرىيلتحقمحمودبالخدمةالعسكريةليقضيسبعسنينمنالقهروالوجعوالذلوالضياعومصيرمجهوللمتتضحفيهِغيرصورالموتبعدكلمعركةفيحربطاحنةاحرقتمئاةالألوفمنالمتعبينحطباًلأيقادها
.
تتوقفطبولهابشكلدراماتيكيلايصدقهّالعقلاءضحكاًعلىذقونالاغبياءالمصفقينللسلاطيندوماًوفيكلعصر
.
بعدشهوريتزوجمحمودزواجاًتقليديّاًليتحمّلاعباءاربعةاولادوزوجةلميقتربمنهافالمسافاتبينهماشاسعةوازدادتاتساعاًمعتقادمالزمنفلايجمعهماغيرسقفالزوجية،هيامرأةساذجةرغمتعلمها،لمتستطعاستيعابمايدوربراسهِفعاشعمرهُمكرهاًمغلولاًوسجيناًبمسؤليةاولادهِالتيتعاظمتعلىعاتقهِولمينجحفيمحاولاتهبانيجعلهاامراةاخرىتقتلعمنهُجذورالماضيوتنسيهزمانماجدةالغائبةالحاضرةفيحياتهِوالتيانتقلتبعدعشرسنينمهاجرةالىامريكابصحبةزوجهاوابنيهابعدتفاقمظروفالحصارالاقتصاديعلىوطنٍامسىالجائعونفيهِينامونعلىلحمبطونهم
.
تحولتماجدةوذكرياتهاالىقصيدةشعرٍابتدتبفراقهالتبقىطويلاًاغنية
ً وموالاًمنالشجنوالاسىلاينتهيلدىمحمود .صارتقصائدهُتنتشرفيالصحفالالكترونيةوالمطبوعةوعلىمواقعالتواصلالاجتماعي
(الفيسبوك).اصبحالشعرلديهِقضية ً ورسالةًواضحةًوقويةًيانهُشاعرعاشقٌقديسفيمحرابالعشقممجّداًلحبّهِالعذريمشيعاًلثقافةانتظارهِعلىاملعودتهِداعياًللاعتذارلمنتحبمادامهدفاوغاية
ً لكيلاتفقدهُ،تميّزشعرهُبصدقالمشاعروالبوحالنبيلالذييخترقالقلوبرغمالحزنالذييرافقهُ،ماينشرهُكانيظهرباسمهِالصريحوكثيراًمايذكراسمماجدةصريحاًلتصبحهيبعدحينمناكبرقرّائهِومناصدقائهِالمقربينجداً،تتابعهُبشغفٍكبيروبخاصةٍبعدانفصالهاعنزوجهاوانشغالابنيهابحياتهمافيمجتمعٍلايقيّدحركةمواطنيهِولامنممارساتهمالشخصيةفيظلاحترامقوانينهم
.فيبدءتعارفهمااخفتشخصيتهاالحقيقيةلكنهاسرعانماصارحتهُوهيعارفةٌلهُلتعودبهِالىذكرياتعتيقةلمتغادرهاوهويرسمهالوحاتٍتتجسّدُفيهاتفاصيلكانتبينهما،كماانهاايقنتباناللهفةللمالواكتنازهِلايمكنهُانيعادلكنوزالحبالتيلاتفنىوانّحياتهاالماضيةكانتوهماًوالحقيقةالوحيدةالباقيةهوالحبالذيلمتعشهُ
.لميعدلهافيامريكاتلكالروابطالوشيجةلبقائهاغريبةًفتقرّرمغادرتهاوالعودةالىبغدادومحمودبانتظارها
.
عادتحاملة ً الخمسينعاماًوهويكبرهابعامين،هيامرأةلمتتمكنالتجاعيدمنملامحها،ولميتغيرسحرعينيهاالجميلتيناللتينتخفيهمابنظارةملازمةلها،وشالهاالازرقلميغطِّمقدمةشعرهاالاسودالذيماظهرعليهِمايشيرالىخضابهِ،لميترهلجسدهاظلمتماسكاًمعحوادثالايام،حنطيّةٌتجتمعشفتاهاعلىثغرٍدقيقيضيءُعليهِسراجانمنخدّيهالحظةابتسامها
.ماجدةتتحدثالانكليزيةبطلاقةوهيتحاولمجاراةمحمودفيلغتهِالشعريةالفصيحةالتيتعرفهاعنهُمنزمنٍبعيد
.
حينوصولهاالعاصمةلمتفكربالذهابالىمنزلهاالذياشترتهُفيمكان
ٍ راقيوبتوكيلالىاختهاالمتبقيةلهامنعائلتهالانمحمودكانبانتظارهاوهيهنامناجلهِوهوربماتغيرتملامحهُوالشيبرسملهُهالةًمنالوقارولكنبينخصلاتهِهموممنالعوزوالفاقةوخذلانالاقربينوندرةالاصدقاءوسطقلبمتعبمرهقتعرّضللازماتوالنوباتمعتعاظمالغدةالدرقيةالسامةوعيونارهقتبالماءالابيضتعاونهاالنظاراتعندالقراءةوالكتابة
.لميكنلدىمحمودمنهجوطموحلامتلاكالمالوهويعتبرهُوسيلةلتمشيةامورحياتهِوليسغايةًيسعىاليهاجاهداًوقاصداًرغمانالكثيرمنمعارفهِتبدلتدنياهمحيناقبلتعليهمفربمالمتلتفتدنياهُاليهِومااقبلتوربماهولميشأالذهاباليها
.
الآنهومعماجدةوكأنهاهيدنياهُالحقيقيةالتيلميكتمحبهايوما
ً وان ْ هيكتمتحبهُولمتذعهُفيمجتمعٍشرقيّمحافظ ٍ ويبدوانمجتمعالغرباتاحلهافرصةالعمرلتكشفسرّهاالدفينوهوالسببالمباشرلانفصالهاعنزوجهابعداطلاعهِعلىاتصالاتهاوحواراتهاالليليةالمطولةمعمحمودوهيفيبلادالغربةوبعدتوصلهاالىقناعاتكبيرةبعدمالاستمراربخداعالرجلفقلبهاوروحهامشغولةبغيرهِ،ومااستطاعزوجهاانيمحوتاريخهاوماضيها،كماانالاموالمااستطاعتانتمنحهاالحبالذيافتقدتهُفيغفلةٍمنالزمنلانمحمودلميكنمؤهلاًللفوزبهابسببفقرهِ.
همايجلسانالانوبينهماقدحاالشايولكنهماهذهالمرةساخنانكحديثهما
:
-ماجدةسنتركالحديثعنالماضيفهويؤلمنا
-اكيدمحمودفالمستقبلسنصنعهُبأرادتناوكاقلتَليفأنالعامالواحدبعدالخمسينيعدلُعشرةاعواممنعمرناالذيمضى
-ههههههههه،امازلتِتذكرينها؟قلتهاقبلعامين؟
-طبعاًاذكرهالانكَجعلتَمنهاثقافةًاشعتهابينالقراءولاقتقبولاًكبيراً
-لميبقَامامناغيرتتويجصبرنابأقامةزواجنافيمملكةحبناالخالد
-كلالتحضيراتمهيئةولاينقصناسوىالانتقالالىبيتالزوجية
-انتظرينيفقطبضعةاياملتهيئةنفسي،وعليَّتقديمطلباجازةللدائرة،كماعليَّترتيباوضاعيمعالعائلة
-خذوقتكَواناساشتريبعضالحاجيات
محمودلميعلمسرّهُاحدٌغيرابنتهِالكبرىآمالوكثيراماكانتقريبةمناوجاعهِوحتىبمكنوناتقصائدهِفهيقارئتهُالاولىوالىحدٍّكبيرعارفةبحالهِمنذاتّخذهاصديقةلهُ
.آمالحصلتعلىبكالوريوسالرياضياتوابوهاايضامطّلعٌعلىخفاياها،ظلّالامرسرّاًطيالكتمانلكنهُحدّثهاذاتليلةٍ
:
-آمال
-نعمبابا
-هيهنافيبغداد
-منماجدة؟
-نعمولابدَّلياناعيشحياتيبعدموتيطويلاً
-تتزوجهااذن
-انتِهناوسنقولانيفيايفادعملٍالىلبنان
-كنبخيربابا،اعتنِبنفسكَ
هناكفيدارماجدةامتلأالمكانحباًوعشقاًوشعراًباجتماعالزوجين،حتىالنسائمتعطرتبشذىحبهماوالسماءترقبُحفلعرسٍتصفّقُلهُالملائكة،الارضمنتحتهمااثمرترطباًبطعمعلاقتهماالعظيمة،عندماحلَّالمساءفيليلة
ٍ قمريةٍتراقصتالنجومابتهاجابالفرحالقادم،فأعظمالحبانيتوّجهُجسدانطاهرانيعلنانهُبأذانمدوٍّلأداءصلاتهِفيحضرةملكوتالسماء
.التقتشفتاهماوالرضابامتزجبينهماوتداخلتانفاسهماحدّالتماهيولكنالقبلةلمتستطعخلعارديةالخجلوهيالترجمةالاولىللغةالحبفبقيَالجسدانظامئيندونفناءاحدهمابالاخر
.حاولمحموداسترجاعقوتهِونشاطهِفأذاهويزدادبروداًوتراجعاًوماجدةيتّقدُفيهاالشوقوالحرارةوالاندفاع
.
لمتتفاجأماجدةبماوجدتهُلدىمحمودفقالت
:
-لاعليكَهيالدهشة
ُ والذهولوربماالخجلوالحياءفأنتتنظرلجسدالمرأةكياناًمقدّساًاليسكذلك؟
-نعمهوهكذابالنسبةلي
-انتظرساعةاخرىوستجمعافكاركلتهيئةنشاطكَالمعتادوربماافضلمماكنتعليهِ
-اكيد
..........اكيد
الحياةالتيعاشتهاماجدةفيمدنالغربجعلتهامطّلعةًعلىتفاصيلكثيرةتخصّالعلاقاتالزوجيةدونحرجفيسماعهااوقرائتهاولاغرابةانتحملمعهامايسعدهذهالعلاقةمنوسائلالمنشطاتوالمقوياتلتمنحالرجلالفاعليةوالقوةليعيشمتعةمعمنيحبوهيتعيشهاايضاً
.
بعدانقضاءساعةمنليلةعرسهماتقومماجدةبعملقدحينمنالشايفتضعفيقدحمحمودقرصاًمنشطاًيعملبعدمرورربعساعةمنتناولهِ،مافعلتهُدونعلمٍمنهُبقصدتوفيرالسعادةلهُدونانتشعرهُبالفشلامامهاوتمسّرجولتهَ،بعدنصفساعةيذهبانالىمخدعهماومحمودباعصابمتوهجةومتلهفةواعضاءساخنةاشتعلتالدماءفيهاولاتحتملالانتظارليلتقيالجسدانفيتحولانالىكيانملتهبٍفتروىماجدةاطهرماءٍمنفراتمحمودولكنهذاالنهرتوقفتدفّقهُبعدبرهةليصيرصحراءبعدخلوّهِمننبضالحياةليعلنموتمحمودبيناحضانحبيبتهِالمقدسةفلمتعدتسمعنبضاتقلبهِبعدانفارقالحياة
.
ماتمحمودوسطشعورماجدةبالتجنّيعليهِبذنبٍلايغتفربانهاهيالتيقتلتهُولايشفعلهاماتبرّرهُلنفسهابانهاارادتلهُالحياةالتييتمنّاهاوتتمنّاها،فلولاذلكالقرصالمشؤوملمافقدتمحمودوانْكانتامامالاخرينبريئةفهيامامنفسهاقاتلةمعسبقالاصراروليسبمقدوراحدٍانيجدلهاعذراًلجريمتهامادامضميرهايؤنّبهاليلنهار،وحتىلواذاعتسرّهافلاخلاصلهامنعذاباتها،ثمّماقيمةوجودهاوبقائهابغيرمحمودوهودنياهاالتيحلمتبهاوضحّتمناجلها،فبرحيلهِلامعنىلوجودها
.
ولكيتريحمحمودوتريحنفسهاتباشرفياحدىاللياليوبعدمرورايامعلىموتهِبأطلاقالنارعلىنفسهامعتقدةًانّبموتهاتتحقّقالعدالة
.
.....................................................................................
كاظممجبلالخطيب
-بغداد
قصةقصيرة
[معادلةقاسية]
اختلطتالاشياءمعبعضهاوتداخلتمسميّاتهاعندمااخترقالصمتدويُّانفجارٍهائلٍيخبّئهُحاقدٌآثمٌملغّمٌبحزامالموتمعتقداًبنيلالخلودمعالحورالعينفيجنّةٍمنالوهمرسمهالهُخيالهُالمريضبتعاليمشيطانيةارتدتلباسالدينواستغلّتسذاجةعقلهِبضرورةمغادرةهذهالدنياللفوزبنعيمٍدائمٍيحصلُعليهِبقتلالابرياءمنمختلفالاجناسوالانتماءاتواوهموهُبأنّهُيقتلالكافرينتقرّباًالىاللهبدمهموسيزدادرفعةًومنزلةًلوحصداكبرعددٍمنالقتلىالذينتناثرتاجسادهمقطعاًواشلاءًحينماامتزجلهيبالحرائقبنسائمالهواءفازدادتاشتعالاًووقودالسياراتالمحترقةحولّهاالىنيرانلاتنطفىء،الدخانيتصاعدفيالفضاءوكانّهُيرميبكفٍّهناوقدمٍهناك،الاصواتترتفعبالانينوالالموالمستصرخونمنجميعالاتجاهاتمنالذينبقيتفيهمروحالحياة،آخرونانفصلترؤوسهمعناجسادهموقدامتلأالاسفلتالاسودبحمرةدمائهم .
كانتالمسافةبينسكنخالدةومدرستهالاتستغرقاكثرمنعشردقائقبسيارتهاالسبورتجلكنهاتقضيفينقطةالتفتيشمايزيدعلىالنصفساعةوهيالمدخلالوحيدالذييؤدّيالىمكانعملها
.فياوقاتالامتحاناتتعوّدتالحضورمبكّراًلتهيئةماتحتاجهُطالباتهاوهنَّمقبلاتٌعلىامتحاناتالبكالورياالوزارية،لكنَّخالدةمدرّسةالرياضياتجعلتالدرسمحبّباًرغمصعوبتهِالبالغةفهيتعتمدالتبسيطوالاكثارمنالامثلة
مرّةًسألتهاطالبة:
-ستهلجميعالمعادلاتلهاحل؟
-نعموقدنذهبالىقانونالدستورلحلّهاندى
-ستلوسمحتِهذاالقانونيعطياجابتينسلباًوايجاباًوهذاينافيالمنطق
.
-صدقتِندىلوالامرينسحبُعلىظواهرالحياة
-اذنمافائدةاننتعلمالاشياءالافتراضيةوالتيمنالاستحالةحدوثها
-علىايةحالنحنامامنظرياتوفرضياتتعتمدالتصورالذهنيفيخضمخيالٍخصبٍومنيدريربماتصادفنافيحياتنا
.
-ستبمعنىليسلكلمعادلةحل
-اجلسيندىشكراًلكِوستصبحينانتِمنالمجتهداتالعالماتانشاءالله
.
خالدةامرأةٌتجاوزتالثلاثينعاماًبخمسسنينليسلهافيدنياهاغيرامّهاوابنهاالذيلميبلغعامهُالخامسوهيَتبقيهُعندامهامخافةانيشغلهالبعضالوقتعناداءعملها
.اقتنتسيارتهامنذفترةليستبالقصيرةلكنهادائماماتشكومنالازدحاماتفينقطةالتفتيشهذه .
هيالآنتقتربمنهالبضعةامتار،سمعتاحدهممتذمّراًيخاطبالجالسبجانبهِ:
-متىننتهيمنهذاالروتينالقاتلوالممل،ليسمنطقيّاًاننمضيوقتناهنايتحكّمُفيناجهازسونرثبتفشلهُوعدمفائدتهِفيالكشفوالمعاينة
.
بصوتٍعالٍيجيبهُصاحبهُ:
-هلتدريبأنهذاالزخمالكبيرمنالازدحامهومكانخصبجداًلقتلناوكأننانذهبمختاريناومضطرينالىموتنا
-ماذاتقوليارجلانالاعماربيداللهولكلٍمنّاأجلهُ.
تتقدّمالسياراتبخطواتبطيئة،صارتسيارةخالدةفيمتناولالخلاصللعبورقبلماالانفجاريبدّدُالانتظاركمالوأنّهٌبركانُحينسماعهِوسطالصمتلحظةاختراقحاملالحزامزحمةالمنتظرين
.
تحوّلتسيارةخالدةالىكتلةمناللهبالمتصاعدمنكلجوانبهالتصلالنارداخلسيارتهامخترقةًملابسهاوللحظاتوجدتنفسهاتنبضبالحياةوسطجسدٍعارٍلاتسترهُغيرالناروالدخانالكثيف،انحبسصوتهاداخلانفاسهاوماارادتاستدعاءالمسعفينمنالغيارىالراكضينوالمهرولينذويالضمائرالحيّةوالنفوسالكبيرةوهميقتحمونالموتلانقاذمنيصادفونفيالمكان
.
ثوانيحرجةجداًتمرُّبهاخالدةهيفارقة
ٌ وحاسمةٌلها،بيناختيارالموتاوالحياةفتبادرُالىفتحبابالسيارةوالخروجمنهاوالاخرونينتظرونمنهادعوتهملمساعدتها .
صارتخالدةامامخيارينوكلٌّمنهمااعظمهولاًواكثرمرارةًمنالآخر،تتصارعالاراداتداخلهاواستحضرتكلالاحتمالاتفالخلاصمنالحريقوالموتيعنيلهاالظهورامامالناظرينعاريةًفأينهيَمنالحياءاماماللهلتذهبمذنبةًعاصيةًوهيَتقففيحضرتهِ.
لمتكنببالهاامّهاولاابنهاولاحبّهاللدنيافالموازينلديهاغيرقابلةٍللالتباسورؤيةالحقيقةفيذهنهاحاضرةٌلاتحتملالشكواليقينعندهاطاعةاللهالذييراهافلاحيرةَبعدالانلاختيارهِفتقرّرُخالدةالعودةالىسيارتهاالمحترقةلتغطّيجسدهاالطاهربنيرانالموتوهيتتلقّاهاصبراًلتنطفىءعيونهاالجميلةوجفونهامطبقةٌعلىعفّتهاوشرفهاوكأنهاأجابتعلىسؤالطالبتهاندىبأنمعادلةالحياةقاسية
ٌ وصعبةٌحدَّالتعقيدوربمالايجادحلٍّلهاقدنذهبللموتمختارينوانكنّاغيرمنطقيّين .
...................................................................................
كاظممجبلالخطيب
-بغداد
قصةقصيرة
[ماحدثتلكالليلة]
لميخطرببالهايوماًانينادىعليهابالممرضةسعادتلكالطالبةالجميلةالمجتهدةالتيحصلتعلىدرجةتؤهلهالدخولكليةالهندسةلكنهامجبرةعلىاختصارزمنهابعامينفيمعهدالطبالفنيلضمانالتعيينالمركزيحينتخرجهابعدوفاةابيهااثرنوبةقلبيةحادةمفاجئةولميتركوراءهُغيردارمؤجرةتمِلؤهاالاحزانوالهمومواخوينصغيرينوحضنامٍهدّهُالعوزوالفقر
لمتعشسعادعمرالفتياتليبيتجسدهامقدساًبقراراتخذته
الاحلامتركزتبأنتغيّرحالاهلهااضمحلتالانانيةوتغافلتعنرغباتهاوهيتكتمهذاالهديربداخلهافلمتشأتسمعهُلأحدٍ،حكاياالعشقلاتغادرمسامعهامنايامالاعداديةمروراًبالمعهدبقيتمحصّنةلاتخترقهااستفزازاتزميلاتهاوماحرّكجفنهاغزلالاخرينولاتوسلهمللوصولاليها،هيعلىدرايةكاملةبانهاماجاءتلقضاءترفاورغدٍاوللانشغالبعلاقاتسواءعابرةاوماجاءتهاتلميحاًبجديتها
.هيهنالتتخرجباسرعٍوقتممكنبعدماداستعلىاحلامهالتبقىغصّةًعميقةًودفينة ً لاتخرجها .
مرةخاطبهاالاستاذمعبدءالعامالدراسي
-سعادانتحصلتعلىمعدلعالٍماالذيجاءبكهنا؟
اجابتهبقوةلكيلاتسمعهامناحدغيره
.
-هيرغبتياستاذلماكنمؤهلةللطبوهناجزءمنه
ُ
انقضىالعامانولمتنقضِاوجاعماقبلهمالتبدأرحلتهامعالوظيفةالتيانتظرتهابراتبهاالبسيطالذيتحاولمنخلالهترتيبوضعاسرتهاالمتعبة
الوقتلديهاصارينتهيبينصالةالطوارئوالعملياتوالردهاتوهيمتمكنةمناداءعملهابكلتفاصيلهمتمرسةعليهبتراكمالخبرةلتفرضوجودهاالحقيقيحتىعلىالاطباءوكثيراًمااشادوابمهارتهاوخفةيدهاوانهاحينتلامسجراحالمرضىتغدقخلقاًطيباًعليهمقبلماتباشرمداواتهمبالمشرطوالضماداتلكنفينفسهاجرحكبيرمنالصعبالتئامه
ُ فهيمهمابلغتواجتهدتفيعملهاتبقىتلكالممرضةالتيليسلهامكانومكتبخاصبها .جميعالكادرالوسطيهنامهملينظراليهِبالهامشيةوالتكميليةوليستبالضروريةوالاساسيةفصاحبالمكتبوالقراروالامروالنهيهوالطبيبوانتدنّتخبرتهوكثرتاسئلتهُعناشياءيجهلهاسوىانهامرتعليهفيحصصالدروسايامكليته.
سعاداصبحتشاغلةالناسليسلجمالهافحسبولكنلشخصيتهاالقويةوحضورهاممادعاالاخرينفيتوقفواعجابدائمعندها
.كمارصدتهاالنفوسالدنيئةواللئيمةالحاسدةوالحاقدةلتشنعليهاحملةدعائيةشرسةمنقبلاحداهنيساعدهابالخفاءطبيبلطالماالتمسغراماوهياماكاذباخادعامنهاوهولميصرحلهارغبةواضحةبالزواج،فهومازاليعيشفيبيئةارستقراطيةتنظربعينمتدنيةلمنهوأقلّمنهاشأناوجاهاومالاويحسبالفقراءدمىًللّهوواللعبعليهاحتىاضطرتبسببملاحقتهِأنتواجههُ:
-ماذاتريدمنيدكتورسامي؟
-وماذااريدمنكِغيرالذيفيبالي؟
-ومالذيفيبالكَ؟
-انتكونيلي
-زواجتقصد؟
-ايّزواج؟اناطبيب،مابكِانتِ؟
-اذهبالىغيريجئتَالمكانالخطأ،وانلمتتوقفعنمطاردتيسأخبرمديرالمستشفى
.
بعدسماعهِخطابهاالاخيرتركهاكمنكُسركبرياؤهُوجبروتهُوغرورهُوراحيعدُّالدسائسوالمكائدمعالتيارتضتلنفسهاسوءالخلقوباعتهاللشيطانحقداوحسداعلىسعاد،تلكهيالخائنةعهود
.
فيليلةخافرةجمعتالثلاثةسويةوبعدتماممرورسعادعلىمرضاهاالراقدينوخلودهاللنومتدخلعليهاعهودبتوجيهٍووتدبيرمنساميوبيدهاحاويةصغيرةمنمادةالتخديرتمررهاعلىانفسعادالجميللتجلبهابعدساعةالىغرفةالطبيبودونوعيمنها،تضعهاعلىالسريرلتشهدعديمةالخلقوهيخلفالبابعلىأنّاتالجريمةوهمهماتالرغباتالمجنونةللاعتداءعلىجسدسعادالطاهردونشعوروحراكمنهاليفتحبعدحينالباببأشارةمنهُولتقوماقبحخلقاللهبأعادتهاالىمكاننومهاوقدتركتخلفهابصماتقطراتالدمالتياسقطتمنهاوالتيلايمكنازالةآثارهالواستحمتصباحا
.
استيقظتسعادصباحالتدركماحلَّبجسدهادونانتعلمكيفومتىواينومنفعلها
.تمرُّالايامثقيلةعليها،غابتابتسامتها،لاتستطيعالبوحلاقربالناسفهيكمنيمشيبلادليلوماتقولهُيصبحادعاءافلاشاهدعلىماجرىعليهاولوكشفتهُفهيالفضيحةالتيتخشاها،لكنشكوكهاتحومحولالطبيبولاوسيلةلاتهامهالهُبغيربرهانوهولميتركأثراُلجريمتهِتلكالليلةحتىانهاليستعلىيقينتامبأنهُهوالفاعلوهلتمكنمنهاوهيفيفراشهاامفيغيرهِلانهامخدرةٌتذكرفقطانهاخلدتللنومساعتهاحينماغلبهاالنعاس
.
بدأالحزنعلىسعاديتّضحعلىملامحهاوابوابالحلولامامهامغلقةتماما،الايامتمضي،يزدادمايترتّبعلىتلكالحادثةبماتشعرفيهبيناحشائهاولسانحالهايقول
:
-ماهوالحل؟
-ايناذهب؟
-منيصدّقني؟
-منيخلّصني؟
أغلقتجميعالمنافذبوجههاوكمصعبومؤلمحينيفكرالانسانلوحده،قالتفينفسها
:
-مادامكلالظنبانهُهومنفعلهافلماذالااتقربمنهُمتوددةًولابأسلوتأكدتُبأنهُهومناغتصبني
الصراعاتفيداخلهاتغليثمقالتفينفسها
:
-هلتبقّىلديّشيءاخشىعليهبعدانفقدتُعفّتيوشرفي؟
لميكنامامهابعدتفكيرطويلغيربابمديرالمستشفىلتخبرهُبالتفاصيلعنبداياتتحرّشهِبهاالمتكررةومحاولاتهِالكثيرةوانشكوكهاوظنونهالاتبتعدعنهُ،قالتللمدير:
-دكتورتساعدنيبأنتكونمستمعاوشاهدالماسيدوربيننامعتسجيلحوارناحيناوقعهُبغراميمنجديد
-سعادباباهذهمسؤوليةكبيرةولأنّيأعرفكِجيداًفأناأصدّقكِومناجلالوقوفالىجانبكِوانتبهذهالمحنةالكبيرة.
مديرالمستشفىاشركَمعهُمنيثقبهِوهوضابطامنالمستشفى
.
تدخلسعادالىغرفةالطبيبوفيحقيبتهاجهازالتسجيلدونعلمٍمنهُبمايخطّطلانتزاعالاعترافبجريمتهِوابتدتسعادحديثها
:
-كنتُموهومةًاناالانلكجسداًويمكنكَانتأخذمنّيرغباتكالمكبوتة
-سعاد،لاأصدّقانتهنا
-لا،صدّقْولكنلاتؤلمنيكمافعلتهافيالمرةالسابقة
-كنتِفاقدةًللوعيفكيفوصلكِالالم؟
-ياساميالالموصلاعماقنفسي
استمرّالحديثبينهماليسردلهاتفاصيلتلكالليلةوانهاتمّتبمساعدةعهود
.
سعاداتفقتمعمديرهاعلىوقتمحددللدخولعليهماوتمَّلهاذلكليواجهالطبيببجريمته
ِ متهماًصريحاًوبوجودضابطالامنليذهبمخفوراًومعهُعهودفيصباحاليومالتاليالىمركزالشرطة
.
بعدثلاثةاشهريقفساميوشريكتهبالجريمةليجيبعلىسؤالالمحكمة
:
-اجبْالمحكمةهلاغتصبتسعادالباكر؟
-نعمسيدي
-وهلتقبلهازوجةلكَبعدموافقتها؟
-نعمسيدياقبلها
القاضييناديعلىسعادالجالسةامامهُلسؤالها
:
-باباسعادهلتقبلينهُزوجاًلكِ
-لاسيديلااقبلهُلانهُعديمالاخلاقوالشرفوالغيرةوالضميرفكيفاقضيحياتيالقادمةمعهُ؟
بعدفراغالقاضيمنهمايتوجهُبالسؤالالىالمتهمةعهودوهيواقفةفيقفصآخرمجاور:
-طيبوانتِلماذافعلتِكلذلكبسعاد؟
-نعملانيحاقدةعليهافهيجميلةوتمتلكمحبةالجميعوناجحةفيعملهاوحديثالمنتسبينبأخلاقهامماغاضنيفصرتاكرههاوأغارمنهاولوتمكنتُلقتلتها
.
استمعالقاضيلاعترافاتالمتهمينوثبوتالادلةعليهماوكذلكسماعهِللمجنيعليهافيرفعالجلسةللتداولثمّيصدرحكمهُحضورياوعلناًباعدامساميوبالسجنعشرينعاماًعلىعهود
.
سعادغادرتالمستشفىلتبدأمرحلةاخرىمنحياتهابالعملمساءًفيمختبرللتحليلاتالمرضيةوصباحاتلتحقبكليةالهندسةالاهليةلعلهاتجدماينسيهاتلكالليلة
.
.................................................................................................
كاظممجبلالخطيب
-بغداد
قصةقصيرة
[ بقاياالجريمة
]-الجزءالاول
للماللغةلايعرفهاغيرالذيامتلكهُ،هيلاتعتمدالايحاءاتولاالتشبيهات،تختزلالمفرداتبشدة،تجمعالاضدادوالخصماء،لاتحتاجالىمعاجمللترجمات
.المجتمعونعلىالماللايسألونعنخلقالآخراونسبهُفلامبادىءوفلسفتهمكممعكولايهمنيمنتكونبقدرماتملك
.
قيل َ قديماانابنالدنيايبحثعنالمالوالسلطةوالنساءوحينتوفرهالهفكأنمااقبلتعليهالدنيابكلغرورهاومحاسنهاالخداعةفتراهُمسرفافيملذاتهاولايسمعنصحالمتقولينالمتفلسفينوالمفلسينومنجاءهُمحتاجاًصديقاًامقريباًيرجعهُخائباًبابتسامةصفراءلكييقطعالطريقعلىالاخرينمنامثالهِ.
المتنفذونهنامنكافةالاطياف،السياسيون،التجار،السراق،رجالالامنوالمخابرات،المزورونومرتدولباسالتقوى
.
المنزلكبيرلكنهُليسبحاجةالىسماسرةيقفونعلىابوابهِللترويجلثقافةالعهروالدعارةلمواخيراتخذتمنالقصورمنازلاً،تفتحالابوابالمغلقةعلىانغاممنبهاتالسياراتالفارهةوقدتعودتعليهامسامعالنساءاللواتيينادىعليهنبأسماءغيرحقيقيةحتىاختيارهنجرىوفقمواصفاتمتقدمةمنالجماليتوزعنفيغرفكماهيالاجنحةالخاصة
.
اخبارالعالملاتشغلالموجودينفالرواديبحثونعنسبلتنفيذرغباتهموشهواتهموالفاتناتهمهنمايملأحقائبهنمنالمالوالهداياالاجنبية
.
سهرالليالييبتديمعتناولالاياديكؤوسالويسكيالمستورد،ونخبالبلادتعقدجميعانواعالصفقاتالمشبوهةعلىمرأىومسمعمديرةالمنزل
(هند)وهيلاتسمحبانيقاللها (قوادة) فهذامصطلحسوقيغيرحضاريلايمكنانيطلقعليها،هيامرأةتجاوزتالاربعينعاماًحنطيةالملامح،ذاتعينينسوداوينحادتينلايمكنلناظرهاانيفهممنهاماتريدوالممعنفيهمالايستطيعانيكتمعنصاحبتهمامايخفيه.معهاابنتها
(سهى ) اكملتكليةالقانونولميشرْعليهايوماانهاابنةعاهرة،حتىمرةًشاهدهارجلالامنالمتنفذ (ماهر) وهيتلقيسلاماعابراًبصوتمنخفض ٍ،سألأمّها:
-لماذالاأكونمعسهىابنتكِ؟
-ايّاكَماهر،ابنتيخطاحمر،احذرْحتىمنالتفكيربالحديثمعهاولولدقيقة
-لكنهاجميلةجداًأثارتنيوكأنهاأذهبتالخمرلتسكرنيبماهواشدّتأثيراً
-اسمعنياناامرأةعاهرةساقطةوحياتينجسةبكلتفاصيلهالكنسهىهيفقطالنقطةالنظيفةالباقيةعنديولواقتربتمنهاسأدمركَوسأحرقالدنياعلىآبائكَواجدادكَ.
تحوّلالحديثبينهماالىاشبهبالمناجزةوالمبارزةليردَّعليهامنتصراًلطغيانهِ:
-كأنكِتهدّدينوانتِموجودةبحمايتيمنذاعوامفهلتنكرتِلفضليفلامساءلاتولاشبهات،جعلتمنبيتكِكمزارللدبلوماسيةالحكوميةواعليتُشأنكِفيهذهالمدينةالراقية،كماكتمتانفاسمنيتجرأعليكِحتىبالظنّ،لكنكِنسيتِبأنّياستطيعمحوكِلوشئتُومنتكونسهىليكونثمنهاغالياًالىهذاالحدّالذيتضحّينبمالديكِمناجلها
-اسمعْياهذالاانتَولاغيركَيتمكنمنّيوتذكّرْبانياستطيعالوصولالىمرؤوسيكَمتىاريدوسترمىعلىالرصيفانلمتقتلْ
.
بعدهذاالشدّالمتواصلبينهماتحوّلالمكانالىصمتيكاديخلومناجواءالترفالمعتادةفيهِمعمجيءسهىبعدمغادرةالرجلوقددارالحديثبينهمابهدوء
:
-ماماسمعتحديثكما،كنتأظنُّانّيابنةلأحدهؤلاء
-لاسهى،لاتجرحيني،ابوكِقتلقبلعشرينعاماًفيالحربوطردتُوانتمعيالىالشارعوحرمونيمنكلمستحقاتموتهِبأوراقمزورةاثبتتعدموقوعالزواجوبقيَمعيللانعقدالزواجالمصدقمنالمحكمة
-لكنّهذاليسمبرّراًلمافعلتِومااصبحتِعليهبعدحين
-المجتمعلميرحمنيوهومنشرّعليالانحرافوالخطيئةوهويحاربني،فقطسعيتُللحفاظعليكِوسطتناقضاتيوانكساراتيلأمنحكِحصانةلايمكناختراقها.
معتقادمالايامتتغيرحكاياهذاالمنزللتصلبهِالىليلةامسىالجميعيترقباخبارالساعة،احدروادالمكانيتحدثمعآخر
:
-هلتظنّانامريكاستفعلها؟
-بعدمنتصفالليلستنقضيمهلةاليومين
-اذنالحربقادمة
-لكنالسيناريوهاتلهالايمكنالتنبؤبها
-وهلنحننمتلكسلاحالمواجهةللبارجاتوالقاصفاتالبعيدةالمدى؟
-حتىلوامتلكناولكنهلالنفوسامتلكتها؟
لياليبغدادتنطفىءبمشهددراماتيكيلايصدّقبأياممعدوداتيتساقطالجنرالاتوتختفياخبارهملتصبححكاياالمساءمليئةبأخبارالقادمينمعالمارينزوبالمنشغلينبافراغالمؤسساتالحكوميةمنقبلمافياتالسطوالمسلحعلىالبنوكوالآثارالتيسرعانماوجدتسوقهامهيّئةًفيعواصمالغرب
.
حينيحدثالهرجوالمرجفيمدينةمتعبةفأنالبسطاءوغيرالمثقفينيصدقونمايرونمنمشاهدالتغييروفقملامحهاالظاهريةالّاالمثقفينفلهمقراءةاخرىللاحداثمختلفةلاتتسرعفيالحكمعلىالاموربغيردراستهاوالتمعنفيها
.فياحدباصاتالنقلالذيعادةمايتحولالىمنبرللنقاشالطويللزحمةالطرقواغلاقالكثيرمنهاتسمعالناستقول
:
-أتعلمعددالاحزابتجاوزالمئتين؟الىايهانذهبفيخياراتنا؟ونحننجهلهمجميعاً
-الاصعبمنهذاانالكتلدينيةوعلمانيةواخرىشيوعيةوغيرهاقوميةثمملكيةوناصرية،؟
هندوسطهذاالضجيجاغلقتمنزلهابنفسهاوغادرتلتسكنبيتاًصغيرًمؤجراًمعابنتها
وقبلانيسكنهُالسياسيونالجددفجّرالمنزلوكأنّهناكمنكانيرصدهُسابقاًويعلمتفاصيلهولكنخوفهُمنالسلطةالسابقةابقاهُساكتاًفكيفوقدجاءته
ُ الفرصةلأزالةالرذيلةحسبمايشيعويدعوللفضيلة .
الناسترقبوتراقبوصارتالقنواتالفضائيةتلاحقالسياسيينحتىالىدورةالمياه
.يبدوانهندلمتفاجأوهيتشاهدرجلالامنالقديمماهربرلمانياًينتميالىكتلةدينية،لميضفالىملامحهِغيرلحيةسوداءخفيفةونظاراتتقتربفيشكلهاالخارجيمنالطبية،رجلخمسينيلايخلوحديثهُمنلغةالتدينمعالابتساموالتباطؤفياخراجالمفردات
.
تحزمهندامرهابعدضيقعيشهاومعهاسهىللذهاباليهِوهوبدورهلمينكرهاخشيةانتفضحهُلوتجاهلهاابتداءاً،يرحببهاوبابنتها
:
-تفضلياجلسي
-شكرالكدكتور
-كيفانتِالانبعدماسمعتُانكِبلاسكنولامال
- نعمولهذاجئتكَاليوممباركةًومحتاجةً
-لاعليكِستجدينماتريدينانشاءالله،ولكنليطلباًاتمنىانلاترفضيهِ
-ماهودكتور
-ابنتكِ
-زوجةً
-اريدجسدهاوساعطيكِالمالواشتريلكِمنزلاًجديداًفيمكانلايعرفكِالاخرونويجهلونماضيكِ
-اذنمازلتَتبحثعنالرغباتوالشهواتوانكَارتديتَلباسالدينمعموجةالسياسيينوانفيداخلكالرذيلةولايمكنانتنساها
.انتَتتأمّلالمستحيلولوملّكتنيالدنيافلنتطالجسدابنتي
-اسكتيايتهاالساقطةومنيصدقماتدّعينوكأنكِصاحبةمبادىءواخلاقفيالحفاظعلىابنتكِهذه،وهلنتعلممنمواخيرالعهروالدعارة،وهذهالملايينتصفقلنانحنالمصلحونالجدد
-انتَلمتصلحنفسكَالمريضةووجودكَسينشرالعدوىلهذاالمجتمعبممارسةالكذبوالخديعةوالنفاق،اتمنىانتكونانساناًلمرةٍواحدةٍ.نعماناعاهرةوساقطةولكنيصادقةمعنفسي
-أغربيعنوجهيقبّحكِاللهيافاجرة
تخرجهندمعابنتهاوانكانتغيرمستغربةاونادمةولكنهافقطلتلقيالحجةعليهِامامابنتها،وقبلوصولقدميهااعتابباببيتهاتسقطعلىالارضتغطيهاالدماءبعدماانهالعليهاالرصاصمنمسلحيناماماعينالناسلتسجّىعلىذراعيسهىمتخذةًمنهماوسادةًلتفارقهادونماكلماتوداعودونانتقامعليهاالصلاةراحلةًبلاتشييعسوىدموعابنتهاوهيتتساقطعلىجسدٍامضىالعمرفيالخطيئةمحاولةًانتطهّربقاياهُفيالذاكرة.
..............................................................................
كاظممجبلالخطيب
-بغداد
قصةقصيرة
[هيام ]
فيزمنٍعصيبٍمناعوامالقرنالماضي،حيثالساكنونيحسبونجدرانمنازلهملهاآذانتسمعهمسحديثهم،فالمخبرونالسرّيونيملؤونالازقةوالخوفهاجسٌفيالنفوستمكّنمنالعائلةالواحدة،الناسفيحذرٍوكلمكانٍمزدحمٍهوبيئةخصبةلانتشاررجالالامنحتىانعدمتالثقةبينالاصدقاءوالاخوةايضالتصلالىفقدانهاحتىبينالزوجين
.المجتمعيعيشعسكرةًبكلتفاصيلهاوالدولةمعبّأةٌبنظريةالمؤامرة .
ماجدبعدتخرّجهِمنكليةالهندسةالكهربائيةيلتحقبالخدمةالعسكريةليصبحضابطاًمجنّداًبرتبةملازم،يتمُّاختيارهُللعملفيالمخابراتبحسبالمواصفاتالتيتبحثعنهاالدائرة،ربمافيذلكالزمنكانالكثيريسعىلعملكهذامتعددالامتيازاتكالايفاداتوالمخصصاتالعاليةوالمنحوالمكافآتوقطعالاراضيوالسياراتوغيرهاالكثير،وعلىماجدالتكتّمعلىعملهِوعدمالبوحبسرّهِلاقربالناس
.تتجمّلالدنيافيعيونماجدالشابالطموحوهيتقبلعليهِوهوالانيسكنداراًمؤثّثاًوسيارةحديثةورصيدالاباسبهِفلميبقَعلىاكتمالحياتهِغيرمجيءهياموهيحبيبتهُالتياثمرتعلاقتهمالخمسةاعوامعلىاتفاقهماعلىالزواج،بعدمانضجتالمرأةفيداخلهابعمرٍاقتربمنالخامسوالعشرينعاماوقدوجدتنفسهافيتدريسالرياضياتبعدحصولهاعلىالبكالوريوس،يختصرالجمالفيحضورهاوتخرسالكلماتفيوصفملامحهاالبيضاءبهالةشعرهاالاسودالذيانتصفظهرهاملامساًخصرهاالدقيقالجالسعلىجسدٍرشيقحاملاًنهدينمكتنزينبالشموخ،وحينتهطل
ُ خصلاتشعرهاعلىعينيهاالسوداوينفكأنّمايخبّىءُالفتنةوالاثارةعنالناظريناليها،وكانتهيامتكتفيبالابتسامةلتؤسرالاخرينففيضحكتهاتتجلىانغامصوتهاالرخيملتوقدناراًفيقلوبسامعيها،لكنّمحاسنخلقهاالكبيرةاضافتلهاجمالاًلاتبدّلهُتقلّباتاحوالالدنيا
.
ماجدليسموظفاًعاديّاًليختارامرأةًدونالرجوعالىدائرتهِواستحصالالموافقةعلىالاقترانبها،وبعدجلبهِالبياناتاللازمةلهيامتقومشعبةالمتابعةبالتحرّيعنهافيرسلالمديرفيطلبهِقائلاً:
-ماجد
-نعماستاذ
-الدائرةلمتوافقعلىهيامزوجةلك
-لماذااستاذ؟
-امّهامناصولغيرعربية
-ماذاعليَّانافعل؟
-انتختاربينهابينالاستقالةمندائرتنا
بعدخروجهِمنمكتبمديرهِلمتراودهُالحيرةولوللحظةبانهُسيتركالعملهنامناجلهيامفهيكلشيءفيحياتهِولايمكنلامتيازاتالدنياومغرياتهاانتجعلهُيتخلىعنها
.
يعودماجدوهوليسنادماًعلىماتركهُوكانّماتنتظرهُكنوزٌعندهياممحاولاًترتيبوضعهِوتهيئةحالهِلاتماممراسيمالزواج
.
فياحدمكاتبدائرتهِالسابقةيجريالحوارالتالي
:
-منسيقومبالمهمةشباب؟
-سيديكماترى
-ماهرانتتتبنّىالعمليةوخذماتحتاجمنالمساعدين
ماهرهذاهومنرفعتقريرهُالسرّيعنعائلةهياموصارمطّلعاًعلىالمكانبعدمااستمرَّفيمراقبتهافيمدرستهاومسكنهاحتىتعرّفعليهاومرّةًقامبزيارةلمدرستهابذريعةالسؤالعنسمعتهاواخلاقها،وليسصعباًعليهِالقيامبذلكومعهُكتابرسميمنجهةعليافماحالالمدرسةوهيدائرةبسيطةفيدخولهابسؤالهِعنهيامالتيستصبحزوجةلاحدمنتسبيدائرتهِالحسّاسة
.بعدمروراسبوععلىاستقالةماجديقومماهربتصفيتهِعنطريقدهسهِحتىالموتبسيارةمجهولةالهوية
.
ماتماجدوبقيتذكراهُلاتفارقهيامكماانملامحهاظلّتراسخةًفيذهنماهرالمنبهربجمالهاوسحرهاوكمكانحاسداًلماجدعليهافقامبقتلهِبذريعةحمايةاسرارالوطنالقوميةوكأنَّبقتلهِستموتمعهُكلالمعلوماتوهويدّعيتنفيذهِلواجبوتكليفوطنيوكانبامكانهِالتملّصاوالاعتذارفقتلالنفسجريمةلايمكنالتحايلباسبابها
.
حاولماهرالاقترابوالوصولالىهيامبشتىالوسائلوهويعرضُنفسهُمعجباًومحبّاًواحياناًهائماًبهاوبخلقهاوانهاخيرزوجةلهُدونانيتعرّضلحياتهِمعزوجتهِالتيمازالتمعهُلكنهاالرغباتبامتلاكالاشياءالغاليةوالنادرة،وهيامتتذكّرتردّدهُعلىمدرستهاقبلحادثةقتلخطيبهاممّاأثارالشكوكفيداخلهاحولشخصيتهِالغامضةرغمظهورهِلهافيكلمكانلكنّتوقيتهُفيطرحنفسهِامامهازادهايقيناًبأنّهُيخفيامراًخطيراًوسرّاًماولهذافهيحذرةٌجداًوفيلقائهاالاولمعهُتسألهُهيام
:
-منانتوماذاتريدبالضبط؟
-اناماهر،اريدالزواجمنك
ِ
-وهلانت َ تعرفني؟
نعماعرفكِجيداًهيام
-وهلتعلماناميمناصولغيرعربية؟
-نعماعلمومافيذلك؟
هناتاكدتهيامبانماهروراءمقتلماجدفقامتبتسجيلالحديثالذيداربينهماوهوهائمُبها
.
حيندعاهاللقاءآخراستحضرتكلمكرالنساءودهائهنوكلغنجالجميلاتلتوقعهُبمصيدتهاوهويعترفبالقتلشريطةقبولهابهِشخصاًصالحاًلزواجهاقائلاً:
-نعمقتلتهُكنتانفّذُالواجبالوطني
-وهليعفيكَاللهمناجلهذاالواجب
-لاادري
- هلالقضاءيعفيكَايضاً
-نعمربما
-لكنّضميركاعفاكَاليسكذلك؟
ماهرصارمرتبكاًومندهشاًبكيفيةقدرةهيامعلىانتزاعاعترافٍمنهُبقتلهِماجدوبهذهالسهولةوالسرعة
.
جهازالتسجيللتكتملمعالمالجريمةفيهِاضافتاليهِهيامحواراًآخرَداربينهما
:
-طيبماهراليستامّيغيرعربية؟
-لاعليكِساجعلهاعربيةالاصول
-كيف؟
-سابدّلُبياناتهاكلّهاواتلفُالقديمة
-وهلهذاممكنٌ؟
-نحندولةهيامفوقالقانونوالشبهاتوحصانتنابقوتناوسلطتنا
فييومماحملتهياممالديهامشتكيةًبدعوىمدنيةبعيداًعندائرتهِالمشؤومةلتتحركالقضيةجزائياًويجلبُماهرمواطناًامامقاضيالمحكمةبغيررتبةاوامتيازاتووسطتخلّيمسؤوليهِعنهُوبدليلاعترافاتهِالمدعمةمنخلالجهازالتسجيلوشهادةهيامالدامغةولتوفّرجميععواملسبقالاصرارالتيكانتحاضرة
ً لدىالقاتل،وانالقولبتنفيذواجبٍلحمايةوطنهِلايسوّغُلهُقتلالاخرين،كماانهُلايملكُدليلاًمكتوباًوموثّقاًمندائرتهِبهذاالتكليفسوىجلسةشفويةمعمديرهِلاتنقذهُمنالادانةثمّانالقاضييدحضُادّعاءهُبالقول:
-وماادراكَانماجدلوبقيَحيّاًسبعملعلىمسامنالدولة؟
-الدائرةلاتثقُبأحدٍيغادرهامستقيلاً
- وهلبمثلكَتقاماركانالدولةوهيبتها؟ألمتكشفاسرارعملكَالىامرأة؟
-نعمهيخدعتنيبعدمااحببتها
-الوطنلوتفهمتبنيهِالقيموالاخلاقوالتضحيةمناجلهِ
بعدسماعالقاضيللدلائلالتيتدينهُواعترافاتهِالصريحةيصدرحكماًعليهِبالسجنالمؤبد
.
فيسجنهِوقبلتمامالشهريجدونهُميّتاًوهميحاولونايقاظهُعندالصباحلتشرقالشمسدونانيراها
.
قصةقصيرة
(الخاليحتميبالعباءة)
فيليلةٍماخرجابنالخطيئةلدنياهباكيا
ًووجههُكفلقةقمربعينينسوداوينواسعتينوكأنهُأخذمنامّه ِساجدةكلملامحهالكناباهُلميعترفبشرعيتهفتخلّىعنهاوهيتخشىاعلانفضيحتهاامامالناس
.زيّنالوليدوجمّلهُخالٌعلىكتفهالايمن.ضمّتهُالىصدرهاليرتشفمنحليبهاطوالتلكالليلة.لكنامهامعحلولالفجرانتزعتهُمنحضنهاوقررترغماعلىابنتهاالتخلصمنهاوانتقتلفيمالوعلماخوتهابهذاالامرجزاءًلخطيئتها.معاشراقةالشمستوجّهالثلاثةوالرضيعملفوفٌبقماطهالابيضليُتركَقرباحدىالزائراتوسطزحمةالمكانالمكتظبالنساءعادةلقدسيته.لمتنتبهالسيدةالغريبةالىمنيجالسهاالّاحينسمعتهيبكيفتناولتهُبيدهاوكأناللهبعثهاليهاليعوضهاعنماحرمتمنهوهيالانبعمرالاربعين.لمتثرالشكوكحولهاحتىحملتهالىمنزلهاالكبيرليصبحالدكتورماجدبعدثلاثينعاماوريثهاوابنهاالوحيدولكنهاقبلوفاتهااخبرتهُبحقيقةاحتضانهالهوهومصدّقٌلروايتهاوالانهومنامهرالجراحينفيالمستشفى
.ساجدةلمتتركمراقبةولدهامنذاناجبرتعلىفراقهفهيتعرفتعلىالسيدةوراقبتهامنبعيدواهتدتالىمنزلهادونانتظهرفيحياتهاولاحياةولدهاوهياناتخذتمنعملالخدمةوالنظافةفيالمستشفىوسيلةلعيشهافلأنهاتريدالبقاءقريبةمنابنهاالطبيببعدوفاةامهاوانكاراخوتهالهالتبقىوفيةلولدها.اصبحتمعروفةبالشيخةامغايبفهيمتعبّدةمتهجّدةمستغفرةوقدّيسةفيمحرابصلاتهاليلاوهيالفراشةالخلوقةوالمحبوبةالتييحترمهاالجميعنهاراحتىانمديرالمستشفىكثيراماكرّمهاامامالمنتسبينلأمانتهاواخلاصها..فيصباحماصارالموظفونمنالاطباءوالممرضينوالفراشينيحيطونبامغايبالتيلمتحتملالانتظارفراحتتطلبانيجيئهادكتورماجدفهومنيستطيعتشخيصمرضهافأستأذنتهمباغلاقالباببعدوصولولدهاوهاهيتتمكنمنالنهوضبقدرماتبقّتلديهامنقوةلتحضنولدهاوهيتدعوهليكشفعنكتفهالايمنذيالخال.ظلّالدكتورمعانقالامهولمتعدبحاجةللرجوعالىسريرالمرضوكأنهاشفيتفأسرعماجديفتحالبابوالاخرونينتظرونخلفهابمافيهمخطيبتهطبيبةالعيونالدكتورةهيفاء
..صاريقدّمللناسامغايبعلىانهاامهالتيكانينتطرهاويترقبمجيئها. بينماالاخرونبدأوايتهامسونويتغامزونوبعضهميستهزئون.احدالاطباءهمسبأذندكتورةهيفاء:
-معقولةهذاالجراحالكبير.!لااصدق!!
ردّتعليهدكتورةهيفاء:
-لملاتكملهامعقولةدكتورماجدكانلقيطاً
كانماجديرىفيعيونهمالانكاروالاستهزاءفبادرمسرعاًالىخلعقميصالاطباءالابيضوهويحاولاصلاحعباءةامهخارجامنالمستشفىدونانيلوّحبيدهلاحد..
قصةقصيرة
[البريئة]
منالصعبجداًعلىامرأةٍجميلةٍمثلناديةاختراقدوائرالامنوالشرطةلكنهامجبرةٌلمتابعةقضيةزوجهاوحبيبهاالذيتخلّىعنهُأهلهُخوفاًمنالمسائلةوهويتّهمُباطلاًبجريمةتمسُّالامنالوطنيوالقومي،صارالنقيبصلاحينتظرقدومهاباعتبارهِضابطالتحقيقوهيتحاولايجادطريقةمالأنقاذزوجهافيحينتحرّكتبداخلصلاحنوازعالرغبةالمقيتةليخيّرَناديةبينجسدهاوبينمبلغ
(50000 دولار)،وبضميرميّتٍوخلقٍقبيحٍونذالةٍراحيسألها:
-ماذاقرّرتِ؟
-لكنّالمالالذيتطلبهُلااملكهُ
-لكنكِتملكينجسدكِالجميل
لمتنمْناديةليلتهالتقرّرَبعدهااعطاءجسدهاثمناَلأنقاذزوجهامنالاعدامالمؤكد
لميفِالنقيببوعودهِولميكتفِصاريهدّدهاباظهارفلمٍمصورٍومسجّلٍوفاتهُانناديةتظهرفيهِوهيتمانععلىتسليمجسدهاوبعدكيلالضربعليهايباشرالدنيءباغتصابهاوتنفيذجريمتهِ،وبقييحتفظب(cd) فيدرجمكتبهِ
وفيصباحٍتدخلعليهفيمكتبهِالفخمثمّيستئذنهالقضاءحاجةماداخلالمبنىتاركاًمسدسهُملقىًعلىالطاولة،تناولتهُناديةلتخفيهِقبلحينوصولهِوهومازاليتنكرلوعودهِبأغلاقالدعوىوحرقاولياتهاحتىارتفعتالاصواتبينهماليسكتهاصوتالاطلاقاتالناريةقبلخروجهامقيدةًبالاغلال،لتقفالآنامامالقاضيمعترفةً:
-نعمسيديقتلتهُلأنّهُأخلفوعدهُبغلققضيةزوجيالمظلوم
-وهلزوجكِيعلمبمااقدمتِعليهِ؟
-لاسيديالقاضي
أمرالقاضيبأحضارالقرصالذيتمالتحفظعليهمعالمحضرالجنائيوالذيطالبفيهِمحاميالدفاعبأعتبارهِضمنملفالدعوى،كانالزوجفيقفصاتهامٍآخرمجاورلزوجتهِوهويستمعلمايجري،
نوديَعلىالقضيةفييوماخرللنطقبالحكموهاهوالقاضيينطقبهِ:
-حكمتالمحكمةببراءةالسيدةناديةلكونهاكانتمغتصبةمنالنقيب
-كماحكمتالمحكمةببراءةزوجهالعدمقناعةالمحكمةبالتهمةالموجهةاليهِلعدمكفايةالادلّة
وسطهدوءقاعةالمحكمةراحالزوجيصيحبصوتٍعالٍ:
-سيديالقاضيلكنيحكمتُعلىزوجتيبالطلاقوجميعكمتشهدونعلىذلكلانهاحكمتعليَّبالاعدام
.................................................................................................
بقلم/ كاظممجبلالخطيب
-بغداد
قصةقصيرة
[قصةعمري ]
تلاقحتروحاهماعبرتواصلهمابالفيسبوكفلميكنحباًافتراضياًوهماالانيجلسانعلىمصطبةفيحدائقالقشلةبعيداًعنزحامشارعالمتنبي.
هيامكانتتعرفمصطفىجيداًوتحفظقصائده.
وهويعرفهاقاصّة
مبدعةمنخلالماتنشره.
هماالآنجواربعضهما.
هيامرأةلمتتعدىالخمسينتغطيعيونهانظاراتسوداءوتتوشحبشاليخفيشعرهاالمخضببالسواد
وملامحوجههاالجميلتكادالتجاعيدتفضحهُلولامسحةالابتسامألتيترافقها.
مصطفىذوالخمسينعاماًالذي
اكتملالمشيبلديهبادربالسؤالعنها
:
-ماهيآخرقصصكهيام؟
-قصصيلاتنتهي
-كيف؟
-قصةعمريلماكتبهابعدفللآنلاأستطيعإيجادنهايةلأبطالها.
هيامقاطعتهسريعاً:
- لكنكتكثرمنذكراسمسعادفيجميعقصائدكفماقصتها؟
- نعمماذا؟
- مابكَصرتَمرتبكاً
- لالا... لكنسعادهيحبيالأولوالكبير.
رجعتبهيامالذكرياتيومفارقتمصطفىفقيراًقبلثلاثينعاماباحثةًعنالترفوالغنىفيالحياةفأحرقتسنينعمرها.
تداركتهيامنفسهافقالت:
- أينهيسعادالآنمصطفى.؟
- لاأدري
- ربماماتت
- ماذا؟.. لا..
لايمكنأنتموت.
مالذيجرىلهياملحظتهاحتىعلاصوتهاقليلاًمخاطبةًمصطفى
:
- إذنانتتحبهاللآن!!!
- نعممازلت.....
- لِمَطلبتأنتلتقيني؟هلكنتتوهمنيبالحب؟هلكانحباًافتراضياً؟وداعاًمصطفىلنترانيبعدالآن.
انتهىاللقاءبينهماولميعرفمصطفىبأنهيامهيذاتهاسعادوراحتترددمعنفسهاوتقول
:
- هذههيقصةعمريالتيكنتأبحثعننهايةلها.
قصةقصيرة
[شاهدةعلىالزواج]
لمينقطععمادعنزيارتهالاسبوعيةلأخيهوفاءًلهُوللعامالخامسبعدانشلّتقواهالعقليةاثناءتفجيرهائللسيارةمفخخة،وهويجالساخيهالمريضفيحدائقالمستشفىذهبتعيونهُومسامعهُباتجاهامرأةٍتجاوزتالاربعينمنحهااللهجمالاًوحضوراًاستوقفهُكثيراً،وهيجالسةوحيدةعلىالمصطبةالتيخلتمنزائريها،كانعمادمتردّداًفياقتحامجلستهالولااناشارتاليهبطرفعيونهاالحزينةفيسمعمنهامالايصدّقهُ،فهيهنابعداناثبتابناؤهاالكبارعدماهليتهابادارةماتركهُابوهممنمصنعٍوعمارةودارفخمةملّكهاجميعالزوجتهالمخلصةقبلرحيلهِ
صارعمادينتظرقدومموعدالزيارةمتلهّفاًلرؤيةحنانكماهيفيشغفٍكبيرلرؤيتهِ،لميكنفارقالعمركبيراًبينهمافهورجلٌتجاوزالثلاثينبخمسةاعوامانشغلفيمتابعةحالةاخيهفأنستهُحياتهُ
كانعلىحنانانتأتيبمنيتكفّلبهاويتحمّلمسؤوليةمغادرتهاالمستشفىفلمتجدمناهلهااحداً،حاولامعاًايجادسبيلمافماتمكّنافكانللباحثةالاجتماعيةرأيٌآخرحيناقنعتادارةالمستشفىبأنّحناناليومبكاملارادتهاكماثبّتتذلكبتقريرمفصلمدعمٍبتواقيعثلاثةمنالاطباءلتكونهيشاهدةًعلىعرسهماوسطحدائقالمستشفىالتيزيّنتهااضواءالبهجةوالحبوالوفاءولكيتنسىحنانظلمةًقاتمةًمرّتبحياتها
قصةقصيرة
[الكتاب]
لايبدوعليهاامرأةًتشتكيخمسينهاحينماطلّتبشعرهاالليليتداعبهُنسائمُصباحشتويباردٍفصاريتناثرٌعلىكتفيهاوهويغطّياحدىعينيهاالسوداوينالواسعتينكأنّمايخفيمايؤسرُالناظرينوزادهاكحلالرمشينفتنةًواثارةًفيتزاحمالناسحولهاكمالوكوكبٌنزلَمنأعاليهِعلىحلكةهؤلاءالبؤساءالمتسولينلابتساماتالنجوممنالنساء
.
عادلمنروّادالمكانسواءحضرتمهااولوتحضروانكانعلىموعدٍللّقاءمعهافلقدتركالامورلصدفتها،تمرُّمهامنامامهدونانتلقيعليهِالتحيةمتجاهلةًلوجودهوالمحيطونبهاترافقهمالابتساماتالصفراءوالاكاذيببمدحٍلاينتهي،صارتمهامنشغلةًداخلالقاعةبتوزيعمجموعتهاالقصصيةعلىمعارفهاواصدقائها،حينابتدتبتسجيلعباراتالاهداءعلىكتبهاظنَّعادلانَّخصوصيةًمالهُعندهالتذكرهُفوصلتعندمقعدهِلتهديهِكتابهالكنّهُاستغربوهويقرأاهداءها:
-الصديقالاستاذ.........معتقديريواحترامي
لميجدعادلاسمهُمدوّناًفياهدائهابلاسماًآخرفأوقفهاقائلاً:
-عفواًهذاالكتابليسمهدىًلي،فأجابتهُ:
-تعذرنياستاذفالاصدقاءكثيرونوانسىاسماءهم،فلوسمحتمااسمحضرتكَ؟اجابهابامتعاض:
-لالاحاجةلذكراسميولاعليكِساشتريكتابكِمنالمكتباتوربماسأجدهُبعدحينملقىًعلىالرصيفينادىعليهِرخيصاً
الأربعاء
11:33 مساءً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق