الثلاثاء، 24 مايو 2016

جرح الفرات / قراءة في قصيدة / كف عني .. للشاعرة العراقية ,, انعام كمونة

بقلم : شاهين دواجي
- جرح الفرات / قراءة في قصيدة :" كفّ عنّي " للشاعرة العراقية : إنعام كمونة
كُف عني…
كُفّ عني… 
لحنَ زيفِكَ 
فُكَ عني 
نَزقَ قَيدِك …. 
لملم بقايا ….
محاق القبور……
لا عزف لربابة ……
صدئت … أوتار الليل
غادر سباته 
أنشدهُ 
فجر جريء العطر 
اخترق العتمة …
كف عني …
ما غَرَستَ في 
غرابيلِ الدَّجلِ 
ذيولٌ لا تعي 
معنى الخجل 
كُف عني 
ترتيقك العبثي 
لانفصام حلقاتك
من خلاخيل الزمن
نزوات… 
مزقت نور رموشي 
أسدلت جفن الأمل
ارتدت وجنات القمر
فساتين الدموع 
ذبلت أحداق يسوع
تساقطت ذاكرتها 
فوق شرفات النخيل 
تناثرت آذان القباب
ظمأ وجدٍ يرتعش 
خلعت خمارها حروفي 
فلكل هُمَزة 
وٍصال وجع
تغرقها 
شهقات دجلة 
في
هزيع ارتجاف
------------------------
كف عني …. 
ديدنك … 
دهاقين خمائل 
بدعة شيخك..
فحيح معتقداتك….
مزق ….
فساتين الزهر 
كف عني…. 
رزم سيفك
لا تحرم ما نويت 
لا تحلل ما ابتغيت
لا تبح مُلك سواك
فالموت حتما 
في غياهيب عروشك
لا هوادة من لقاه 
الشمس تشرق من جباهي 
الليل عسكر في مداك 
-----------------------------
كف عني… لون طيفك
وطني قزح موج 
فوضى ضوء… لن تراه 
ما خُلقت من غير طينك…
لم أكن ضجيج غيوم…
ولا أنين مطر
أتوق للعناق 
فتيمم محراب وشاجي
توضأ بقناديل تقاك… 
تلك تضاريس ضيائي
مشكاة فراقد … قلم 
يبوح بزفراته …
بيان ….
ما يسطرون ….
أن تَكُون… 
محض خلايا خريف أسود
لافتراء عقيم
فالمدى بالعرس
صب
من دمائي ودماك
كف عني … 
-------------
كف عني ….
ثغراتك ….
تعاويذ انفلاتك…
فترابي كفن بيتي
محراب رمقي 
استَوطنَ ….
أحضان الفرات 
كف عني 
---------------- 
إنعام كمونة
- اليوم أنا أمام نص جميل ليس كباقي النصوص ....نص له من الجمالية مايجعله مستفزا لأي قارئ .... نص يحكي مأساة العراق الجريح ... نص بلون الحداد والسواد والقتامة والدماء...نص يحمل وجع أنثى عراقية ضاقت عليها مسامات الوجود فاتجهت صوب الحرف ترمي عناءها عليه فاستحال بوْحُها نحيبًا غصّ به الفضاء البعيد .
- جميل أن أنوه بداية مقالي أنني لست بصدد دراسة ظاهرة ما داخل هذا التشكيل الجميل كما تعوّدت في غيره من النصوص ، إنما غرضي أن أحمل فانوسا خافت النور أحاول به أن أضيء "العتمة " في دهاليز هذا النص .وأترجاه أن يوريني مخرجا جميلا منه يرضيكم ويرضيني ...
- بادئ ذي بدء أود أن نشير الى ملاحظة يراها الحذاق خارجة عن الموضوع وأراها في صلبه : أن الشاعرة إنعام - من معرفتي بها – مصابة بـ: " فوبيا العلامات " أي أنها من النوع الذي يدقق في اختيار العلامات ورصْفها ومردُّ هذا إلى أنها من الممتهنين بالنقد الأدبي و" الناقد الشاعر " كما نعلم أخوف الناس من النقد لأنه يحاسب أكثر ممّا لوكان شاعراً فقط إذْ يفترض فيه توقع آراء النقاد في نصوصه .
- العنوان : وهو أول مايشد في النص ... يتكون من علامتي مكثفتين تحملان معنى يشي بذكاء واحترافية . في هذا العنوان يمكن أن نقف على ثلاث مستويات :
أ/- المستوى الصوتي : 
- النوان يتكون من أصوات مشدّدةِ الآخر : الفاء في " كُفَّ" و النون في حرف الجر : " عَنِّي " وهذه " الشدّة" هي اِنقباض وسكت داخل الشاعرة نتيجة المرارة والجرح أريد أن أقول أن الشاعرة ذكية حين خلقت التوافق بين المستوى الصوتي و ما يختلجها من عواطف .
ب/- المستوى التركيبي :
- حيث يتكون العنوان من علامتي : " كُفَّ" //" عَنِّي " ، فنحن بحاجة إلى مفعول به للفعل المتعدي : " كُفَّ" ؟ كنحو : كُفَّ عَنِّي أذاك / كُفَّ عَنِّي ظلمك/ كُفَّ عَنِّي طغيانك ..... الخ فحذف "المفعول به " هنا لقطة بلاغية ذكية توخت الشاعرة منها أن تفتح النص على" المجهول من " التوقعات " و إشراك القارئ رغما عنه في " لذة التفاعل " هذا التفاعل الذي أسميه "الأستدراج الماكر ".
ج/- المستوى الدلالي : نتيجة لما سبق ذكره قبل قليل جاء النص محملا بدلالات شتى : دلالة الرفض / الشعور بالقهر / الأمل في الغد المشرق ......
- هذه المستويات الثلاث من وجهة نظري تبرر ماقلته عن فوبيا العلامات عند الشاعرة إنعام كمونة .
- النص من الأدب السياسي يعيد سرد مأساة العراق كباقي الأدب العراقي الحديث ، وهو خطابو صرخة من أنثى إالى كل من أراد للعراق مأساته ، سواءً كان محتلاّ ... أومن يعتاش على الطائفية و المتاجرةبدماء العراقيين باسم قيم هو ذاته يتنكر لها سراً وجهراً،
من هنا يأتي صوت الذّات من الأعماق :
*كُفّ عني… 
*لحنَ زيفِكَ 
*فُكَ عني 
*نَزقَ قَيدِك
- والفاتحة هذه ذكية من جانبين :
- أولهما : الزركشة اللغوية الجميلة بين العلامتين : "كُفَّ "و "فُكَّ" فهذان الفعلان متّحدان في دلالة المرارة متضادّان في الجانب الصوتي تريد الذات هنا أن تقول : مرارتي أمر واقع سواءً كان من "كُفَّ " أومن "فُكَّ" فالمرارة عند هذه الذات من كل الإتّجاهات وبكلّ الأصوات وبكلّ اللّغات ...
- ثانيهما : أن الذات تتريد الحيرة لقارئها فإن قالت : كُفّ عني… لحنَ زيفِكَ توهّم القارئ أنها تقصد بني الجلدة ممن يعيشون على وتر الطّائفية ، وإن قالت :فُكَ عني... نَزقَ قَيدِك توهّم أنها تقصد المحتلّ وفي كلتا الحالتين هو اِستدراج ماكر له .
- حيرة وتيه دائمين وهذا أيضا من فوبيا العلامات الذي تحدثنا عنه .
- في اِستفاقة الروح والعقل معاً لم تعدْ الشاعرة تؤمن بدجل السياسة والسياسيين لن يخدعها بعد اليوم العزف على (ربابة) القيم والمبادئ التي لم تجنِ على العراق إلاّ الحيرة في غياهب " القبور " ...:
* كُفّ عني… 
*لحنَ زيفِكَ 
*فُكَ عني 
*نَزقَ قَيدِك …. 
*لملم بقايا ….
*محاق القبور……
*لا عزف لربابة ……
*صدئت...
- فالعقل والروح اِستفاقا من عسل الكذب اللذيذ ...والفجر قادم يبدّد عتمة اللّيل :
*… أوتار الليل
*غادر سباته 
*أنشدهُ 
*فجر جريء العطر 
*اخترق العتمة
- هذا هو المدخل الذي أرادته الذات لنصّها : صرخةٌ في وجه" الطائفية البغيضة ،" و" أمل ٌ" في التعايش والحب بين الإخوة .
- وتتكرر جملة : "كفّ عنّي " مركزا في النص يربط كل الدلالات به بخيط رقيق كأنّ الذات تتعمّد تذكيرنا في كل ّ مرة بمرارتها ورفضها لهذا الواقع .
- تتّجه ثانية إلى أهل الإنتهازية :
*كفّ عنّي …
*ما غَرَستَ في 
*غرابيلِ الدَّجلِ 
*ذيولٌ لا تعي 
*معنى الخجل 
- لقطة موسيقية جميلة بين :"الدّجل "..و"الخجل".... بين دجل السياسة ومن سكر بنفاقها حين يدسّ هواه في عسل القيم النّبيلة ، ومن يجرّون الذّ يْل متسترين بالدين الحنيف ولا يخجلهم "لَيُّ" أعناق "الآي" من أجل عيون فلان أو علّان .
- تعود الشاعرة للمركز :
*كفّ عنّي ..
- لكن في هذه المرّة بشكل أشدّ حدة من ذي قبل ، فلم يعد هناك ما تخاف عليه فهي لم ترَ من مخاطَبها إلاّالتبرير لشنيع أفعاله :
*كُفّ عنّي 
*ترتيقك العبثي 
*لانفصام حلقاتك
*من خلاخيل الزّمن
" حلقات " المؤامرة التي فضحتها وطنية العراقيين ... لابد من الكلام ... ولابدّ ممّا هو أكثر من الكلام فقد :
*مزّقت نور رُموشي 
*أسدلت جفن الأمل
*ِارتدت وجْنات القمر
*فساتين الدّموع
وهذا السّطر الأخير اِنزياح بديع وراقٍ لا يحسنه إلاّ من كان له ذكاء هذه العراقيّة العريقة : فالقمر الذي لطالما شبّهنا به الحبيبات أضحى منتحباً ، شقياً بشقاء العراق وأهله ...، وتأتي لفظة : " وجنات " لتكون إشارة خفيّة ذكية لما تعانيه حرائر العراق من الثّكل والترمّل والسّبي وتفتّت الأكباد كمداً. 
*ذبُلتْ أحداقُ يسوعَ..
- دعوة عن طريق الإشارة إلى التّسامح بين الملل على أرض العراق من خلال الاستخدام البارع لرمز :"يسوع " عنوان المسيحية و رمز المحبة ويتشظى هذا الرمز تلقائيا ليعبّر عن باقي الملل ... فالفتن في هذا البلد أبكت المسيحي قبل المسلم والخلاص منها لا يكون إلاّ بسواعد المسلم والمسيحي وغيرهما من فسيفساء العراق، وهذا أيضا ذكاء من هذه العراقية .
*ذبُلتْ أحداق يسوع
*تساقطت ذاكرتها 
*فوق شرفات النّخيل ...
تناصٌّ جميل مع "السّياب" من جهة التّغنّي بالنخيل ... هذا النّخيل الذي أحبّه " أبو جعفر" حين سنّ سنّة النخيل في بغداد .
- لا شيء من بهاء العراق بقي .. حتى" المقدّس " :
*تناثرت آذان القباب
*ظمأ وجدٍ يرتعش ...
- ولهذا كشفت "الحروف " وهي الأصيلة المحافظة التي تعرف غيرة العراقي على زوجه ؟
....اِستدعاءٌ جميل للتراث العربي الجاهلي حين تكشف العربية عن شعرها إذا حلّت بها نازلة عظيمة وهل هناك نازلة أشدّ من نازلة تجعل دجلة "يشهق" ؟ 
* خلعت خمارها حروفي 
*فلكل هُمَزة 
*وٍصال وجع
*تغرقها 
*شهقات دجلة 
*في هزيع ارتجاف
-ويمكن أن يجد الحذاق في " خلع الحروف للخمر" إشارة خفيّة إلى ما تتعرّض له حرائر العراق على أيدي أهل الفتن ، وهذا عزيز جدا في نصوص هذا الزّمن : أن تجد من يعبر "بظل ّ الرمز" الذي تكلّمنا عنه في إحدى الومضات .
- تعود الشاعرة إلى مركز القصيدة من جديد وهذه المرة تذمّ الطائفية من دون التلميح والإشارة التي تعوّدناهما منها ، نرى هذا في اِقحامها للرموز : الشيخ / المعتقدات / الحلال / الحرام / في إشارة ذكية إلى اِستخدام السّياسة للدّين :
- فالشيخ الذي يمثل منارة العلم أصبح زرعا للفتن ؟
- والمعتقدات التي تربط الأنسان بربه أصبحت فتناً وحروباً يدفع ثمن ويلاتها المستضعفون ، وحيات " تلدغ العراق في كلّ مراحل حياته و"تمزّق" "فستان الزهر " ... هذا الزهر هو طفولة العراق التي ترنو إلى غد مشرق .
- و"التحليل والتحريم "أصبح من أجل عيون السياسة القذرة ، حيث تسفك الدماء وتنتهك الأعراض وتسلب الأملاك باسم الله والدّين .... صار العراق إذن محكوما بقانون السياسة القذرة والغاب وهوالذي أهدى البشرية أول قانون ينظم الحياة إبان حكم " حمو رابي ؟
- كم يشق على العزيز أن يستذل ؟
- كم أعيانا فك اِنزياحاتك يا إنعام ؟
- تستدير بوصلة الشاعرة نحو ذاتها في خطاب شبيه بـ: المونولوج " الداخلي :
* فالموت حتما 
*في غياهيب عروشك
*لا هوادة من لقاه 
*الشمس تشرق من جباهي 
*الليل عسكر في مداك 
- ستكون الغلبة للشمس وأبناء الشمس ... للنّخيل وأبناء النّخيل ...فقد تكسر على همة الفرات ظلم طواغيت ظن العالم أن الخلاص من ظلمهم منضروب الخيال ....فلا بد :
* الشمس تشرق من جباهي ...
- جميل أن تستخدم الشاعرة جمع "جبهة " ناسبة إيّاه لها ( جباه) في إشارة ذكية الى وحدة العراقيين في جبهة واحدة ضد الظلم وأن الخلاص خلاصهم لايكون إلاّبتوحّدهم في " جبهة" واحدة . وهذا أيضا من فوبيا العلامات .
- ثم يأتي أجمل مقطع في القصيدة ، حين تقف الشاعرة وقفة ً "بلقيسيةً" تقول لأهلها : "الطّريق من هنا "
*وطني قزح موج 
"فوضى ضوء… لن تراه
- فهي تقرّر أولا أن تعدد أطياف العراق مدعاة للجمال والغنى، حين تمثّله بموج يرتطم ببعضه بعضا ليصنع لنا الجمال الذي نشاهده حين نقف على الشّاطئ ...وهو أيضا خليط من الأضاء التي تبهج العين حين النظر ...
- تنثني الشاعرة على ذاكرة التاريخ لتبين أصل العراقي وعراقته..... فالعراقي هو : بابل وأشور وحمورابي والنخيل والسياب والجواهري والحدائق والمستنصرية والكوفة والبصرة ............ وليس :
*.... ضجيج غيوم…
* ولا أنين مطر...
- فليس هناك من طريق للخلاص : 
*فتيمم محراب وشاجي
*توضأ بقناديل تقاك
- هذا هو الحل عند "إنعام " ... أن نتعايش بالحب ... أن "نتقاتل" بالحب ...أن نجعل من تنوعنا لوحة فسيفسائية جميلة في متحف الإيمان (توضأ //محراب ) بربٍ واحدٍ هو رب كل الطوائف مهما اِختلفت تفاصيل الإيمان ..... 
- دون أن تلتفت إلى " ما يسطرون " .... مايسطره الأفاقون ... فهم لايريدونك إلا أن " "تكون " " خريفا أسوداً" يخبر عن نهاية العراق العريق ....
- لايمكن أن نشهد "عرس" العراق إلا من "دماء" العراقيين بمختلف أطيافهم .... اِستمع معي :
* ما يسطرون ….
*أن تَكُون… 
*محض خلايا خريف أسود
*لافتراء عقيم
*فالمدى بالعرس
*صب
*من دمائي ودماك
*كف عني
- تصوير حداثي بارع لحالة شعورية مريرة وفق تفاصيل "التأوّه والبوح " ، وشعرية طافحة تشي بشاعرة متمكنة من "هندسة" العلامات ... كما نرى كل العلامات - دون استثناء – يصحُّ اتّهامها .... 
- يسقط القلم من يدي ويتعب القلب والعقل معا وهما يسعيان إلى " لملمة هذا النسيج المتشابك من الخيوط .... ما أذكاك أيتها العراقية .
- في هذا المقطع نجد " مركز القصيدة "كفّ عنّي" في بدايته ونهايته ... وهو دليل الهمّ بالوطن الجريح .. واستبداد الحيرة والقلق الوجوديين بالذّات الشاعرة ومن هنا حكمت على هذا المقطع أنه أجمل المقاطع في القصيدة .
-لا زال الخطاب قائما لكن هذه المرة يتصل " مركز القصيدة "كفَّ عنِّي "بقفل بارع حينما تخلص الذات الشاعرة الى نها ية البوح وتستخدم هذا الأنزياح الجميل الذي يفوق كل وصف : 
* فترابي كفن بيتي
- لا يمكن أن يموت العراقي العريق إللا من أجل العراق و لا يمكن أن تكون نهايته إلا في حضن الفرات : 
*محراب رمقي 
*استَوطنَ ….
*أحضان الفرات 
*كُفَّ عَنِّي 
- البداية من: كُفَّ عَنِّي 
- والنهاية إلى :كُفَّ عَنِّي 
- فـ: كُفَّ عَنِّي .. كُفَّ عَنِّي .. كُفَّ عَنِّي 
لا يمكن أن أخرج من هذا الروض الماتع قبل أن أقول كلمةً أخيرة تجيب عن هذا السؤال : ما سرُّ الجمال في هذا النص ؟
في رأيي وازع الجمال هنا ثلاثة أمور ربما أشرت إليها ضمناً ولكن لا بأس بالتذكير : 
1/- التصوير الجميل :
- إن على مستوى الإستعارات الحداثية كقول الشاعرة :ارتدت وجنات القمر فساتين الدموع // خلعت خمرها حروفي/// ما غَرَستَ فيّ غرابيلِ الدَّجلِ..... 
- وإن على مستوى الرمز والترميز كاستخدام الرموز : المسيح / الفرات / القمر / النخيل / الشيخ / الذيول .....
- هذه الإنزياحات البارعة كانت في المكان الذي أعدّ لها بحق داخل النسيج سواءً تركيبيًا أو في مستوى الأستخدام الدلالي 
2/- انسيابية الأسلوب في التعبير فيظن القارئ للوهلة الأولى أن الشاعرة تخاطب حبيبا لفرط رقة بعض الجمل الشعرية إستمع معي الى قولها : كف عني / مزقت نور رموشي / أسدلت جفن الأمل / فتيمم محراب وشاجي.... وهذه تقنية جميلة وبديعة أن يبدع الشاعر رؤيته الفنية في دائرة غير دائرة الغرض الأساس .
3/- هذا المعجم الراقي والفصيح والنّحت الماكر من حيث الأستخدام كما أشرت في خضم الحديث عن فوبيا العلامات فالملاحظ أنه لا علامة هنا تؤدي معناها الحقيقي ؟ كلّ العلامات متّهمة تحتل مكانًا غير مكانها الذي وضعت له .
- خاتمة : لست في حاجة الى القول أن السيدة الفاضلة والشاعرة القديرة قد عبّرت عن مأساة بلدها أحسن تعبير فنقلت الينا الرسالة في وشاح حريري وان كان يكتنهه طهم الدم والقتامة فلطالما ذقنا من الحبيب الحلو مرراً كما تقول العرب 
- بقلمي / شاهين دواجي / الجزائر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق