الخميس، 26 مايو 2016

مراسلات مع النابغة الذبياني / الاديب ابو الباقر الربيعي / العراق

مراسلات مع النابغة الذبياني
تعال أيها الوطن وحيدا بعدما وزعني فيك الموت سفراء ناظم خيط بدأوا من لا عزاء لزبد جلد الفقراء وأنتهوا الى يا أيها الذين تقمصوا وجه الله مذبوحا .
(ألا الحياة بعدك من عدم 
لا ، فملء فمك جاد من نعم)
أ للموت سفير غير شجرة تنبت في ذهن عزرائيل تسقى بماء الفناء ؟
قالها ملء فمه ذلك الفقير قبل أن يسجى في عربة الأزبال صديقه العتال 
أمتلأ الفضاء موتا ، قال صديقه وهو يجمعه في كيس أسود بدل قيافته البيضاء :
لماذا كفه الأيمن يملأه البياض 
هي أمنياته الخمس وطردُ وصيةْ 
حملُ حاملٍ ويبدأ الضباب يغيير من لونه
( 1 )
أعترف النابغة الذبياني أنه سقط سهوا في ماهية القصيدة 
بدلا من أن يدق باب الصبح دق بابا للوجود المضبب بالرماد
على أقتاب صحراء بلا مجاذف تنز من خيبتها ضباء 
أعلمُ أن الإمامةَ بلوى تحيضُ على تقليد منابر من يهدون الى النار
مكتظةُ الثأراتِ من أيام سوق عكاظ 
وأعرف أن رقعة الشعر لم تعد زقاقا في ساحة التحرير تحت قضبان التمرد 
فنحن في زمن لم تهوى القصيدة أشفارها النائمة 
فأنتفضت .
لم تتنفس الطرق مواويل المدينة 
لم أر عينها دامعة في يديه 
وحجرها المكور طفل طلقت الدنيا أبواه
. . .
فقدنا وطنا في ليلة نابغية 
غاب وجه الشمس عنا
رقصنا في وهم دائرة الذهن وغربال الضوء بندقية تتصيد أفئدة المساء
يتيمم وجه غائب من خطوط الظل قبل أن تفيء على شعب بال الثعلب في رأسه
وتغوط الشيطان في ساسته 
إني أرى ما لا ترون 
وأرى 
منام الطير ينقر في إفق جناح غراب
فقد وجهته . 
أليست هذه القيامة !؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق