الاثنين، 30 مايو 2016

دراسة تحليلية بقلم فاطمة سعد الله/ تونس / لقصيد / تراكم ــ شممتها ـــــ فكان البقاء / للشاعر جاسم ال حمد / العراق


دراسة تحليلية بقلم فاطمة سعدالله 
لقصيد :تراكم ـــشممتها ـــ فكان البقاء 
للشاعر جاسم آل حمد الجياشي.
تراكم / ـــــــ شممتها / وكان البقاء 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
صدفة ــــــــــ وأنا 
في / ـــــــــــــــــ صحرائي القاحلة 
كان / ــــــــــــــــ اللقاء 
تدحرجت ـــــــــ قدمي 
بالقرب منها ــــــــــ جَفلت
شحب ـــــــــــ لونها 
لكني / ــــــ شممتها 
من / ـــــــــــــــــ يوووووووومها 
حبست أنفاسي 
لأحفظ عطرها 
كي / ـــــــــــ اعووووووووووووود 
لشمهااااااااا ــــــــــ مرة 
أخرى ـــــــــــــ فهممت 
بالرحيل / ــــــــــــــ لكنها 
همست / بأذني 
لاتتأخر !!
من يووووووووووووووومها 
أدمنت ــــــــــــ البقاااااااااااء 
كااااااااااااااااانت / تلك 
هي / زهرتي البرية 
البيضااااااااااااااااء 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ج – ح – ج -
تمهيد :: قرأتها ـــ فلم أتوقف عن قراءتها ـــ
1 التقديم
حرّكني هذا القصيد فوقفت حياله حائرة ..كيف أطرق بابه؟ وأي منهج أسلك ليتسنى لي العبور إليه والتعامل معه؟
أ أتعامل مع طبيعة النص باعتباره مظهرا ماديا فتكون دراسته باعتباره كتلا من المضامين نسعى الى استنطاق معانيها أم باعتباره تشغيلا للغة فتكون دراسته عبر كلماته من حيث الأصوات ومورفولوجيتها وفهم وحداته من حيث التراكيب أم أتجاوز ذلك إلى فهم معناه للبحث فيما تنتجه تلك المظاهر التركيبية والصوتية للنص من دلالات وأبعاد؟
أكدت جل مدارس النقد الحديثة أن النصوص إلى جانب ما تقدم هي فعل تواصلي بين الباثّ والمتلقي بإقامة علاقات تفاعلية بين الكاتب والقارئ على أن هذا الأمر يقتضي الاستعانة بالعلوم الإنسانية كالتاريخ وعلم الاجتماع وغيرهما مما يفسّر العلاقات بين الذات المبدعة والآخر المتلقي . 
دون أن يغفل المظهر الرمزي للكتابة التي تقدم النص باعتباره حدثا ثقافيا دالا يخضع لشبكة من العلاقات بين الدال والمدلول غير المألوف دون السقوط في التعمية والغموض .غير أني رأيت من الأجدر محاولة التوفيق بين هذه المظاهر في مجملها لإعطاء هذا النص حقه من التشريح وإخراجه مما يمكن أن يحيط به من الانغلاق والانفتاح به على مؤشرات دلالية وبنيوية تحدد جدته وتكامل نواته الشعرية مع إطاره السردي كأجمل مثال لقصيدة النثر الحديثة 
.
2 التحليل
ما شدني في هذا القصيد ــ من القراءة الأولى وعلى غير عادتي ــ
هو الشكل / الجانب الأسلوبي الفني .
لهذا النص جاذبيّة خاصة تطالعنا من العنوان : تراكم ــ شممتها ــ فكان البقاء .
كأني بتراكم لم يجدها الشاعر جاسم آل حمد الجياشي تفي بمراده فأضاف جملتين اختزل بهما كل الحكاية في فعل / ورد فعل.
فلم يكتفِ العنوان بوظيفة العتبة // النواة التي يتمدّد النص من خلالها وينتشر كبؤرة ضوء تنشر حولها هالة من سنا وإنما تجاوز ذلك إلى نوع من "مشاكسة" المتلقي ..يرمي إليه بالطّعم ويقول له: الحق بي ..تابعني ..اكتشف .
أول ما لفت انتباهي وشدني بسحر أخطبوطي هو هذه المزاوجة الواعية/ المقصودة بين البياض والسواد في المساحة النصية المخصصة لهذا القصيد .رسمها الشاعر جاسم الجياشي بذكاء واقتدار .
لا أحد ينكر أن القصيدة الحداثية اليوم باتت تعتمد تقنيات تعبيرية متعددة ومتنوعة ومختلفة الوظائف منها الاعتماد على الفضاء البصري للنص ك "تيمة" جديدة ذات حمولة دلالية تستمد جوهرها من سمات فنية وجمالية مختلفة أهمها هذا الجانب البصري : من كلمات مفاتيح / أيقونات بصرية أو نصّ موازٍ مسكوت عنه .
الفراغ/ البياض لا يقل أهمية في التعبير عن كتلة السواد/ اللغة وهذا بالذات ما أكسب هذا القصيد القدرة على الجذب والتأثير والمباغتة لأن الشاعر جاسم آل حمد الجياشي فهم أصول اللعبة وقرر تحدي المتلقي ومشاكسته .
لهذا أرى أن الشاعر كتب نصيْن متوازييْن أحدهما صرّح به فاعتمد اللغة/ السواد والثاني أفسح فيه المجال للفراغ/ البياض للانفتاح على احتمالات عدة شُحِن بها البياض . 
المزاوجة بين الكلام والصمت / التصريح والتلميح من التقنيات الجمالية التي نجح الشاعر الجياشي في توزيعها على كامل مساحة النص بكل اقتدار . لقد تخلى في مواقع عديدة عن امتلاء الفضاء النصي وبنى التعبير على الصمت فخصص مساحات البياض في تشكيل القصيدة اقتداء بفن الموسيقى الذي يعقد مع الصمت صلة مميزة وهذه علامة ايجابية تحسب للشاعر جاسم آل حمد الجياشي إذ أكسب نصه قيمة فنية مضافة : صورة وصوتا .
اعتمد على "تطريز" المساحة النصية المرئية بقانون الحركة الإيقاعية المموْسقة للنص : حركة احتباس للنفس كنوع من الانتظار ــ تفكير ـــ تساؤل ــ تأمل الخ .
" صدفة ــــــ و أنا 
في ـــ صحرائي القاحلة 
كان ـــــــ اللقاء .
فبين صدفة وضمير المتكلم أنا فراغ/ بياض / مساحة صمت . 
صمت مستفز ومشحون ..يحمل سرّا ما .. والسر يتطلب التخفي / عدم التصريح يتطلب الصمت وهذا البياض المنتظر يستفز المتلقي ويحرك لديه ملَكة التساؤل : صدفة؟ متى ؟ أين؟ وماذا حدث ؟ إلى غير ذلك مما يقفز إلى الذهن بإلحاح .
وبين" في" التي قد تستعمل للظرفية الزمنية والمكانية يتربع البياض من جديد ليحبس لدينا التنفس ويداعب غرورنا بالوصول إلى الإجابة المرجوة ولكنه يجانب ذلك إلى احتمال آخر وهو " صحرائي القاحلة " .
ولأن الشاعر واعٍ بما يهدف إليه من تميز في هذا القصيد اتكأ على تقنية فنية أخرى تتزاوج مع ظاهرة الإفصاح/ الصمت وهي التطريز بواسطة التشظي وذلك باختراق المألوف في بناء الجملة الإسمية :مبتدأ / خبر فكسر البناء التقليدي بل أضاف إليه الحال الذي توسط الخبر والناسخ ثم اسم الناسخ . وهذا لعمري اقتدار لم يسيء للبناء النحوي للجملة بل زاده بعدا بلاغيا مميزا. الشاعر هنا قدم الخبر ــ صدفة ــ ليس للإبراز ولفت النظر كما كان النحاة القدامى يرون وإنما أراد الشاعرــ الإدهاش ـــ بالإمساك بالقارئ منذ مصافحته الأولى للنص ولن يسمح له بالتقاط أنفاسه إلا عند الانتهاء / عندما يبوح الشاعر بالسر ويكشف المستور . وهذه التقنية المتمثلة في المراوحة بين الكشف والإخفاء ليست جديدة على الأدب العربي إذ عرفناها ــ مثلا ــ مع مقامات بديع الزمان الهمذاني مع بطله أبي الفتح الاسكندري : لثام / إسقاط له . ولكن الشاعر جاسم الجياشي أفاد من هذه التقنية كموروث ثقافي ثم أعطاها بعدا حداثيا متميزا ذا وظيفة تعليمية كأني به يخاطبنا قائلا : " إذا تعطل النطق وانحبس الكلام/ الفراغ فهذا لايعني غياب المعنى .فالمعرفة لا تكتمل والحقيقة بحث دائم فابحثوا بين طيات الصمت والفراغ ولا تكتفوا بالمكشوف / اللغة فللصمت أيضا دلالاته .
ويمكن لنا أن نتتبع هذه التقنية التي بني عليها القصيد فراغ / امتلاء فنتساءل هل هي مجرد فواصل بين الوحدات المعنوية التي بني عليها القصيد فيعتمدها المتلقي كإشارات عبور أم هي فواصل بين الأساليب تأخذ بأيدينا لتضع لنا نقاط الانطلاق وحدود الانتهاء بين الأساليب الإنشائية والخبرية أو الانتقال من السرد إلى الوصف إلى الحوار ؟
فقد انطلق القصيد بالسرد ومقوماته ليتحول إلى الوصف وما طرأ على الزهرة البرية من تحولات إلى الحوار المهموس وما كان له من فعل ورد فعل .
كما يمكن أن تضطلع هذه التقنية بوظيفة تتمثل في خلق التخييل لدى المتلقي ليفتح منغلقات الرموز على إمكانات التأويل التي ينفتح عليها الفراغ في لعبتيْ ما قيل / المرئي وما لم يقلْ / اللا مرئي . المصرح به والمسكوت عنه .
أما بالنسبة لي فلا أرى مانعا من إخضاع كل هذه الظواهر في وظيفة تمازجية تفيد من هذا وذاك ما دام النص قادرا على استيعابها . فللفراغ احتمالات واسعة لا يمكن أن تحد بقيْد .
لقارئ هذا القصيد أن يلاحظ ظاهرة التكرار ــ وإن لم تكن كثيرة ـ فهي موجودة وموظفة عن قصد بوعي وإدراك وظفها الشاعر ك " لازمة" تنبثق عن ضرورة إصلاح الافتقار الإيقاعي الذي يحدثه السرد / التتابع الخطي الذي تقتضيه عملية الحكْي تضعف النسق الإيقاعي الذي تحتاجه شعرية النص فيأتي التكرار كلازمة إيقاعية شبيهة بالتقفية تعيد التوازن للنص فلا يتغلب السرد على الشعر ولاتضيع حبكة الحكْي من السرد . فبعدما أخبر الشاعر عن الصدفة التي أتاحت اللقاء وحدد مناسبتها ـ تزحلقت قدمي ـ وظرفها/ إطارها المكاني : صحرائي القاحلة حدد الفاصلة " من ذلك اليوم " لتكون مرحلة مستقلة من الحدث ومن الحال . تنتهي الوحدة الأولى باللقاء الذي أعقب شما أعقب هو بدوره قرارا بالاحتفاظ ب " الرائحة " للعودة إليها لمافيها من قدرة على انبثاق الحياة يعود من جديد إلى تكرار اللازمة " من يومها " هذا اليوم المصيري الذي ولدت معه إشراقة الهمس . لقد أبدع الشاعر في " أنسنة " الزهرة التي انفعلت فتفاعلت مع هذا الحضور الباعث للحياة المخصب للنبض . وبتغيير حرف واحد ينقلب اللقاء إلى بقاء وتنقلب الصدفة إلى رغبة واختيار . وتتحول صديقتنا المقنّعة المتخفية وراء ستارة الإدهاش صديقتنا التي أحرقنا الترقب لكشف نقابها ..تتحول من عطر يملأ الخياشيم إلى همس يطرب السمع ..لقد زرع فينا الشاعر بكل اقتدار الفضول حد الشهيق دون زفير مما حقق له القدرة على الاحتفاظ بحقه الشرعي في الإخفاء والإدهاش اللذين يخدمان صالح الحبكة السردية .. لنا أن نتساءل منذ البداية من هي ؟ أهي غزالة جفلت من صياد أم هي غادة تبترد من لظى الصحراء في ظل شجرة يتيمة أم ..أم ..؟ ويسارع الشاعر جاسم الجياشي بمضاعفة المغالطة / الممتعة فيقتنص لحظة الجفول ويقبض على ملمح الشحوب خوفا أو خجلا ..إنها هي الجميلة المرتقبة / حبيبة في إطار غريب مكانا وزمانا ..كائن مؤنسن ..يندهش ويجفل ويشحب لونه بل يهمس راجيا الإسراع بالعودة / تجديد اللقاء وماهذا إلا نوع من البوح الخجول بالتعلق والرغبة . يعبق عبيرها فتدنيها الأنامل من الأنف يسري الخدر وتنبعث الحياة / تزهر الصحراء ويتأنسن النبات . 
يغيّر الشاعر المسار الطبيعي لعملية التنفس شهيق / زفير فألغى الزفير ليضمن "البقاء" لهذا الأريج / إكسير حياة . وكيف سيكون تخزين العطر لولا هذه العملية التنفسية المبتورة / الممتعة ؟ لقد اكتفى بالشهيق ليقبض على لحظة البعث / الحياة ويخزنها / الخلود . وليس هذا هينا بل سيقتضي جهدا وتضحية كأنه يقول : " اجمعوا نصف الحياة إلى نصف الموت لتكون المتعة / الغنم / الخلود ..ولكن لماذا البقاء إذا حصلنا على الغنيمة ؟ هي هنا مخزنة ..شهقة عطرة ..شهقة هاربة / تهم بالرحيل بهذا الغنم السرمدي المقدس / عطر البعث والحياة ..ويأتي الحدث المذهل / أيقون البقاء ..هذه الهمسة المفاجئة / المعجزة الزهرة البرية البيضاء تعي جمال اللقاء .. سرت أنساغ الحياة فيها فانفعلت بل رغبت هي أيضا في الاحتفاظ بهذا اللقاء / لا تتأخر لتضمن البقاء والحياة التي اكتسبتها بسحر اللمس والشم ..تهمس بغنج وحياء وترجوه ككل حسناء عاشقة تتمسك ببقاء من أنعشها لقاؤه الخاطف وأحيتها أنفاسه الدافئة . وبين المنطوق والمسكوت عنه "عد إليّ ..تعلّقت بك ..بل أدمنتك ..قصة صامتة تنتهي بالتفاعل والانسجام والاحتواء / بعث وديمومة .
ويعود الشاعر بذكاء أكثر إلى تلك اللازمة "من يومها " فاتحة التعلق المتبادل والتفاعل الساحر ..من يومها حبست أنفاسي ..من يومها أدمنت البقاء ..تدرج تصاعدي في التفاعل ..تعلق / إدمان ..يصعب التخلص منه إن لم نقل يستحيل . 
وهاهو يمرر معلومةلا تكاد ترى ..أدمن البقاء ..فلا رحيل إذًا ولا انتظار للعودة . لعله اتحد مع زهرته البرية وامتدت جذوره تغذي جذورها في حالة احتواء نقي وفيض ناصع البياض ..إنها زهرة بيضاء وحمّل هذا اللون كل الرموز الممكنة من طهر ونقاء وإشراق إلى غير ذلك وهي برية لم تدنسها الحضارة العصرية بما يشوه نقاءها فنحن نعلم أن الإنسان طيب وخيّر بطبعه والحضارة هي التي تفسده وتشوه تلقائيته ..
ولا يفوتني أن أعود إلى هذا النص الشعري الذي عانق تقنيات السرد بكل مقوماته فهي حاضرة حضورا مختلفا ومميزا أراده الشاعر سمة مسجلة خاصة به ..فكان الزمان غير محدد بيوم أو ساعة أو إشارة ما ..فهو صدفة ليحمل هذا البعد الزمني وظيفة السمو باللقاء إلى مصاف حسن النية والبراءة فلقد نفى عنه التخطيط المسبق وما يمكن أن يخفيه من سوء نية فألبسه ثوب البراءة وعطره بالعفوية .أما المكان فهو " صحرائي القاحلة " .لمَ أطلق على الصحراء صفة القاحلة وهي معروفة بذلك ؟ 
كل صحراء يمكن أن تكون فيها نباتات برية أو أعشاب متناثرة متباعدة لكنه في الحقيقة يحدثنا عن صحراء مميزة ــ صحرائه ــ قد تكون الحياة اليومية أو الوجدانية .لقد أكسبها بعدا أوسع بهذه الصفة ليعطي مذاقا خاصا للمعجزة التي حدثت . فالباثّ هنا ذات متعطشة للارتواء بالحياة ..ذات صحراوية قاحلة في انتظار الاخضرار والبعث ..لذلك أن تزهر فيها مثل هذه الزهرة بكل مدلولاتها الرمزية هو منتهى الدهشة وبنكهة الانتصار للحياة/ البقاء . تتسع دلالة الذات هنا لتحتضن الوطن والإنسانية جمعاء ..إذ يمكن إسقاط البعث والإحياء الذاتيين ــ هذا الحب الذي ولد صدفةــ على العراق ككل ويولد عن وعي وإدراك بخطورة المرحلة وبأهمية التغيير ويسحب أيضا على الإنسانية بنطاق أوسع ..فبحركة شم حدث الإحساس بالآخر وبحركة لمس تم بعث الآخر فكل فعل ايجابي يقابله رد فعل ايجابي الحب/ الحب العطاء / العطاء البناء / البناء إلى غير ذلك ..الحدث في النهاية كان لقاء تولّد عنه البقاء..حركة سقوط مادي نتج عنها فعل ارتقاء روحي .. وتبقى الزهرة البيضاء البرية منفتحة على كل الاحتمالات ..تحتفظ بسرها ولن تبوح به إلا لمن ينجح في استنطاقها .
3 الخاتمة
في النهاية أرجو أن أكون قد لامست بعض ما رسمه الشاعر جاسم آل حمد الجياشي في قصيدته من أبعاد معنوية ورمزية وتقنيات جمالية وكأي انسان عادي لاأدعي الكمال فأترك لغيري المزيد من البحث والنجاح في العثور على أسرار جمالية أخرى . لعل هذه المقاربة تكون فاتحة تقريب بين المسكوت عنه والمنطوق المصرح به في توشيحية شفافة وموقعة بتناغم يفوح بعطر الاقتدار والحرفية .
انتهى / فاطمة سعدالله

هناك تعليقان (2):