السبت، 9 يوليو 2016

مقبرة الرماد / للاستاذ قاسم وداي الربيعي / العراق

مقبرة الرماد
____________
تدبُ فيهم الحياة ويجتمعون مثل الطيور
مواعيدهم تسرق جوف الليل
مجتمعون مثل فوانيس على قارعةِ الظلام
يحلمون بيومٍ مشبع برائحةِ زفاف وموسيقى شعبية
وحدهم , والأماني تملأ الجيوب عشق وجنون
ما كانوا يعلمون أن رائحة الدخان ستغطي الأفق
كالحة تلك اليقظة التي تترقبهم
بلدٌ منسي وقدم صبي
هجرهم النعاس وسط قداس الغبطة ولمسة باردة
مناديل المعشوقات تملأ جيوبهم
الواحدة بعد منتصف الفرح
يأتي الرهان أظافر وجلود طرية
يا هذا عجل فلم تشفع للقبحِ صلوات الشباب
سترى ثوب النار ، ثوب عهرنا المزمن
استغاثة الحُلم حقول تُنتهك
وصراخكم بلد منسي وحضارات يأس
عند نهاية المدن الهزيلة ستحلقون بركاب الشهداء
تشيعكم أصابع الندامة
ومقابركم رماد
خفافا سيهرب الفرح صوب دموع الأمهات
تضج نفوسنا بالندم والخذلان
مسروقون سادتي الشهداء
كنتم أقبح فصل في مسرحية الصدى والحريات
تعفنت وجوه ساستنا
وألويتنا كانت محض سراب . حين فرَ الجميع
بارعون نحنُ في تشيع الجنائز
أصابنا الخرس يعترينا الوهم الأكبر
بدو, طعامنا رمل الصحراء وحلمنا عكاز وضحكة عرجاء
هذا الرماد جلود صبية وعصافير فجر
أرحلوا بهدوء سيختفي الدليل وتحبس الأنفاس
جميعنا قتلى
مرات ومرات
جميعنا رماد في مملكة الجناة
سلاما شهداء الكراده
...................... قاسم وداي الربيعي ....بغداد \ العراق ..2016.......
_________________________________________________

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق